المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة لعيد الفطر. الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر. الله اكبر. الله اكبر. الحمد لله الذي له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والالاء والنعم العظمى. خلق المخلوقات بقدرته فاتقنها. وشرع الشرائع بحكمته فاكملها واحسنها سهل لعباده الطائعين طرق الخيرات لينيلهم من فضله الوان الكرامات. وجعل مواسم الاعياد موردا للبر والجود واغداق العطايا والهبات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. في الوهيته وربوبيته. وما له من النعوت وعظمة الصفات. تفرد بالوحدانية والقدرة والبقاء. وتوحد بالعظمة والجلال والمجد والعز والكبرياء ملأت رحمته اقطار الارض والسماء. الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. واشهد ان محمدا عبده ورسوله فله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين. وحجة على العباد اجمعين. افترض على العباد الايمان به ومحبته سيره وتوقيره والقيام بحقوقه وسد الى جنته كل طريق فلم يفتح لاحد الا من طريقه. وشرح له صدره. ورفع وقع له ذكره ووضع عنه وزره. فتح برسالته اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا. فبلغ الرسالة فادى الامانة وعبد الله حتى اتاه اليقين. فما بقي خير الا دل امته عليه. ولسوء الا حذرهم منه الله وملائكته وانبياؤه وصفوة خلقه عليه. وعلى اله وصحبه ومتابعيهم الى يوم الدين. وسلم تسليما. اما بعد بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله وقد فاز فوزا عظيما. واذكروا نعم الله عليكم بهذا الدين القويم. والشرع الكامل المستقيم. والرسول المصطفى الكريم احمدوا ربكم حيث جعل لكم عيدا عظيما. وموسما جليلا كريما. يتميز عن اعياد الكفار بنوره وبهائه. ويختص بخيره صالحه وبركاته عيد عظيم مبني على التوحيد والايمان. قائم بالاخلاص والتمجيد والثناء والشكر للرحمن عيدنا اهل الاسلام والايمان. ليس فيه ولله الحمد شيء من شعائر الشرك والكفران. عيد الافطار عيد الفرح والاستبشار ايد يملأ القلوب فرحا وسرورا ويتلألأ في الافطار فيه بهاء وضياء ونورا عيد يذكر المؤمنون فيه نعم مولاهم. ويرشدهم الى صلاح دينهم ودنياهم. عيد جعل الله فيه للمسلمين مقصودين عظيمين احدهما وهو المقصد الاجل الاكبر انهم يحمدون الله على القيام بما فرض عليهم من الصيام. وما من به من الطاعات والقيام الموصلة لهم الى دار السلام. فيشكرون الله حيث وفقهم لاتمام صيامه وقيامه. وما تفضل عليهم من الطاعات في لياليه وايامه. فيغدون فيه الى المصلى مكبرين. رافعين اصواتهم بالتكبير والتهليل لربهم خاضعين مبتهلين فيه بسؤال الكريم وملحين. راجين بذلك فضل ربهم ومغفرته ورحمته ومؤملين. قد فرحوا بتكميل صيام وقيامهم واستبشروا وطلبوا من ربهم العتق من النار. والقبول وتمام النعمة. واطمعوا بذلك وانتظروا. وهو خير ما من امله المؤملون وطمع في فضله الطامعون. والمقصود الثاني الفرح بما اباحه الله واطلقه لعباده من التمتع الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والنعم المتنوعات. امرهم بالصيام فامتثلوا راغبين وصبروا. واباح لهم الفطر فحمدوا ربهم على فضله وشكروا. الله اكبر الله اكبر. لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد رحمكم الله نعم الله عليكم وفضله في هذا اليوم السعيد. فانه اليوم الذي يفيض الله فيه على المؤمنين سوابغ نعمائه ويعمهم بواسع عطائه. ويوالي عليهم جوده وامتنانه. ويعمهم بفضله واحسانه. تفضل عليهم بالتوفيق لصيام هذا كالشهر وقيامه ووفقهم للتنوع في معاملته وتلاوة كلامه. ولم يزل يوالي عليهم بره حتى اتموه واكملوه ثم دعاهم للخروج الى هذه الصلاة ليعظموه ويشكروه. ومد لهم موائد البر والفلاح. ليسبقوا اليه ويدركوه. لما قام عليهم بهذه النعم العظيمة والالاء الجسيمة خرجوا في هذا اليوم الكريم يطلبون من ربهم الرحيم ان ينجز لهم ما وعدهم وان يتم عليهم من نعمه ما به ابتدأهم. فيغفر زلاتهم ويجزل هباتهم. وان يتقبل منهم الصيام والصلاة ويضاعف لهم الحسنات ويرفع لهم في غرفة الجنة عالي الدرجات. وان يغني فقيرهم ويجبر كسيرهم. ويجود على معسرهم ويتجاوز عن موسرهم. وان يجمع شملهم ويصلح ذات بينهم. وان يوفقهم لجميع الخيرات وترك المنكرات فاحسنوا ظنكم بربكم. واطمعوا غاية الطمع في فضله العظيم. واشكروه على ما اولاكم وهداكم وما ساقه اليكم من مواسم الخيرات واعطاكم. واكثروا من ذكره والثناء عليه. واخلصوا له العمل. لتنالوا جزيل ما لديه. واياكم ان تقابلوا وهذه النعم بضدها. فتبوء بمحقها وضدها. اعاد الله علي وعليكم من بركات هذا العيد. وامننا واياكم من فضائح يوم الوعيد وجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومغنما. واوقات البركات والنفحات لنا الى رحمته طريقا وسلما. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم