المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الحث على الدعاء الحمد لله الذي امر بالدعاء ووعد عليه الاجابة. وحث على افعال الخير كلها. وجعل جزاءها القبول والاثابة. فسبحان انه من كريم جواد رؤوف بالعباد يأمر عباده بالتقرب اليه بالدعاء. ويخبرهم ان خزائنه ليس لها نفاذ اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ولا ند ولا مضاد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. سيد الرسل وخلاصة العباد اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه العلماء العباد. وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم التناد. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى وتعرضوا لنفحات المولى في جميع الاوقات بالدعاء والرجاء. واعلموا ان الدعاء يجلب الخيرات تدفع به البلاء انه ما دعا الله داع الا اعطاه ما سأله معجل. او ادخر له خيرا منه ثوابا مؤجلا. فصرف عنه من السوء اعظم منه ترى من منه واحسانا وتفضلا. وفي الصحيح مرفوعا يستجاب للعبد ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم ما لم يعجل. قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم ارى يستجاب لي. فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء. وفي حديث من فتح الله له له باب الدعاء فتحت له ابواب الرحمة. وليس شيء اكرم على الله من الدعاء. وقال صلى الله عليه وسلم الدعاء هو عبادة ثم قرأ قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل. فعليكم عباد الله بالدعاء يسأل احدكم ربه حاجته كلها وكيف لا يكون الدعاء مخ العبادة وخالصها وهو من اعظم القرب لرب العالمين وبه يدرك العبد مصالح الدنيا والدين. وبكثرة الالحاح فيه على الله ينقطع الرجاء من المخلوقين. ويكمل رجاؤه وطمعه في رحمة ارحم الراحمين. الا وان الدعاء ينبئ عن حقيقة العبودية وقوة الافتقار. ويوجب للعبد خضوعه وخشوعه به وشدة الانكسار. فكم من حاجة دينية او دنيوية الجأتك الى كثرة التضرع واللجوء الى الله والاضطرار. وكم من دعوة ان رفع الله بها المكاره وانواع المضار وجلب بها الخيرات والبركات والمسار. وكم تعرض العبد لنفحات الكريم في ساعات الليل الليل والنهار فاصابه نفحة منها في ساعة اجابة. فسعد بها وافلح والتحق بالابرار. وكم تضرع تائب فتاب عليه؟ وغفر له الخطايا والاوزار. وكم دعاه مضطر فكشف عنه السوء وزال عنه الاضطرار. وكم لجأ اليه مستغيث فاغاثه بخيره المدرار فمن وفق لكثرة الدعاء فليبشر بقرب الاجابة. ومن انزل حوائجه كلها بربه فليطمئن بحصولها من فضله وثوابه فحقيق بك ايها العبد ان تلح بالدعاء ليلا ونهارا. وان تلجأ اليه سرا وجهارا. وان تعلم انه لا غنى لك عنه عين في دينك ولا دنياك. فانه ربك والهك ونصيرك ومولاك. قال سبحانه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم