وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها المسلمون انه ما نزل عذاب الا بذنب. وما رفع الا بتوبة. وقد اخبرنا الله جل في علاه عما جرى في الامم السابقة وما اتى عليهم من العقوبات ومن جملة ذلك الجد فانه سبحانه يمنع قطره عما يشاء من ارضه ويصبغ على من يشاء من ارضه فلله الحكمة البالغة ونحن شرعا مأمورون بالتضرع الى الله اذا ما رأينا ان القطر قد امتنع من السماء بامر الله جل في علاه وانه سبحانه وتعالى هو ارحم الراحمين. فقد اخبر نوح عليه السلام انه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم قال لقومه وهم على شركه وكفره يدعوهم الى التوبة والى الايمان والاستغفار. فقلت استغفروا رب ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويزدكم قوة الى قوتكم كما قال شعيب عليه السلام ويزدكم قوة الى قوتكم. فالقطر من السماء نفع للعباد ونفع للبلاد. وفيه دلالة على نزول الرحمات من الله جل وعلا. لا سيما اذا ما اتبع الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا يقولن قائل هذه بلاد الكفر. والله جل وعلا قد اغدق عليها فانه سبحانه يعطيهم لا يعطيهم من خيرات الدنيا العاجلة حتى لا يبقى لهم عذر ولا محجة يوم القيامة. وقد قال عز لولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن اي على وجه الخصوص لجعلنا لمن يكفر بالرحمة لبيوتهم سقوفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم ابوابا وسرورا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا فان منع الله القطر من بلاد المسلمين وارضهم فعليهم ان يتضرع الى الله وهي سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم بل وسنة الانبياء من قبله فقد صح في الحديث انه عليه الصلاة والسلام اخبر عن نبي من الانبياء انه استسقى لقومه فلما خرج رأى ان الله عز وجل قد سقاهم بنملة رفعت يدي الى السماء. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لولا البهائم لم تمطروا. اي عباد الله ان الناس يتقلبون بين عدل الله وفضله يتقلبون بين تعاملهم مع الله فيما يوافق الشرع او يخالفه. فان رأيتم الناس وهم يتقلبون في مخالفات الشرع ورحمة الله عليهم نازلة فلا ينبغي ان يغركم ذلك بل خافوا عليهم وعلى انفسكم ان يكون ذلك استدراجا. فان الله جل وعلا يقول سنستدرجهم من حيث لا المون. واما تعامله مع عباده المؤمنين فانه بلطفه وبرحمته. وان ربي لطيف لما يشاء على المسلم اذا ما اراد الخير لبلاده وللعباد ان يكون نافعا خيرا فيتصدق ويتخلص من المظالم ويكثر من الاستغفار. لعل ذلك ان يكون سببا لتنزلات الرحمات من رب البريات جل في في علاه فانه سبحانه الغفور الغفار والرحمن الرحيم والكريم جل في علاه لو ان الكفار تضرعوا الى الله في حال الظر ما خذلهم فكيف بالمؤمنين؟ فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون واذا ما نزل القطر والمسلمون يستسقون فلا مانع وقد تواعدوا على صلاة الاستسقاء ان يقيموها ان يدعو الله جل وعلا اتباعا للسنة وطلبا لزيادة الرحمات. ولا ينبغي ان تغركم السحب اذا ما فان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى السحب وهي تتلبد تغير وجهه كما قالت عائشة رضي الله انا حتى اذا امطرت سري عنه صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة يا رسول الله ان الناس اذا رأوا السحب استبشروا خيرا وانك اذا رأيت ذلك تغير وجهك حتى تمطر. فقال عليه الصلاة والسلام وما يؤمنني وقد استعجله قوم فكانت عليهم عذابا يعني قوم عاد. اي يعني قوم اي عباد الله اي عباد الله اكثروا من الاستغفار وتوبوا الى الله جل وعلا في الليل والنهار واكثروا من الصدقات فانها تطفئ غضب رب البريات. وصلوا ارحامكم. فوالله ما عقوبة معجلة مثل قطيعة الرحم وعليكم بالعفاف وعليكم بالعفاف فانه ما ظهرت الفواحش في قوم قط الا غير الله ولهم وما منع قوم القطر من السماء وما منع قوم الزكاة الا منعوا القطر من السماء. واني داع فامنوا واخلصوا لله في الدعاة وارفعوا واكف الضراعة اليه واظهروا الابتهال بين يديه حتى يروا منكم وقد قدمكم قومكم واختاركم ربكم لاقامة سنة نبيكم. فاخلصوا له جل في علاه لعل الله عز وجل ان يتفضل على عباده بسببكم وان تكونوا وسيلة خير الى ربكم في دعائكم بين يديه تضرعه بعد الصلاة التي قدمتموها له جل في علاه فهي صلاة الاستسقاء اي صلاة نقدمها بين يدي حتى يكون ذلك سببا لاستجابة الله لنا. فاللهم ارحمنا برحمتك. اللهم ارحمنا برحمتك اللهم ارحمنا برحمتك وانزل علينا القطرات من السماء. اللهم انزل علينا رحماتك من السماء. اللهم لا تمنع عنا خير ما عندك بسوء ما عندنا. اللهم انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اجعل الغيث عاما يا رب العالمين. اللهم اجعله مريعا سحا غدقا يا رب العالمين. اللهم اشمل به العباد والبلاد. اللهم اجعل حاضرا نافعا للحاضر والباد برحمتك يا رب العالمين. اللهم اجعله غيثا تنبت به الضرع تنبت به الزرع وتدر به الضرع يا رب العالمين. اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا. اللهم انا ندعوك وانت من تجيب المضطرين. اللهم اجب دعائنا. اللهم استجب لنا. اللهم يا رب والارض لا اله الا انت سبحانك انا كنا ظالمين. لا حول لنا ولا قوة الا بك. فالليل والنهار بيدك والشمس والقمر تحت امرك. والرياح والامطار والسحب تنشأ بارادتك وباسباب قد اوجبتها فربنا لا تحرمنا. اللهم لا تحرمنا واعطنا واسبغ علينا. اللهم لا تحرمنا واعطنا واصبغ علينا. اللهم نسألك بركات السماء. اللهم نسألك بركات السماء. ونسألك بركات الارض. اللهم ان كان بعيدا فقربه وان كان قريبا فيسره وانزله. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة. واقلبوا ارديعتكم تباعا لسنة نبيكم وصلوا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين