ساحمل انا وغلام نحوي فاحمل انا وغلام النحو معي اداوة من ماء وعنزة اه فاحمل انا وغلام. هذا الغلام اه قيل هو من بعد الفطام اي من بعد ان تفطمه امه يسمى غلاما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال يوما على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين اما بعد وقد تقدم معنا في المجلس الماظي ان حديث ابي ايوب وحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وارضاهما يعتبران اصلا في باب الاستطابة واداب قضاء الحاجة خاصة في مسألة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة ولذلك اعتنى العلماء والائمة من المحدثين والفقهاء بذكر هذين الحديثين وما اشتمل عليه من الاحكام الفقهية واليوم ان شاء الله سنتم الحديث على بعض المسائل المتعلقة بهذا الحديث نظرا لانه قد تقدم اكثر هذه المسائل في المجلس الماظي هذا الحديث الشريف يرويه الصحابي الجليل المستغفر التواب عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وجعل اعالي الفردوس مسكنه ومثواه ووالده امير المؤمنين وسائر الصحابة اجمعين هو ابو عبدالرحمن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب وقد تقدم معنا بقية النسب قرشي عدوي كان رضي الله عنه وارضاه من خيار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هاجر الى المدينة مع ابيه وهو وهو ابن عشر سنين وقيل انه هاجر قبل ابيه عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما ولكنه لا يصح هذا القول ثم انه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وهو يريد القتال والجهاد ويحبه مع صغر سنه رضي الله عنه وارضاه فلم يجزه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وفي رواية للبيهقي ولم يرني قد بلغت ثم عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق فاجازه وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق يجاهد مع الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتخلف عن غزوة قط وقيل انه اول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان تحت الشجرة ولكنه قول مرجوح والراجح انه سنان ابن ابي سنان الانصاري رضي الله الانصاري رضي الله عنه وارضاه وكان رضي الله عنه وارضاه شديد الحرص على السنة واتباعها ولزومها فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم تحدث بالاحاديث والاخبار وبين السنن والاثار ويعتبر من المكثرين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحاديث بالالوف منهم عبد الله ابن عمر وقد تقدم معنا ذكرهم وبيان عددهم ثم انه رضي الله عنه وارضاه عرف بالخصال الحميدة والاداب الجليلة الكريمة من الكرم والسخاء والجود والعطاء والالف للمؤمنين وحب الخير لهم رضي الله عنه وارضاه وكان اذا رأى شيئا اعجبه من ما له تصدق به لوجه الله سواء كان من النقود او كان من الطعام او كان من المركوب حتى انه رضي الله عنه كما روى عنه نافع مولاه انه ركب دابة جميلة كريمة فلما اعجبته واعجبه مسيرها نزل رضي الله عنه وارضاه اناخها ثم نزل رضي الله عنه وارضاه وقال يا نافع ازل عنها الزمام ثم ارسلها هديا لبيت الله الحرام رضي الله عنه وارضاه وكان لا يرى احدا من غلمانه ومماليكه يفعل خيرا ويعجبه الا اعتقه لوجه الله فكانوا يعرفون منه ذلك وكان احدهم يتصنع ويشمر ويلزم المسجد فاذا رآه رظي الله عنه وارضاه على تلك الصفة لازما للمسجد والصلاة اعتقه لوجه الله فقال له واصحابه انهم يخدعونك فقال رضي الله عنه وارضاه من خدعنا لله تخدعنا له وكان رظي الله عنه لا يعجبه شيء من المال الا صرفه للضعفاء والفقراء والمساكين وكان لا يطعم طعامه الا اذا شهده الايتام وشهده الضعفاء والفقراء حتى انه ذات ليلة امروا من كان بجواره من المساكين اذا دعاهم الا يجيبوه ثم انه لما حضر العشاء دعاهم فاعتذروا فلم يطعم من ذلك العشاء شيئا رضي الله عنه وارضاه وكان يوضع بين يديه الشيء الذي يطلبه وهو يشتهيه ويحبه ويتكلف اهله في صنعه واعداده وطلبه وايجاده فاذا اعجبه صرفه لوجه الله وتصدق به رضي الله عنه وارضاه ونزل بذي الحليفة وهي الميقات المعروف فاشتهى الحوت فلما فكان وكان صعبا عزيزا فطلبوه فلما وجدوه شووه له رضي الله عنه وارضاه فلما وضع بين يديه قرع الباب عليه سائل يريد سائل محتاج فقال لهم احملوا الطعام اليه قالوا يا عبد الله انا قد صنعنا هذا وتكلفنا به اليك قال هذا احب الي اي احب الي ان اتصدق به لوجه الله وكانت جاريته رميثة من جواريه وكانت من اجمل جواريه فاذا به يوما من الايام يقول لها يا رميثة والله انك لاحب شيء لاحب اني لاحبك وان واني اني لاحبك وانت من متاع الدنيا وقد اعتقتك لوجه الله فكان رضي الله عنه وارضاه يؤثر ما عند الله على هوى نفسه وهو القائل ما شبعت بعد الاسلام انه ما طعم طعاما فشبع منه كل هذا زهدا في الدنيا وصدق جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما اذ يقول ما منا من احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مالت به الدنيا ومال بها الا الا عمر بن الخطاب وابنه كان رضي الله عنه متحفظا حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه انه املك شباب قريش لنفسه عن الدنيا وشهد له اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية والزهادة حتى قالت ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها وهي عائشة قالت ما رأيت اشبه باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحاب الانوار من عبد الله ابن عمر واصحاب الانمار هم افقر الصحابة ويقال انهم كان الرجل منهم اذا مات كفن في نمر نمرته لانه لم يخرج من الدنيا بغيرها فكانت تقول ما رأيت اشبه باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من عبد الله ابن عمر ومآثره ومواقفه رضي الله عنه في حب السنة وتتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم مشهورة واخباره في ذلك معروفة حتى انه كان يسافر من المدينة الى مكة في حجه وعمرته ينزل حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما طاف بالبيت فوقف من اجل ان يقبل الحجر سيقف بالساعات ولربما زاحمه الناس فارعف انفه من شدة الزحام لا يفارق السنة ولا يتركها رضي الله عنه وارضاه ولما وقعت الفتنة بين الصحابة رضوان الله عليهم اعتزلها وامتنع من الخوظ فيها شهد له بمذهب السلامة رضي الله عنه وارضاه ولذلك قال بعض الصحابة رضي الله عنهم قد كانت فتن ما نجا منها الا عمر وابنه ثم انه اسلم روحه عام اربع وسبعين وقيل ثلاث وسبعين وقيل اثنتين وسبعين من الهجرة بمكة بعد موت عبدالله بن الزبير بعد مقتل عبدالله بن الزبير رضي الله عن الجميع وارضاهم وجعل اعالي الفردوس مسكنهم ومثواهم. والحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين ولا نادمين ولا مغيرين ولا مبدين يقول رضي الله عنه وارضاه قال رضي الله عنهما رقيت يوما على بيت حفصة الرقي هو الصعود يقال رقى البيت اذا صعد المرقاة هي الدرجة التي يصعد عليها مرقاة ومرقاة بالكسر والفتح كمثناة ومثناة وهذه هذا الرقي بين رظي الله عنه وارظاه في الرواية الاخرى انه كان لحاجة كان يطلب حاجة ويريدها وفائدة هذه الرواية التي تقول انه كان صعوده من اجل حاجة له فائدتها ان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وارضاهما لم يكن قاصدا لان يرى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة وذكر بعض العلماء رحمهم الله انه يحتمل ان عبد الله رضي الله عنه صعد على بيت حفصة رضي الله عن الجميع من اجل ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة مع مع تحفظه عن رؤية المحظور الذي لا يجوز له رؤيته ولكن هذا الاحتمال ضعيف وترده الرواية التي بينت انه صعد لحاجة يطلبها وانه لم يكن قاصدا لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الحال وفائدة هذا ان الحديث على هذا الوجه لا يقوى الاستدلال به ومصادمة حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنها الذي تقدم معنا لان الرؤية وقعت اتفاقا لا قصدا وهذا الذي عليه جماهير والائمة رحمهم الله وعليه فانه يكون حديث ابي ايوب ارجح من جهة انه خطاب للامة ووجه الحكم فيه بالنهي لجميع الامة فهذا من المرجحات للقول الذي يقول بالتحريم والمنع مطلقا سواء وقع الاستقبال او الاستدبار بالبنيان او الصحراء وهذا كما ذكرنا هو اقوى الاقوال ومما يرجحه اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم خاطب به جميع الامة وقال عليه الصلاة والسلام اذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها فهو يخاطب عموم الامة ثانيا انه خاطبهم بالنهي والنهي يقتضي التحريم ولذلك امر الامة انه اذا نهاهم عن شيء ان ينكفوا عنه وينزجروا وقال صلى الله عليه وسلم واذا نهيتكم فانتهوا ولذلك قدم كثير من ائمة الاصول النهي على الامر لقوة هذا الحديث في الدلالة على لزوم النهي بالامتناع والانتفاف عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وزجر ثالثا ان هذا الحديث لا ندري هل هو متقدم على النهي وحينئذ يكون منسوخا بنهي النبي صلى الله عليه وسلم ام انه متأخر عن نهيه عليه الصلاة والسلام فحينئذ يرد عليه هذا الاحتمال ولذلك لا يقوى على معارضة حديث ابي ايوب الذي لا احتمال فيه انه واضح في الدلالة على النهي ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يفرق في الحكم بين الصحراء والبنيان لاستثنى ولقال عليه الصلاة والسلام الا ان تكونوا في البنيان وقد قال كما في حديث لقيط بن الصبرة رضي الله عنه في السنن وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما واستثناءاته عليه الصلاة والسلام معروفة وكونه ينهى بصيغة القول آآ ينهى عليه الصلاة والسلام وهذا متعلق بالقول ولا يخص حالة دون حالة فان هذا العموم من القوة اعتباره والعمل به اولى واحرى واما حديث عبدالله ابن عمر هذا الذي معنا وقلنا اولا انه لم يكن قصدا من النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بعض العلماء لم يكن مقصودا لا من الناظر ولا من المنظور اي ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لعبد الله ابن عمر ان يطلع عليه على هذه الحالة حتى نقول انه يقصد به التشريع امة وايضا لم يكن عبد الله ابن عمر ايضا صعد من اجل ان ينظر على حاله لجهله بسنته في ذلك. وانما وقع فاق لا قصدا وهذا يظعف الاستدلال به ثانيا لو قال قائل ان الحديث حديث عبد الله ابن عمر معارض لحديث ابي ايوب بغض النظر عن الصفة والحالة فاننا نقول اذا تعارض القول والفعل فانه يقدم القول على الفعل وقد يقول قائل اليس فعل النبي صلى الله عليه وسلم لنا فيه اسوة حسنة؟ نقول ان اننا قد جاوزنا ذلك فكلنا متفقون على ان الفعل حجة ولكن اذا كان عندنا حديثان احدهما قول وخطاب للامة والثاني فعل يحتمل ان يكون خاصا به فنعطي كل دلالة حقها فاذا تركت النهي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم واذا نهيتكم فانتهوا تتركه لدلالة فعل محتملة فان ان هذا ليس بالسديد ثالثا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع في فعله هذا معارضة لحديث ابي ايوب من الوجهين الاستقبال الاستدبار وحديث ابي ايوب جامع بين النهي عن الاستقبال والاستدبار وحديث ابي ايوب ليس حديث عمر عبد الله ابن عمر رظي الله عنه الذي معنا مستقبل الشام مستدبر الكعبة فوقع المخالفة والمعارضة في جزء لا في الكل وحينئذ لا يقوى حديث ابن عمر على معارضة حديث ابي ايوب من كل وجه حديث ابي ايوب يشتمل على الامرين وحديث ابن عمر يشتمل على امر واحد فلو قال قائل كما قالوا نقيس الاستتباء لاستقباله على الاستدبار نقول شرط القياس المساواة والاستقبال ابشع من الاستدبار. وحين اذ اه يكون هذا قادحا في القياس. ولا يدخل من كل وجه تحت مسألة العموم للقياس وهذا لا نستفصل فيه كثيرا خاصة في بعض الدروس وربما نورد العموم والاستدلال العموم ولا نفصل فيه لانه يحتاج الى بيان وجه تقديم العموم على القياس وبيان وجه ضعف القياس. وهذا يخرج الى مسالك اصولية. يصعب تناولها في مجالس لكن على العموم ان الفرق بين الاصل والفرع واضح فان الاستقبال ابشع من الاستدبار ولذلك لا يقوى حديث ابن عمر اه قياس الاستدباء الاستقبال على الاستدبار الوارد في حديث عبد الله ابن عمر وعليه فانه يقدم حديث ابي ايوب رظي الله عنه وارظاه على حديث عبد الله ابن عمر الذي معنا يقول رضي الله عنه وارضاه نعم ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته قضاء الحاجة تقدم معنا انه ان المراد به البول او الغائط او هما معا وهذا من باب الادب الادب في الخطاب وكان النبي صلى الله عليه وسلم على اكمل واجمل ما يكون في خطابه للامة ثم تأثر الصحابة رضوان الله عليهم بذلك فكانوا يكنون ولربما جاءوا بالفاظ ليست بالصريحة في في الدلاء ليست الصريحة في بيان المستبشع وانما يأتون بها بالفاظ آآ تدل عليها آآ كما كنوا عن الجماع بالمسيس واللمس كما في كتاب الله عز وجل ونحو ذلك فيقال قضى حاجته بالبول والغائط اما بالبول او الغائط او ما معه منه قوله عليه الصلاة والسلام اذا قعد احدكم لحاجته وحاجة الانسان آآ في اخراج الخارج كما ان حاجته في ادخال ادخال الداخل من الطعام والشراب كذلك حاجته في اخراج الخارج من البول او الغائط او هما معا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة مستقبل الشام تقدم معنا ان الشام هو المراد به اه شمال الجزيرة العربية وسمي شاما لان الشام اصلها العلامة وسمي شاما لكثرة القرى فيه العرب الجزيرة تتباعد فيها القرى في الصحراء لكن حينما تقدم على الشام كانت ارض نعمة وخير. فالقرى فيها متقاربة وهذه وهذا كثيرا ما يكون في حال الرخاء وكثرة الماء والنعم كما حكى الله عز وجل عن سبأ وجعلنا بينهم وبين القرى اه وجعلنا بينهم بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير. سيروا فيها ليالي واياما امنين. فهذا من فضل الله عز وجل ولذلك سمي الشام شاما لكثرة قراه وقوله مستقبل الشام المراد انه مستقبل لبيت المقدس وهي القبلة الاولى وآآ غالبا من كان في المدينة هذه قبلته انه اما ان يستقبل اذا استقبل البيت يستدبر الشام. واذا استقبل الشام استدبر البيت. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان بمكة يستقبل القبلتين لسهولة ذلك عليه بين الركن فانه كان اذا صلى بين الركنين استقبل القبلتين. فلما رجع الى المدينة تعذر عليه ذلك نعم عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فاحمل فاحمل انا وغلام النحو معي اداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء هذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وارضاه اشتمل على بعض الاحكام المتعلقة باداب قضاء الحاجة وهو الاستنجاء بالماء وبذلك يعتني العلماء رحمهم الله بذكره في باب الاستطابة ومسألة الاستنجاء بالماء الماء هو افضل المطهرات واكمل المنقيات ولذلك قال تعالى وانزلنا من السماء ماء طهورا اي طاهرا في نفسه مطهرا لغيره ولذلك لا تحصل الطهارة الشرعية في الاصل الوضوء والغسل الا به الا اذا تعذر او وجد العذر في عدم استعماله فينتقل الى الطهارة البدنية بالتيمم الماء هو اصل المطهرات وكون الانسان اذا قضى حاجته من البول او الغائط يستنجي بنا الماء بالماء فهذا انقى من كونه يستجمر بالطاهر سواء كان حجرا او كان منديلا او نحو ذلك من الطاهرات التي يجوز التطهر بها والاستجمار بها وكان بعض السلف رحمهم الله يشددون في غسل الموضع والاستنجاء بالماء بعد قضاء الحاجة وكان حتى كان سعيد ابن المسيب رحمه الله يحكى عنه انه قال انه وضوء النساء وهذا اشارت ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها عائشة رضي الله عنها وارضاها الى معنى لكنه غير المتبادر للذهن من هذه مقولة عن ابن المسيب رحمه الله فان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت للصحابة مروا نساءكم فاني استحيهن ان يستنجوا بالماء لان الاستنجاء بالطاهر كالحجارة اه قل ان يحصل به النقاء بالنسبة للمرأة بخلاف الرجل خاصة في القبل ومن هنا شدد بعض السلف رحمهم الله في مسألة الاستنجاء بالماء من هذا المعنى انه يكون الاستنجاء بالماء لام المؤمنين تشدد عليه بهذا المعنى اي طهارة الموضع واما ابن المسيب فكان يقول انه اه طهارة النساء وضوء النساء يعني طهارة النساء لما ذكرناه من المعنى وقيل انه شدد فيها ان الرجل لا يستنجي بالماء فان كان مقصوده هذا فانه مردود الى ان يطر شاربه وقيل الى سبع سنين يسمى غلاما وقيل الى سن النكاح انه بعد ذلك تشتد غلمته وشهوته وايا ما كان ففي هذا دليل على جواز خدمة الاحرار لان السنة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استنجى بالماء وهذا الحديث وان كان قد تنازعوا في لفظة يستنجي بالماء ولكنها جاءت صحيحة مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم. كما في صحيح البخاري ولذلك اذا قظى الانسان حاجته فهناك ثلاث حالات الحالة الاولى ان يجمع بين الماء وبين الطاهر من حجر او منديل او غيره والحالة الثانية ان يقتصر على الماء والحالة الثالثة ان يقتصر على الطاهر من الحجارة او ما في حكمها من المناديل فافضل هذه الحالات واكملها ان يجمع بين الحجارة والماء وهذا مذهب جماهير السلف والخلف رحمهم الله وذلك لانه اذا استنجى بالماء اذا يبدأ اولا بالحجر ليزيل النجاسة لانه اذا صب الماء اختلط الماء بالنجاسة فاذا ازاه خاصة في الدبر فاذا ازال جرم النجاسة بالحجر او بالمنديل كان النقاء بالماء ابلغ واطهر ولذلك يبدأ اولا بالحجر او بالمنديل سيلقي الدبر او يلقي القبل ثم بعد ذلك يصب الماء سيجمع بين الماء وبين الطاهر المنقي وهذا اكمل ما يكون. وبعض المعاصرين يراه بدعة ولكن قوله لا يستقيم لان ازالة النجاسة ليست من التعبديات حتى يقال بالبدعة. ازالة النجاسة من الامور التي لا يشترط فيها النية ما هي عبادة وباجماع العلماء على ان الشخص لو غسل فرجه وهو لا يقصد الطهارة انه قد حصلت له الطاعة سواء نوى او لم ينوي هي ليست من جنس التعبديات حتى يقال ان هذا بدعة. وانما قيل انها افضل كما هو مذهب جماهير السلف والخلف لحصول مقصود الشرع لان مقصود الشرع هو النظافة. فاذا جمع بينهما كانت النظافة ابلغ واكمل. وهذا اه اشار الائمة واشار الشراح الى انه مذهب جماهير السلف والخلف رحمهم الله. وقال ابن الملقن انه باتفاق الائمة وعليه فان الافضل والاكمل ان يجمع ما بين الطهارة بالمنقي من حجر او من دير وما في حكمهما ثم يصب الماء ثم ينتقل الى الحالة الثانية وهي صب الماء والاقتصار على التطهير بالماء ثم تلي الحالة الثالثة وهي الاستجمار وانما كان الاستجمار والتطهير بالطاهر المنقي اه كان درجة ضعيفة وهو اقلها وهو مجز لانه يبقى في الموضع اثر النجاسة ومن هنا يكون التطهير وبقاء النجاسة في موضع الموضع لا يؤثر ولذلك لو جرح الانسان وبقي وازال الدم اذا جرح وسال الدم من الجرح انقى الموضع الذي سال عليه. واما ذات الجرح فلا يلزمه غسله موضع النجاسة لان هذا من العفو ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستجمر بالطاهر وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستجمرون بالطاهر وهذا بلا شك انه يبقى تبقى النجاسة في الموضع وعليه فان النجاسة في الموضع لا تضر ولا تؤثر وانما تؤثر اذا جاوزت الموضع وبناء على ذلك جعلوا هذه الحالة الثالثة هي اخف الحالات وهي دون الحالتين السابقتين يقول رضي الله عنه وارضاه نعم قال رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء تقدم معنا معنى الخلاء ولماذا تسمى هذه المواضع بهذا الاسم في حديث في حديثه ايضا حديث انس رضي الله عنه وارضاه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء يقول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث الحديث وقوله هنا رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فيه فائدة وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل المواضع المعدة لقضاء الحاجة على خلاف من قال انها لم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. نعم كانوا يخرجون الى البراز وكانوا يخرجون الى الى المزارع والسيران ونحوها والحشوش كما ورد في السنن والسبب في ذلك انهم كانت العرب لا تحب ولا تحبذ وضع الكنف في البيوت من الرائحة الكريهة التي تكون فيها ويخرجون ويتبرزون. يبرزون عن العمران لقضاء الحوائج. ومنها المناصع التي كان يذهب اليها امهات المؤمنين. لقضاء حوائجهن خلف البقيع من الجهة الشمالية من الجهة الشمالية عن البقيع. فكنا يقظين الحاجة فيها فهذا كله لانهم كانوا يتأففون ولا يريدون وضع الاماكن الكنف في البيوت ولكن لما قال انس رضي الله عنه اذا كان يدخل الخلاء يدل على ان هناك مواضع كانت معدة لقضاء الحاجة. نعم وانهم يخدمون اهل الفضل ومن له حق فكبير السن ومن له حق حافظ القرآن ونحوه فاما ان كانت خدمة للصالحين ومن له فضل فينبغي ان يتحفظ فيها عن الرياء وان يكون المقصود وجه الله عز وجل ولا يريد بذلك غير مرضاة الله سبحانه وتعالى اما اذا كانت على وجه فيه فتنة للتابع والمتبوع فهذا مما لا خير فيه لا في الدنيا ولا في الاخرة الذي يخدم العلماء والائمة وكما خدم الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاموا بحقه لمكان شغله وعظيم حقه على الامة فانما كان ذلك كله لمرضاة الله سبحانه وتعالى ولذلك كان الصحابة رظوان الله عليهم يشددون في هذا الامر وكان عبد الله بن مسعود لما خرج من المسجد وتبعه اناس سألهم هل يريدون ان يسألوه عن شيء؟ قالوا لا قال انها فتنة للتابع والمتبوع اما اذا خرج العالم ومعه طلبة العلم يسألونه عن حلال الله وحرامه فهذا ليس بفتنة. لا للتابع ولا للمتبوع بل هو ائتسار واقتداء باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرص على الدين والشرع اذا كان المقصود به وجه الله والمقصود به العلم النافع وبعض الناس يستكثر على اهل العلم اذا رأى طلبة العلم تحلقوا حولهم ولا يستكثر على باعة الدنيا اذا اجتمعوا. واجتمع الناس حولهم. فالله اجل واعظم وحق الله اعظم. ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يزاحمون في مجالس العلم ائمتهم الناس في جلوسهم بين يدي ائمة العلم حتى ان بعضهم ربما سقطت عمامته وهذا كله من باب الحرص على العلم اذا كانت النية فيه خالصة لوجه الله عز وجل ولم يكن كصنيع السفهاء والارذال من الاذى والصياح واللغط وانما كان على السنن الذي تحفظ به حرمة العلم في الطالب والمطلوب فهذا كله ينبغي حفظ الحق فيه لله سبحانه وتعالى وذكر الامام ابن القيم كلاما نفيسا في اغترار الناس بصحبة الصالحين من العلماء ونحوهم وان هذا يجر البلاء على الناس في دينهم ودنياهم واخرتهم وينبغي الحذر من النية. فاذا كانت نية الانسان ان يقترب من اهل العلم ليسمع العلم ويسمع الفائدة فهذا يؤجر عليه ولا يؤزر. ولا يثرب عليه ومن ثرب عليه فانه يخشى عليه الاثم لانه يصد عن ذكر الله وهؤلاء جاءوا لذكر الله ولقد حذر النبي حذر الله نبيه عليه الصلاة والسلام في هذا الامر اشد التحذير وقال تعالى ولا تطردوا الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فكيف بمن طلب العلم فاذا كان الانسان يقدم على اهل العلم ويحرص على الدنو منهم والاستماع اليهم. واخذ السنة عنهم فانه على خير كبير وعليه ان ان يجاهد نفسه في الاخلاص لوجه الله وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى. فاذا فعل ذلك عظم اجره اه لا شك ان الله سبحانه وتعالى يعز من ذل له وابتغى ما عنده. قال عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما ذللت طالبا وعززت مطلوبا فمن ذل للعلم اعزه الله ومن كانت مهانته في مجالس العلم اكرمه الله فهذا كله ينبغي ان يحرص فيه على حق الله عز وجل من الاخلاص والبعد عن الرياء فاذا فعل الانسان ذلك لوجه الله فانه مأجور. واذا حرص طالب العلم على القرب من اهل العلم والاخذ عنهم فعليه الا يبالي بكلام الناس. والا يلتفت لمن يزهد بالقرب من اهل العلم والا يبالي بما يكون منهم فكل ذلك يؤجر عليه ويثاب عليه وهذا لا شك انه طريق الانبياء انه استهزأ بهم فمن باب اولى ان يستهزأ بمن طلب العلم الذي هو ميراث النبوة ونسأل الله بعزته وجلاله ان يصرف الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يرزقنا الاخلاص لوجهه وابتغاء ما عنده. نعم فاحمل انا وغلام النحو معي اداوة من ماء تكون من الجلد ويحمل فيها الماء والعنزة هي الحربة هي الرمح الطويل وفي اخره زج الذي هو الحديد هذا الزج الذي يكون كالمثلث يوضع في السهم من اجل اذا رمي به فان السهم لا يتذبذب وانما يستقيم مساره وثانيا ان هذا الزج اه من الحديد يوضع فيه من اجل اذانة به الارض او ضرب به العدو انكى. ثم انه والعياذ بالله اذا طعن به ثم اراد ان يخرجه قطع العروق وكان اخراجه عظيم الظرر لمن يصيبه. فهذا كله تكلم عليه بعظ العلماء في كتب الادب التي يذكرون فيها الصيد والات الصيد والحراب وكيف كانت العرب تستعملها وماذا يقصدون بها الزج الحديد هذا الذي يكون في الرماح والسهام آآ اذا كانت الحرب الصغيرة تسمى عنزة وهذه العنزة في الحقيقة فيها فوائد منها ان الانسان اذا جاء الى ارظ صلبة فانه ينكتها بها فاذا نكت الارض بها وبال فان فانه يسلم من طشاش البول وتتشرب الارظ البول فلا يسيل على اسافل الانسان هذي من فوائدها ومنها انه اه قيل انه ايضا حتى لو خرج داب او بلاء يستطيع ان يدفع ضرره وقيل ايضا ان هذه العنزة اه يركزها على الارض ثم يضع عليها رداءه ثم يستتر بها اذا كان الارض خلوا فهذه كلها من الفوائد ولذلك قال تعالى وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصايا اتوكأ عليها واهش بها على غنمي. ولي فيها مآرب اخرى. اوصلت بعض العلماء الى مئة فائدة في العصا تكون منها ويستفيدها الانسان فلذلك تحرص العرب على حملها خاصة في القديم لدفع الظرر ودفع الشر حتى ولو ان الانسان اراد ان يقطع سيلا اعانته في قطعه ولو انه دهم عليه وامكنه ان يدفعه باذن الله عز وجل. وهكذا الطير العادي والجوارح اذا سار وارادت ان تتناوشه وتتخطفه فانه يذهب ضررها بها باذن الله. وهكذا اذا سار في الشمس فانه يمكنه ان يضع الرداء فتكون كالمظلة له. والى غير ذلك من الامور الكثيرة التي ذكروا من فوائدها ومن هنا كانت تحمل للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ان هذه الحربة قيل انه اهداها له النجاشي رحمه الله اهداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت من هدايا النجاشي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا دليل كما ذكرنا على كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وفضل الصحابة رظوان الله عليهم كرم خلقه بالاذن بصحبة الصغار له ما كان يتأفف ولا يتعالى ولا يتكبر ولا يتجبر لان هذا لان من امتلأ قلبه بنور النبوة تواضع لله عز وجل. وتواضع لخلقه وهذا هو الصنيع الانبياء. نسأل الله بعزته وجلاله ان يرزقنا حسن الاكتساء والاقتداء بهم سيدهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وكان يصحبه الصغار لان البعض يتأفف ويتكبر فاذا جاء الصغير بجواره طرده. ولربما نهره لانه لا يريد ان يمشي وبجواره صغير. وهذا من صنيع اهل الكبر. نسأل الله السلامة والعافية. اما نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه. فكان يمشي معه الصغير وكان يأخذ بيده. في بعض طرقات لا ينزع يده من يده صلوات الله وسلامه عليه حتى يقضي له حاجته. بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. بل كان اذا بكاء الصغير في الصلاة خفف الصلاة شفقة على امه. فهذا هديه مع الصغار صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين كان رحيما كريما فكانوا يصحبونه يصحبه انا وغلام نحي لان انس كان صغير السن وجاءت به امه كما تقدم معنا في ترجمته رضي الله عنه وعنها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله خويدمك انس وبذلته له لكي يخدمه صلوات الله وسلامه عليه ونعم المخدوم ونعم الخادم. يا ليتني كنت فردا في صحابته او خادما عنده من اصغر الخدم. صلوات الله عليه فنال انس شرف هذه الخدمة بل كان هذا الصغير في سنه الكبير في فضله وشرفه وما وفقه له ربه كان الا يفارق النبي صلى الله عليه وسلم حتى مع الكبار وفي حجة الوداع حديثه المشهور انه لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم الاحرام قال رضي الله عنه لما تنازعوا في في فيما احرم بما احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه لقد كنت تحت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يمسني لعابها اسمعه يقول لبيك حجة وعمرة صغار في السن كبار في القدر وكبار فيما فضلهم الله به وشرفهم وفضلوا بفضل الله ثم بفظل صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهنيئا ثم هنيئا لهم. وفيه دليل على فضل الصحابة انهم ما تركوا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء حتى في حاجته وعند قضائه لحاجته كانوا يلازمونه وكانوا يقضون حوائجه فيكون معه الصغير منهم حتى يقضي حاجته في الصحيح من حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه وعن ابيه كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى سباطة قوم فقال لي اذنه فبعدت فقال اذنه فدنوت ثم قال قال ادنه صلوات الله وسلامه عليه فكانوا يقضون حاجة النبي صلى الله عليه وسلم ويقومون على شأنه اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت صحابيا عن صحبته. واجزهم عنا وعن نبيك صلى الله عليه وسلم خير ما جزيت صحابيا عن صحبته اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم ووالدينا والمسلمين اجمعين واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين اللهم