نذكر اولا خطورة الذنوب على قلب الفرد ونفسه وعقله واول هذه المخاطر ان الانسان الذي يتجاسر على المعاصي تصبح نفسه دنيئة الاصل في النفس انها تكون في بدن الانسان وهي سليمة على الفطرة ثم صاحبها والبيئة حولها اما ان تدنسها واما ان تطهرها والمعاصي سبب لتدليس هذه الانفس ولذلك الانفس في القرآن الكريم اما مطمئنة وهي انفس المؤمنين جعلني الله واياكم منهم واما لوامة وهي انفس الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وانفس خبيثة وهي نفوس الفجار والكفار والاشرار فإذا من مخاطر المعاصي على النفس انها تدنسها وتجعلها تنزل وتتدنى وهي مكرمة ولقد كرمنا بني ادم لكنها بالمعاصي والاثام تنزل شيئا فشيئا حتى تصبح اردى من كما ذكر الله في القرآن ان هم الا كالانعام بل هم اظل بل هم اضل لماذا؟ لانهم نزلوا من مستوى الفطرة التي عليها الدواب الى مستوى ادوى منها من مخاطر الذنوب على الفرد في قلبه ان القلب اذا اشرب المعاصي يصبح اسودا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. وهذا الامر لا يأتي مرة واحدة. وانما شيئا فشيئا. قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وتأملوا معي رعاكم الله ان الله ختم الاية بفعل مضارع بما كانوا يكسبون. دل على ان الرام لا يحيط بالقلب. وهي الغشاوة او السواد او الظلمة لا يحيط بالقلب دفعة واحدة وانما شيئا فشيئا ويؤكد هذا المعنى ما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا اذنب الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب صقل ذهب اثره واذا عاد عاد ثم اذا اكثر يصبح القلب اسود كما قال صلى الله عليه وسلم كالكوز مجخيا كوز ومقلوب سواد في سواد لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولهذا ايها الاخوة يقول العلماء رحمهم الله ان من اثار الذنوب والمعاصي ان القلب يفقد بريقه ولمعانه ونوره وبصيرته فيحرم العبد الماء بسبب الذنب ذلك لان القلب في الاصل مثل المرآة نظيفة ثم الغبار والاحوال والمحيطات تؤثر على هذه المرآة فلا تكاد تراها مرآة بل لو نظرت اليها ما عرفت نفسك فضلا عن غيرك فالقلب الذي اشرب المعاصي يصبح عياذا بالله لا يعرف ابسط الاشياء كما قال عز وجل واشربوا في قلوبهم العجل بكفره يعني هل يعقل انسان يرى ان الله فلق له البحر امام عينيه واغرق عدوه فرعون امام عينيه وشكوا في غرقه فاخرجه الله من البحر اليهم فرأوه عيانا بابصارهم وبعد هذا يعبدون العجل هذه مسألة عظيمة حرمان العلم كما قال الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوى حفظي فاخبرني بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي كذلك من اثار الذنوب على الفرد في قلبه. وحشة القلب وحشة القلب يصبح لا يعرف الانس بالله يصبح يقدم محبوبات الخلائق على محبوبات الخالق يصبح لا يعرف في قلبه حب الدين. حب النبي صلى الله عليه وسلم حب اهل الايمان والتقى حب القرآن من اثار الذنوب والمعاصي على قلب الفرض ظلمة القلب ظعف القلب فساد القلب. فساد العقل الختم على القلب والطبع على القلب ذهاب البصيرة ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره عيشة ضنكا هذا من اثار الذنوب على ما حول العاصي وفي نفسه ونحشره يوم القيامة اعمى. مآل سيء قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها نسيتها يعني تركتها وكذلك اليوم تنسى اي تترك وهذا امر عظيم ايها الاخوة من خطورة الذنوب على قلب الفرد تمرد النفس هذه في هذه التي ذكرناها في وحدها كاف للعاقل ان يحجم نفسه عن هواها كيف وللذنوب مخاطر جسيمة على البدن ومن ذلك ان صاحب المعاصي بدنه كما جاء في حديث البراء بن عازب عند ابي داوود بطيء في طاعة الله سريع في معصية الله يجد البدن متكاسل عن الطاعة. وحكى الله ذلك عن المنافقين في القرآن. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسال لا سببه نفاقه فتكاسل البدن عن الطاعة ظعف البدن عن الطاعة عجز البدن عن الطاعة هذا سببه من اثار الذنوب والمعاصي على الابدان كذلك الامراظ اذا رأيت انسانا ليس مقيما على طاعة الله. ويبتلى بالامراض فتيقن ان ذلك بسبب ذنب ارتكبه اي نعم المؤمنون قد يبتليهم الله بالمصايب رفعة للدرجات كما ابتلى الله عز وجل نوحا فلم يؤمن قومه ونافقت امرأته ونافق ابنه وابتلى الله ابراهيم بالهجرة وابتلى الله ايوب بالمرض فهذا يحصل لكن اثار الذنوب والمعاصي على الابدان مباشرة مباشرة ولهذا تجد ان من الناس من يصاب بصمم في اذنه بعدما كان جميعا من الناس من يصاب بامراض ما كانت في ابائه ولا في اجداده كما جاء في سنن ابن ماجة وغيره وما فشى الفاحشة في قوم قط الا ابتلاهم الله بالامراض والاوبئة التي لم تكن في اسلافهم وانتم تدركون هذا. سماعا او رؤية ما كان الناس يعرفون الايدز ما كان الناس يعرفون التيفوئيد. ما كان الناس يعرفون انفلونزا الخنازير من اين جاءتهم هذه ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت اي من خطورة الذنوب وخطورة المعاصي على الفرد في بدنه ذهاب البركة عن البدن والعمر تجد الانسان لا يجد بركة في قلمه بركة في سماعه بركة في نظري بركة في وقته. كل ذلك بسبب المعاصي ويؤكد هذا المعنى الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وصل رحمه اطال الله عمره فصلة الرحم زيادة في العمر زيادة في العمر على الصحيح من اقوال اهل العلم بركة وسببا وهذا امر يكاد الانسان يتعجب منه فلان من الناس مثل الشافعي رحمه الله. مات ولم يصل الى الخمسين وكتابه الام ام في الفقه الى يومنا هذا الف كتابا في الفقه هو ام في الباب الى يومنا هذا والف كتابا هو يعتبر اما في اصول الفقه واما في مصطلح الحديث واما في القواعد الفقهية واما في الفروق الفقهية وهو لم يصل الى الخمسين من العمر لكن الانسان الذي يحفظ نفسه يجد البركة على نفسه وبدنه من خطورة المعاصي على بدن الفرض فوات الخير عليه فكم من انسان فوت على نفسه الخير بسبب المعاصي لا يصل رحمه لانه منشغل بالنظر الى المعاصي لا يطيع امر والديه لانه منشغل بالمعاصي لا يصلي لانه منشغل بالمعاصي. فالخيرات الدينية والدنيوية تفوت عليه بسبب انشغال بدنه بهذه المعاصي لهوا ولعبا وقد يقول قائل ان هذه اثار على قلبي ونفسي وبدني لكن ما خطورة المعاصي على الذرية؟ هذا امر اعجب