المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الحث على الصبر. الحمد لله الذي وعد الصابرين اجرهم بغير حساب. وجعل لهم العواقب الحميدة في هذه الدنيا ويوم مآاب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الرحيم التواب الكريم الودود الوهاب. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي انزل عليه الحكمة وفصل الخطاب اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه صفوة الصفوة ولب الالباب وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجثمان. فمن لا صبر له فليس له يقين ولا ايمان. فقد امر الله بالاستعانة بالصبر والصلاة على الامور واخبر ان الصابرين لهم الدرجات العالية والخير والاجور. فقال مخبرا عن اهل دار القرار والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم. فنعم عقب الدار. فان سألتم عن حقيقة الصبر فانه حبس النفس والزامها ما يشق عليها ابتغاء وجه الله وتمرينها على الطاعة وترك المحارم. وعلى الاقدار المؤلمة رضا بقدر بالله فمن عرف ما في طاعة الله من الخير والسعادة هان عليه الصبر والمداومة عليها وما من معصية الله من الضرر والشقاء سهل عليه ارغام النفس والاقلاع عنها. ومن علم ان الله عزيز حكيم. وان المصائب بتقدير الرؤوف الرحيم. اذعن للرضا ورضي عنه الله وهدى الله قلبه للايمان والتسليم. فيا من ان تابته الامراض وتنوعت عليه الاوصاب. اذكر ما جرى على ايوب وكيف اثنى الله عليه بالصبر وحصول الزلفى حيث قال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب ويا من فقد سمعه او اخذ الله عينيه. اما علمت ان الله لا يرضى بعوض سوى الجنة لمن صبر حين يؤخذ حبيبتيه. ويا من فجعت باحبته وقرة عينه واولاده واقدامه. اما علمت ان من حمد واسترجع بنى الله له بيت الحمد في دار كرامته. وكان زيادة في ايمانه وثقلا في ميزانه. وان من مات له ثلاثة من الولد او اثنان او واحد فصبر واحتسب. كان له حجاب له من النار ورفعه له في دار القرار. اما سمعت ان من صبر على الفقر والجوع والخوف؟ ونقص الاموال والانفس والثمرات فان له البشارة بالهداية والرحمة من ربه. والثناء والصلوات ويا من اصيب بالام وجروح وامراض تعتري بدنه وتغشاه اما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا اذى. حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك الا للمؤمن فعليكم بالصبر على ما اصابكم والاحتساب. فان ذلك يخفف المصيبة ويجزل لكم عند ربكم الثواب. الا وان الجزع ايزيد في المصيبة ويحبط الاجر ويوجب العقاب. فيا سعادة من رضي بالله ربا. فتمشى مع اقداره بطمأنينة قلب وسكون وعلم ان الله ارحم به من والديه. فلجأ اليه وانزل به جميع الحوائج والشؤون. قال سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم