المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب دفع الاذية عن الناس. الحمدلله الذي جعل الاحسان اكبر الاسباب لنيل الكرامات. واذية الخلق والاضرار بهم موجبا للعقوبات. واشهد ان لا اله الا الله كامل الاسماء والصفات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اشرف المخلوقات. الله اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه اولي الفضل والكرامات. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان من توفيق العبد وسعادته كف اذيته عن المسلمين ومن شقاوته عدم مبالاته في ايصال الضرر للعالمين. وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان اماطة الاذى عن الطريق من شعب الايمان. ومن عزل حجرا او شوكة او عظما عن طريق الناس فقد سعى لنفسه بالامان. وقال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يمشي بطريق اذ وجد غصن شوكة فازاله فشكر الله له فغفر له وادخله الجنة. فرحم الله عبدا كفه اذيته عن الناس فلم يؤذهم بالتخلي في طرقهم ومساجدهم ومجالسهم. وما احسن توفيق من رفع الاذى عنهم في جميع احواله وتصرفهم وازجروا من رأيتموه يتخلى في مغاسل المسلمين. فانه موجب للعنة اللاعنين. وقد باء فاعل ذلك بالاثم واذية المؤمنين قال صلى الله عليه وسلم اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل. واياكم وكشف العورات بمرأى احد اوقات التخلي والاغتسال. كما يفعل ذلك من لا يخشى الله من المتهاونين الارذال. فقد لعن الناظر والمنظور. وحق افلا يستحيي احدكم ان يكون اسوأ حالة من البهائم فيبدي عوراته والناس ينظرون وهذا من اعظم الجرائم ان الله يمقت اشد المقت على كشف العورات. فمن فعل ذلك باء بغضب من الله وحقت عليه العقوبات. عافاني الله واياكم من جميع وستر منا العيوب والعورات. وامننا من المخاوف والروعات. وسلك بنا مسلك اهل الادب والحياء والصيانات. قال سبحانه والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا. فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم