المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الاعتدال باستعمال العلاجات. الحمدلله الذي من توكل عليه كفاه، ومن طلب الشفاء منه شفاه، ومن عمل بالاسباب نافعة صالح دينه ودنياه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ولا رب سواه. اشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد ايها الناس اتقوا الله في جميع الاوقات وتوبوا الى ربكم من الذنوب والهفوات واعلموا ان التوسط في الامور هو العدل والخير المرغوب. وان التطرف شذوذ وانحراف عن المطلوب. فما ندم من توسط في امور ولا خاب ولا سلم من شذ وتطرف فغلى او قصر من سوء المآب. قال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. وقال تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما فقد حث المولى على الاقتصاد في الاكل والشرب والانفاق. وكل ما كان في معنى ذلك ففي ذلك الخير والبركة والارتفاع وراعوا رحمكم الله صحة ابدانكم وقلوبكم براحة القلب وحسن الغذاء. استعملوا النظافة والرياضة تموا من كثير من الادواء. واعتمدوا على ربكم لا تستعملوا العلاج الا عند الحاجة الى الدواء. فما انزل الله داء الا جعل قال له شفاء ولكن الامور كلها بقصد وحكمة وميزان كما ان ترك التداوي مع الضرورة نقص وتهور من الانسان. فكثرة العلاجات مع الصحة او المرض البسيط نقص وضرر على القلب والابدان. لقد ابتلي كثير من الناس بكثرة الخيالات والتوهمات. وصار الخوف نصب اعينهم في كل الحالات يعتقدون ان الامراض البسيطة ثقيلة. وربما توهموا وجود المرض وليس لذلك حقيقة. وسبب ذلك ضعف القلب عدم التوكل وكثرة الاوهام. فامراض القلوب وخوفها وضعفها جالب لكثرة الاسقام. قال تعالى ومن تتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه امور دينه ودنياه. وقال وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له وان يردك بخير فلا راد لفضله. يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. فاحذروا ان تنقطع صلتكم بالله. وتضعف قلوبكم فانه المتكفل بجميع حاجاتكم. وهو الهكم ومطلوبكم فمن توكل على ربه في دفع ما نزل به كفاه ولطف به وشفاه وعافاه واذهب عنه ضعف قلبي وخوفه الذي هو الداء وجلب له الاسباب النافعة والدواء. الم تعلموا ان ضعف القلب وكثرة اوهامه هو الداء تضال وقوة القلب مع التوكل على الله صفة اقوياء الرجال. فكم من امراض ضعيفة سيرتها الاوهام شديدة كم من معافا لعبت به الاوهام؟ فلازمه المرض مدة مديدة. وكم ملئت المستشفيات من امراض الاوهام والخيالات؟ وكم على قلوب كثير من الاقوياء. فضلا عن الضعفاء في كل الحالات. وكم ادت الى الحمق والجنون؟ والمعافى من عافاك اه من يقول للشيء كن فيكون. فصحة القلوب هي الاساس لصحة الابدان. ومرض القلوب هو المرض الحقيقي الله المستعان. فسلوا ربكم ان يعافيكم من الامراض الباطنة والظاهرة. وان يتم عليكم نعم الدين والدنيا والاخرة قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولا نجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون