بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى ومن دخل في فرض موسع حرم قطعه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه الى يوم الدين اما بعد وقد شرع المصنف رحمه الله في هذه الجملة في بيان مسألة متعلقة في الاصل بصيام التطوع تحاصلها ان المتطوع لم تجب عليه الطاعة التي يفعلها ولذلك تطوع وازداد طاعة لله عز وجل بتكليف نفسه بفعلها ونظرا لذلك وسع الشرع عليه اذا اراد ان يفعل الطاعة النافلة بين ان يفعلها او يقطعها وهذا في اصح قول العلماء وورد هذا في عبادة الصوم كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام انه قال المتطوع امير نفسه وثبت في صحيح مسلم من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها هل عندكم شيء قالت لا قال اني اذا صائم ثم سألها في اليوم الثاني وقد اهدي لها حيس هل عندكم شيء فاخبرته ان عندها حيسا فاكل منه عليه الصلاة والسلام وافطر. وقال اني اصبحت صائما فاخذ العلماء من هذا دليلا على ان المتطوع بالصوم له الحق في الفطر وهذا الاصل مبني على ما ورد في السنة من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم المتطوع بالفطر لعارظ وسبب وهو المانع الشرعي كما تقدم معنا في حديث ام المؤمنين جويرية رضي الله عنها وارضاها حينما صامت يوم الجمعة وصيامها ليوم الجمعة وقع نافلة فسألها النبي صلى الله عليه وسلم هل صمت بالامس يعني الخميس؟ قالت لا قال هل تريدين ان تصومي السبت غدا؟ قالت لا. قال فافطري فامرها بالفطر وهذا لسبب شرعي ولعذر شرعي والصوم صوم التطوع فهذه المسألة في الاصل يذكرها العلماء في خاتمة صيام التطوع ويذكرونها في صيام النافلة وذكرها الامام الموفق في اصل كتاب في المقنع في صيام النافلة ثم ان المصنف رحمه الله اه جمع الى هذه المسألة مسألة اخرى وهي مسألة الفرض الموسع وعبر بها يريد ان ان يبين حكم الكل هل من حق الانسان ان يقطع الفرض سواء كان اه من هل من حق الانسان ان يقطع الفرض الموسع وهل من حقي ان يقطع النافلة اما الفرض المضيق فليس من حقه ان يقطعه. الا لعذر شرعي الفرض في الاصل مسألته تبع لمسألة النافلة والتطوع كما ذكرنا. ونبهنا على هذا من اجل ان ينتبه طلبة العلم لما يفعله العلماء في متون الفقه من مسائل المظان هم ذكروا هذه المسألة وهذه مظان بحث هذه المسألة وهي مسألة العبادات التي يتطوع بها الانسان متى يجوز له ان يقطعها وتعرف عند علماء الاصول بمسألة الشروع في النوافل. هل يصيرها فرائض الشروع في النافلة هل يصيرها فريضة فانت مثلا اذا قلت ان المتطوع لا يجوز له ان يقطع صومه ومن يصلي صلاة النافلة لا يجوز له ان يقطعها يقطعها الا لعذر. فمعنى ذلك ان النافلة اصبحت متعينة عليه وانها صارت فرضا عليه يعني يجب عليه اتمامها هذا معنى قولهم الشروع في النافلة يصيرها فريضة. عند من يقول لا يجوز القطع اما من يقول بجواز القطع فانه لا يرى ذلك ويرى ان الشروع في النافلة اه ان ابتداء النافلة والشروع فيها كما لو لم يفعلها اي انه مخير بين ان يقطعها وبين ان يتمها يقول رحمه الله ومن دخل في فرض موسع ومن دخل في فرض موسع من دخل كما عبر المصنف وعلماء الاصول يقولون من شرع في فرض موسع تقدم معنا تعريف الفرض والواجب وانهما بمعنى واحد في اصح قول العلماء وهو مذهب الجمهور والفرض له اعتبارات يقسمه العلماء باعتبارات فكل ما فرضه الله عليك من العبادات منه اه اما ان يكون موسعا او مضيقا. اذا قلت واجب موسع وواجب مضيق او فرض موسع وفرض مضيق فهذا بالنظر الى وقت الفرظ هل يسع غير الفرض او لا يسع فان كان لا يسع غير الفرض فحينئذ تقول هذا واجب مضيق وفرض مضيق في شهر رمضان فرض الله علينا صومه وهذا الوقت الذي فرظ الله علينا صومه لا يسع غير الفريظة فتقول فرض موسع وهناك فرض مضيق وتقول فرض مضيق وهناك فرض موسع مثل الصلاة الصلوات الخمس من بداية وقتها الى نهاية لها بداية ولا نهاية كما تقدم معنا في مواقيت الصلاة وثبت في الحديث الصحيح حديث جبريل عليه السلام لما ام النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة ليلة الاسراء لما ام النبي صلى الله عليه وسلم امه يومين عند الكعبة وصلى به في اليوم