الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا لا اله الا الله. وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فيقول الله عز وجل وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان له الخيرة فان الله جل في علاه خلق الجنان والمكان والانسان. واختار عز وجل فخلق الانسان واختار الانبياء ومن بين الانبياء ترى الرسل ومن بين الرسل اختار محمدا صلى الله عليه وسلم. وخرق المكان واختار. واختار من الامكنة مكة والمدينة وبيت المقدس واختار من الازمنة يوم الجمعة من بين سائر الايام وشهر رمضان من بين سائر الشهور واختار يوم عرفة فهو افضل يوم من ايام السنة ليلة عرفة ليلة عظيمة عند الله عز وجل. فنحمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. ملء السماوات والارض. وما بينهما وملء ما شاء من شأن ان بلغنا ليلة عرفة وان جعلنا نجمع بين الزمان وفضل المكان. فنحن في هذه الساعات نعيش خير ساعات ونعيش خير واجب وخير عبادة وطاعة يحبها الله عز وجل. اخرج الامام البخاري ومسلم في صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام احب الى الله تعالى من العمل الصالح فيهم من العشر الاوائل من ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله قال اهل العلم افضل عبادة في العشر الاوائل من ذي الحجة الحج. فهو واجب الوقت. الحج هو الوقت والحج يكون المؤمن فيه في حرم الله تعالى الا يوم عرفة فانه ينتقل من حرم الله الى حله. فان منا حرم وان مزدلفة حرم وان عرفة حل. فلسان الحجيج يقول يا رب لقد امرتنا واستجبنا لك فخرجت مساكين حاسري الرؤوس متجردي الثياب. وامرتنا بان تخرج من حرمك من منى الى حلمك الى عرفة ونحن نتضرع اليك ونسألك اخواننا الاجلاء اخواننا المساكين فيا رب يا رب عاملنا بما انت اهله ولا تعاملنا فانك يا ربنا اهل التقوى واهل المغفرة فان الله جل في علاه تجيب للحجيج وعلامة استجابته انه يأمرهم بان يتحولوا من حله الى حرمه مرة اخرى الى مزدلفة. قال اهل العلم معنى ان الله عز وجل امر الحجيج بعد الوقوف بعرفة وبعد التضرع والسؤال في عرفة ان يردهم الى حرمه اي الى مزدلفة بعد ان الله عز وجل قد قبلهم وان الله عز وجل قد استجاب لهم. بل قال بعض اهل العلم الذي يدفع من عرفة الى مزدلفة وهو يعتقد ان الله لم يقبله وان الله لم يغفر له وقد ارتكب كبيرة من الكبائر. ولذا يوم عرفة يوم دعاء. والدعاء في اثنان. دعاء سماء ودعاء مسألة. وقبل دعاء المسألة يكون الثناء والثناء كما هو ذكر الله والتهليل والتهديد والتكبير والاستغفار. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم خير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فهذا الدعاء هو دعاء الثناء ليحفظه دعاء فبعد ان الثناء على الله وبعد ان تمجده وتعظمه وتستغفره وتذكره وخيرت اياته في اول الوقوف بعرفة. يعقب ذلك ان تتضرع اليك وان تسأله. وان تسأله دعاء المسألة سيبدأ عرفة دعاء الثناء وينتهي بدعاء المسألة ينبغي ايها الاخوة الاحبة ايها ينبغي ان يدعو بعضنا لبعض وينبغي ان ندعو للمسلمين فما بالدعاء وحالهم لا يخفى عليكم في سبيل الله. وين الله المستشار ولا حول ولا قوة الا بالله. ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر المسلمين بتعييد ليلة القدر فسمع جنابة وسمع صياحا من بعد من بعد الصائمين طائرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد وسعت ليلة القدر اي رفع تعيينها بسبب هذه الجلبة بسبب هذا الصياح الذي سمعته فاصبروا ايها الاخوة. ينبغي ان نصبر والصبر هي اجر الصبر والتحمل في مثل هذه المناسك فيها اجر والغضب من الشيطان. والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى بعض اصحابه فقال ثم قال له اوصني يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم لا تغضب او ثم قال بعدها صلى الله عليه وسلم لا تغضب ولك الجنة غيظكم واصبروا واكثروا من الدعاء الى الله عز وجل ولا تنسوا اهاليكم فان دعاء الوالد لولده مستجاب. كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحوج ذكورا واناثا من دعاء ابعادهم عن الله. وابعدهم امتثالا لاوامر الله فهم بحاجة ماسة لكم ايها الاباء هم بحاجة لدعائكم لهم بالصلاة الابتعاد عن الفواحش والمعاصي وامتثال اوامر الله عز وجل. هذا الموسم موسم الحج وركن من اركان الاسلام وهذا المجمع الذي يجتمع فيه المسلمون من كل مكان انما يفكر باليوم الاخر ولذا كان مطلع سورة الحج قال الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذا بحبل حملها وترى ولكن عذاب الله شديد. ومن الناس من يجادل في الله بغير ونجتمع كل شيطان. فينبغي ان نستجيب لاوامر الله. واعلموا ان فعل الاوامر والاستجابة للاوامر. مقدم عند الله عز وجل عن ذبح الزواجر. فترك المأمور اعظم عند الله عز وجل من فعل المحبوب. فان اول ما اصيب به الله عز وجل عصي بترك ما وبفعل محظور. وكان نصيب ابليس. انه ترك مأمورا. وكان نصيب ادم انه فعل محظورا امر الله تعالى ادم ان لا يأكل من الشجرة فاكل. وامر الله تعالى ابليس ان يسكت بني ادم فابى واستغفر. فالذي ترك المأمور الذي ترك المأمور كان الكفر والخلود في النار. والذي فعل المحذور كان الله تعالى عليه. والذي ينبغي ان نعلمه في حياتنا اما ترك المأمورات ترك تلاوة القرآن وترك طلب العلم وترك امتثال السر والصلة والاحسان الى الناس اعظم عند الله عز وجل من السرقة والربا والزنا وسائر المعاصي. فترك المأمورات اعظم عند الله عز وجل من فعل المحظورات. ونحن في زمان والى الله المشتكى. انقلبت فيه الموازين فاصبح الناس يمدحون بترك المنهيات. وهذا عند الله ليس بمد وهذا ليس عند الله عز وجل له نصيب. وانما العبد يمدح المأمورات. ولا يمدح بترك بترك المنهج. العبد عند الله عز وجل يمدح بفعل المأمورات. واوجب المأمورات اركان الاسلام. واركان الاسلام تبدأ اشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان محمدا رسول الله. لا يكثر لعبد ان يدخل الاسلام دون ان ينطق بهاتين الشهادتين اللتين هما عند الله اعظم من السماوات والارض ومعنى اشهد ان لا اله الا الله ان لا معبود بحق الا الله. والعبادة كل فعل وكل قول اسم جامع لكل قول ولكل فعل ظاهرا وباطنا يقرب الى الله عز وجل العبادة مأخوذة من التعبير وهي التدليل فالعبادة ذل معك امام المحبة. كل بارادة ان تتذلل وان تتضرع الى الله. بمحبتك وارادة هذه هي العبادة. فاينما يجد العبد خلق اينما يجد العبد ثقارا في قلبه مع حب ورغبة فاينما وجدت هذا الشعور فانك تتجه اليه من عبادة. شئت ام ابيت. ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الامام مسلم قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم عيسى عبد القطيفة. والقطيفة واللبان تعس عبد القطيفة. تعس وانتكت. واذا شيت ورحم الله عبدا اذا كان في المقدمة كان في المقدمة واذا كان في المؤخرة كان في المؤخرة رحم الله عبدا اذا اردته ان يقود الجيش يقوده. واذا اخرته للمؤخرة يقبل واذا اردته ان ان يسقي الناس الماء يفعل. تواضعا لله عز وجل وخدمة لاخوانه المسلمين رحم الله هذا النوع الثنان الذي يبذل الغالي والنفيس ويبذل كل ما اتاه الله من قوة خدمة في الاسلام والمسلمين. يعمل على نصرة الاسلام والمسلمين. قلت اعظم العبادات اركان الاسلام وعلى رأس اركان الاسلام الشهادتان اشهد ان لا اله الا الله ومعنى اشهد ان لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله. فكل عبادة تصرف لغير الله. فهي عبادة باطلة. فالاركان واللسان انما نتوجه الى الرحمن وتمتثل امره عز وجل. فينبغي ان يكون كل حب نابعة حب الله وكل مؤمن نابئ مما يغضب الله. وكل تعظيم انما يعظم العبد ما اعظم الله ويحضر العبد ما حقه الله. فهنيئا لمن كان هذا حاله والمخذول من ما حقر الله ومن حفر ما اعظم الله. نستعيذ من وجد الله. من وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله ماذا وجد؟ من وجد الله ماذا فعل؟ ومن فقد الله ماذا وجد؟ ثم الركن الثالث الشهادتين واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اشهد ان لا اله الا الله ان لا معبود بحق الا الله. واشهد ان محمدا رسول الله ان لا مدفوعة بحق الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المدفوع وحده وحده فلا اقدم رأيا على رأيه ولا قولا على قوله لا اقدم قول عالم ولا شيخ ولا مذهب ولا حزب ولا هوى ولا رؤيا ولا سياسة ولا تدمير على امر رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فكما انك تقول اشهد ان لا اله الا الله انك لا تعبد بحق الا الله. فانك ايضا تقول اشهد ان محمدا رسول الله. فلا تقدموا قولا على قول صلى الله عليه وسلم ثم بعد ركن الشهادتين ركن الصلاة. وما ادراك ما الصلاة؟ الصلاة كثير من الناس ضيعتها زوجاتنا وضيعها ابناؤنا وبناتنا والى الله المشتكى والمسلم والكافر الفرق بينهما بالفعل مثل ما هو في الصلاة. فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال العهد الذي بيننا وبين المشركين الصلاة. وثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل والكفر ترقص بين الرجل والكفر ترك الصلاة. فالذي لا يصلي افعاله افعال الكفار. وربنا يقول يا ايها الذين اعلم قوا انفسكم واهليكم نارا. وقودها الناس والحجارة. فالواجب علينا ان نأمر اولادنا. وان امر من يلوذ بنا فقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ومسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيتها. ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع ومسئول عن نار سيده. حتى ان الراعي مسئول والقيامة عمل سيده. والناس كلهم سيسألون امام الله عز وجل. قال الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك. وسوف تسألون. لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره دون افناه. وعن شبابه فيما ابلاه. وعن ما له. من اين اكتسب وفيما انفق وعن علمه ماذا عمل به. هذه هي الاسئلة الاربعة. تخيل لو ان ولدك يعرف اسئلة الامتحان ثم يرسبه في الاتحاد ماذا تقول عاد؟ فمن رحمة نبينا بنا صلى الله عليه وسلم انه اعطانا الانسحاب يوم القيامة. لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن اولا عن الوقت. قال فيما افناه وعن الشباب بخاصة. هنيئا لكم ايها الشباب يا من حججتم اثبتوا على امر الله وتضرعوا واسألوا ربكم الثبات حتى الممات. واحرصوا ان يكون حجكم مبرورا. وعلامة الحج المبرور ان يكون عمل الانسان بعد الحاج خيرا منهما قبل الحج. فاذا حكم عملك بعد حجك فاعلم ان مبرورا. ثم من اركان الاسلام الزكاة التي ضيعها كثير من الناس. وثبت في صحيح الامام ان الذي لا يزكي لما يوضع في قبره فان ما له يتمثل له ثعبانا قالوا لماذا الصراع؟ قالوا لكثرة السم الذي في رأسه. فانه يتساقط شعر رأسه فيصبح هذا الثعبان يعذب يعذب الله به تارك الزكاة واما الحج فنحمد الله تعالى ان بلغنا الحج. ونسأل الله عز وجل ان يتم نعمته عالجنا وان يجعلنا ممن يتمم الحج بطواف الافاضة وان يمن علينا ان نكمل اعمالنا هذه اخواني واحبائي اركان الاسلام واما الصيام فانكم تسمعون تسمعون عن فقه ما عن التفصيل في هذا الموقف. ثم اعلموا علمني الله واياكم ان النبي صلى الله عليه نتحدى عرفة وكذا حج عرفة يوم الجمعة. واختلف اهل العلم هل خطب النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فكان الامام ابو يوسف يعقوب ابن ابراهيم القاضي امام ابي حنيفة يقول في مجلس اجتمع فيه الامام ما لك ابن انس من المدينة النبوية كان يقول النبي خطب للجمعة. وكان الامام ما لك يقول النبي صلى صلى الله عليه وسلم خطب هذه الخطبة في عرفة. فنحن الان نخطب واليوم ليس يوم جمعة. فقطع مالك ابا يوسف سأل فقال النبي لما فرغ في الصلاة جهر ام اثر؟ فقال اثرت. قال اذا الخطبة ليست الجمعة وانما الخطبة خطبة عرفة. والنبي خطب خطبة واحدة. ولم يخطب خطبتين. فكانت خطبة خطبة عرفة وهي اشبه ما تكون بالموعظة. فهذه موعظة احببت ان اذكر اخواني بها لنمتثل امر الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم لما خطب هذه الخطبة واعلن دستورا للامة في خطبة الحاجة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في خطبة الحاجة في خطبة عرفة كان يقول الا ان دماءكم واموالكم وابصاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا. الاصل في الاموال انها حرام. فمن كان له مظلمة لاخيه فالواجب عليه حتى يقبل الله حجه ويكون الحج مبرورا ان يستحله. اما ان يرد لهما خصمه واخذه واما ان يطلب المسامحة منه الا ان اموالك الا ان اموالك واعراضكم وابشاركم المسلم المسلم ان يؤذي المسلم الكافر وان يأخذ ماله حرام. في دار الاقامة اما في جهاد مسألة اخرى مستثناة اما الاصل الاموال والاعراض والارخار محرمة قال النبي صلى الله عليه وسلم حرام كحرمة يومكم هذا. هذا اليوم يوم عرفة اعظم يوم. والشهر من اقوى من الشهور المحرمة عند الله عز وجل ذي الحجة كحرمة تشاركهم هذا في النبي في هذا الزمان لكم استحللتم فروجهن بكلمة الله. ثم اوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم. وفي هذا اليوم العظيم ان نحسن الى نساء للنساء. وقال انهن عوان خدموا يخدمونكم. فاتقوا الله تعالى فيهن. فما واجب علينا الاحسان اليهن. وارسل النبي صلى الله عليه وسلم بالاحسان اليهن واوصى النبي صلى الله عليه وسلم برحمة الضعفاء. وهذا هو ديننا وهذا هو شرنا. هذا الذي احببته ان اذكر اسأل الله عز وجل ان يتقبل منا وان يغفر ذنوبنا اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا انت لا اله الا انت. اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها واخرها علاجها وسرها امين اللهم تقبل حجنا واجعله اللهم يا ربنا علينا ان نعمل صالحا بعد الحج وان على دينه واجعل اخر كلامنا في هذه الحياة لا لا اله الا الله واجعل خير اجدادنا يوم لقائك. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه