فهذا من حكمة الله عز وجل وقد جعل الله لكل شيء صدره وهو الحكيم العليم فاهل الكتاب اما ان يكون المراد به العموم فيخرج السياق الى ما ذكرناه الى اصل عام اعوذ بالله من الشيطان الرجيم تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين اما بعد لا زلنا في بيان ما اشتملت عليه هذه الاية الكريمة من الاحكام والمسائل الشرعية قوله سبحانه وتعالى تولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا تقدم معنا ان هذه الاية الكريمة دلت على فرضية استقبال القبلة وقد اجمع العلماء رحمهم الله على ان استقبال القبلة في الصلاة يعتبر امرا واجبا جماهير السلف والخلف على ان الصلاة لا تصح الا به وهو شرط من شروط صحة الصلاة وقوله تعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لامته اي ان الامر الذي اشتمل عليه هذا الخطاب كما توجه للنبي صلى الله عليه وسلم فانه متوجه لامته من بعده وعليه فان استقبال القبلة يكون لازما وقد دلت على ذلك ادلة السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية فاما السنة القولية فان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الحديث الصحيح انه قال للمسيء صلاته اذا قمت الى الصلاة فاستقبل القبلة هذا امر وكذلك ايضا ثبتت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحاديث الصحيحة انه ما صلى الا مستقبلا للقبلة وانه ترك الاستقبال للعذر كما سنبينه في الاحوال التي يجوز فيها ان يترك المصلي القبلة ولا يستقبلها سواء كانت الصلاة فريضة او نافلة ولما انعقدت هذه الادلة من الكتاب والسنة على فرضية على وجوب استقبال القبلة اجمع العلماء والائمة رحمهم الله على ما تضمنته من هذا الحكم وعليه فكل مصل سواء كانت صلاته فريضة او نافلة ملزم بالشرع ان يستقبل القبلة ولذلك ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة وخرج منها وصلى ركعتين قال هذه هي القبلة فبين عليه الصلاة والسلام ان الكعبة هي القبلة الشرعية التي ينبغي للمسلم ان يستقبلها في صلاته كما امر الله عز وجل وقوله سبحانه وتعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا تكرر هذا الامر للنبي صلى الله عليه وسلم ولامته ومن هنا استشكل بعض العلماء رحمهم الله هل هو تكرار واجيب لانه ليس بتكرار وان المعني في الامر الاول فولي وجهك شطر المسجد الحرام لمن كان معاينا للكعبة بمعنى انه يراها بعينه واما الامر الثاني وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة ان هذا المراد به الاجتهاد في جهة القبلة وبناء على ذلك هناك ثلاثة هناك حالتان الحالة الاولى ان يرى المصلي الكعبة فاذا كان المصلي يرى الكعبة امامه ومن صلى داخل المسجد الحرام فانه يجب عليه ان يستقبل عين الكعبة واذا اخطأ في استقباله لم تصح صلاته لان غالبا خطؤه لا يكون الا باهمال والاهمال ولو كان فيه عدم الشعور وعدم العلم لا يسقط المؤاخذة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ويل للاعقاب من النار مع ان هؤلاء الصحابة الذين بدت عقابهم تلوح كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لم يتركوا هذا الموضع قصدا وانما وقع الترك في الاهمال فاذا كان داخل المسجد فانه يمكنه من يرى الكعبة وخاصة في البناء المتيسر معه الرؤية حتى في جهات البناء المختلفة التي هي حول الكعبة في هذه الحالة اتفق العلماء على انه ملزم باستقبال عين الكعبة اما اذا خرج عن المسجد وكان من اهل بيوت مكة فانه يستقبل المسجد ويكون المسجد قبلته سيعتد بالجهة التي فيها المسجد واما اذا كان خارجا عن مكة كسائر الناس فانهم يعتدون بجهة مكة ولا يلزمهم ان يجتهدوا في عين الكعبة في اصابة عين الكعبة فاذا كانت جهة مكة في الجهة الشرقية او الغربية استقبلها واجزأه ذلك لان اصابة عين الكعبة لمن كان خارج مكة لا شك انه تكليف بما لا يطاق ولا يمكن للناس ان يعرفوا ذلك الا بصعوبة شديدة وبوسائل دقيقة وقد تمضي اعمار حتى يمكن ضبط هذه الامور خاصة في القديم اما في زماننا ما يسر الله من بعض الوسائل فان هذه الوسائل لا تلزمنا بما لم يلزمنا به الشرع العبرة بالجهة الفرعية الاصلية هناك اربع جهات اصلية واربع جهات فرعية الجهات الاصلية الشمال وضده الجنوب والشرق وضده الغرب. فهذه الاربع جهات العبرة بها فاذا كانت القبلة اعني مكة التي فيها الكعبة في جهة المشرق فاهل هذا البلد يستقبلون المغرب واذا كانت اذا كانت في جهة المشرق فهم في هذه الحالة يستقبلونها وهم غربي البيت والعكس اذا كانت غربية فانهم يستقبلون المغرب وهم شرق البيت وعليه فانهم يعتدون بالجهة وهكذا اهل الشمال والجنوب اما الجهات الفرعية كالشمال الغربي والشمال الشرقي والجنوب الغربي والجنوب الشرقي فهذا اذا انحرف اليه لا يؤثر الجهة التي بين الجهات الاصلية كلها محل للاستقبال ودل على ذلك دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما بين المشرق والمغرب قبلة فلما قال عليه الصلاة والسلام ما بين المشرق والمغرب قبلة هذا في حق اهل المدينة واهل المدينة القبلة بالنسبة لهم في الجنوب وهي الجهة الاصلية فهم اذا صلوا الى جهة الجنوب ما بين المشرق والمغرب اي ما بين الجهتين الاصليتين قال صلى الله عليه وسلم قبلة ودل على صحة الصلاة وانهم لو انحرفوا الى الجنوب الغربي او الجنوب الشرقي فان ذلك لا يؤثر واكد هذا حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط ولا تستدبروها. ولا شرقوا او غربوا وهذا يخاطب به اهل المدينة فلما قال ولكن شرقوا او غربوا معناه انهم اذا قضوا الحاجة في جهة المشرق او جهة المغرب فغير مستقبلين للقبلة وعليه فنحن لسنا ملزمين كلما وجدنا مسجدا ووظعنا الالات الحديثة فوجدنا فيه انحرافا يسيرا في اليمين او الشمال. نقطع الصفوف ونجعلها تتقطع بسوار المسجد ولربما يحدثون قبلة جديدة هذا لم يلزم الله به العبرة بالجهة الاصلية كما نص عليه الصلاة والسلام على ذلك وجرى عليه عمل ائمة الاسلام ودواوين العلم فلا يلزم الانسان بان يتكلف بالتحديد الدقيق ثم هذه الالات ايضا ليس كلها على اصابة تامة لكن هذه سعة من الله وتوسعة من الله عز وجل على عباده ورحمة من الله بعباده وخلقه فنحن نستقبل الجهة الاصلية وهكذا لو كانت الكعبة في الجهة الفرعية اعتددنا بالجهة الفرعية وحكمنا بعدم الانتقال لو انحرف الى اصلية لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل ما بين المشرق والمغرب قبلة وعليه فاننا نعتد بالجهات الاصلية وما بينها عفو اذا ثبت هذا فمن كان خارج مكة فانه يعرف جهات الكعبة عن طريق الاجتهاد ولذلك يعتد بالاجتهاد في معرفة جهة الكعبة او جهة مكة من هذه الدلائل النجوم ان الله جعلها دلائل تدل على الجهات من رحمته ولطفه كما قال تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون وكذلك ايضا الجهات نفسها في المدن والبلدان والامصار يعتد بها كل ما كان علامة صحيحة عند اهل الخبرة اعتد به في اثبات جهة القبلة فاذا كان الانسان عنده خبرة ومعرفة بهذه الامور عمل بها واجتاد فاذا نزل اناس في موضعه او ارادوا ان يكونوا في قرية او مدينة وعمروها وارادوا ان يبنوا المسجد فانهم يجتهدون في معرفة جهة الكعبة والعبرة بمكة كما ذكرنا اذا كانوا خارج حدود الحرم واما اذا كانوا داخل حدود الحرم فالعبرة بالمسجد على التفصيل الذي ذكرناه فاذا كان المصلي يعلم هذه الدلائل فيجب عليه ان يجتهد بها اما اذا كان جاهلا فانه يسأل اهل المعرفة والخبرة واذا نزل وهو مسافر في بلد او موضع او مكان فانه يسأل الثقات ومن يؤمن من اهل ذلك البلد عن جهة القبلة ويستدل بمحاريب المساجد ومصلياتها استدلال على جهة القبلة ومن اداب السفر انه اذا نزل الضيف على مضيفه فمن الامور التي كانوا يوصون بها ان يهيئ للضيف طهورة اي الماء الذي يتطهر به لانهم في القديم كان الماء ينقل وقالوا من الاداب التي التي ينبغي قالوا اداب لانها لانه اذا لم يفعل ذلك سيضطر الضيف الى سؤاله وطلبه من اكرام الضيف انه يهيئ له ذلك قبل سؤاله ان يهيئ له الطهور الذي يتطهر به ويدله على جهة قبلته هذا من هذه من الامور التي يحتاجها المسافر ويحتاجها الغريب فاذا نزل في موضع سأل اهل ذلك الموضع ما لو انه نزل في الموضع ولم يسأل وترك السؤال مع امكانه وتيسره واجتهد من عند نفسه وهو ليس باهل للاجتهاد ثم تبين انه اخطأ فانه يجب عليه ان يعيد صلاته الصلاة لان لانه ترك ما اوجب الله عليه. فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب فلما كان استقبال القبلة واجبا وتوقف هذا الاستقبال على معرفة الجهة ومعرفة الجهة متوقفة على سؤال اهل الخبرة او اهل البلد فامتنع من ذلك فانه لا عذر له شرعا في هذا الامتناع فيتحمل مسؤولية الخطأ فيه. لان الشرع لم يأذن له ان يصلي الا على جهة القبلة هذه ليست بالصلاة على الصفة الشرعية فلا تكون مجزئة اذا تبين خطؤه بالقبلة وعليه فاذا سأل السائل انه نزل في مدينة او نزل في قرية او نزل في محطة وانه لم يسأل اهلها فانه حينئذ يحكم بعدم صحة صلاته ووجوب الاعادة عليه واما بالنسبة للاصل هذا الاصل الشرعي هذه الاية الكريمة اه قلنا دلت على وجوب استقبال القبلة وهذا الدليل جاء على سبيل العموم وحيثما كنتم طولوا وجوهكم شطرة. اي في جميع الامكنة. في جميع الامصار في جميع الاقطار استقبلوا القبلة التي خصها الله عز وجل بهذا الشرف العظيم انها تستقبل في اعظم المواقف للعبد بين يدي ربه وهو حال صلاته اه هذا الاستقبال هذا الاصل الذي دلت عليه الاية الكريمة في عمومها جاءت مستثنيات وجاءت امور اه يعذر الانسان فيها في استقبال القبلة وهذا العذر اما ان تكون متعلقا بصلاة مخصوصة او يكون في جميع الصلوات العذر المتعلق بالصلاة المخصوصة ان تترك هذا الاستقبال في حال السفر فاذا كنت مسافرا وراكبا على الدابة اذا قلنا راكبا على الدابة فهذا ما يسميه الفقهاء بحال السير لانه في حال المشي فاذا كان في حال المشي وهو مسافر رخص الله له ان يصلي على اي جهة كان وهذا كله من توسعة الله على عباده. قال بعض العلماء ان الله سبحانه وتعالى اجاز للمسافر ان يصلي على اي وجه كان من اجل ان يستكثر المسافر من الطاعة وان لا يحرم الخير ومن اعظم الخير الصلاة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم انها اعظم الاعمال وخير الاعمال فاذا كان مسافرا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى على دابته في السفر وفي الصحيحين من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على دابته الا المكتوبة فلما قال رضي الله عنه ان المكتوبة دل على ان هذه الرخصة خاصة بالنوافل دون الفرائض يشمل هذا صلاة الليل ويشمل الوتر ويشمل ركعتي الوضوء وصلاة الاستخارة والنافلة المطلقة كل هذا يجوز ان يصلى على الدابة ثم للعلماء وجهان هل يكبر تكبيرة الاحرام ثم الى القبلة ثم يصرف الدابة ام انه يكبر على اي وجه كان وهو اقوى وارجح على ظاهر العموم وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه خرجوا يستقبلونه وهو قد قدم الى العراق اه وقد جاء من الشام قال انس ابن سيرين رحمه الله فلقيناه بعين التمر رأيناه يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب اي على غير قبلة فقالوا رأيناك تصلي ووجهك من ذا الجانب وقال رضي الله عنه لولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ما فعلته فثبت بهذه السنة ان صلاة النافلة في السفر لا يجب فيها استقبال القبلة اذا كان المصلي في حال السير وهذا ما يسمى بتخصيص العموم فهذه الاية عامة وجاء الخاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخص حال السفر ان يكون مسافرا وان تكون الصلاة نافلة فحينئذ يسقط فرض استقبال القبلة. هذا يسميه العلماء يوصفه العلماء بتخصيص السنة تخصيص الكتاب بالسنة ومذهب جمهور العلماء والائمة على ان التخصيص ليس نسخا وعليه فان هذه الاية وان كانت عامة لكنها مخصصة ايضا دلت اية اخرى على تخصيص حال ثان وهذا الحال يخشى فيه على النفس الظرر يجوز لصاحبه ان يصلي الى غير القبلة وبناء على ذلك عندنا عموم في هذه الاية وحكم عام ولابد ان نعلم هذا العام ما الذي يخصصه من المخصصات وجدنا مخصصا النافلة في حال السفر وجدنا مخصصا ثانيا دل عليه دليل الكتاب وهو حال المسايفة وحال المسايفة هي الحالة التي يشتد فيها القتال ويخشى الانسان فيها على نفسه ان يقتل من العدو فيكبر ويصلي وهو يظرب العدو ولو كان على غير حالق على على غير جهة القبلة ولذلك اشار الله عز وجل الى هذا الحال بقوله فان خفتم فرجالا او ركبانا حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. فان خفتم فرجالا او ركبانا تدلت هذه الاية الكريمة على انه اذا كان في حال المسايفة يجوز له ان يصلي وهو يضرب العدو ولو كان على غير قبلة في حكم هذه الحالة ان يكون الشخص غالبا او مطلوبا. طالبا للعدو او مطلوبا مثلا شخص مظلوم رآه رجل في البر واراد ان يقتله ففر منه وهو يفر حضرته الصلاة فانه اذا توقف عن الفرار جاءه العدو قتله ففي هذه الحالة يجوز له ان يكبر ويصلي وهو على غير القبلة ويسقط عنه فرض الاستقبال لماذا؟ لانها حالة ظرورة وهذا من لطف الله عز وجل ورحمته بعباده وتيسيره على خلقه لانه لو الزم الانسان في مثل هذه الحالة ان ينزل ويصلي لذهبت نفسه وهذا من تخصيص الكتاب بالكتاب فجاءت هذه الاية الكريمة من سورة البقرة مخصصة لايتنا التي تدل بعمومها على فرض استقبال القبلة وكل ما كان فيه خوف على الانسان وان يكون ذكر بعض العلماء حتى في حال الخوف على عرضه لو انه طلبه رجل يريد ان ان يؤذيه في عرضه ففر فانه يجوز له ان يصلي على حالته وهو يفر. اي حالة الفرار وهكذا اذا جميع الصور التي يكون فيها الخوف على النفس اذا ضاق على الانسان الوقت جاز له ان يصلي الصلاة ولو كان الى غير قبلة. وقد فعل ذلك الصحابة رظوان الله عليهم كما ورد في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة وحيثما وجوهكم شطرة تولوا وجوهكم. الوجه يطلق بمعنى الذات المراد ولوا وجوهكم اي ان المصلي يستقبل القبلة بكامل ذاته وهذا نص عليه الائمة رحمهم الله وهو من اطلاق الجزء وارادة الكل قد يعبر ايضا بالوجه عن الذات وعليه قالوا ان السنة لمن يصلي ان يستقبل القبلة بكامل ذاته عليه يرد الخلاف المشهور بين العلماء رحمهم الله في مسألة البصر هل يكون بصر المصلي امامه الى جهة القبلة ام انه ينظر الى موضع سجوده اذا كان واقفا قال جمهور العلماء والائمة رحمهم الله ان المصلي اذا صلى السنة ان يرمي ببصره الى موضع سجوده وذهب المالكية رحمهم الله الى انه ينظر امامه لقوله في هذه الاية الكريمة وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وقالوا ان هذه الاية امرنا الله فيها ان نجعل القبلة امامنا وعليه فيكون نظر المصلي امامه ولانه اذا نظر امامه استقام عوده واصبح مستتما في قيامه وهذا له وجه في هيئة الصلاة في هيئة الوقوف وذهب الجمهور الى انه يرمي ببصره الى موضع سجوده لثبوت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا صلى فعل ذلك ولانه اذا رمى ببصره الى موضع سجوده كان ذلك ابلغ في خشوعه وحضور قلبه ولانه اذا رمى ببصره الى موضع سجوده حفظ قبلته فلم يحل بينه وبين القبلة اذا مر المار بين يديه الوجهان كلاهما قوي سواء الوجه الاول او الثاني السنة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرمي ببصره الى موضع سجوده لكن ايضا ثبتت بما يدل على انه كان ربما ينظر امامه والدليل على ذلك انه قال كما في الحديث الصحيح لام المؤمنين اميطي عنا قرامك هذا فانه ما زال التصاوير تعرض علي حتى الهتني عن صلاتي انفا دل على انه كان ينظر امامه لان القرام هو السترة. كان هذا القران فيه تصاوير وكان ساترا لباب الحجرة حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على انه اه لو كان ينظر في موضع سجوده لما شغله القرام ولما التفت اليه وايا ما كان فكل كلا القولين له وجه لكن القول بانه يرمي ببصره الى موضع سجوده اكمل الخشوع واكمل في حضور القلب واما كونه اذا رمى ببصره الى موضع سجوده يبالغ في طأطأة الرأس فهذا يؤثر في الاستقامة لكنه ليس بذاك التأثير الذي يضر في الاعتدال لان القيام في الصلاة انما يؤثر فيه اذا انحنى انحناء يصل فيه الكف الى الركبة اذا وصل الكفان الى الركبتين في حال الانحناء فحينئذ يكون قد انتقل من صفة القيام الى صفة الانحناء وهي الركوع سيؤثر في الفرض اذا كان واقفا فانحنى بهذا القدر من دون عذر فان هذا يؤثر وعليه فان طأطأة الرأس لا تؤثر ويمكن للمصلي ان يقيم صلبه وان يستقيم وجهه ثم يرمي ببصره الى موضع السجود ولا يؤثر ذلك في الاستقامة قال تعالى وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم هذه الجملة بصيغة التوكيد بين الله سبحانه وتعالى فيها حال قوم اشقياء اعترضوا على دينه شرعي مع انه سبحانه اقام الحجة عليهم وبين سبحانه وتعالى ان هذا الاعتراض لا يضر اولياءه شيئا في قوله ان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم توكيد باكثر من مؤكد وبينا ان هذا الاسلوب من اساليب العرب يذكر في الامور التي يحتاج فيها الى توكيد وقوله اوتوا الكتاب ان الذين اوتوا الكتاب ايات العلم مصدرة اوتوا وبنسبة العلم لله سبحانه وتعالى وهذا فيه تنبيه لكل من يقرأ هذه الايات على ان العلم فضل من الله سبحانه وتعالى وان العالم مهما كان عالما ومهما بلغ في علمه اه من الدرجات العلى في العلم فان الامر كله بفظل الله وحده لا شريك له ولذلك جميع الايات التي ذكر الله فيها فظله بالعلم صدرها بهذا الوصف وقال الذين اوتوا العلم والايمان اوتوا العلم وعلمناه من لدنا علما وكلا اتينا حكما وعلما وقل رب زدني علما يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم ودل على انه عطية ربانية ومنحة الهية وانه لا فضل لاحد في هذا العلم وان الفضل كله لله سبحانه وتعالى ومن هنا ينتبه كل من علمه الله انه ينبغي له ان يعتقد الفضل لله وحده لا شريك له فهؤلاء الذين اوتوا الكتاب الكتاب فعال بمعنى مفعول واصل الكتب في لغة العرب الجمع والظم يقال تكتب القوم اذا اجتمعوا وسمي الكتاب كتابا لاجتماع حروفه وقيل لاجتماع ابوابه ومسائله وانضمام بعضها الى بعض والمراد بالكتاب المنزل من عند الله عز وجل فاذا اريد للذين اوتوا الكتاب العموم وهم طائفتان اليهود والنصارى والدليل على انهم طائفتان قوله سبحانه وتعالى ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان كنا عن دراستهم لغافلين تبين على ان الذين اوتوا الكتاب من هم الذين اوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى والا فالمعنى العام كل اصحاب دين سماوي له اصل اوحاه الله عز وجل الى نبيهم فهؤلاء هم اهل كتاب لكن هذه الاية اصل عند العلماء على ان هذا المصطلح محمول على اليهود والنصارى وان المراد بالكتاب التوراة التي انزلت على موسى والانجيل الذي انزل على عيسى عليهم وعلى نبينا وعلى انبياء الله الصلاة والسلام الذين اوتوا الكتاب وان الذين اوتوا الكتاب اما ان يراد العموم وحينئذ آآ يكون المراد به كن اهل الكتاب يعلمون ان الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق فتكون الاية التفتت وخرجت عن مسألة القبلة الى اصل عام وعليه فالتشويش الذي حصل من بعض اهل الكتاب الذين كانوا بالمدينة على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهم طائفة اليهود الذين كانوا بالمدينة ليس اه لم لم تكن لم تعتني الاية به بخصوصه وانما جاءت باصل عام هو من ديدن من اوتوا الكتاب انهم يحسدون الذين امنوا على ما اكرمهم الله به من هذه الرسالة الرحمة والهداية التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم. وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم الاية هنا تدل على اصل عام يعلمون انه الحق اي ان النبي صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله وان الذي اوحي به اليه حق وليس بباطل وعلي فتكون الاية غير خاصة بهذا الامر الذي كنا فيه وهو امر استقبال القبلة والتغير الذي وقع فيها والنسخ اما الوجه الثاني قال بعض العلماء ان قوله تعالى وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم اي ان نسخ القبلة وانتقال النبي صلى الله عليه وسلم وامته وانتقاد النبي صلى الله عليه وسلم وامته من بعده الى القبلة الجديدة موجود في الكتب السماوية السابقة وعليه فيكون موصوفا هو وامته بانهم يستقبلون القبلتين يستقبلون بيت المقدس ويستقبلون الكعبة وبناء على ذلك تكون الاية قد وردت في خصوص امر الاستقبال فيكون السياق اه مستمرا ولم ينقطع يكون الامر متعلقا بما سبقه فالسياق والسباق منتظم مع هذا المعنى الذي اختاره طائفة من ائمة التفسير يكون المراد بالذين اوتوا كتاب الذين قالوا اه انه انصرف عن القبلة ولم يثبت عليها وكأنهم يقولون انه كل يوم في قبلة. فبالامس كانوا يقولون يستقبل قبلتنا ويخالف ديننا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان في مكة يحب موافقة اهل الكتاب لماذا لانه في حال المواجهة للوثنيين والوثنيون كعباد وكل ما عبد من دون الله من يعبد آآ كل معبود من دون الله عز وجل هؤلاء وثنيون او اللادنيون هؤلاء لا يقال لهم اهل كتاب لا يقال لهم انهم اهل دين واما بالنسبة للذين لهم اصل من دين سماوي كما ذكرنا فهؤلاء يقال لهم اهل كتاب او اهل الاديان هؤلاء لهم دين سماوي يتفقون معنا في اشياء يسميها العلماء القواسم المشتركة هؤلاء الذين لهم دين يؤمنون بوجود الله عز وجل من حيث الاصل ويؤمنون بوجود الرسالات السماوية ويؤمنون بوجود الكتب ويؤمنون بوجود الاخرة ووجود الحساب اما الذي لا دين له ولا ولا يؤمن بالاديان فانه يجحد بهذا كله ومن هنا من عدل الله عز وجل انه فرق بين الذين كفروا وان كان الكل لهم حكم واحد وهو حكم الكفر لكن قد جعل الله لكل شيء قدرا فاحل لنا نكاح نساء اهل الكتاب لان بيننا وبينهم قواسم فاذا جاء المسلمون نكح الكتابي يستطيع بعد ذلك اقناعها بالاسلام لان مسألة الاله نسلم بها ومسألة الاخرة مسلمة بها ومسألة الرسالة مسلمة ما بقي الا ان يكون تعامله معها واحسانه اليها سببا في صلاحها وهدايتها واستقامتها. ولذلك احل نكاح الرجل ولم يحل نكاح المرأة ان هذا ابلغ في اقناعها بالاسلام فهي اقرب ولم يبح نكاح الوثنيات ولا نكاح المشركات وان الذي وقع منهم من التشويش في امر القبلة امر ليس بمستغرب ومن اعظم البلايا واشدها على العبد ان الله ينور بصيرته ويدله على الحق والهدى ثم والعياذ بالله يعرض مصرا مستكبرا عن ربه وعن دينه وشرعه فهذا على هلكة نسأل الله السلامة والعافية وظل ضلالا بعيدا ان يهديه الله وان يدله على الحق ويرشده ثم اذا رآه امامه جحده كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم فاذا ابتلي العبد بالظلم وابتلي بالكبر وهذا كله كما بين الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من امراض القلوب التي ينسى الله ان يسلمنا واياكم المسلمين منها هذي من اعظم البلايا امراض القلوب هي التي تنتهي بالعبد الى شقاء الدنيا والاخرة الا ان يكتب الله لصاحبها العافية والسلامة وهؤلاء يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله ويعلمون ان هذا الكتاب حق وان ما جاء به هو الهدى والنور والعياذ بالله كتموا ذلك جميعا وانكروه وجحدوه وكانوا يأتون للمشركين ويخبرونهم بخلاف ما يعتقدون ويحملونهم على اذية النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وكان المنبغي على من نور الله بصيرته ودله على الهدى ان يقبل ولذلك ينبغي للمسلم دائما ان يتواضع للحق واذا جاءه الحق ولو من اصغر الناس ان يقبله وان يذعي الله ان هذا هو طريق السلامة واذا جاءتك الحكمة وجاءك النور ولو من اصغر الناس سنا ولو كان من دون من هو دونك في العلم او دونك في المنزلة او في منصب الدنيا فانك تتقبله في نفس راضية ونفس منشرحة اما اذا تعالى العبد على الحق وتعالى على الهدى وانسلخ من ايات الله نسأل الله السلامة والعافية فانه لا يلوم الا نفسه ان الله له نقم لانه اذا اعطى النعمة واعرظ العبد بها عن الله عز وجل عذبه الله عذابا شديدا فهؤلاء اعطوا الكتاب واوتوا الكتاب وقامت عليهم الحجة وبين الله لهم صفات النبي صلى الله عليه وسلم وصفات امته. ولكنهم والعياذ بالله تعاموا عن هذا الحق والهدى. وان الذين اوتوا الكتاب يخبرك علام الغيوب المطلع على القلوب مقلب القلوب والابصار ان هؤلاء الذين يعاندون ويتظاهرون بان لا يعلمون وهم يعلمون انهم لا يشكون ولا يمترون في ان هذا هو الحق ان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون والعلم ضد الجهل اي ليس عندهم اي جهل في حال النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمون انه الحق من ربهم اللهم انا نعوذ بك من الزيغ اللهم نعوذ انا نعوذ بوجهك العظيم من الضلال بعد الهدى ومن العمى بعد البصيرة لم لم يذعنوا للحق ونسأل الله السلامة والعافية جحدوا به حسدا من عند انفسهم وكرهوا ذلك واعرضوا عنه وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق الذي لا باطل فيه والصدق الذي لا كذب فيه والنور الذي لا ظلم فيه يعلمون انه الحق من ربهم الله بغافل عما يعملون وما الله بغافل عما يعلمون زكى نفسه ونزهها سبحانه عن النقائص فمما ينبغي للمسلم ان يعتقده ان الله منزه عن كل نقص ولذلك نزه نفسه سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به فسبح نفسه وسبحته السماوات وسبحت بحمده السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده وهو ينزهه سبحانه عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون سبحانه وتعالى عما يقول المشركون سبحانه وتعالى عما يصفه به الواصفون مما لا يليق به جل جلاله وتقدست اسماؤه تنزه نفسه ونزهه انبياؤه قال موسى عليه السلام لما سأله هارون عن شأن القرون التي مضت قال علمها في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل ربي ولا ينسى تنزه نفسه سبحان نزهته انبياؤه ونزه نفسه وقال سبحانه ما كان ربك نسيا صفات النقص نزه نفسه عنها سبحانه وتعالى وقال وما ربك بظلام للعبيد وقال ما يبدل القول لديه وما انا بظلام للعبيد وكل نقص هو منزه عنه سبحانه وتعالى وكل كمال وجلال وهو له جل جلاله وتقدست اسماؤه بما يليق بحمده وشكره جل جلاله سبحانه وتعالى تنزه نفسه عن نقاص يقول وما الله بغافل الله لا يغفل ولا ينسى ولا تأخذه سنة ولا نوم يحس المؤمن الموحد بنعمة الله عليه ان ربه في هذه الكمال من الصفات وان الذي يدعوه يؤمن به على هذه الصفات الكاملة التي وصف بها نفسه ووصفه بها انبياؤه صلوات الله وسلامه عليه. ودلت عليها نصوص الكتاب والسنة الله اكبر لم نعبد الشجر ولا الحجر ولا البقر ولا القبر وللعباد ولا الملائكة ولا المخلوقين عبدنا اله الاولين والاخرين عبدنا الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه هذه الايات لما يقرأها المؤمن من كتاب الله عز وجل يهتدي بهدايتها ولعل الله ان يصيبه برحمتها نتعرف على ربه ان الله سبحانه وتعالى ينزه نفسه عن كل نقص وانت حينما تشعر بهذا الشعور انك توحد من هو سبحانه وتعالى اهل الثناء والمجد واهل ان يثنى عليه بكل كمال وبكل جلال جل جلاله وتقدست اسماؤه وهو اعلم سبحانه وتعالى بما وصف يسمى به نفسه سبحانه وتعالى فله الاسماء الحسنى وله الصفات العلا فهذه الاية الكريمة التي ختم الله ما الله بغافل عما يعملون لانه اذا قال قائل ان فلانا يعلم ان هذا حق وانه كذا يقول القائل هذا الذي هو مسؤول عنه يعلم اه اذا كان يعلم انه يعلم هل هو غافل عنه كان الجواب وما الله بغافل عما يعملون وهذه الاية اذا نظر اليها هي تهديد ووعيد وتخويف شديد لهؤلاء الذين اعرضوا عن الحق وهم اذا قرأوا القرآن وقرأوا هذه الاية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها ويسمعها احبار اليهود رهبان النصارى فانهم يعلمون ان الله يتوعدون ولذلك قال تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون الله سبحانه وتعالى لحكمة يمهل ولا يهمل وان هذا الامهال ليس عن غفلة ولا نسيان ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم لان الناس اذا رأت اذا قرأت في كتاب الله عز وجل هذه الصفات لله عز وجل دخل الشيطان عليها وقالت لماذا اذا كان هؤلاء ظلموا بعلمهم بالحق ولم ينطقوا به وغيرهم على ضلال وعلى شر وعلى ظلم وعلى اذية ويفسدون في العباد والبلاد الله سبحانه وتعالى بين ان هذا كله لا يخفى عليه سبحانه وتعالى فما خلق خلقه وظيعهم ولا خلق خلقه فنساهم ابدا وانما يملي ويمهل ولا يهمل سبحانه وتعالى وكل شيء عنده بمقدار فهذا الظالم الذي يعلم الحق ويمتلي فيه ويرده ويشكك فان له اجلا مسمى وهذا حينما يقرأ المسلم كتاب الله عز وجل ويرى نبي الامة عليه الصلاة والسلام يبتلى بامثال هؤلاء الذين يعلمون انه على حق وعلى هدى ويكتبون على هذا الحق ولا يبينونه ولا ولا يدلون الناس عليه بل كانوا يمنعون من امن ان على ايمانه ويشككونه حينما تقرأ ذلك وتعلمه انه وقع لنبي الامة صلى الله عليه وسلم تعلم انه في كل زمان ومكان وانه كما ابتلي عليه الصلاة والسلام فصبر فان لنا فيه اسوة حسنة لكنه قد يقع هذا الافتراء وهذا الشك بطريقة اخرى وقد يكون هذا من النبي صلى الله عليه وسلم في حال ويكون في في زمان اخر بحال اخر سواء كان بالكتابة او كان بغير ذلك مما فيه صد عن سبيل الله واعراض عن دين الله. وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم الحق من الله سبحانه وتعالى فمن كرم الله سبحانه وتعالى انه يقول الحق وهو خير الفاصلين. جل جلاله وهو الذي يقول الحق والذي يأمر بالحق فهو سبحانه وتعالى لا يقول الا حقا ولا يقول الا صدقا كما قال سبحانه وتعالى ومن اصدق من الله قيلا فنسأل الله وجلاله وعظمته وكماله ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا وقائدنا الى رضوانه وجناته جنات النعيم اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته وحلاوته والعمل به اناء الليل والنهار على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم اوجب لنا به الشرف والمزيد. والحقنا بكل بر سعيد. واستعملنا بالعمل الصالح الرشيد انك انت الحميد المجيد