المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الحث على الاصلاح الحمد لله الذي امر بالتعاون على الخيرات. ونهى عن التفرق والاختلاف والمشاحنات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. فاطمة الارض والسماوات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. سيد الرسل واكمل المخلوقات. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه. اولي الفضائل والكرامات وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين وقوموا بالنصيحة بين عباد الله فان الله لا يضيع اجر المحسنين. قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصلاة صدقات او معروف او اصلاح بين الناس. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. وقال صلى الله عليه عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة اصلاح ذات البين فان فساد ذات البين هي الحالقة لا تقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. فرحم الله امرأ رأى بين اثنين عداوة فقام بتقريب بعضهم الى بعض. بالتآلف اصلاح ويا ويح من اغرى بين الناس فلقح العداوة وغذاها بالتفريق بين المتصافيين وراح اما علمتم ان من اصلح بين الناس اصلح الله باله. ومن فرق بينهم فرق الله امره وشتت احواله. فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر. وويل لمن كان مفتاحا للشر مغلاقا للخير. اما سمعتم بان النمام عليه العقوبة الشنيعة يوم البعث والنشور فانه ينقل الكلام بين الناس فيحدث البغضاء ويوغر الصدور. يجيء النمام الى قلوب متآلفة متفقة فيفرقها. والى صدقات وصلات بين من الناس فيمزقها. قد انسلخ من اعمال اهل الصلاح المصلحين ورضي لنفسه ان يكون من المفسدين. الا وان المصلحين بين عباد الله لهم الرتب السامية. والمحل الاعلى. وقد حازوا الشرف والاجور والكثيرة ورضى المولى يأتون الى المتباعدين فيقربونهم. والى الذين فرقتهم الاغراض الدنيئة فيؤلفون بين قلوبهم ويجمعون فلله ضرهم ما افضل اعمالهم وما ارفع مكانهم واكمل احوالهم. فكم حصل بسعيهم المشكور من خيرات وبركات وكم اندفع بعملهم المبرور من شرور ومفاسد وافات. وكم طمعوا من ضغائن واحن وكم اخمدوا باصلاحهم ولطفهم من حور وفتن. فيا فوزهم بمكارم الاخلاق. ويا سعادتهم عند لقاء الملك الخلاق. ويا فلاحهم اذا اكرموا بجنات النعيم ووقوا من عذاب الجحيم. فتمت لهم حينئذ العيشة الراضية في جنة عالية. قطوفها دانية. وقيل لهم كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم