فمطل اي تمنع الغني من السداد مع غناه ظلم يحل عرضه وعقوبته عرضا اي غيبته لان هذا من التظلم. وقد قال الله عز وجل لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم. فالدائم احسن الله اليك شيخنا. اذا قدمت نصيحة لاحد بعظهم يرد ويقول مسوي نفسك شيخ ويفعلها ولا يبالي. الحمد لله لله رب العالمين وبعد. المتقرر في القواعد ان مقصود الداعية في دعوته هداية المدعو والاعتذار الى الله عز وجل. لقول الله عز وجل واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الا هو مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا. قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يرجعون ولعلهم يتقون. وقال والمتقرر في القواعد ان الداعية انما يملك هداية الدلالة والارشاد والتوضيح والبيان واما هداية التوفيق والالهام فانها بيد الله عز وجل. ولذلك قال الله عز وجل لنبيه وانك لتهدي الى صراط اي هداية دلالة وارشاد. ولكن في المقابل قال له انك لا تهدي من احببت اي هداية توفيق والهام فالداعية عليه ان يحرص في دعوته على ان يتذكر هذين الاصلين العظيمين. وان يبذل دعوته بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والنبرة المشفقة والابتسامة الحانية وبكمال النصح وكمال الصدقة. فسواء قبل المدعو دعوته او لم يقبلها فهذا ليس من شأن الداعية. ولا ليس اجر دعوته وبيانه مربوط عند الله عز وجل باستجابة المدعو او عدمه. فاذا لم يستجب لك المدعو او سخر واستهزأ بك فلا اقل من ان تكون قد اعذرت الى الله عز وجل وبرئت ذمتك. واما هداية المدعو فهي الى الله وليست اليك. والله اعلم احسن الله اليك شيخنا هل صحيح ان كفالة اليتيم افضل من الحج؟ الحمد لله وبعد المتقرر في القواعد ان التفاضل بين شيئين يرد الى الاصلح والانفع. فمتى ما سئلت عن تفظيل بين امرين فان افظلهما عند الله عز وجل انفعهما صلاحهما فكفالة اليتيم فيها فضل. وحج الانسان عن نفسه او عن غيره فيه فضل. فافضلهما انفعهما فاذا كان هذا اليتيم لا يجد من يكفله الا انت. واذا كفلته تعطل حجك فلا جرم ان كفالته في هذه الحالة افضل من الحج. لان ان الحج مصلحته قاصرة عليك. واما كفالة اليتيم فمصلحتها متعدية منك الى غيرك. والمتقرر في القواعد ان المصالح المتعددة افضل واعظم صلاحا من المصالح القاصرة. واما اذا كان هذا اليتيم سيجد له سيجد له من يكفله ولكنك تريد التسابق تريد الاستباق الى كفالته فلا جرم ان الحج في هذه الحالة افضل من كفالته. فالفضيلة ليست واحدة وانما الفضيلة تخضع للمصلحة. فما كان اصلح فهو افضل وامر والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا. ما معنى مطل الغني ظلم؟ هذا حديث في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم. والنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن من عليه دين وجاء صاحب الدين يطالبه بدينه. فان كان معسرا غير قادر على السداد فليس بمماطل لانه عاجز عن السداد. فنتعامل معه بقول الله عز وجل وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة افضل للدائن في هذه الحالة ان يضع او يخفف عنه الدين. فهذه حسنة عظيمة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اسقط دينا عن معسر اضله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وقال صلى الله عليه وسلم من اراد الله ان ينفس عنه كرب يوم القيامة فلينفس على معسر او ليضع عنه. واما اذا كان واجدا مليئا قادرا على السداد ولكنه يتهرب. فهذا هو المماطل وهذا من اعظم الظلم مظلوم في عدم سداد الغني لدينه. فمطل الغني ظلم اي تمنع الغني من السداد مع قدرته عليه ظلم للدائن. والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا ما حكم فيه من يصلون وبين كل تسليمة يهللون ويكبرون الى ان تنتهي صلاة التراويح. جماعيا؟ نعم يا شيخ. الجواب في القواعد ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه. فقد يكون في اصله مشروعا ولكنه ممنوع باعتبار باعتبار الوصف. فاما تسبيحهم بين كل ركعتين من ركعات التراويح وذكرهم لله عز وجل على وجه الاجتماع بصوت واحد في ابتدائه وانتهائه فاننا ننظر اليه كبارين باعتبار اصله فلا جرم انه ذكر من الاذكار. والله عز وجل يقول اذكروا الله بكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول سبق المفردون الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. فلو خلي هذا الاصل عن هذا الوصف الذي دخل عليه فافسده لقلنا بجوازه وانه لا بأس به. ولكن لما كان هذا التسبيح والذكر وقع على الجماعية فاننا نمنعه باعتبار وصفه لا باعتبار اصله. فاصله ذكر ولكن لما وقع على صفة الجماعية فاننا نمنعه باعتبار هذا الوصف ولا حق لهم ان يستدلوا على تشريع وصفهم البدعي المحدث بدليل تجويز اصل فعلهم فان دليل الاصل للاصل ويبقى الوصف شيئا زائدا يحتاج الى دليل لان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه. والخلاصة من ذلك ان ما يفعلونه بدعة باعتبار الوصف هي التي يسميها بعض اهل العلم بالبدعة الاضاء في والله اعلم. احسن الله اليك شيخنا. هل صح ان نسيان ذكر الدجال علامة من خروجه؟ الجواب نعم. يخرج الدجال في حين غفلة من الناس عن ذكره. فتنقطع المنابر وخطباؤها ذكره وتنقطع المحاضرات والندوات عن ذكره. ويغفل الناس عن ذكره كثيرا. فيفجأهم خروجه حال كونهم في غفلة عن ذكره. فاذا غفل الناس عن الدجال تلك الغفلة العامة فانه مؤذن بخروجه نعوذ بالله منه