اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اعاذني الله واياكم من النار. وما يقرب اليها من معتقد او قول او عمل اما بعد فاعلموا عباد الله ان القلوب كالابدان فكما ان الابدان ثلاثة اقسام فهي حي ومريض وميت فان القلوب كذلك فمن القلوب ما هو سليم فيه حياة وفيه اخبات وفيه خشوع وفيه انشراح وفيه اقبال على الله عز وجل ومن القلوب ما هو مريض مليء بالشهوات المحرمات والشبهات التي صدوا عن فهم دين الله عز وجل. ومن القلوب ما هو في عداد الاموال والعياذ بالله تعالى والايات والاحاديث التي وردت فيها القلوب كثيرة شهيرة واذكر لكم بعضها وابين لكم اسباب حياة القلب واسباب البعد عن قساوة القلب ومرض القلب. رزقني الله واياكم قلوبا سليمة حية تنفعنا عند الله عز وجل يقول الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فيوم القيامة لا تنفع البنون ولا الاموال والعجب من اناس يحرصون على تكفير اموالهم وتقصر اعمارهم ويتعجل لقاؤهم بربهم فهم يتكسرون من اشياء لا تنفعهم عند الله عز وجل ويتركون ما ينفعهم فالقلب السليم والقلب المليء بالتوحيد السليم من الشرك القلب السليم هو القلب المليء بالسنة السليم من البدعة القلب السليم هو القلب المليء بالطاعة السليم من المعصية فمتى اجتمع في القلب نور التوحيد ونور السنة ونور الطاعة ابتعد الظلام عن الانسان فكان على هدى من ربه وكان منشرحا للطاعة يقول الله عز وجل فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد الى السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون فاحرص يا عبد الله ان يكون الله وليا لك بعملك واحرص يوم الاخرة ان تكون في دار السلام تكون قريبا من الله في جنات الخلد في جنات الفردوس التي سقفها عرش الرحمن فمن اراد الله له الهداية يجعل صدره منشرحا بالطاعة والسنة والتوحيد ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا فهذا الصدر لا يدخله انوار التوحيد وانوار السنة وانوار الطاعة وانوار العبادة سيبقى صاحبه والعياذ بالله تعالى في الظلمات وشبه الله حال الكافرين الذي يصعد في السماء وفي هذا لفتة اكتشفها العلم في هذا الزمان ان الانسان كلما تصعد الى السماء وصعد الى اعلى ضاق الصدر وقل الهواء فقلب الكافر قلب من لم يرد الله هدايته ضيق حرج في الهداية ولكنه في الشهوات كما قال الله عز وجل عن يهود قال واشربوا في قلوبهم العجل فهذا القلب بالنسبة للشهوة واسع يتسع الدنيا وما فيها ولكنه عند الطاعة ضيق فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام فمن علامة القلب السليم ان يكون منشرحا للعبادة والطاعة وان يقوم للصلاة بنشاط وان يؤدي فرائض الله بهمة واقبال وحرص ولذا لما امتن الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى له الم نشرح لك صدرك فمتى كان القلب منشرحا للعبادة سهولة العبادة والطاعة وكانت خفيفة مريئة على اصحابها والطاعة تجر الى طاعة والمعصية تجر الى معصية فان فعلت طاعة فاعلم ان ورائها طاعة حتى تتسع الطاعات في حياة الانسان ويصل الحال ببعض الناس انه لو اراد ان يعصي الله ما استطاع وبعض الناس يفعل المعاصي والمعصية تجر الى معصية ويصبح حاله كما قال الله عز وجل واحاطت به خطيئته فالذنوب والخطايا احيطوا بالانسان من كل مكان فيقول في الظلمات وينغمس في الظلمات ولا يستطيع ان يخرج منها ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد الى السماء فالحسنة يا اخوات وللسيئة يا اخوات والسعيد من يعمل الحسنة ويطمع في اختها التي هي اكبر منها والسعيد من يترك المعصية خوفا من اختها التي هي اكبر منها فالقلب اذ انشرح للعبادة فسروا عليه العبادة ولذا في سورة الانشراح بدأها ربنا تعالى بقوله الم نشرح لك صدرك وختمها بقوله فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب والسيد ان امر عبده ففي العادة ان يقول له ان فرغت من عملك ارتاح قليلا لكن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لان صدره منشرح للعبادة قال الله له فاذا فرغت مما انت فيه من عبادة فانصب فاتعب وابدأ بعبادة اخرى فالقلب السليم والقلب المتبصر هو القلب الذي يرحل الى الله. هو القلب المتعلق بالدار الاخرة. هو القلب الذي يفرح بالطاعة هو القلب الذي تسره المعصية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سرتك طاعتك وساءتك معصيتك انت مؤمن فالقلب السليم والقلب المتجه الى الله سبحانه وتعالى الذي تستر عليه الطاعات والذي ان فعل شيئا منها جره ذلك الى فعل ما هو اكبر منها فيبقى الخير متسعا امامه بخلاف القلب المريض الذي تحيط به الشهوات والشبهات من كل جانب حتى ان بعض الناس لو اراد ان يطيع الله عز وجل ما استطاع بسبب كثرة الظلمات والشبهات والشهوات التي هو فيها واعلموا عباد الله انكم اذا قرأتم كتاب الله وقرأتم كلمة المرض في القرآن الكريم فاعلموا ان المرض في القرآن له معنيان لا ثالث لهما والمرض المذكور في القرآن هو مرض القلب لا مرض البدن لان القلب هو اشرف الاعضاء فالقلب كالملك فاذا صلح الملك صلحت الرعية والاعضاء كالرعية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا ان في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد واذا فسدت فاسودت سائر الجسد الا وهي القلب الا وهي القلب فالمرض مرض القلب في القرآن له معنيان الاول الشبهات والثاني الشهوات يقول الله عز وجل في قلوبهم مرض في قلوبهم شك والشبهة متى بقيت في القلب فلابد ان يظهر لها اثر على استقامة العبد ولو في سكرات الموت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ولذا اوصى ابن تيمية شيخ الاسلام تلميذه ابن القيم فقال له يا بني ليكن قلبك كالمرآة ولا يكن كالاسفنجة فان الشبهة اذا وقعت على المرآة عكستها وان الشبهة اذا وقعت على الاسفنجة مصتها ولابد ان يظهر لها اثر ولو في سكرات الموت والنوع الثاني من مرض القلب الشهوة كما قال الله عز وجل يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض والمراد هنا فيطمع الذي في قلبه مرض اي يطمع الذي في قلبه شهوة فمرض القلب الشبهة والشهوة الشهوة المحرمة والحمد لله اغنانا بالحلال عن الحرام ونسأل الله ان يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه ومن علامات مرض القلب الا يذكر الانسان الله عز وجل والا يقبل والا ينشرح صدره العمل الصالح الا يأتي بالصلاة الا يوم الجمعة الا يصلي الا صلاة يوم الجمعة فقط ان يظن ان الدين في الصلاة والصلاة هي محطة لتتزود لتستعين بالصلاة على ترك المنكرات في الحياة لهذا اوجب الله الصلاة الدين ليس هو الصلاة فقط بل الصلاة اوجبها الله ليتغذى هذا القلب خمس مرات البدن يغذيه صاحبه ثلاث مرات والقلب اشرف من البدن فغذاء القلب خمس مرات تقف بين يدي الله حتى يبقى القلب حيا سليما حتى تبتعد عنه الامراض حتى تستعين بالصلاة على ترك المنكرات ان الصورة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون فعلامة القلب المريض الا يقبل على الاخرة الا يذكر الله الا يشعر في الا يشعر صاحبه فيه خشوعا ولا اخباتا ولا رقة ولا يشعر بالمسكنة لله عز وجل قال الله عز وجل في سورة الحج فويل للقاسية قلوبهم عن ذكر الله الذي يصلي ويذكر ويقرأ القرآن ويبقى قلبه قاسيا فالويل له يقول الامام النووي اذا قرأت القرآن ولم تتعظ ولم تبكي قال فابكي على قلبك فانه لا قلب لك واشكو قلبك الى الله اشكو قلبك الى الله فانه لا قلب لك يا من تقرأ القرآن ويا من تذكر الله عز وجل ولا تشعر رقة في هذا القلب السعادة الحقيقية للانسان ان يعرف قدر نفسه وان يعطي بدنه غذاءه وان يعطي عقله غذاءه وان يعطي روحه غذاءه ان يربط قلبه بالله ونسافر بهذا القلب الى الدار الاخرة هذه محطات في هذه الحياة وهذه دار ممر وليس الدور مستقر ويستقر العبد اما في جنة واما في نار ويجزى الانسان على حسب حاله عند ربه الله اعدل العادلين ان عبدت الله ستين او سبعين سنة فلك جنات وهذه الجنات خالدا مخلدا فيها والكافر ان عصى الله فله نار خالدا مخلدا فيها. والله عادل فلماذا لا يعذب الكافر ستين او سبعين سنة؟ بمقدار ما عصى الله عز وجل او بمقدار ما كفر لان الله لا يعاملك بعملك الله لا يعذب بعملك. الله يعذبك بقلبك الكافر في قلبه ونيته ان يبقى كافرا ولو خلد على الارض فكان جزاؤه النار خالدا مخلدا فيها والمؤمن لو خلد على الارض ففي قلبه ونيته ان يبقى عابدا لله ان يبقى مقيما لاوامر الله معظما لها ولذا كان جزاؤه انه خالد مخلد في جنات الخلد وفقني الله واياكم بالخيرات. وجنبنا الشرور والمنكرات وجعلنا هداة مهديين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد القلب القاسي لقسوة القلب اسباب فيجب على الانسان ان يعلم اسباب قساوة القلب فأسباب قساوة القلب سبعة وكل سبب من هذه الاسباب يحتاج الى خطبة من الخطب والوقت ضيق ولا يسعني الا ان اذكرها على شيء من عجلة السبب الاول من اسباب قساوة القلب عدم تدبر القرآن الكريم كما قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها القلب الذي عليه اقفال هذا قلب قاس لا يعرف الخشوع لله عز وجل ومن ذاق لذة الخشوع ولذة العبادة والمناجاة ولذة الطاعة فانها والله لا تعدلها لذة حتى ان بعض الزهاد والعلماء كانوا يقولون ان العباد يعيشون في لذة لو يعلمها الملوك لقاتلوهم عليها بالسيوف فعدم تدبر القرآن من اسباب قساوة القلب عدم تذكر اليوم الاخر والموت؟ وانك ستترك هذه الحياة من اسباب قساوة القلب يقول النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر هادم اللذات اكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فانه يرقق القلب فذكر الموت يرقق القلب. ونسيان الموت ونسيان الدار الاخرة ونسيان الجنة والنار نسيان الحساب والحشر من اسباب قساوة القلب ومن اسباب قساوة القلب السبب السالس كثرة مخالطة انفاس الناس وعدم محاسبة النفس وعدم الخلوة بالنفس لتحاسب نفسك يا عبد الله الى اين تسير؟ وكيف تجارتك مع الله التجار في كل سنة عندهم ميزانيات ينظرون في هذه الميزانية وما هو حال هذا المتجر؟ هل هو الى ربح ام الى خسارة فاذا اردت قلبك حاسب نفسك كل كل يوم اخلو بنفسك قبل ان تنام اخلو بنفسك بعد صلاة الفجر انظر قوي بحالك قوم اوضاعك اوضاع اسرتك واوضاع اهلك هل انت في خسران ام انك في ربح والسبب الرابع من اسباب قساوة القلب قبول الكلام قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون المؤمن قبل ان يتكلم يتذكر ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وان احدكم ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به في نار جهنم سبعين خريفا وفي رواية عند الترمذي اخطر من هذه الرواية يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيها وان احدكم ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا فتهوي به في النار سبعين خريفا ففضول الكلام وكثرة الكلام من غير ذكر الله عز وجل هذا من اسباب قساوة القلب. جاء صحابي صغير ادرك شرائع الاسلام وفضائل الاعمال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد تعددت علي شرائع الاسلام حاله كحالنا هنالك افعال كثيرة ولها حسنات كثيرة تعددت علي ماذا افعل؟ اوصني يا رسول الله فقال له صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا بذكر الله فمن اسباب قساوة القلب فضول الكلام ان تتكلم كلاما لا فائدة منه ومن اسباب قساوة القلب فضول الطعام ان يأكل الانسان وهو ليس بحاجة للطعام والناس اليوم الا من رحم الله يأكلون عادة لا حاجة في المؤمن ان يأكل ان احتاج للطعام والسبب السادس من اسباب قساوة القلب فضول المنام من اكل كثيرا نام كثيرا والله عز وجل كما قال في في الفرقان في سورة الفرقان هو الذي جعل الليل والنهار خلفة جعل الله الليل يخلف النهار وجعل النهار يخلف الليل. لماذا يا رب جعلت الامر هكذا هو الذي جعل الليل والنهار خلفة. قال لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا لمن اراد ان يتذكر ان يذكر لقاء الله او ان يشكر الله بالعبادة والعمل الصالح والسبب الاخير من اسباب قساوة القلب الطعن واللمز والكلام في اهل العلم واهل الصلاح الغيبة ان تأكل لحم اخيك ميتا كما قال الله عز وجل في سورة الحجرات ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه؟ صورة بشعة تخيل اخوك ميت وان تقطع من لحمه وتأكله هذا حالك ان اغتبته العلماء يقولون لحوم العلماء والصلحاء مسمومة فان اكلتها فان السم ان اكل مات البدن واذا اغتبت اهل الدين واهل الصلاح واهل التقوى مات القلب مات القلب اذا كان يقول الامام ابن عساكر رحمه الله لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في من انتهكها معلومة فمن اطلق لسانه في العلماء بالسلب ابتلاه الله تعالى بموت القلب اسأل الله رب العرش العظيم ان ان يرزقني واياكم قلبا خاشعا مخبتا مقبلا على الله وعلى الدار الاخرة. وان يجعلنا وان يجعل قلوبنا سليمة مليئة بنور توحيدي ونور السنة ونور العبادة والطاعة. وان يبعد عنا الشرك بانواعه والوانه. وان يبعد عنا المعصية والغفلة اسأل الله عز وجل ان يغفر لي ولكم ان اللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنا وعافنا. اللهم اغفر لحينا الى وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وانثانا وشاهدنا وغائبنا وانسنا وجننا. اللهم من احييته منا فاحيه على الاسلام ومن امته منا فامته على الايمان. اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك. اللهم ولي الاسلام واهله. ثبتهم عليه حتى نلقاك. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. اللهم احسن ختامنا واجعل خير ايامنا يوم لقائك واجعل اخر كلامنا من هذه الحياة. لا اله الا الله. واخر دعوانا ان الحمد