المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في التحذير عن فاحشة الزنا الحمد لله الذي حرم الفواحش الظاهرة والباطنة. واوجب لاصحابها عقوبات مستقبلة وعقوبات راهنة. واشهد ان لا اله الا الله الله الملك العظيم الرؤوف الرحيم. وان محمدا عبده ورسوله النبي الكريم. والامام المصطفى العظيم. اللهم صل على محمد وعلى اله اله واصحابه ومن سلك سبيله على الصراط المستقيم وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا ربكم واحذروا ما يوجب سخطه وعقابه وذروا الفواحش فانها تحرمكم خيره وثوابه. الا وان فاحشة الزنا تقسم الاعمار وتخرب الديار وتوجب المقتل والدمار وتحل اهلها دار الشقاء والبوار. فاحشة تذهب بهاء الوجه بعد ذهاب الدين. وتنزله من الاخلاق الرذيلة الى اسفل سافلين وتوجب له البعد من رحمة ارحم الراحمين. فاحشة تسود لها الوجوه والقلوب ويبتلى صاحبها بالهموم والغموم والفقر والشدائد والكروب. وينزع عنه الايمان حين يزني حتى يقلع ويتوب. فاحشة من اكبر الاسباب لسوء الخاتمة. ومن اعظم الطرق للعقوبات المتراكمة. يضيق على صاحبها قبره حتى تختلف اضلاعه. وذلك بما قدمت يداه وللزناة والزواني في البرزخ تنانير من نار. ولهب يرفعهم ثم يخفضهم من اعلاه الى ادناه يستغيثون من الشدة فلا يغاثون. ويسألون تخفيف العذاب فلا يجابون قد اشتدت عليهم المصائب والكربات وانساهم سوء العذاب ما اسلفوا من الاستمتاع والشهوات فيا ويلهم ما اشد شقاهم. ويا مصيبتهم حين فاتهم الخير وحضر هلاكهم ورداهم ويا فضيحتهم بين الخلائق اذا اسودت وجوههم وشقوا. ويا ويلهم ماذا حصل لهم من الشر؟ وماذا لقوا؟ فيا من تلطخ بشيء من هذه القاذورات تب الى ربك توبة نصوحا ما دمت في مدة الامكان. واحذر من الاقامة على ما يسخط المولى من الاصرار قاري على العصيان. فنسألك اللهم ان تحفظنا وذرياتنا من الفواحش والذنوب. وان تغفر لنا كل ذنب وخطأ وحوب انتقينا بلطفك من الشدائد والكروب. وان توصلنا الى كل مطلوب. قال سبحانه ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر