المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في بعض حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي اوجب لرسوله حقوقا هي من لوازم الايمان. وفضله وخصه بخصائص لا يشاركه منها ملك ولا انسان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. المتفرد بالوحدانية والكبرياء والسلطان. الذي له كل اسم من حسن ووصف جميل وهو الرحيم الرحمن. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث الى الانس والجان اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى فان ان الله كتب الرحمة الكاملة للمؤمنين. فقال ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة انجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه. واتبعوا النور الذي انزل معه. اولئك اولئك هم المفلحون. فهذه الايات الكريمة قد تضمنت ما يجب لهذا النبي الكريم من الحقوق التي لا يحصل ولا سموا الايمان الا بها. حقه الاصيل ان نؤمن به ونعترف بصدقه. وان كل ما جاء به حق لا ريب فيه وان نتبعه في اصول الدين وفروعه. ونقدم قوله وطاعته على طاعة كل احد. ونعلم انه لا يأمر الا بالمعروف الذي هو الخير والهدى والبر والصلاح. ولا ينهى الا عن المنكر الذي هو كل شر وفساد واعمال قباح. وانه وحل لنا جميع الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والمناكح وجميع التصرفات. وحرم كل خبيث من هذه اشياء فرسالته احتوت على كل الكمالات. وكان دينه مبنيا على اليسر والسهولة ورفع الاغلال قرة العيون وحياة القلوب ووسيلة الى كل خير وكمال. وعلينا ان نعزره بنصره ونصر شريعته في حياته وبعد مماته فهو اولى بنا من انفسنا في امور العبد وحالاته. وعلينا ان نخضع لهديه ونقتدي به في جميع حركاته وسكناته. وعلينا ان نوقره بالاجلال والاكرام. والتوقير التام والاحترام. وان يكون احب الينا من واولادنا ونفوسنا والناس اجمعين. وان نكثر من الصلاة والتسليم عليه في كل وقت وحين. والا ندعوه باسمه بل اذا خاطبناه فعلى وجه الاجلال والتكريم. وقد رفع الله له ذكره فلا يذكر الله الا ذكر معهم رسول كما في الخطب والشهادتين اللتين هما اساس الاسلام. وفي الاذان الذي هو شعار الاسلام. وفي الصلاة التي عماد الدين لما له من الحق الاكبر على الناس اجمعين. وكما انه صلى الله عليه وسلم تميز عن الخلق بكل باوصاف الكمال الممكن الذي لا يساويه فيه مخلوق. فكان حقه بعد حق الله اوكد الحقوق. من الله علي عليكم بمعرفة نبينا والقيام بحقه والاقتداء به في كل حال. وثبتنا بالقول الثابت على سنته في الحال والمآل وحشرنا في زمرته وادخلنا في شفاعته. واوردنا حوضه العذب الشهي الزلال. انه جواد كريم واسع النوال. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم