المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في فضيلة الذكر. الحمد لله الذي اعطى الذاكرين ما لم يعطي احدا من العالمين. ورفع لهم المنازل العالية وجعلهم صفوة المؤمنين واشهد ان لا اله الا هو ولا ضد ولا معين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الذاكرين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واتباعه الى يوم الدين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. واستعينوا على ذلك بذكر الملك العظيم. فان ذكره يوصل العبد الى كل خير جسيم وينجيه من العذاب الاليم. فبذكر الله تطمئن القلوب وتزول المكاره والكروب. اما علمتم ان من ذكر الله فيه ذكره الله في نفسه. ومن ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم في حضرة قدسه. وان الذاكرين الله كثيرا والذاكرات هم المفردون وانهم الى كل خير وكرامة ونعمة سابقون. فذكر الله مجلبة للغنى وانواع الفوائد مطردة للهم الغم والانكاد والشدائد. اما سمعتم ان الاكثار من ذكر الله خير لكم من انفاق الذهب والفضة والجهاد. وما شرعت العبادات كلها الا لاقامة ذكر رب العباد. وان الجنة طيبة التربة عذبة الماء. وانها قيعان وغراسها العمل الصالح والاكثار من ذكر الملك ديان فمن قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم غرس له بكل شجرة في رياض الجنان. ومن اكثر من ذكر الله غفرت له الذنوب وجبر ما فيه من نقصان. فيا فوز الذاكرين بمحبة الله في الدنيا ويا ذوق حلاوة الايمان ويا سعادتهم يوم لقائه حين يحل عليهم الكرامة والرضوان. ويا غبطتهم في قبورهم حين الروح والريحان. ويا فرحهم حين تتلقاهم الملائكة. مهنئين لهم بالخير والكرامات والاحسان. ويا خسارة الغافلين هذا فاتهم من النعم والسرور. وماذا حصل لهم من العقوبات والشرور؟ فقد حرموا خير الدنيا والاخرة. وباؤوا بالخيبة والحسرة صفقة الخاسرة. يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله. ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم