المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في سؤال العبد عن النعم. الحمد لله الذي اعطى عباده الاسماع والابصار والافئدة لعلهم يشكرون. واسدى عليهم اصناف النعم وسيحاسبهم عليها وعنها يسألون. فمن استعان بها في طاعة المنعم فاولئك هم المفلحون. ومن صرفها في معاصيه فاولئك الذين خسروا انفسهم واهلهم يوم القيامة. الا ذلك هو الخسران المبين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الذي اذا اراد شيئا قال له كن فيكون. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الذي ختمت به الانبياء والمرسلون وبهديه وسيرته يهتدي المهتدون. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم في الاقوال والافعال والحركة والسكون. اما بعد ايها الناس اتقوا الله واعرفوا مقدار نعم الله. فقد قال صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبدي يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه؟ وماذا عمل فيما علم فكلنا معشر المسلمين مسؤول عن هذه الخمس كما اخبر به الصادق في المقال فلينظر العبد موقع حاله وماذا يجيب به هذا السؤال فمن قال بصدق يا ربي قد افنيت عمري في طاعتك وابليت قوتي وشبابي في خدمتك ولم ازل مقلعا تائبا عن معصيتك واكتسبت ما من طرق الحلال واجتنبت المكاسب الردية الموجبة للهلاك والنكال. وانفقته فيما تحب واجتنبت انفاقه في الفسوق. ولم ابخل زكاة ولا في النفقات الواجبة. واديت الحقوق وعلمت الخير ففعلته وعرفت الشر فتركته. فليبشر عند ذلك برحمة الله والفوز بجنته ورضوانه. ومن قال قد تقضى عمري وشبابي في الذنوب والغفلات. ولم ابالي بالمكاسب الخبيثة ولا بالغش والخيانات وعلمت الخير والشر فلم انتفع بعلمي ولا اغنت عني معرفتي ولا فهمي. فذلك العبد الذي هلك مع الهالكين سلك سبيل الظالمين المعتدين. فيا سوءتاه حين يندب الشباب شبابه. ويفتضح الشيخ اذا قرأ كتابه. ويا ندامة حين يحشر المتقون الى الرحمن وفدى. ويساق المجرمون الى جهنم وردا. لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا. ينادون مالكا خازن النار. يا ما لك ليقض علينا ربك. قال انكم ماكثون. لقد جئناكم حق ولكن اكثركم للحق كارهون. ويقولون ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلموا بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم