رضي الله تعالى عنه قال لما نزلت ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب ولا منية للكتاب من يعمل سوءا يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد عباد الله ان من المسلمات التي ينبغي ان يعتقدها كل عاقل فضلا عن المؤمن ان يدرك انه ما وجد ولا ولد في هذه الحياة من يعمل سوءا يجزى به قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله انا لنجازى بكل سوء نعمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله يا ابا بكر الست تنصب الست تحزن الست تصيبك اللأوى يعني الشدة وضيق العيش فهذا ما تجزون به اخرجه احمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وليفكر العاقل وليفكروا كل من يريد الاقدام على الانتحار الحمد لله الحمد لله الصبور الشكور العليم القدير جرت مشيئته في خلقه بتصاريف الامور وخلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملا وهو العزيز الغفور واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما الى يوم البعث والنشور يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا يذهب عنها الا ابتلاء واختبارا خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فمنذ ان جرى عليك قلم التكليف والى ان تنزع روحك من بين جنبيك فقال ما التكليف جار عليك ابتلى الله جل وعلا عباده بالسراء دهورا وبالضراء دهرا ابتلاك الله جل وعلا بالعافية السنين كما ابتلاك بالمرض شهورا ابتلى الله جل وعلا عبادا باليسار واخرين بالاعسار هذه هي الدنيا هذه هي الدنيا بعجرها وبجرها لا يحسبن صاحب الجمال ان جماله خال عن الابتلاء ولا صاحب الضعف ان ضعفه خال من الابتلاء ولا صاحب الغنى ان غناه خال من الابتلاء ولا صاحب الفقر ان فقره خال من الابتلاء ولا صاحب السراء ان سراءه خال من الابتلاء ولا صاحب الظراء ان نضره خال من الابتلاء فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا فهذه الدنيا دار ابتلاء ونحن لا نملك الوقت اليس بيدنا الشمس والقمر لنوقفها بل ولا نملك انفسنا لننهيها او نسعدها او نشقيها الا بالايمان بالله جل وعلا ومن اخطر اشكال البعد عن الصبر ومن اخطر الامور الدالة على الجزع ومن اكبر الكبائر ان يقدم الانسان على التخلص من نفسه بالانتحار وهذا كله من اثار الغرب على المسلمين حيث ان احدهم ليقول انا حر حتى تصل به هذه الكلمة ان يظن انه يتصرف كيف يشاء في نفسه وما تحت اديم السماء ولا فوق الارض احد خارج من عبودية الله فانا وانت عبيد لله لا نملك لوننا ولا شكلنا ولا حياتنا كما لم نملك ميلادنا لا نملك وفاتنا الله الذي بيده تدبير الامور الله الذي بيده خلق السماوات والارض هو الذي يملكنا يظن من تراكمت عليه المصائب انه حر في ان ينهي حياته فيقدم على على الانتحار ولا يدري الجاهل المسيكين انه بذلك قد اودى الى امر خطير واردى نفسه في امر عسير كمن كان في رمظان فاستجار بالنار ايهما اشد عند العقلاء ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا فكما ان من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فهذه الاحكام مترتبة على من يقتل نفسه عامدا متعمدا او من يعين على قتل نفس باي صورة من صور او باي سبب من الاسباب اولم يسمع المنتحر قول نبينا صلى الله عليه وسلم المبين عن القرآن من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسس من فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا متفق عليه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه اخوة الايمان الاقدام على زهق النفس سببه الاعظم ظعف الايمان او عدمه ضعف الايمان او عدمه والجهل بخطورة هذه الجريمة النكراء والجهل بالعواقب المترتبة على هذه الجريمة عند الله جل وعلا اما المؤمن الصادق فمهما تراكمت عليه اللأواء ومهما كانت عليه الابتلاءات فانه يعلم انه عبد لله يقلبه بين السراء والظراء بين الصحة والعافية والمرض بين الغنى والفقر بين العزة والذلة فتراه راضيا مرضيا واما اذا ضعف الايمان او انعدم كان الانسان عرضة لليأس والقنوط واظحى ذاتا للافكار والوساوس التي ترديه الى السقوط حتى يكون جنديا من جنود ابليس يوصله الى ان يقع فيما يقع من المعائب والمصائب حتى اذا اوقعه في الانتحار او قتل النفس او الكفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين ومن اسباب الانتحار ما نسمعه اليوم بين الفينة والاخرى فلان انتحر لخسارات مادية واخر انتحر لمشكلات اسرية وثالث لديون يعجز عن وفائها او حقوق يتصور صعوبة ادائها واخر بسبب القلق والاكتئاب والانطوائية والانفصام والاضطراب واخر بسبب امراض نفسية واخروا بسبب صراعات اجتماعية وتنمرات ممن حوله عليه فشل دراسي عدم وجود عمل ونسوا وتناسوا ان الامور كلها بيد الله يقول الله عز من قائل قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله قل افلا تتقون اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اخوة الايمان ان تعامل المرء مع احداث الحياة بخيرها وشرها ان تعامل معها بالايمان الصادق فان ذلك اعظم علاج لمصيبات الدنيا واعظم دواء للانتحار فان المؤمن يشكر عند النعمة ويصبروا وقت النقمة عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذاك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له اخرجه مسلم في صحيحه والمسلم يعلم انه اذا ابتلي فلحكم ثلاث مفردة او مجتمعة فقد يبتلى لاجل نفسه او يبتلى لاجل غيره او يبتلى لرفع درجته وكفارة سيئاته فالعبد مخلوق للامتحان والاختبار هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطفة نمشاج نبتلي فجعلناه سميعا بصيرا وعلينا ان نوقن بان الابتلاءات كفارات للسيئات ورفع للدرجات لمن صبر واحتسب كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة اخرجه احمد والترمذي وصححه ولنعلم انه ما من مبتلى الا ويجد لنفسه قدوة في الانبياء والمرسلين فوالله ما اشد ما احد اشد بلاء منهم ما هو ابتلاؤك مرض انظر الى نبي الله ايوب ما هو ابتلاؤك؟ ظلم فانظر الى نبي الله يوسف ظلم ممن ما هو ابتلاؤك صد وعدم قبول فانظر الى نبي الله نوح عليه السلام. وهكذا فالانبياء قدوات لكل مبتلى من عباد الله المؤمنين وفي حديث ابي بكر وفي حديث ابي بكر ابن ابي زهير الثقفي هل هذا هو الحل ام انه اشد واخطر مما هو فيه وان العلاج الصحيح والتقوى والصبر والايمان والانطراح بين يدي الرحمن ولزوم حلق العلم والتعلم فوالله ما شيء اشد على ابليس من العلم وتقوى الله فوق ذلك ومن يتق الله يجعل له مخرجا ارزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم وفقنا لمحبته وحينا على سنته. وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته قمنا بشفاعته. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين. اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والضراء والبأساء. وادم علينا النعم عم وادفع عنا النقم اللهم انا نسألك ان تديم علينا الامن والامان والسلامة والاسلام والالفة والمحبة يا رحمن. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. وفق ولي امرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم اسقنا ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اغث العباد والبلاد يا ارحم الراحمين. وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله