المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في عمل اليوم والليلة الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وما اعظمه ربا وملكا قديرا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي ارسله الى جميع الثقلين بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا اللهم صلي على محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. واعلموا ان الله تعالى جعل الاوقات والشهور تتكرر على العباد. لتقوم وظائف الطاعات وتنشط النفوس على الخيرات لما مضت الاشهر الثلاثة الكرام. اولها رجب واخرها شهر الصيام اعقبها بالشهور الثلاثة شهور الحج الى بيته الحرام. فكما ان من صام رمضان وقام غفرت له جميع الذنوب والاثام فمن حج البيت واعتمر غفرت ذنوبه فضلا من الملك العلام. فما يمضي على المؤمن وقت من الاوقات الا ولله عليه وظيفة من وظائف الطاعات فاذا قام بها ووفاها كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. المعد لهم المنازل العالية الطيبات اليس من اجل نعمه على العباد ان جعل الليل والنهار يتناوبان كلما ذهب احدهما خلفه الاخر لانهاضهما من العاملين الى الخيرات فمن فاته الورد بالليل استدركه بالنهار ومن فاته بالنهار استدركه بالليل على مدى الاوقات الاوان شجرة الايمان قد غرسها الله في قلوب المؤمنين ورتب العبادات على اختلافها لتنميتها وتكميلها في كل وقت وحين. فلولا اعمال اليوم والليلة لذوى غرس الايمان فاليه يصعد الكلم الطيب. والعمل الصالح يرفع ذلك الى الملك الديان. ولقد سبق المفردون الذين لا تزال السنتهم تلهج بذكر الله الى جنات النعيم ولقد فاز المزارعون الى الخيرات برفعة الدرجات والقرب من الرب الكريم فيا ويح المعرضين عن ربهم ما اشد دمارهم واشقاهم. ويا ندامة الغافلين لقد انفرطت امور دينهم ودنياهم فوالله ان ذكر الله لحياة الارواح والقلوب ان القيام بخدمته ليوصل العبد الى اجل مطلوب اعانني الله واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ووقانا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا بلطفه ورعايته. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم