المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في الحياة الطيبة الحمد لله رب الغفور العفو الرؤوف الشكور. الذي وفق من شاء من عباده لتحصيل المكاسب والاجور. وجعل شغلهم بتحقيق الايمان والعمل الصالح يرجون تجارة لن تبور. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الذي بيده تصاريف الامور اشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل امر واجل مأمور. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه التابعين لهم باحسان الى يوم البعث والنشور. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى وذلك بالقيام بحقوق الايمان والاعمال الصالحة فرضها ونفلها. قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجد لانهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فوعد من جمع بين الايمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار. وبالاجر العظيم والثواب الجزيل في دار القرار. اما الايمان هو الاقرار والاعتراف باصوله المبني على العلم واليقين. والاذعان المقتضي للعمل الصالح. وهو القيام بحقوق الله وحقوق الوالدين والاقارب والاصحاب وذوي الحقوق والجيران. فكل واجب ومستحب فهو داخل في العمل الصالح. ويدخل في ذلك ترك الفسوق وجميع القبائح فمن قام بذلك فليبشر بالحياة الطيبة فهو المفلح الناجح لا تحسبن الحياة الطيبة مجرد التمتع بالشهوات. ولا الاكثار من عرض الدنيا وتشييد المنازل المزخرفات. انما الحياة الطيبة راحة القلوب وطمأنينتها. والقناعة التامة برزق الله. وسرورها بذكر الله وبهجتها وانصباغها بمكارم الاخلاق وانشراح الصدور وسعتها لا حياة طيبة لغير الطائعين. ولا لذة حقيقية لغير الذاكرين. ولا راحة وطمأنينة قلب لغير المكتفين برزق الله القانعين. ولا نعيم صحيحا لغير اهل الخلق الجميل والمحسنين. فقد قال امثال هؤلاء الاخيار لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من لذة الانس بالله. لجالدونا بالسيوف عليه. ولو ذاق ارباب الدنيا ما ذقناهم من حلاوة الطاعة لغبطونا وزاحمونا عليه. ما ظنك بمن يمسي ويصبح ليس له هم سوى طاعة مولاه. لا يخشى ولا ارجو ولا يتعلق باحد سواه ان اعطي شكر وان منع صبر. واذا اذنب استغفر وتاب مما جناه. هذا والله النعيم الذي من فاته فهو المغبون. وهذه الحياة الطيبة التي لمثلها يعمل العاملون. اي نعيم لمن قلبه يغلي بالخطايا والشهوات؟ واي لمن يتلهب فؤاده بحب الدنيا. وهو ملآن من الحسرات. واي راحة لمن فاته عيش القانعين. واي حياة لمن تعلق قلبه بالمخلوقين. واي عاقبة وفلاح لمن انقطع عن رب العالمين. ومع ذلك لا يرجو العقبى وثواب العاملين بالله لقد فاز الموفقون بعز الدنيا والاخرة. ورجع اهل الدناءة بالصفقة الخاسرة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم