المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الحث على التوبة. الحمد لله الملك الوهاب العفو الغفور التواب. الذي خضعت لعظمته الرقاب وذلت وكبريائه الصعاب. ورجع اليه بالتوبة والاستقالة كل موفق اواب. وشرد عن بابه كل مسرف مرتاب. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. ذو الطول لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاع واشهد ان محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة وفاتح ابواب المتاب. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه الذين فتحوا القلوب بالعلم والايمان والبلدان بالسيف والسنان. طوق الله بهم من الشر والعذاب. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى احذروا الاقامة على المعاصي والذنوب فانها تسخط علام الغيوب وتوجب خزي الدنيا والاخرة. وتسلب النعم الباطنة والظاهرة فتوبوا اليه جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. واتقوه في جميع احوالكم لعلكم ترحمون. واقرنوا لذلك ندم على ما مضى وفات. وعزما على ترك الذنوب فيما تستقبلون من الاوقات. وعملا صالحا تنال به السعادة والكرامات فمن كان منكم تاركا لحق من حقوق الله فعليه ان يستدرك بفعله ما فات. ومن كان مصرا على شيء من المعاصي فليتب الى ربه ويستغفره قبل الاخذ بالاقدام والنواصي. ومن كان بينه وبين احد مظلمة في دم او عرض او مال فليخرج منها وليتحلله قبل ان يتعذر الوفاء الا من الاعمال. فبادروا شبابكم قبل هرمكم وصحتكم قبل سقمكم وفراغكم قبل شغلكم وحياتكم قبل موتكم. وقد وعد المولى الكريم بالمغفرة لمن اتى باسبابها. واجتنب الردى. فقال اني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. وقال على لسان نبيه المصطفى يا عبادي انكم تخطئون الليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. فانتم رحمكم الله في جميع الاوقات مضطرون الى المغفرة والرحمة من عالم الخفيات اسلكوا رحمكم الله طرقها واسبابها. والهاجئ بالاستغفار والتوبة. فكم من توبة قبلها الكريم؟ وكم من دعوة اجابها والسميع لمن ناداه وناجاه وهو المجيب لدعوة الداعي اذا دعاه. وهو الذي لا يخيب رجاء من رجاه. فمنكم الدعاء توبة ومن الله الاجابة. وعليكم اخلاص الاعمال وتكميلها وعلى الله القبول والاثابة. فتح الله لي ولكم اقفال القلوب وغفر لنا كل ذنب وحوب. وانالنا واياكم من كرمه وجوده. كل مطلوب. قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم بات قناة من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم