المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب النصح في المعاملة والترهيب من البخس والغش. الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه وادر عليهم الارزاق ليحمدوه. وشرع لهم دينا كاملا. وشرعا وافيا بمصالح الدين والدنيا ليتبعوه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الوهيته وربوبيته. ولا مثيل له في عظمة النعوت والصفات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. المؤيد بالبراهين الدالة على صدقه وكماله واوضح الايات. الذي حرم على امته الخبائث واحل لهم الطيبات. من المآكل المشارب والملابس والمكاسب وانواع المعاملات. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه اولي الفضاء والكرامات. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. واعلموا انه لا تتم التقوى الا باتباع شرعه في العبادات والمعاملات. بان على الوجوه الشرعية والطرق الصحيحة المرضية. وقد اوجب الشارع عليكم في الدين عموما وفي المعاملات خصوصا الصدق والبيان عن الغش والخديعة والكتمان. فقال الدين النصيحة الدين النصيحة. الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. وقال من غشنا ليس منا فمن كتم عيبا في سلعته وغش في حرفته او صنعته او دلس في ثمنه او مثمنه او كذب في اظهار وصف يرغب وهو على غير صفته وقد تبرأ منه سيد المرسلين. واخبر انه ليس من المسلمين في تركه واجبا من واجبات الدين. وقال صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما. وان كذبا وكتم محقت بركة بيعهما. فقد اخبر ان الصدق والبيان واجب للمعاملة موجب للبركة. وان الكذب والكتمان محرم ماحق للبركة فكيف يليق بالمسلم المصدق للرسول ان يتجرأ على خلاف ما امر به ام كيف يقدم على ما يضره في دنياه واخرته؟ وقال لا يحل لمسلم باع من اخيه بيعا الا بينه. ومن باع عيبا لم يبينه فلم يزل في مقت الله. ولم تزل الملائكة تلعنه. فاتقوا الله عباد الله واياكم ان تختاروا مقت الله وغضبه وعقابه ولعنة ملائكته بحطها من يسير من الدنيا ممحوق البركة. ما حق لنا لما خالطه وحل به فمن فعل ذلك باء بخسران الدنيا والاخرة. ورجع بالصفقة الخاسرة غير قد رأيتم باعينكم كيف كثرت الخيانات وقلت الامانات وكثر الغش في المعاملات وحل بسبب ذلك بالخلق المثلات. وتوالت عليهم العقوبات والنكبات. اما رأيتم البركات قد انتزعت واضمحلت؟ والنعم قد سافرت وتولت والنقم قد تتابعت واستمرت. والقطيعة قد كثرت وشاعت. والخديعة قد انتشرت وذاعت. والغش قد ابتلي به اهل الحرف والمكاسب والمعاملون. وبذلك تفسد الامور فانا لله وانا اليه راجعون. اعلموا ان وعد الله ورسوله به حق لا ريب فيه. وان الخير والبركة وتيسير الرزق ونموه في النصح لا غش فيه. وان القليل مع تقوى الله من ذلك كثير وان عاقبة المتقي الناصح حلول البركة والخير الغزير. وان من اخذ اموال الناس يريد اداءها اداها الله عنه. ومن اخذها يريد اتلافها اتلفها الله. وان الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان. من الله علي وعليكم بالقيام بحقوقي وحقوق خلقه واوسع علينا من كرمه وواسع رزقه. قال سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله بالغ امره. قد جعل الله لكل شيء شيء قدرا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم