اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت عقر كما تعثر البهيمة اذا ظفر عقر واذا امن غدر الله جل جلاله يقول في كتابه حول قصة ابني ادم لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين اني اريد ان تبوء بإثمي واثمك فتكون من اصحاب النار لقد كان هابيل اقوى واقدر على الانتقام بالبطش على الانتقام والبطش لكن الذي منعه خوف الله جل جلاله بالمناسبة اسم الله المنتقم. اين موقعه في هذه القضية ان اهل العلم يقولون ان اسم الله المنتقم ليس اسما ثابتا من اسماء الله الحسنى شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى يقول اسم منتقم ليس من اسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم النبي ان لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله. ان الله عزيز ذو انتقام ومن يهد الله فما له من مضل. اليس الله بعزيز ذي يعني تكون مقيدة كما ورد ذكرها في القرآن الكريم واشارة الى افعاله جل جلاله ومعنى هذه الصفة عندما تنسب الى الله جل جلاله انه الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة بعد الانذار بعد التمكين والامهال لانه اذا عالج العبد بالعقوبة لم ينعم لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال والعقوبة والله سبحانه وتعالى يغضب في حق خلقه بما لا يغضبون به في حق نفسه فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه في خالص حقه ولهذا ورد الدواوين ثلاثة ديوان لا يغفره الله ابدا الشرك وديوان لا يتركه الله ابدا حقوق العباد فيما بينهم القصاص لا محالة وديوان لا يعبأ الله به شيئا من صوم يوم تركه او صلاة تركها فهو الى الله. ان شاء عذبه وان شاء غفر له جل جلاله في السنة المطهرة كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما تقول امنا عائشة ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اختار ايسرهما فلم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس عنه. وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ايضا تقول وما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله. فينتقم لله عز اي ما غاضب احدا لنفسه لاجل حظها الا ان تنتهك حرمة الله فيعاقب حينئذ لغرض اخر بسبب تلك الحرمة. ومعنى انتهاك الحرمة اي تناولها بما لا يحل اي فعل ما حرم الله عز وجل. يبقى المعنى لكن اذا انتهكت حرمة الله انتصر لله تعالى وانتقم ممن ارتكب ذلك معاوية اخبايعه ابنا له وقد ولده يضرب غلاما له فقال اياك يا بني والتشفي ممن لا يمتنع منك ما يقدرش يدفع يدافع عن نفسه قدامك اياك يا بني والتشفي ممن لا يمتنع منك فوالله لقد حالت القدرة بين ابيك وبين ذوي تراته ولهذا قيل القدرة تذهب الحفيظة. ايه معنى الكلام ده الذي حال بين ابيك وبين ان ينتقم من خصومه الذين ظلموه انه قدر عليهم. فلما قدر عليهم الكريم اذا قدر غفر عفا القدرة تذهب الحفيزة. ازا تمكنت من عدوك واصبح مأسورا مكبلا بين يديك ذهب ما في نفسك من وغضب القدرة تذهب الحفيظة وكان المنصور يعظ ولده الخلفاء هكذا يعظون اولادهم لذة العفو اطيب من لذة التشفي لذة العفو اطيب من لذة التشفي لقد اوتي المنصور احد الخلفاء برجل ليعاقبه قال يا امير المؤمنين الانتقام عدل والتجاوز فضل ونحن نعيذ امير المؤمنين بالله ان يرضى لنفسه باوكس النصيبين دون ان يبلغ ارفع الدرجتين وسبحان الله كان ابن القيم يقول فما انتقم احد لنفسه قط الا اعقبه ذلك ندامة اقبح اعمال المقتدرين الانتقام ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام ولا من شروط الكرم ازالة النعم لا شك ان الانتقام اثار سيئة صاحبها محروم من السيادة والشرف السيادة والشرف لا يحوزها اصحاب النفوس المتطلعة الى الانتقام احد السادة كان سيد بني كنانة خرج عليه ذات يوم رجل فضربه بالسيف وشرد ضربة لم تقتله يعني ثم قبض على هذا الرجل وجيء به بين يديه فقال وما الذي فعلت اما خشيت انتقامي قال فلم سودناك ازا الا ان تكظم الغيظ وتعفو عن الجاني وتحلم عن الجاهل وتحتمل المكروه في النفس والمال. فخلى سبيله. ما احنا عملناك سيد ليه؟ مقومات السيادة ليس الانتقام وليس البطش انما ان تكظم الغيظ وان تعفو عن الجاني وان تحلم عن الجاهل وان تحتمل المكروه في النفس والمال. انتقام ليس من عادة الكرام المنتقم لا يجب شكره ولا يحمد ذكره وقد قيل من انتقم فقد شفى غيظه واخذ حقه فلم يجب شكره ولم يحمد في العالمين ذكره انتقام حكمه ايه طيب؟ من الناحية الشرعية اذا انتهك شيء من محارم الله كان الانتقام واجبا. ان تغضب لله عز وجل ولهذا اذا ارتكبت جريمة الزنا ورفع امرها الى السلطان الى القاضي وجبت اقامة الحد ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وليشهد عذابهما طائلا من المؤمنين انت لست ارحم لست ارحم بالناس من رب الناس الله جل وعلا شرع هذه العقوبات زواجر وجوابر تسجر عن ارتكاب المعاصي وتجبر من وقع في المعصية انها تطهره وتزيل ما علق به من شوائبها فالانتقام فيه عندما تنتهك حرمات الله جاء مشروع بل واجب اما في غير ذلك جائز اذا وقفت عند حدود العدل ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. وجزاء سيئة سيئة مثلها لكن تبقى الفضيلة في العفو فمن عفا واصلح فاجره على الله ان الله لا يحب الظالمين لكن لكن انتبه اذا كان الاعتداء عليك حاصلا في شيء من حقوق الله فليس لك ان تقابل ذلك بالمثل انما يرفع الامر الى سلطان يوقع عقوبة. يعني ايه لو ان من خانك في اهلك ليس لك ان تخونه في اهله لان هذه الخيانة في زاتها معصية. لا يجوز ان ترتكب لا منك ولا منك والمنع فيها لحق الله عز وجل فما كان من هذا القبيل فانه لا يجوز لك لو واحد كتف واحد واسقاه خمرا بالعافية. جبرا قهرا او قيده وتفهم معه فاحشة ليس له ان يفعل معه مثل ما فعل به بل هناك عقوبة حد او تعزير بحسب الاحوال وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله القرطبي يقول قال اهل العلم جعل الله المؤمنين صنفين صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم لقوله تعالى واذا ما غضبوا هم يغفرون وصنف ينتصرون ممن ظلمهم ثم بين حد الانتصار وضابطه فقال وجزاء سيئة سيئة مثلها فينتصر ممن ظلمه من غير ان يعتدي واما قوله تعالى والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون. كلمة ينتصرون ليست منافية للعفو فان الانتصار يكون باظهار القدرة على الانتقام ثم يقع العفو بعد ذلك فيكون اتم واكمل ما الذي يوقع الناس في الانتقام نعم عدم القدرة على كظم الغيظ عدم القولون على التحلي بالعفو والصفح والحلم والصبر ان غضب وما ادراك ما الغضب اوصني يا رسول الله قال لا تغضب كدرا مرارا قال العتادا العداوة بغضاء الاحقاد التي تكون بين الناس يا من مثيرات الانتقام ومن الدافعات اليه. احيانا تسميد بعض الاشياء بغير اسماها تسمية الانتقام الظالم الشجاعة ورجولة وعزة نفس واطفاء الالقاب الفخمة على الذين يتجاوزون الحد في باب الانتقام غباوة وجهلا حتى تستحسنه النفوس وتميل اليه طبعا عدم الانتصاف عدم اقامة العدل بين الناس تحمل الناس على التزالم وعلى وعلى الانتقام وعلى ان يبغي بعضهم على بعض. ما الذي ادى الى اشاعة جريمة الثأر تعطيل شريعة القصاص لما لم لما لم ينتصف للمقتول ونبيد اولياءه سبيلا لاستيفاء حقوقهم لجأوا الى انفسهم في شرائع وفي اوضاع جاهلية لا يأذن بها الله عز وجل مما يعين على التخلص من هذه الرذيلة ان تتذكر انتقام الله جل وعلا من الظلمة والبغاة والمعتدين. ان تتذكر فضيلة العفو والصفح قد ورد في ذكرها ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان تتذكر فضيل كظم الغيظ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين اي اذا حصى لهم من غيرهم اذية توجب غيظهم اي امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول او الفعل لا لا يندف لا يسترسلون مع ما تقتضيه الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء اليهم بمثل ما فعل التفكير وتدبر ان ان الانتقام يزيد في شر الخصومة فاذا انتقم لنفسه تسبب الى زيادة شر الخصومة. احيانا فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه لا لا تفكر مليا فيما وقع عليك وتدبر مليا كيف تنتقم وكيف تسهر وكيف وكيف وكيف استغراق النفس في التفكير فيما جرى لها مما يثير الحفائظ ويدفع النفوس الى التشفي والانتقام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ان تستشعر هزة العفو فلو علم الناس ان لذة العفو خير من لذة التشفي لان العفو لا يأتي الا بالحمد والتشفي لا يأتي الا بالندم لو علموا هذا ما انتقم لنفسه انسان ولارتفع الى هذا المستوى الرباني الكريم فمن عفا واصلح فاجره على الله من الاقوال الجميلة في هذا المقام الائم اعمال المقتدرين الانتقام بل قالوا العفو اشد انواع الانتقام وما قتل الاحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليد اذا انت اكرمت الكريم ملكته. وان انت اكرمت اللئيم تمردني. كانوا يقولون لا يحملنك الحنق او الحنق على اقتراف اثمه. يشفي غيظك ويسقم دينك انت تشتفي غيظك لكن دينك مرض. يشفي غيظك ويسقم دينك لا سؤدد مع الانتقام. من جميل ما نختم به كن قابل العذر واغفر ذلة الناس ولا تطع يا لبيبا امر وسواس فالله يكره جبارا يشاركه ويكره الله عبدا قلبه قاسي هلا تذكرت يوما انت مدركه يوما ستخرج فيه كل انفاس يوم الرحيل عن الدنيا وزينتها يوم الوداع شديد البطش والباس ويوم وضعك في القبر المخيف وقد ردوا التراب بايديهم وبالفاس ويوم يبعثنا والارض هائجة والشمس محرقة تدنو من الراس والناس في منتهى جوع وفي ظمأ وفي شفاء وفي شقاء وفي هم وافلاس يفر كل امرء من غيره فرقا هل انت ذاكر هذا اليوم ام ناسي اذ سيرسل الله ملائكة منادية هيا تعالوا لرب مطعم كاسي هيا تعالوا الى نور ومغفرة. هيا تعالوا الى بشر وايناس اين الذين على الرحمن اجرهم فلا يقوم سوى العافي عن الناس اين الذين على الرحمن اجرهم فلا يقوموا سوى العافي عن الناس اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت