ولكم فيها ما تدعون قال سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الحمد لله الذي امرنا بدوام الطاعة والاستقامة وبشر الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا بالفوز والكرامة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم القيامة اما بعد اوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ايها المسلمون فارقنا رمظان وهكذا هي ايام الهدى وليال التقى يأتي على مهل وتنقضي على عجل فارقنا رمظان وودعنا شهر الصبر والايمان بعدما صار المسجد بيتا لكثير من العباد واصبح القيام حالا لكثير من العباد وصارت التلاوة مذللة بالسن كثير من المؤمنين حتى لتكاد تعرف المؤمن من غيره والصادق من الكاذب وهذه هي احوال الازمنة الفاضلة ولوقات الفاضلة تبينوا فيها المجدون والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فهنيئا ثم هنيئا ثم مريئا لمن جعلهم الله في رمظان من المقبولين وجبر الله سبحانه وتعالى كسر المحرومين اخوة الايمان ان المؤمن يعبد الله الذي هو رب رمضان ورب سائر الشهور والايام فمن كان يعبد الله في رمضان فانه عبد عرف ربه في وقت ثم يغيب عن معرفته في اوقات اما من يعبد الله وعلم في قلبه عظمة الله وجلاله وكماله وتلذذ بذكره وبتلاوة كلامه وتشرف بالقيام بين يديه وبرفع اكف الضراعة بين يديه لان كان يقول قد ودعنا رمظان فحاله يقول اني وجدت الله فمن كان يعبد رمضان فان رمضان قد انقضى ومن كان يعبد رب رمظان فان رب رمضان معبود في كل وقت وفي كل مكان وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهو الحكيم العليم نعم ان الشرع الحكيم شرع للمؤمنين الفرائض والنوافل لكي يمكنه طرق الباب بين يدي الله متى ما شاء ولا يكون ذلك مقتصرا على رمضان او على غير رمضان هنيئا لمن سمع هذا الحديث فعمل به وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه رواه البخاري فلنحرص على شيء من القيام قد تكون حتى نكون من المحسنين على الدوام كما قال الملك القدوس السلام عن المؤمنين المحسنين انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وفي حديث ابي امامة رضي الله عنه قال رسولنا صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين فانه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة الى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للاثم رواه الترمذي وغيره وحسنه الالباني واقل القيم ركعتان بعد العشاء تركعهما ثم توتر بركعة او ثلاث وافضل القيام ما كان في وقت السحر في الثلث الاخير من الليل ومن عجز عن هذا فليحرص على حضور الجماعة لا سيما العشاء والفجر ففي حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون يا سعد من يبشر يا فلاح من يبشر يا فوز من تحضره ملائكة الرحمة ثم يقولون له نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم عباد الله ان الله تعالى شرع الصيام في غير رمضان نوافل وتطوعات ومن افضل ذلك ما جاء في حديث ابي ايوب الانصاري بعد شهر رمضان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمظان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم في صحيحه ولا يلتفت الى من ضعفه فان الائمة على قبول هذا الحديث ومما شرعه النبي عليه الصلاة والسلام للمؤمنين العباد المحبين للصيام الذين يريدون باب الريان صيام يوم الاثنين والخميس وثلاثة ايام من كل شهر ففي ذلك المغفرة وعظيم الاجر ومن اعتاد في رمظان البذل والعطاء معاشر المسلمين فليحافظ على البذل والعطاء ولو بالقليل ولو بالقليل كل يوم ليكون ممتثلا امر مولاه واقيموا الصلاة فصلى الصلوات في اوقاتها واتوا الزكاة فاداها لما حال الحول واقرضوا الله قرضا حسنا. فتصدق بصدقة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا تجده في صحيفتك يوم تموت ثم تدر الصدقات الجارية عليك وانت ميت ينساك الناس واثار صدقاتك واثار اوقافك واثار اعطياتك تدخل عليك حسنات وانت تحت الثرى اللهم انا نسألك ان تجعلنا من المقبولين. اقول ما سمعتم واستغفر الله العلي العظيم. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جل في علاه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعده عباد الله اتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم واشكروه على نعمه كما امركم يزدكم من فضله كما وعدكم ايها المؤمنون انه قد اجتمع في مثل هذا اليوم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى العيد ثم قال ايها الناس انا مجمعون فمن شاء منكم فليبقى وليصلي معنا الجمعة ومن شاء ان ينصر فلينصرف لكن وقع الاتفاق العلماء على ان من لم يحضر للجمعة فعليه الظهر فرضا ومن قال بانه لا ظهر عليه فقول شاذ متروك لا يلتفت اليه ايها العباد ليس للعبادة ووقت انتهاء وتاريخ نهاية حتى يأتيك الاجل فان الله يقول في سورة الحجر لمن كان له حجر وعقل واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال الحسن البصري رحمه الله ان الله لم يجعل لعمل المؤمن اجلا دون الموت وكان نبينا صلى الله عليه وسلم امام العباد وخير العباد اكثر الناس عبادة في اخر حياته حتى كانت عائشة تقول ان اكثر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده قبل ان يموت بايام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ايها المؤمنون كان سلفكم الصالح اذا انقضى رمضان لا يتركون الدعاء ويتضرعون الى الله. فوالله لن تجد ركعة مقبولة في صحيفتك فلك النجاة اوليس قد كنت مستقيما فمن استقام فعليه بالقيام ومن اقام فعليه بالثلث الاخير من الليل والناس نيام وافش السلام واطعم الطعام تدخل الجنة بسلام يقول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كونوا لقبول العمل اشد هما منكم بالعمل الم تسمعوا الله يقول انما يتقبل الله من المتقين انما يتقبل الله من المتقين وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول لو اعلم ان لي ركعتان لو اعلم ان لي ركعتين متقبلتين لتمنيت الموت ايها المؤمن استمر في مجاهدة النفس فان المغريات كثيرة واعلم ان الدنيا لا تنفعك وان زادك عند الله طاعتك وقرباتك فانتهي عن المعاصي والمنكرات كما كنت في رمضان واستمر حتى تلقى ربك راضيا مرضيا يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الاستقامة على الطاعة من صفات الصالحين والمواظبة على الخيرات من خصال المفلحين لن يعدم اهل الاستقامة في الدنيا توفيقا ونجاحا. ولن يحرموا في الاخرة فوزا وفلاحا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي سورة فصلت ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة اي وقت نزع الروح الا تخافوا ولا تحزنوا اي لا تخافوا على ما انتم مقدمون عليه ولا تحزنوا على ما تركتم رواه احمد وهذا لفظه وهو في صحيح مسلم بنحوه عباد الله الزموا طاعة ربكم واعلموا انكم مقدمون على مولاكم وترفع وترفع درجاتكم بطاعاتكم. فسلوا الله الاستقامة فانها والله نعم الزاد ونعم الطاعة الى الله. اللهم ارزقنا الاستقامة واغفر لنا تقصيرنا واهمالنا واختم بالباقيات الصالحات اعمالنا اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقائك اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقائك اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة اجمعين وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا رب العالمين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا ودنيانا التي فيها معاشنا واخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا. اللهم واجعل راحتنا في القيام بين يديك في صلواتنا اللهم واجعل قرة اعيننا في طاعتك يا رب العالمين. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. وفق ولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم اعد علينا العيد ونحن في عافية وامن وايمان وصحة وسلامة واسلام. اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله