فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد معاشر المؤمنين خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وخلق له الكون وهيأه له وبين سبحانه وتعالى الحكمة والمقصد من خلق الانسان فقال عز من قائل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهذه الصيغة في اللغة العربية صيغة حصر وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يعني ان المقصد الاعظم وان شئت ان تقول المقصد الاوحد من خلق الله سبحانه وتعالى لنا هو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى فعبودية الله عز وجل في حياتنا ليست شيئا ثانويا وليس شيئا قابلا بان ينقسم وان يقسم على غيره وان يوضع غيره بازائه وبجانبه فتقول انا اعيش في الحياة لاعبد الله ولاستمتع في الحياة. هذا خطأ بل عبودية الله سبحانه وتعالى هي الحياة كلها تنصبغ بها الحياة كلها الم نقرأ قول الله سبحانه وتعالى قل اي يا محمد صلى الله عليه وسلم والامر له ولاتباعه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين قل ان صلاتي هذه الصلاة العبادة العظيمة اشارة الى العبادات ونسكي اي التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالقرابين والاضاحي ونحوها ومحياي كل حياتي بل ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين هذا المفهوم اخواني الكرام ان حياتنا كلها يجب ان تكون لله سبحانه وتعالى كلها لا استثناء فيها مفهوم بدأ ينحسر عند بعض الناس واصبح بعض الناس لا يمتثل هذا المنهج في حياته قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين بعض الناس استبدل هذا المفهوم وجعل مكانه مفهوما اخر وهو ان حياته لمتعه ولما اداه اليه هواه ويكون هناك على جانب ذلك اذا فرغ شيء من العبادة اما الاصل الذي يصحى عليه وينام عليه امر اخر غير وجه الله سبحانه وتعالى قد يحصل الانسان هذا المفهوم دون ان يشعر مظاهر هذا الانحسار في هذا المفهوم انك اذا اردت ان تقدم على شيء في حياتك لا يقفز امامك سؤال هل يرضى الله عز وجل عنه ام لا هذا السؤال غير وارد عند بعض الناس الذين محياهم لغير الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يقدم على شيء ايا كان تجارة سفر اي عمل من الاعمال لا يسأل هل هذا فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى؟ هل يقربني الى الله؟ هل فيه امور تغضب الله عز وجل ام لا الذي لا يستحضر هذا السؤال لم ينطبق عليه هذا المنهج الذي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نمتثله في حياتنا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله لم يكن محياك لله اذا لم تراقب في كل افعالك وجه الله سبحانه وتعالى وهل هذا يرظي الله سبحانه وتعالى ام لا يرضيه لم تكن قد حييت لله بل بعض الناس يعلم ان هذا حرام ولكن لا لا يأبه بذلك لا يعنيه تقول له يا فلان ترى هذا لا يجوز قلت طيب شكرا ويسويه هذي معاملة ربوية حرام. الله سبحانه وتعالى في القرآن لعن وتوعد من اكل الربا بالمحاربة قال فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله ولا كأنك تخاطب انسانا يسمع ويعي والغريب انه قد يصلي وقد يصوم رمظان لكن انحسر مفهوم الدين وجعله في نسبة من حياته فقط قد تكون خمسة في المئة صلاة وصيام وخمسة وتسعين في المئة لا علاقة للدين بها قد يكون عشرة بالمئة قد يكون خمسين في المئة ولا يقبل الاسلام الا ان تأتيه كاملا كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين هذا المفهوم اخواني قد يغيب عند بعض الناس ان يكون محياك لله وان تراقب الله في كل خطواتك وان تجعل سؤال هل هذا يرضي الله ام لا؟ هو اول سؤال يخطر على بالك في اي خطوة تخطوها في حياتك هذا هو المسلم على الحقيقة الذي حقق مقصود الله سبحانه وتعالى في خلقه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اما الذي يجعل هذا الامر في زاوية من زوايا حياته مظلمة لا يرجع اليها الا بين فينة واخرى اما باقي حياته فلا يأبه ولا يعبأ احلال اتى ام حرام كما قال الله عز وجل افرأيت من اتخذ الهه هواه الذي اتخذ الهه هواه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الذي اذا هوي شيئا ركبه بوصلته في الحياة هواه لا شيء اخر لا يسأل ولا يأبه حتى لو سأل او علم ان هذا الامر فيه ما يغضب الله سبحانه وتعالى او لا لا يأبه بهذا السؤال ايضا بل غير حاضر في ذهنه هذا ينطبق عليه قول الله عز وجل افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم هذا اخواني الكرام لا ينطبق على الكافر الصرف فقط. بل حتى على بعض المسلمين الذين فرقوا دينهم فرقوا دينهم اي جعلوا منه ما هو قابل للعمل ومنه ما هو غير قابل للعمل فشابهوا اليهود الذين امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض كما قال الله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فهذا الامر اخواني الكرام يجب ان يراجع الانسان منا نفسه حتى يكون فعلا وصدقا محيانا لله ومماتنا لله. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفع واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هل يعني هذا الكلام ان يستغرق الانسان حياته كلها في العبادة هل يعني هذا الكلام ان لا يخرج الانسان من المسجد وان يستغرق وقته في الصلاة؟ لا هذا المفهوم للعبادة مفهوم خاطئ العبادة نوعان اخواني الكرام عبادة بالمعنى الخاص وهي الشعائر التعبدية كالصلاة قراءة القرآن والتسبيح والحج ونحوها وهناك عبادة بالمعنى العام وهي الحياة كلها كل ما تفعله في الحياة حتى لو كان من المباحات اذا استحضرت فيه انك عبد لله سبحانه وتعالى وان هذا الفعل فعلته لان الله سبحانه وتعالى اباحه او امر به اذا كان من المأمورات فستؤجر على ذلك كل حياتك تستطيع ان تجعلها خالصة لوجه الله حتى ما تستمتع به في حياتك حتى متع الحياة اذا صبغتها بعبادة الله سبحانه وتعالى حصلت فيها على خيري الدنيا والاخرة لم يحرمنا الله سبحانه وتعالى من متع الحياة بل قال عز وجل قل من حرم زينة الله التي اخرج عباده والطيبات من الرزق لكن ليس هذا هو المقصود المقصود هو ان يكون الدين هو محور حياتنا ليس جزءا من حياتنا هذه هي القضية ان يكون وجه الله وارادة الله ومحيانا لله هو حياتنا حتى في مباحاتنا وليس جزءا من حياتنا اذا صار الدين جزءا من حياتك وجزء اخر ليس فيه دين هلكت بل ينبغي ان يكون محيانا لله سبحانه وتعالى واذا اخترت هذا الاختيار فلن تحرم من متع الدنيا ولن يتغير شيء من متع الدنيا المباحة فقط تترك ما حرم الله سبحانه وتعالى وتستمتع بما اباح الله سبحانه وتعالى فلم يوجد ربنا سبحانه وتعالى شهوة للانسان الا وجعل طريقا شرعيا لملئ هذا الفراغ واشباع هذه الغريزة لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى ليعذبنا. كما قال الله عز وجل يريد الله ان يخفف عنكم يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر اما اهل الشهوات كما قال الله عز وجل ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما اذا اخواني الكرام هذه النقطة الجوهرية المركزية يجب ان نستحضرها في حياتنا ان تكون حياتنا كاملة لله لا ان يكون جزءا منها لله وجزءا لغيره فنسأله سبحانه وتعالى ان نكون ممن حيا لله سبحانه وتعالى ومات على دين الله سبحانه وتعالى وبعث راض عليه ربه سبحانه وتعالى ورضيه عن ربه انه ولي ذلك والقادر عليه. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته. ولا هما الا فرجته. ولا حاجة الا قضيتها ويسرتها او اتممتها يا رب العالمين اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون