المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب معرفة الله وتوحيده. الحمد لله المتوحد بصفات العظمة والجلال. المتفرد بالكبرياء والكمال. المولى على خلقه النعم السابغة الجزال. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الكبير المتعال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الرسل في كل الخصال. اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله واصحابه خير صحب واشرف ال. اما بعد ايها الناس اتقوا الله واعبدوه. فان الله خلقكم لذلك. قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. خلقهم ليعبدون خذوه ويدينوا بعبادته الجامعة لمعرفته والانابة اليه. والتوجه في كل الامور اليه. خلقهم ليعرفوا ويعترفوا انه الرب الذي اوجد جميع المخلوقات واعدها وامدها بكل ما تحتاج اليه من كل الجهات. وهي الفقيرة اليه وكل الصفات خلقهم ليعرفوا ويعترفوا انه الملك المالك لجميع الموجودات والعوالم والممالك الذي له الحكم في الاولى الاخرة واليه يرجعون واليه تنتهي الاقدار ومنه تبتدأ. واذا اراد شيئا قال له كن فيكون. خلقهم ليعرفوا احكام الشرعية والقدرية والجزائية ولها يخضعون. فيعلموا ان كل شيء بقضاء وقدر. وان ما اصابهم لم يكن ليخطئهم ومولانا وعليه فليتوكل المؤمنون فنرضى بالله ربا وسيدا ومدبرا وحاكما وبمحمد نبيا رسولا ومبشرا وبالاسلام دينا وطريقا ومسلكا. خلقهم ليعرفوا ويعترفوا انه الله الذي لا اله الا هو. فليس له شريك في الوهيته كما ليس له شريك في ربوبيته وملكه. فكما انه الخالق الرازق المدبر لجميع الامور. فهو الاله المعبود المحمود المشكور فان جميع النعم الظاهرة والباطنة منه لطفا واحسانا فهو المستحق لكمال الشكر اخلاصا ومحبة له وخضوعا وازعانا وكما انه الذي لطف بكم وعدلكم وسواكم فليكن وحده معبودكم ومرجوكم ومولاكم وكما شرع لكم دينا حنيفا ميسرا موصلا للفلاح فاسلكوا الصراط المستقيم. متقربين اليه في الغدو والرواح. فليس لكم رب سواه ولا معبود ولا مقصود الا الله. ولا ملجأ ولا منجى منه الا اليه. ولا معول في الامور الا عليه. فقوموا بعبوديته ظاهرا وباطنا لعلكم تفلحون واستعينوا به وتوكلوا عليه لعلكم ترحمون. اذا سألتم فلا تسألوا الا الله. واذا استعنتم فلا تستعينوا باحد سواه. فان الخلق كن لهم فقراء عاجزون وجميعهم الى ربهم مضطرون مفتقرون. اعانني الله واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. ووفق لمحبته ومعرفته والقيام بطاعته. ولا حرمنا خير ما عنده من الاحسان بشر ما عندنا من الاساءة والعصيان. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم