المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة حين حل الجراد على الناس واجتاح كثيرا من اثمارهم الحمد لله الذي يبتلي عباده بالسراء والضراء ويختبرهم في المنع والعطاء. وله الحكمة والرحمة فيما قدر وقضى اشهد ان لا اله الا الله الذي لا ترفع الشكوى الا اليه اشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى. وخليله المرتضى. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه الاتقياء اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى وكونوا لنعمائه شاكرين. والابتلائه واختباره صابرين محتسبين. فان الله قضى ان يبتلى عباده فيما ما يحبون ويكرهون لينظر كيف يعملون هل يصبرون او يجزعون؟ قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون. فاخبر انه لابد ان يبتلى عباده بشيء من هذه المذكورات ووعد الصابرين بالرحمة والهدى والصلوات. فله الحكمة التامة والرحمة السابغة في تقديره المصيبات انظروا الى هذا الجندي الضعيف كيف يستبد بارزاق الادميين والبهائم ليعرف العباد فقرهم الى ربهم وضعفهم عن هذا الجند الغاشم. فليس له سوى لطفي الكريم دافع ومقاوم. ومع ذلك على كثرته لو سلط لضرهم ضررا كبيرا ولكن الله لطف وخفف. فكان الضرر يسيرا. فلئن اتلف كثيرا من الخضر والثمار فلقد بقي للعباد خير كثير ونعم زار ومع ذلك فليبشر الصابرون المحتسبون بالثواب الاجل والخلف العاجل. وبالبر والاحسان والخير المتواصل يتضرعوا الى ربهم في دفع المكاره والنوازل. وليتوبوا اليه من جميع الذنوب ويلجأوا في امورهم كلها الى علام الغيوب. قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. وقال وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم كثير. اللهم يا ذا الجلال والاكرام يا بديع السماوات والارض يا حي يا قيوم. خذ بافواه هذا الجند عن معايشنا ولا تكلنا الى حولنا وقوتنا. فانا فقراء عاجزون. محتاجين يحتاجون الى دفعه ومضطرون اللهم ادفع عنا من البلاء ما لا يدفعه سواك فانا لا نستعين بغيرك ولا نرجو الا اياك اللهم اجبر مصيبة من اصيب بشيء من الخضر والثمار. وتفضل عليه بالخلف العاجل والخير المدرار. اللهم بارك لنا في اموالنا وحروثنا وثمارنا. وبارك لنا في اعمالنا واولادنا واعمارنا اللهم اغدق علينا من كرمك العميم. واسبغ علينا من فضلك العظيم يا جواد يا كريم