بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيلهم واقتضى اثرهم على منهجهم وطريقتهم اما بعد فان من المسائل التي تمس الحاجة اليها كل وقت وفي وقتنا الحاضر مسألة العذر بالجهل فما اكثر الذين يسألون اهل العلم عن العذر بالجهل لسؤال مباشر او بوسائل الاتصال الحديثة فمن قال بالعذر بالجهل باطلاق لكل احد وعلى كل حال فقد غلط واخطأ. كما ان من قال بعدم العذر بالجهل باطلاق لكل احد وعلى كل حال فقد غلط واخطأ. بل لا بد من التفصيل والبيان فمن بلغه القرآن وبلغته رسالة النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فقد قامت عليه الحجة ولا يعذر بدعوى الجهل لقول الله تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ ولقول الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث في الحديث الصحيح والذي لست محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار رواه مسلم في كتاب الايمان. ولا يشترط فهم الحجة وانما يشترط قيام الحجة على وجه يفهم الحجة لو اراد فهمها. اما من نتمكن من العلم الذي يرفع الجهل لكونه حديث عهد بالاسلام او نشأ في بادية او جبال بعيدة ولم تبلغه الرسالة ولم يبلغه القرآن ولم يسمع بالاسلام او لكونه من اهل الفترات فهذا يعذر بالجهل حتى يتمكن من العلم وامره الى الله تعالى اما من كان يعيش في بلاد الاسلام ويسمع القرآن والحديث وكلام اهل العلم فلا يعذر في المسائل الظاهرة كالتوحيد والشرك والواجبات معلومة المعلومة من الدين بالضرورة كاركان الاسلام الخمسة وكذا المحرمات القطعية في الدماء والاموال والاعراض. وما اجمع عليه اهل العلم. وانما يعذر بالجهل في المسائل الخفية التي تحتاج الى ايضاح وبيان اسأل الله ان يرزقنا وسائر اخواننا طلبة العلم العلم النافع والعمل الصالح. وان يجعلنا هداة مهتدين. وان يثبتنا على دينه القويم المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين