المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك الحمد لله الذي جعل الشريعة محتوية على الهدى والشفاء والنور. واوصل من استرشد بكلامه وكلام رسوله الى كل خير وسرور. احمده على الكاملة واسمائه الحسنى. واشكره على الائه الباطنة والظاهرة. وما له من عميم نعمة. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. في وربوبيته. ولا نديد له في عظمته وكبريائه ومجده واحاديته. واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير بر اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه القائمين بحقوقه ونصرته. اما بعد ايها الناس اتقوا الله حق تقواه وتمسكوا بارشاد نبيه وهديه وهداه. فقد قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله لهما من كلمتين عظيمتين جمع فيهما خير الدنيا والاخرة. لمن فهمهما وعمل بهما من العباد. فاما الحرص فهو الجد في تحصيل الامور النافعة في المعاش والميعاد. وذلك بالاجتهاد في القيام بعبودية الله التي خلق الله المكلفين لاجلها. وبما يعين على ذلك من كسب الحلال المساعد على امرها. ولا يتم ذلك الا بسلوك طرقها النافعة وابوابها. ولا يحصل الا بقوة الاستعانة بالله والتوكل عليه. لا على الاسباب بل على مسببها. فلا يفوت احدا الخير الا بترك واحد من هذه الامور. اما الا يحرص بل يستولي عليه الكسل والفتور او يكون حريصا على غير الامور النافعة او لا يستعين بميسر الامور. اعظم الامور النافعة ان تتعلم ما دينك وعباداتك ومعاملاتك. وان تؤدي الشرائع الظاهرة والباطنة. مجتهدا في تكميل عباداتك. قائما بحقوق الخالق وحقوق الخلق مستعينا بربك في طلب الحلال من الرزق. فيا طوبى لمن قوي توكله على ربه في تيسير امر دينه ودنياه. ويا سعادته اذا شاهد النجاح والفلاح عند تمام مسعاه. اذا اردت ان تختار عملا نافعا تصلح به دنياك. فاسلك الطريق الموصل اليه برفق واستعن بمولاك فانك اذا حققت التوكل عليه سهل لك الامر ويسره وكفاك. وان اعجبت بنفسك ورأيك خذلك ووكلك الى ضعفك قوتك وقواك. فلو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا وتروح بطانا. ولكن كثير منكم يعجب بنفسه فيرهقه وهنا وهوانا وخذلانا فاعتصموا بحبل الله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير