لانك اذا حسبت لكل مال دخل عليك حول فلن تحصي وستنسى كثيرا فهذه هي الطريقة الصحيحة ان تحصي جميع ما في اه ملكك من مال سواء داخل البلد او خارجه وتجب في الزروع والثمار وتجب في سائمة الانعام وتجب في عروظ التجارة اما سائر ما تملكه مما اعطاك الله عز وجل كالسيارات والمقتنيات والعقارات ونحوها فلا زكاة فيها الا اذا عرضت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد معاشر المؤمنين الله سبحانه وتعالى انزل الكتب على رسله عليهم الصلاة والسلام وختم الكتب بالقرآن العظيم وختم الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي انزل عليه اعظم شريعة تناولت جميع مناحي الحياة فالشريعة والدين لا يختص فقط في جانب معين من جوانب العبادة بل يشمل كل مناحي الحياة ومن ذلك ان الله عز وجل فرض الزكاة وجعلها ركنا من اركان الاسلام لا يصح اسلام المسلم الا بالايمان بهذا الركن والاقرار بصحته في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا وقد امر الله عز وجل بالزكاة في ايات كثيرة في كتابه الكريم بل قرنها بالصلاة فقد قرن الله عز وجل ذكرى الزكاة بالصلاة في كتابه الكريم سبعا وعشرين مرة منها قول الله عز وجل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عظم مكانتها لذلك يجب على المسلم ان يحرص على هذا الركن العظيم ومن رحمة الله سبحانه وتعالى ان فرض هذه الفريضة العظيمة لان فيها مواساة وفيها تظامنا واخوة واحساسا باخواننا المؤمنين المستضعفين الفقراء ومن رحمته ايضا سبحانه وتعالى ان الزكاة لا تجحف بالمال وانما هي نسبة ضئيلة مما اعطانا الله عز وجل من اموالنا فان هذه الاموال هي اموال الله سبحانه وتعالى المال الذي عندك هو في الحقيقة مال الله عز وجل فاذا اخرجت الزكاة فانما انت تأتمر بامر من اعطاك هذا المال ومن هنا يحذر من البخل بالزكاة فقد توعد الله عز وجل من بخل باخراج الزكاة بوعيد خطير قال الله سبحانه وتعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي زكاتها الا صفحت يوم القيامة صفائح فاحمي بها في نار جهنم فكوي بها جبينه وجنبه وظهره حتى تقوم الساعة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فعلينا اذا اخواني الكرام ان نبادر باخراج الزكاة والا نؤخرها عن حقها فان الزكاة اذا وجبت فانها لم تعد ملكا لك وانما هي حق للفقراء والمساكين فابقاؤها عندك هو ابقاء مال ليس من حقك واستيلاء على مال ليس لك فاخراج الزكاة ليست منة ولا تفضل وانما هو واجب تؤديه والزكاة معشر الاحبة من رحمة الله عز وجل ايضا فيها انها لا تجب على كل ما نملك وانما هي في اموال مخصوصة تجب في في النقود في النقدين الذهب والفضة وما يقاس عليهما كالنقود التي نتعامل بها في هذا العصر للتجارة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا ومن تيسيره علينا هذه العبادة فعلينا ان نبادر بها وان تطيب نفوسنا بها يتقبلها الله عز وجل بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان لوجوب اخراج الزكاة شروطا وهي خمسة شروط اولها الاسلام وثانيها الحرية وثالثها ملك النصاب ورابعها ان يكون الملك تاما وخامسها حولان الحول والنصاب هو مقدار من المال اذا بلغ مالك هذا المقدار وجبت فيه الزكاة وهو فيما يتعلق بالنقود ما يعادل خمسا وثمانين ارما من الذهب او خمس مئة وخمسة وتسعين جراما من الفضة في اقل النصابين على الصحيح وهي الفضة وهي تقريبا تعادل اقل من مئتي دينار كويتي فمن ملك هذا النصاب فقد وجبت عليه الزكاة ومقدارها اثنين ونصف في المئة بكل مئة دينار دينارين ونصف اذا اكتمل الشرط الخامس وهو حولان الحول وهنا يسأل كثير من الناس عن هذه الاموال فان كل الناس اليوم اموالهم تتغير تنزل الرواتب في كل شهر ويزيد المال وينقص فكيف يزكي فنقول باختصار طريقة زكاة المال المعاصر ان يكون لك يوم في السنة هو يوم حولك في اول محرم او في منتصف شعبان او في اول رمضان اي يوم من السنة الهجرية لان الحول يحسب بالسنة الهجرية في هذا اليوم تحصي كلما في ملكك من نقد سواء كان رصيدا في حساب جار او في وديعة او في غيرها وتحصر هذه الاموال بغض النظر عن موعد دخولها في ملكك منها ما دخل قبل شهر ومنها ما دخل قبل شهرين ومنها ما دخل قبل ذلك ثم تزكي كل هذه الاموال وهكذا حتى السنة القادمة هذه اسهل واسلموا طريقة لاخراج زكاة المال بعملة البلد او غير عملة البلد وديعة او حسابا عاديا وتقسم وتحسب هذه الاموال ثم تخرج عليها الزكاة اثنين ونصف في المئة تقسم على اربعين يطلع لك الزكاة تخرجها فورا اما الاسهم فهي على نوعين هناك من يتملك الاسهم بنية المضاربة بها يعني يريد انها اذا ارتفعت باع وهكذا ولا ينتظر ارباحها في اخر السنة فهذا حكمه حكم التاجر وعروض التجارة وهؤلاء الذين يتاجرون في الاسهم او يتاجرون في اي بضاعة طريقة زكاتهم ان تحصى ما عندهم من بضاعة يحصي هذا التاجر بعد مرور حول وسنة من زكاته السابقة او اذا كان قد ابتدأ نشاطه هذه السنة يحسب سنة هجرية ثم يحصي ويجرد ما عنده من بضاعة بسعر السوق ويقومها وعلى هذه القيمة المالية يخرج الزكاة وصاحب الاسهم الذي اشتراها بهذه النية بنية المضاربة يزكيها بهذه الطريقة اما النوع الثاني من الاسهم فهو الذي لا يريد ان يضارب بها وانما ينتظر ارباحها في اخر السنة فهذا له طريقة اخرى تسمى طريقة الوعاء الزكوي. يخصمون من هذه الاسهم ما لا زكاة فيه مثل الاصول وهذه يحسبونها اخواننا في بيت الزكاة ويخرجون نشرة سنوية بمقدار زكاة كل سهم وبعض الشركات تخرج الزكاة عن المساهمين فعلى من ملك اسهما بهذه النية ان ينتبه ويتأكد هل اخرجوا زكاتها ام لا؟ فان لم يخرجوا زكاتها اخرج زكاتها هذا يا اخواني اهم ما يسأل عنه في هذا الباب من اموال الزكاة. وفي كل حال على الانسان ان يحرص على هذه الفريضة وان يسأل عنها وان يتثبت حتى يتيقن انه قد ادى ما عليه وهناك مسألة مهمة بعض الناس يؤخر الزكاة يحل الحول عليه وتجب في ذمته فيؤخرها بدون عذر وهذا لا يجوز لان الزكاة اذا وجبت وحال الحول فان هذا المال مكثه عندك مكث مال غيرك عندك بغير حق يجب ان تبادر الى اخراجه الا في حالات منها الا تملك سيولة اليوم مثلا فلك ان تؤخر حتى توفرها او لا تجد فقيرا تعطيه او اي عذر من الاعذار اما اذا كان الفقير موجودا والاموال موجودة فلا يحق لك ولا يجوز ان تؤخرها ولا ان تقسطها وانما تخرجها فورا اذا اردت ان تقسطها فعجل الزكاة واخرجها قبلها بشهر وقسطها على كيفك حتى اذا جاء يوم الحول فلا يجوز ان يبقى بعده عندك شيء من الزكاة. بل يجب ان تبادر الى اخراجها قال الله سبحانه وتعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وان يتقبل منا ومنكم صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وسائر اعمالنا. ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا اياكم الاخلاص والقبول وان يرظى عنا في الدنيا والاخرة. اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته ولا هما الا فرجته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح الا يسرتها واتممتها يا رب رب العالمين اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اجعل بلدنا هذا امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم هيء لهذه البلد امرا رشدا. يعز فيه اهل الطاعة يذل فيه اهل الفساد والمعصية. انه انك ولي ذلك والقادر عليه. عباد الله يقول الله سبحانه وتعالى ان الله وملائكته ملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فاللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحب الوجه انور والجبين الازهر محمد بن عبدالله وعلى اصحابه الغرر ومن تبعهم باحسان الى يوم المحشر وعنا معهم برحمتك يا ارحم راحمين واقم