المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة عن الايات المخوفة والتحذير من الذنوب الحمد لله الحكيم في خلقه ورزقه وتدبيره. الحميد في خفضه ورفعه وعطائه ومنعه وجميع تقديره الغفور الرحيم لمن خشيه واتقاه شديد النكال والعقوبة على من عانده وعصاه واشهد ان لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومختاره ومصطفاه اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه اما بعد ايها الناس اتقوا الله فان تقوى الله بها حصول الخيرات وفيها دفع الشرور والمكروهات قال تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون واخبر ان الدعاء سبب للاجابة بحصول المطلوب. وان الذنوب اكبر الموانع لنزول الغيث ونزع البركة من الارض الثمار والحبوب كيف تطمعون في حصول ما تحبون؟ وانتم مصرون على الذنوب والجنايات كيف ترجون حصول الغيث وانتم مقيمون على الغش والخيانات وقد برئ صلى الله عليه وسلم من اهل الكذب والغش في كل المعاملات اما سمعتم ان بخس المكاييل والموازين وبخس الناس اشياءهم اهلك الله به اهل مدينة بالعذاب في الدنيا قبل الاخرة. فعاقبته افظع العواقب. وقد جاء بالصفقة الخاسرة. فوالله ان الحرام والغش ليستدرج صاحبه ثم يمحق محقا وان المكاسب الخبيثة مع اثم صاحبها لتنزع منها البركة حقا وصدقا. وان المكاسب الطيبة ليصلح الله بها الاحوال والورع عن الحرام خير لصاحبه في الحال والمآل اما ترون الله يستعتبكم ويخوفكم بما يريكم من الايات والشدة والنكال. ويرسل الصواعق فيصيب بها ميت من يشاء ويصرفها عمن يشاء وهو شديد المحال. اما ترون الله يصرف عنكم امورا وشرورا قد انعقدت اسبابها بما كسبت ايدي العباد. لتتوبوا اليه وترجعوا عن الشر والفساد. اما علمتم ان المعاصي تخرب الديار العامرة وتسلب النعم الباطنة والظاهرة. فكم لها من العقوبات والعواقب الوخيمة؟ وكم لها من الاثار والاوصاف الذميمة وكم ازالت من نعمة واحلت من محنة ونقمة فاتقوا الله عباد الله واحذروه. واعلموا انكم لابد ان تلاقوه فيحاسبكم وينبئكم بما قدمتموه واخرتموه بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم