الحمد لله خلق فسوى وقدر فهدى قلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة اذا تمن ان عليهم نشأة الاخرى تعالى واشكره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اه اما بعد فاتقوا الله عباد الله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله اظهرت تقارير وزارة العدل تزايد حالات الطلاق في السنوات الاخيرة وانه قد بلغ اجمالي عدد صفوف الطلاق في العام الماضي سبعة وخمسين الفا خمسمئة وخمسة وتسعون صكا مرتفعا عن العام الماضي بنسبة ثلاثة عشر في المئة وهذا رقم كبير مرتفعا عن العام الذي قبله بهذه النسبة وهذا رقم كبير وهذا يعني ان اكثر من سبعة وخمسين الف اسرة يتشتت شملها ويقوض بناؤها في العام الواحد مما يستدعي مزيدا من الاهتمام والعناية من ارباب التوجيه والارشاد في المجتمع بدراسة اسباب حالات الطلاق والسعي للمعالجة والتقليل من حالات الطلاق ما امكن واسباب الطلاق كثيرة ومتنوعة وسنخصص الحديث في هذه الخطبة تخصصه على سبب واحد وابرز اسباب حالات الطلاق تتفرع عنه. وهو عدم قيام احد زوجين او كليهما بما عليه من حقوق وواجبات تجاه الطرف الاخر ان لكل من الزوجين حقوقا وواجبات وعلى كل منهما حقوق وواجبات تجاه الطرف الاخر. فان قام كل منهما ما عليه من الحقوق والواجبات حصل الاستقرار والسعادة. وان قصر احدهما او كلاهما في القيام بها حصلت المشاعر اكل التي ربما تنتهي بالطلاق ويؤثر ذلك سلبا على الاولاد وربما كان من اسباب انحرافهم ومن هنا فينبغي لكل من الزوجين ان يعرف ما عليه من حقوق وواجبات وان يؤديها بقدر المستطاع فانه بذلك يرضي ربه اولا ثم يحصل على جزاء معجل يتمثل في الاستقرار الاسري والسعادة عباد الله ان حق الزوج على زوجته عظيم. وقد اثنى الله تعالى على النساء الصالحات المطيعات لازواجهن. فقال سبحانه فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره وقول تعالى فالصالحات اي من النساء قانتات قال ابن عباس وغير واحد يعني مطيعات لازواجهن حافظات للغيب اي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله بما حفظ الله فعلى الزوجة ان تطيع زوجها فيما يأمرها به ما لم يأمرها بمعصية الله فان امرها بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان اسجد لبشر لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها وفي رواية لما عظم الله عليها من حقه اخرجه احمد بسند جيد ان طاعة الزوجة لزوجها هي طاعة لله عز وجل. تؤجر عليها المرأة مع النية الصالحة. والنبي صلى الله عليه في هذا الحديث يخبر انه لو جاز ان يسجد بشر لبشر لكان اولى الناس بذلك الزوجة مع زوجها لعظيم حق على زوجته ومما يدل على تأكد حق الزوج ان الاسلام قد رتب الوعيد الشديد على عصيان المرأة لزوجها في اخص خصوصيات الحياة الزوجية وهو الفراش. ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح. وفي رواية لاحمد اذا دعا الرجل امرأته الى فراشه فابت ان تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي رواية اخرى يقول عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته الى فراشه فتأبى عليه الا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها. فدل هذا الحديث على ان معصية المرأة لزوجها في اخص خصوصيات الحياة الزوجية انه سبب لسخط الله تعالى وللعنة الملائكة لها. وهذا وعيد شديد وفيه دلالة على ان عصيان المرأة لزوجها في في ذلك الامر انه من كبائر الذنوب لانه رتب عليه لعنة الملائكة وهذا الامر وهذا لا يكون الا على كبيرة ومما يدل على تأكد حق الزوج على زوجته ان الاسلام حرم على المرأة ان تصوم صيام نافلة الا باذن زوجها ما دامها زوجها حاضرا ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة ان تصوم وزوجها شاهد اي حاضر الا باذنه فسبحان الله انظروا كيف ان الاسلام حرم على المرأة ان تصوم صيام النافلة الا باذن الزوج. مع ان الصوم من افضل والطاعات ولكن لما كان ذلك يتسبب في تفويت بعض حق الزوج في الاستمتاع بزوجته حرم على المرأة ان تصوم الا باذنه عباد الله ينبغي توعية النساء عموما والزوجات على وجه الخصوص بعظم حق الزوج على زوجته. فان تقصير بعظ النساء في القيام بحقوق ازواجهن راجع اما لجهلهن بعظم حق الزوج. وان القيام بطاعته ليس ليس عادة او عرفا وانما هو عبادة وقربة وطاعة لله عز وجل. او ان التقصير يكون راجعا الى التساهل. والا مبالاة الزوج فينبغي ان تذكر المرأة بان تساهلها بالقيام بحق زوجها يعرضها لسخط الله عز وجل. وينبغي للاباء والامهات على وجه الخصوص ان ان يوصوا بناتهم بالقيام بحقوق ازواجهن واحسان عشرتهم. فان في ذلك المصلحة لبناتهم المتمثلة في الاستقرار والسعادة الزوجية. اما اذا كان الاباء والامهات يحرضون بناتهم على التمرد على الازواج وعلى عدم طاعتهم اما بطريق مباشر او غير مباشر وبقصد وبغير قصد فان هذا يكون سببا بالشقاق وهدم الحياة الزوجية وهدم العلاقة الزوجية التي مع مرور مع مرور الوقت وربما في نهاية المطاف يؤدي هذا الى الطلاق عباد الله وفي المقابل فان للزوجة على زوجها حقوقا وواجبات. ينبغي ان يعيها الازواج حتى لا تظلم المرأة ولا يبخس حقها فمن ذلك المعاشرة بالمعروف كما قال الله سبحانه وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي. وقد اوصى بالاحسان بالاحسان الى النساء ومعاشرتهن بالمعروف في اعظم مجمع اجتمع الناس فيه في عهده عليه الصلاة والسلام حين خطب الناس في عرفة في حجة الوداع فقال الا واستوصوا بالنساء خيرا فانهن عوان عندكم وفي رواية فاتقوا الله في النساء فانكم اخذتموهن بامان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ويقول عليه الصلاة والسلام اللهم اني احرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة قال النووي رحمه الله اي الحق الحرج وهو الاثم بمن ضيع حقهما واحذر من ذلك تحذيرا بالغا وازجر عنه زجرا اكيد ومن حقوق الزوجة على زوجها ان ينفق عليها الزوج كما قال الله سبحانه لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها والنفقة تشمل الطعام والشراب والكسوة وسائر ما تحتاج اليه الزوجة عن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة احدنا علينا؟ قال ان تطعمها اذا طعمت وان تكسوها اذا اكتسيت ولا اضرب الوجه ولا تقبح ونفقة الزوجة على زوجها واجبة حتى وان كانت الزوجة غنية الا ان اسقطت حقها من النفقة. وان بعض الازواج فيقتر في الانفاق على زوجته ولا يدفع لها النفقة الا بعد مماطلة والحاح شديد. وربما اذا دفع النفقة لم ادفعها كاملة مع قدرته على ذلك الا فليعلم هؤلاء بان هذا التقصير تقصير في حق واجب عليهما ثم ليستحظر الزوج بان ما ينفقه على زوجته انه ومأجور عليه مع النية الصالحة. قد جاء في الصحيحين عن ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انفق المسلم نفقة على اهله وهو يحتسبها كانت له صدقة ويقول عليه الصلاة والسلام واعلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في وقد قرر الفقهاء ان الزوج اذا سافر فللزوجة ان تطالب بنفقتها من الزوج حتى وان كانت في بيت اهلها فهذا حق واجب واجب للزوجة. بل ان اهل العلم ذكروا ان الزوج اذا قصر في النفقة على زوجته وبخل بهذه النفقة جاز لها ان تأخذ من ماله بغير علمه بالمعروف فقد جاء في الصحيحين عن امرأة ابي سفيان انها اتت للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان ابا سفيان رجل شحيم لا يعطيني ما يكفيني وولدي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف وعلى الازواج ان يقوموا بالنفقة على زوجاتهم وعليهم المعاشرة بالمعروف وان يتعاملوا بكريم الخلق وان يتغافلوا ولا يدققوا فان بعض الازواج يدقق في كل شيء ويريد محاسبة المرأة على كل شيء. والمرأة اذا حسبت اذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء. فلابد من التغاظي ولابد من التغافل ولابد من استحضار ان المرأة خلقت من ضلع عوج كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وانها لا يمكن ان تستقيم على طريقة فالمطلوب هو التغافل وعدم التدقيق تسامح والمعاشرة بالمعروف ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام فان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وان اقمتها كسرتها وكسرها طلاقها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من ايات والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم المسلمين التواب الرحيم الحمد لله رب العالمين ما من رحيم ما لك يوم الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين اشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين سلم تسليما كثيرا اما بعد فان خير الحديث كتاب الله قال الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثات بدعة وكل بدعة ضلالة عباد الله اخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فادناه منهم فادناه منه منزلة اعظمهم فتنة يجيء احدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول له ابليس ما صنعت شيئا ثم يجيء احدهم فيقول ما تركت فلانا حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويلتزمه ويقول نعم انت نعم انت وفي رواية اخرى عند مسلم ان عرش ابليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس. فاعظمهم عنده منزلة اعظمهم فتنة فدل هذا الحديث على ان الشيطان حريص غاية الحرص على الايقاع بين الرجل وزوجته حتى يسعى للتفريق بينهما ان استطاع وما ذاك الا لعظيم الضرر المترتب على الايقاع بين الزوجين فان فيه تقويضا لبيت اسرة مسلمة وفيه هدم لبيت بني في الاسلام وفيه قطع لما امر الله به ان يوصل وفيه تشتيت للاولاد وتضييع لهم ولهذا فان الشيطان اللعين يعرف عظيم الظرر الكبير المترتب على الايقاع بين الرجل وزوجته حتى ينتهي الامر في نهاية في المطافئ الى الطلاق ولهذا فانه يحرص على هذا الامر غاية الحرص وابليس اللعين يدني هذا الشيطان عنده لانه يعلم عظيم الظرر المترتب على ذلك واذا نجح واذا نجح في واذا نجح الشيطان في ذلك اذا نجح الشيطان في تأجيج شرارة الخلاف بين الزوجين فانه لا ان يسعى ويؤجج الخلاف كثيرا حتى ينتهي بالطلاق عباد الله ان العلاقة بين الزوجين علاقة سماها الله تعالى ميثاقا غليظا فهي علاقة مقدسة علاقة لها شأنها وقدرها في الشريعة الاسلامية. فعلى الزوجين ان يعي ذلك وان يعظم شأن هذه العلاقة وان يقوم كل منهما بما عليه من الحقوق والواجبات تجاه الطرف الاخر. كما قال الله تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف والزوجان اذا اتقي الله تعالى وقام كل منهما بما عليه من الحقوق والواجبات. حصل الاستقرار والسعادة مما يكون سببا في صلاح الاولاد لان استقرار الاسرة والاستقرار بين الزوجين يؤدي الى صلاح الاولاد والى ان يكون الاولاد مهيئون نفسيا اما اذا كان هناك شقاق ونزاع بين الزوجين فان هذا يؤثر سلبا على الاولاد عباد الله ويلاحظ في السنوات الاخيرة ازدياد تجرؤ بعض النساء على طلب الطلاق او الخلع من ازواجهن من غير ما بأس او ولاسباب تافهة وهذا قد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ويقول عليه الصلاة والسلام المختلعات والمنتزعات هن المنافقات اي المخترعات بدون سبب التي تطلب الخلع من زوجها بدون سبب معتبر شرعا فان هذا ليس من فعل المؤمنات الصالحات وانما هو من فعل المنافقات. فعلى المرأة ان تتقي الله عز وجل والا تطلب الطلاق او الخلع الا عند الضرورة القصوى بعد استنفاذ جميع الحلول لاصلاح المشاكل الزوجية وعلى اهلها ان بالحكم الشرعي وان يبصروها كذلك بالاثر الاجتماعي السيء المترتب على ذلك وخاصة على الاولاد الذين غالبا يكونون هم عند حصول الطلاق او الخلع الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك وقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اللهم ارضى عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اذل الكفر والكافرين اللهم ابرم لامة الاسلام امرا رشدا. يعز فيه اهل طاعتك ويهدى فيه اهل معصيتك. ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم وفق ولاة امور المسلمين وتحكيم من شرعك واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا وولي عهده لما تحب وترضى ولما فيه صلاح البلاد والعباد ولما فيه عز الاسلام والمسلمين وقرب منهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق. اللهم انزل لنا من بركات السماء. اللهم اخرج لنا من بركات الارظ. اللهم ونستغفرك انك كنت غفارا. اللهم فارسل السماء علينا مدرارا. اللهم انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. ربنا لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين