المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في تيسير الجمع بين امور الدنيا والدين. الحمد لله الذي بعث محمدا بصلاح الدارين. وجعله اماما وقدوة للعالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الى الناس اجمعين. اللهم صل على محمد محمد وعلى اله وصحبه واتباعهم الى يوم الدين. وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله تعالى خلقكم لمعرفة وعباداته. واسبغ عليكم النعم لتستعينوا بها على طاعته. وشرع لكم طريقا تدركون به مصالح دينكم ودنياكم. وتفوزون بجميع مطالبكم في اولاكم واخراكم فقوموا بما امركم الله به بهمم صادقة ونيات صالحة. اتركوا المحرمات ومن اقترف سوءا فليبادر الى الاستغفار والتوبة الماحية. الا وان غفلتكم عن مصالح انفسكم تفوت عليكم اوقاتا ثمينة نتائجها الحرمان والخسران. وان الحازم العاقل ينظم اوقاته فلا ينسى نصيبه من الدنيا ولا من طاعة الملك الديان. فكثير منكم ولله الحمد يود الخير ولكن يفوت عليه الوقت سبهللا. ويحب ان يكون له نصيب من الطاعات. ولكن تغلبه نفسه تثاقلا وكسلا. فلو ان احدكم اذا اصبح افتتح نهاره بقراءة وفهم وتدبر شيء من القرآن واستعمل اوراد الصباح والمساء واكثر من ذكر ربه في السر والاعلان انتهز الفرصة في المبادرة الى المسجد في اول وقت الصلاة. ففعل ما يسره الله له من صلاة وذكر وقراءة وانتظار للعبادات جعل له وردا من صلاة الليل ولو قليلا في اي وقت من الاوقات. لو ان احدكم عود نفسه ذلك لحصل خيرا كثيرا. ونال اجرا كبيرا ومع هذا فهل ترى هذا العمل اخل بشيء من مصالح دنياك وراحتك او فوت عليك شيئا من اغراض معيشتك وهل فقدت بهذا شيئا من مهم حاجتك ام هذا الترتيب عون لك على هذه الامور؟ ومغنم تنال به الارباح والاجور فوازن رحمك الله بين هذا الامر الذي ترى نفسك قادرة عليه وتراها ميسرة مقربة لك الى مولاك. مدنية اليه. وبين تفويتها غفلة وكسلا عن المأمور. هل حصل لك بالتفويت قيادة انس وسرور وهل وفر لك حصول منفعة او دفع شيء من الشرور؟ لا والله لا يتم لمؤمن سرور في دنياه حتى يرى انه ادرك حظا وافرا ونصيبا من طاعة مولاه. وانظر الى افراد موفقين رتبوا في الخير اوقاتهم. واخذوا نصيبا مباركا من طاعة الله وادركوا راحاتهم. فهل فاتهم مما يتنافس فيه الناس شيء؟ ام حصل لهم بهذا العمل كل شيء. فلم ينفرد الناس عنهم طرد من الاغراض ولا لذة من اللذات. بل شاركوهم في جميع المصالح وفاتوهم بنيل المكارم والقربات يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون