المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في نعيم البرزخ وعذابه. الحمد لله الذي لم يزل قائما بشؤون الخليقة على احسن نظام. لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه. يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل على الكمال والتمام. فهو الملك العظيم القدوس السلام. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الانام. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه البررة الكرام. اما بعد ايها الناس اتقوا الله. واعلموا ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم. وانكم عند انتقالكم من الدنيا لا بد ان يمتحن ويسألكم ويجازيكم. فمن كان في الدنيا ثابتا على الصراط المستقيم. ثبته الله عند مماته وفي قبره. وبشر الفوز والنعيم. ومن كان في هذه اعمى معرضا عن الله فلا بد ان يلاقي ما قدمت يداه. قال صلى الله عليه وسلم اذا قبر الميت اتاه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول المؤمن ربي الله ويقول ان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام. فيقولان له هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما يدريك ويقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت. في نادي مناد من السماء ان صدق عبدي. فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة. وافتحوا له بابا الى الجنة. فيأتيه من روحها وطيبها. ويفسح له في قبره مد بصره. واما التاجر او الكافر. فاذا سأله الملكان من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك ويقول ها ها لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضربانه بمطرقة من حديد ويصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانس والجن ولو سمعوها لصعقوا. في نادي مناد ان كذب عبدي. فافرشوه من النار والبسوه من النار. وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه ولا يزال معذبا الى ان تقوم الساعة. اما والله لو نشر لكم اهل القبور فحدثوكم بما وصلوا اليه. من عظائم الامور قالوا قد وجدنا ما وعدنا الله ورسوله حقا ولم نفقد من اعمالنا مثقال ذرة من خير او شر. فاصبحنا مرتهنين صدقا. اما طائعنا فقد اغتبط بعمله الفوز والروح والريحان. واما عاصينا وقد باء بالخيبة والخسران والهوان. يتمنون الرجوع الى الدنيا ليتوبوا ويودون ان لو مكنوا ليعملوا صالحا وينيبوا. وانتم الى ما صاروا اليه صائرون. وبكأس الحمام الذي يدور على الخليل شاربون فتوبوا الى ربكم ما دمتم في زمن الامهال. وتقربوا اليه بما استطعتم من صالح الاعمال. فلا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون. ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا يصرون فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين. فاما ان كان من المقربين. فروحوا وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين. واما ان كان من المكذبين الضال فنزل من حميم وتصلية جحيم. ان هذا لهو حق اليقين. فسبح باسم بربك العظيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم