ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاتقوا الله عباد الله. اشكروه على نعمه. قوموا بحقه. فقد تأذن لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ايها المؤمنون عباد الله نعم الله على خلقه تترى وما بكم من نعمة فمن الله. ومما انعم الله تعالى به على البشر ما يسر لهم من من النبات الذي به يدركون مصالح معاشهم. قال تعالى وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرج به نبات كل شيء. فاخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا. ومن النخل من طلع حق دانية وجنات من اعناب. والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه. انظروا الى ثمره اذا اثمر ان في ذلكم لايات لقوم يؤمنون. ان مما انعم الله تعالى به على عباده. ما يسر من هذه الخيرات التي تخرج من الارض وقد امتن الله تعالى عليكم بذلك في مواضع كثيرة من كتابه اشكروه وتقوموا بحقه الا ان من اكثر ما امتن الله تعالى به على الناس في كتابه الحكيم. من انواع النبات النخيل. فقد ذكره الله تعالى في مواضع عديدة اظهر فيها عجيب صنعه فقد قال الله تعالى والنخل باسقات لها طلع النظير. وبين فيها انواعا كثيرة وان الله تعالى قد تفظل بتفنن هذه الانواع رغم ان ماءها الذي تسقى به واحد. قال تعالى صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد. ونفضل بعضها على بعض في الاكل. وذكر فيها طيب النتاج تعالى ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا. فالنخلة غذاء مبارك فبيت لا تمر فيه جياع اهله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عائشة يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع اهله. فاشكروا نعم الله تعالى عليكم بما يسر لكم من هذه الانعام وهذه الخيرات الكثيرة التي لله فيها حق فاحفظوا حقه فيها لتشكروا انعامه عليكم بها ايها المؤمنون عباد الله ان من شكر نعم الله عز وجل على عباده في هذا النخيل الذي ينتج هذا الثمر المبارك ان ان يعرف الانسان ما اوجب الله تعالى فيه. فمما اوجب الله تعالى على الناس في النخيل وثمارها. زكاة التمور جاء ذلك في احاديث نبوية وقد اجمع عليه علماء الامة فلا خلاف بين اهل العلم ان التمر اذا بلغ نصابا وجبت فيه الزكاة ونصاب الزكاة ونصاب التمر بينه صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه مسلم من حديث جابر ليس فيما دون خمسة اوسق من تمر صدقة. والوسق ستون صاعا وهذا لا خلاف فيه بين اهل العلم. فيكون نصاب التمرين ثلاث مئة صاع فاذا بلغ ذلك وجبت فيه الزكاة وهو بالحساب المعاصر قريب من ست مئة كيلو تقريبا ولذلك ينبغي للمؤمن ان يحرص على احصاء ما عنده من ثمرة النخيل سواء كان ذلك في بيوت او في استراحات او في مزارع او في غير ذلك من المواضع. وان الطريق الذي تقدر به هذه الانصبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هو الخرس اي هو التخمين والتقريب لقدر ما لقدر ما في النخل الذي تملكه من الثمرة التي تبلغ نصابا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سهل ابن ابن ابي حثمة اذا خرستم فخذوا ودعوا فان لم تدع الثلث فدعوا الربع. ايها المؤمنون عباد الله اذا احصى صاحب النخيل نتاجه سواء في بيته او في مزرعته او في استراحته من جميع انواع التمور ووجد انها قد بلغت نصابا ست مئة ست مئة كيلو تقريبا. فالواجب فيها عشر النتاج اذا كانت لا تسقى بكلفة. واما اذا كانت تسقى بكلفة فان الواجب فيها نصف العشر. وهو خمسة في المئة من ناتج في هذه النخيل. قال صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر. فاتقوا الله عباد عباد الله واشكروا نعمه عليكم بالمبادرة الى اخراج ما اوجب عليكم في اموالكم. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما اما بعد فاتقوا الله عباد الله. اتقوا الله تعالى وتفقهوا من دينه ومن احكام شرعه. ما تقيمون به دينكم وما تتحقق وما تحققون به العبادة له على الوجه الذي شرعه لكم. ايها المؤمنون عباد الله ان زكاة النخيل انما اتجب على من بدا صلاح الثمرة وهي في يده. فان زكاة فان زكاة ثمرة النخيل لا تجب الا بعد بدو الصلاح اي بعد ابتداء تلوين التمر احمرارا او اصفرارا. فمن كان عنده نخيل وبدا صلاحه وجبت فيه الزكاة الا ان يكون قد باع النخيل قبل هذا الاوان كان يبيع مزرعته او ان يبيع استراحته او ان يبيع بيته قبل وقت التلوين فانه لا يجب فيه زكاة كذلك الذين يؤجرون النخيل فانه اذا كان التأجير ومنفعة النخيل للمستأجر فان الزكاة على المستأجر على مالك العين. ايها المؤمنون عباد الله ان طريق اخراج الزكاة في التمور ان يخرج من من جنس ما وجبت فيه الزكاة. فيخرجه تمرا لا رطبا ولا بلحا. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يخلص العنب فيخرج زبيبا وامر ان يخرص النخل فتخرج زكاته تمرا كما جاء ذلك في السنن عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واذا كان لدى الانسان اكثر من نوع فانه يجب عليه ان يخرج من مجموع الانواع التي عنده ذلك بضم بعضها الى بعض لتكميل النصاب. والاصل ان يخرج زكاة كل نوع من انواع التمر من نفس النوع. فيخرج عن العجوة عجوة وعن السكري سكريا وهكذا فانشق ذلك فيجوز اخراج اوسط انواع النخل عن جميعه. والواجب ان يتجنب مؤمن في اخراج الزكاة ان يقصد الرديء فان ذلك لا يجوز. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذه الا ان تغمضوا فيه. واعلموا ان الله غني حميد فما تقدمه من خير انما تقدمه لنفسك. فاختر لنفسك ما تحب ان تلقاه بين يدي ربك. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك من لدنك رحمة يا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في اوطاننا واصلح امتنا وولاة امورنا. وفق ولي امرنا الى ما تحب وترظى. خذ بناصيته الى البر والتقوى سدده في الاقوال والاعمال يا ذا الجلال والاكرام. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا سنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ايها المؤمنون عباد الله اكثروا من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فان صلاتكم معروضة عليه في هذا اليوم اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد