اضرب مثال عملي. افتراض ان اهل مسجد مش كهف هنا قرروا يعملوا تأمين اسلامي. قالوا احنا بيجينا في الجمعة الف واحد. هناخد كل واحد مائة دولار ادي ميت الف ادي في السنة مليون بتمشي ازاي يشبه في بعض خصائصه التأمين التكافلي او التعاوني. بيقوم في الجملة على التبرع والتعاون وبذل المنافع. ويكون دور شركة التأمين دور الوكيل في ادارة عمليات التأمين والمضارب في بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اصبحنا واصبح الملك لله والحمدلله لا اله الا هو واليه النشور. اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر اتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة. اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم فانا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة يسألونك عن الشريعة في حلقتها السابعة والاربعين لا يزال الحديث موصولا حول تطبيق الشريعة ودعاوى تخريب الاقتصاد. وما اكثر هذه الدعاوى التي تطلق على عواهنها بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما فيأتهم تأويله والناس دائما اعداء لما جهلوا موضوع حلقة اليوم الحديث عن التأمين والتأمين من النوازل التي تحدث فيها اهل الفتوى من المعاصرين سواء على مستوى الافراد او على مستوى دور الافتاء والمجامع الفقهية التأمين انواع شتى منها ما يحل ومنها ما يحرم منها ما هو متفق عليه ومنها ما هو مختلف فيه ولكل نوع حكمه والقواعد التي تضبطه. لكن دعونا نرجع خطوة الى الخلف الاصل في فكرة التأمين في فكرته انه نظام يقوم على الارفاق وعلى التكافل والمواساة وهو بهذا المعنى وفي هذا الاطار من القيم الاسلامية الاصيلة اذا تقيد في نظامه وعقود استثمار امواله باحكام الشريعة. بل لا يبعد القول ان القيام به في هذا الاطار وفي ظل ما طرأ من مستجدات معاصرة قد صار في جملة فروض الكفايات. تأمين كفكرة وليس كاليات وليس كنزم معاصرة استحدثتها الثقافة الرأسمالية او الثقافة العلمانية المعاصرة له اه نظائر وجذور في الشريعة. نظام العاقلة مثلا في حالة القتل الخطأ لا يتحمل القاتل وحده الدية. ثم تتحملها العاقلة وتحدث اهل العلم من المعاصرين عن حملها بواسطة اهل الديوان. النقابات مسلا. نقاب الاطباء نقابة المهندسين نقابة الصيادلة ممكن تتحمل العاقلة لو ان احد الاطباء او الصيادلة وقع في واقعة قتل خطأ ممكن النقابة تتحمل عنه اقصد الشريعة لم تحمل القاتل خطأ وحده الدية. انما حملتها. اما لعصبته او لاهل ديوانه. القصد من هذا ان الفكرة في نفسها كفكرة وليس كاليات استحدثتها كما قلنا الثقافة العلمانية او الرأسمالية المعاصرة فكرة الناس يتكافلوا ويتعاونوا في تفتيت اثار الكوارث التي تنزل بهم وتوزيعها عليهم جميعا في وفكرة جميلة وفكرة اصيلة وتتفق مع قواعد الشريعة الكلية ومع مقاصدها الكلية آآ تتنوع آآ عقود التأمين وانظمته في واقعنا المعاصر الى عقود تأمين تجارية اجتماعية وعقود تكافلية ولكل حكمه عندنا تلات انواع. نعم عقود تجارية عقود اجتماعية عقود تكافلية. العقود التجارية الذي تنظمه التي تنزمها قوانين تأمين التجاري وتمارسها شركاته الشركة في طرف اصيل. شركة التأمين طرف اصيل تلتزم بدفع مبلغ من المالي عند وقوع الحادثة المؤمن ضدها. طرف اخر طالب التأمين من الناس بيدفع قسط بصورة منتزمة شهرية اذا وقعت الواقعة التي ليس لواقعتها كاذبة خافضة الرافعة تتدخل شركة التأمين بتدفع المبلغ المرتفع خريف في عقد التأمين وقد تمضي سنوات وسنوات ولا تقع هذه الواقعة وقد تقع في اليوم التالي هنا تأتي قضية الغرر الفاحش الذي ادى الى فساد هذا العقد والى بطلانه والى تحريمه. العقد هذا المعنى فيه فيه غرر فاحش. او يعني اضرب لك مثال ممكن واحد يعمل تأمين على سيارة والله جل وعلا يعافيه. وابعد عشرين سنة ما يعملش حادسة. تلاتين سنة يقضي عمره كله وما يعملش حادسة. ممكن اليوم يعمل حادس هذا غيب من الغيوب لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. فهذا الغرر الفاحش عندما يكون تجاريا استثماريا لا يصنع الفرق بين ان هنا تكافليا تعاونيا ده شيء وان يكون تجاريا استثماريا دي قضية دي قضية اخرى فان كنا امام استثمارات وامام معاوضات لا يصلح فيها الغرر. الشريعة تقيم العقول بين الناس. على اساس الوضوح الذي يمنع من التنازع ويمنع من التدابر والتقاطع. الناس بتكون العلاقة بينها طيبة عندما تجري في الريح رخاء انما اذا حدثت الاخفاقات واذا حدثت اشكالات تبدأ المنازعات وتبدأ الاحتقانات ويبدأ فساد ذات البين. يبقى النوع ده من التأمين نظرا لوجود الغرر الفاحش لا يصلح عقده فاسد الدخول فيه لا يجوز والتعاون فيه في هذا مع مؤسساته لا يحل الا فيما الزمت به القوانين او الجأت اليه الحاجات العامة هنفصل انواع مختلفة بعد قليل. ما ما ماذا يعني الالزام القانوني؟ وماذا تعني للحاجات العامة وما صور وتطبيقاتها. بس اقل هذه هي الكتلة الاولى التأمين التجاري. اللي فيه عملية استسمارية تجارية بين شركة تأمين وبين طالب التأمين بيدفع اقساط. الشركة بتدفع تعويض اذا وقع الخطر او الحادثة من ضدها طيب النوع التاني التأمين الاجتماعي وده ليس مقصوده الربح الرعاية الاجتماعية او الصحية للمستفيدين. في الغالب بتتولاه الدول الشركات المؤسسات العامة. بتستقطع نسبة من راتب الموزف وبتضيف لها شركة التأمين لجهة التأمين حصة اه او بدونها وهذا الطوال مدة العمل واذا وقعت الواقعة يتم التعويض من هذا الرصيد. خل بالك الاموال التي تجمع في هذا الصندوق يتم استسمارها. اما بطرق مشروعة كنا امام تأمين اسلامي او بايداعات ربوية والدخول في في مجازفات ازا كنا امام اه شركات لا بالمنهج الاسلامي في الاستسمارات على كل حال هذا النوع للتأمين الذي لا يراد به الاسترباح. ولا الاستثمار يراد به الكفالة والرعاية. ما فيش جهة بتستفيد من هذا يعني الجهة مش قائمة عليه والمشرف عليه ليس مصدر من مصادر ارباحها. وليس مصدر وليس آآ دخلا لها والاستثمارا لاموالها مقصوده الكفالة والرعاية ما كان من هذا النوع فهو قائم في الجملة على فكرة المشروعة لا بأس به ازا التزمت بقية الضوابط الشرعية في استسمار اموال وادي التأمين اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين. التأمين الاسلامي ونقف وقفة كده عشان نحاول نفهم الفكرة ديت المليون ده هنحطهم في جهة نستسمرها. استسمار اسلامي من خلال يعني قنوات استثمار شرعية والمبالغ دي اصحابها تبرعوا بها. لم تبقى على حسابهم ولا على ملاكهم ده مشروع نبيل قرر اصحابه ان يتكافلوا ايه اللي تحصل له مشكلة بيلاقي المسجد جنبه وبيقف بجواره وبيساعدوا في الازمة التي نزلت به طب اجتمع عندنا ماري استسمرناه وعندنا رصيد نقدر نعوض منه الناس. طب الشركة بتعمل ايه الشركة ديت بتقوم بدور المنزم مش بالتاجر يعني بتجيب جهة بتنزم عمليات التأمين كبيت خبرة وتديها مبلغ اجرة مقابل ادارة سياسات التأمين التي تضعها لها والتي يقررها دافع الاقساط انفسهم وتشوف جهة تانية تستثمر اموال التأمين المدخرة في هذا الصندوق بدل ما نركنها وتتناقص قيمتها وتتآكل تضخم يبقى احنا بالضبط بنجيب شركة بتدير عمليات التأمين مقابل اجرة. بتستسمر اموال التأمين مقابل نسبة وفي النهاية الاموال متبرع بها وموقوفة لحساب اي مشكلة حصلت اي نازلة لحقت باي فرد اشترك في هذا المشروع بيلاقي حد جنبه بيساعده يخفف عنه اثار هذه طب واحد يقول طب ما هو برضه نفس الغرر موجود هو دفع مبلغ من المال تبرع به ممكن يقعد عشرين سنة تاني يوم تحصل له حادسة يعملوا له اه بس الفتنة هنا انه يغتفر في التبرعات ما لا يغتفر في المعاوضات. فكرة ده مشروع نبيل مشروع تحاول مشروع تكافل فلا يشترط في التبرعات ما لا يشترط في المعاوضات والتحديد والكلام ده في عقود المعاوضات. في عقود الاستثمارات. اما في عقود التبرعات قائمة على الكفالة والتعاون يغتفر فيها هذا. اضرب لك مسال لو احنا قلنا هنعمل مسابقة قرآن الكريم في في مسجد مشتها بمناسبة رمضان جيت انا قلت انا سامنح جائزة قيمة للفائز الاول بص مش هقول له عليها خليها له مفاجأة هل ده غلط؟ لا ده عقدك فاسد. ده انت ما قلتناش بالضبط هتدفع كم يا اخي؟ مش لازم. انا محسن. ما على المحسنين من سبيل عندما اكون عندما اكون متبرعا عندما اكون لست مستثمرا فالامر في باب التبرعات اوسع منه في باب فيغتفر في التبرعات من الجهالات ما لا يغتفر في المعاوضات. وبالتالي هذه الفتنة قائمة على الكفالة والتورع. وبالتالي اي قدر من الغرر يغتفر في هذه الحالة. ويبقى دور شركة التأمين مش بتستسمر الاموال لا تزال على ملاك الجهة المعنوية هذه وفي النهاية لا تستربح من خلال هذا المشروع يصحح السنة الجاية. لقينا ربنا اكرمنا وما حصلش حوادث ما انفقناش حاجة. نقول ما فيش داعي ناخد اقساط السنة الجاية. ما عندنا رصيد موروث كبير اهو. او يصح ان حدس لا قدر الله اعصار في استهلك معزم الصندوق نطالب بمضاعفة القسط. يعني القسط بيطلع وينزل بحسب الانفاق وبحسب سب دايت المخاطر التي نزلت بالناس. بس في النهاية ما فيش شركة بتستربع. احنا جهة التأمين احنا دافعين اقساط واحنا المستفيدين واحنا الجهات المنزمة هي حاجة واحدة مش طرفين وبالتالي هذه الصورة المقبولة اسلاميا. ولما تم تطبيقها كانت المفاجأة توفير مليارات على الامة. كانت بتروح لشركات التأمين وشركات اعادة التأمين الكبرى. واكتشفوا ان الشركات دي ما تبتلعه من اموال المسلمين ينافس ما تأخذه شركات السلاح والمخدرات والادوية بتشفط مليارات لعبة كبيرة جدا جدا. عندما انتبه الناس ان فيه وسائل بديلة اسلامية بتأدي نفس الغرض. بتحقن نفس النتائج بكفاءة عالية تحفز اموال الامة فلا آآ تستنزف مواردها ولا تستنزف طاقتها وتصدر الى الخارج بهذه الصورة التأمين التجاري الاولى اللي فيها الغرر الفاحش القائمة على على الاستسمار قلنا ان هذه الصورة من من يعني من عقود الغرر الفاحش التي لا تحل ولا تجوز الا في استسناءات. الاستسناءات ازا التزمت بها القوانين. مش هتركب سيارة الا ازا عملت تأمين خلاص اعملها. تعمل ايه؟ ما هو انت لن تركب سيارة الا اذا خدت التأمين ازا وجد حاجة عامة زي منطقة فيها اعاصير وبراكين وزلازل ولا ولا طاقة للناس بتحمل اثار هذه الكوارث الا من خلال هذا التأمين تبقى دي تبقى دي حاجة عامة. التأمين الطبي لا يستطيع احد من الناس ان يغطي تكاليف هذه الخدمة الا من خلال مظلة التأمين. يبقى دي حاجة عامة. آآ المدارس فيها اطفال بيقفزوا ويجروا وممكن عيل يقع ينكسر وييجي ابوه يعمل مشكلة للمدرسة ولادارتها يبقى حيثما المخاطر في بعض المؤسسات او في بعض المهن وتمس الحاجة الى تأمين لان اثار الكوارث فوق طاقة الناس وفوق تحملهم يبقى هذا من مواضع الرخصة ومن مواضع الحاجة تأمين الحصول على الاستشارات القانونية. في في ملاحقات للناس في بعض المناطق تكسر الملاحقات كما حدث هنا في في لحظة من اللحظات بعد حداث سبتمبر المشهورة وكسرت وحاجة الناس الى محامي باستمرار يكون دمه فبيدفع مبلغ عشان يلاقي باستسمار جنبه محامي في اي وقت يعمل يعمل مكالمة على المحامي بدل ما يدفع على الساعة بخمسمائة مسلا دولار في نفسه عنده الخدمة دي متاحة له والرخيصة. التأمين على الاعطال الطارئة التريبل ايه؟ الشخص اللي بسبب استمرار يعني يعني الطرق وفي مناطق فيها ظروف يعني مناخية قاسية واحتمال اعطال تحصل له بصورة مفاجأة فده برضه من ضمن الحاجات عامة تبقى التامن فيها رخصة من الرخص. عندما يكون التأمين ممنوحا من الجهة الموزفة. افترض اني جهة انا اتوزفت عندها وبزلت لي تأمين ضمن المزايا الراتب زائد تأمين على كيت وكيت وكيت. ازا كان التأمين منحة لم اكن طرفا فيه ولا جزءا من عقده ماشي الحال اذا جاءني منحة من المنح. اذا كان تابعا لعقد اخر اشتريت جهاز وعملت ورا دفعت مبلغ بسيط تبع الجهاز بحيس ان انا في النهاية اي خلل في الجهاز يغيره لي يصلحه لي الجائز. لان هنا التأمين مش عقد مستقل تابع للعقد الاصلي شراء الجهاز. يبقى اذا الزمت به القوانين اشتدت به الحاجة كان تابعا لعقد اخر. كل هذا من مواضع من الرخصة. المقصود ان في النهاية عندما تقف امام الموقف الاسلامي وتجد الرؤية واضحة. والبديل موجود ولا تقف الشريعة في وجه مصلحة حقيقية للناس انما اما ان تكون المصلحة موهومة او تكون مقابلة بمفسدة الراجحة. لكن يستحيل تكون فيه مصلحة شرعية حقيقية وتقف الشريعة في وجهها تمنعها كل مصلحة موهومة او فيها مفسدة راجحة زي الخمرة اللي بيتاجروا في الخمرة او في السجاير مسلا احنا عندنا بنكسب صحيح هي من اعلى السلع اللي فيها ارباح اسأل اي جهة عندهم العنصر ده اعلى عنصر بيكسب مربحه عالية خمرة فهذه منافع اثم كبير ومنافع للناس شعور بالدفء البرد منفعة شعوب القوة ترتيب المزاج مرافق يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما ايه؟ اثم كبير ومنافع للناس. شاعر بيقول لك ايه يقول لك وانا اشربها فتتركنا ملوكا فتتركنا ملوكا واسدا لا ينهنهنها اللقاء. شعور بالشجاعة وشعور بان احناش كبارة خالص يعني. شعور بيحلق معه في عالم من الاوهام واثمهما اكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو. ما فيش مصلحة حقيقية والشريعة تقف في وجهها ابدا. اما مصلحة موهومة او مصلحة موجودة لك للمفسدة مقابلة اكبر والمفسدة المتضمنة في ثنايا هذه المصلحة اعزم وسبحان من خلق فسوى ومن قدر فهدى الذي خلقني فهو يهدين المانيوال بتاع الانسان فجاءت به الشجاعة. انت بتشتري جهاز معه مانيوال. بيقول لك كيف يشتغل هذا الجهاز؟ الانسان صنعة الرب جل جلاله. والمانيوال في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة الا يعلم من خلق ان الله يعلم وانتم لا تعلمون وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى. وان شاء الله نلتقي بكم في حلقة الغد ان شاء الله. وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى الله عليكم