الاول الصلوات الخمس كلها في اول الوقت ثم صلى به في اليوم الثاني الصلوات كلها في اخر الوقت ثم قال يا محمد الوقت ما بين هذين الوقت ما بين هذين بمعنى ان صلاة الظهر للمكلف الخيار ان يصليها في اول الوقت او اوسط الوقت واخر الوقت ولا يخرجها عن وقتها فاصبحت بهذا الصلوات وقتها موسع وفي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم لما اتاه الرجل وسأله عن مواقيت الصلاة قال عليه الصلاة والسلام صل معنا هذين يعني هذين اليومين وصلى عليه الصلاة والسلام اول اليومين الصلوات الخمس كلها في اول الوقت ثم صلى في اليوم الثاني الصلوات كلها في اخر الوقت ثم قال اين السائل فاجابه الرجل فقال عليه الصلاة والسلام ما بين هذين وقت اذا فهو وقت موسع فاذا قلنا ان فريضة الظهر تبدأ بزوال الشمس فمعنى ذلك انه اذا زالت الشمس على المكلف ووقت الظهر موسع عليه ما لم يظق بقدر اداء هذه الفريضة فاذا بقي من وقت الظهر بقدر ادائها حينئذ يصير واجبا مضيقا ولا يجوز له في هذه الحالة ان يشتغل بغير هذا الواجب لان الوقت لا يسع غير هذا الواجب ومثال ذلك ايضا في الصوم في قضاء رمضان فانت في قضاء رمضان اذا افطر المسلم من رمظان يوما او اياما فان الله فرض عليه اياما اخر قال سبحانه وتعالى فعدة من ايام اخر ولما قال سبحانه وتعالى فعدة من ايام اخر ذهب جماهير السلف والخلف كما تقدم معنا في القظاء الى ان قظاء رمظان موسع ولا يجب عليك بمجرد انتهاء ايام العيد ان تصوم قضاء رمضان فيجوز لك ان تؤخر قضاء رمضان الى ما بعد رمضان باشهر ويجوز لك ان تؤخره الى شعبان ما لم يبقى من شعبان على قدر ما افطرت من ايام من رمضان فاذا بقي من شعبان على قدر ما افطرت من رمظان دون يوم الشك وجب عليك الصوم وتعين عليك صوم هذه الايام. فلو كان الشخص افطر من رمظان خمسة ايام فانه بالخيار ان يقضيها فيما بينه وبين نهاية شعبان بالقدر الذي ذكرناه فاذا بقي من شعبان قدر الخمسة ايام من دون يوم الشك فانه في هذه الحالة لا يجوز له ان يشتغل بالنافلة عن الفرض ويتعين عليه الصيام هذه الايام الخمس الباقية من شعبان فتقول له اذا استفتاك الواجب عليك والفرظ عليك بصيام هذه الايام مظيق اي انه لا يوسع عليك لترك الصوم فيها ولا يجوز لك ان تعدل عن صيام رمظان وقظاء رمظان الى صوم غيره فلو كان من عادته ان يصوم الاثنين والخميس تطوعا وبقي خمسة ايام من شعبان واراد ان يصوم الاثنين والخميس لمنعناه. لان الواجب مضيق لا يسع غير الفريضة ولذلك من نوى النافلة في رمضان بطلت نيته انما من نوى صوم النافلة لو جاء في يوم من ايام رمضان يوم اثنين وقال اريد ان اصومه تطوعا لم يصح. لان الله فرض عليه صوم هذا اليوم وهو فرض لا يسع وقته غير ما فرض الله عز وجل هذا واجب مضيق الفرض ينقسم من ناحية الوقت وباعتبار وقته الى واجب موسع وواجب مضيق وفرض موسع وفرض مضيق كما انه ينقسم باعتبار من يكلف به الى فرض عيني وفرظ كفائي. وهكذا في تقسيمات الواجب الاعتبارية فانت تقول واجب مبهم وواجب معين باعتبار ما يطلب من المكلف فله اقسام منها ما يتعلق بالوقت والزمان فيقال فرض موسع وفرض مضيق بين المصنف رحمه الله ان من شرع ودخل في فرض موسع حرم عليه ان ان يقطعه ان يقطع هذا الفرظ الموسع مثال ذلك لو انه شرع في قضاء رمظان في اليوم الثامن من من محرم كان عليه يوم من رمظان جاء في اليوم الثامن من محرم فصامه صامه شرع ثم اصبح وهو ممسك صائم فاراد اثناء اليوم ان يفطر فنقول له لا يجوز لك الفطر الا من عذر فاذا وجد العذر الذي يبيح من كان في صوم الفريضة ان يفطر جاز له ان يفطر واما اذا لم يوجد العذر فانه يجب عليه اتمام الصوم اذا من شرع في فرض موسع قال المصنف من شرع فدل على انه اذا لم يشرع ولم يدخل فهو على الاصل وله الخيار ومن هنا قال بعض العلماء القضاء يحكي الاداء ويأخذ حكم الاداء. فانت في قضاء رمضان كما انك لا يجوز لك في صوم رمظان ان تفطر كذلك في قظاء رمظان لا يجوز لك ان تفطر وهذا الذي جعل بعظ العلماء يقول من جامع في قضاء رمظان لزمته كما لو جامع في نهار رمظان لان الكل فرض كما انه فرض لا يجب قطع لا يجوز قطعه ويحرم عليه قطعه من دون عذر فانه اذا افطر فيه يستوي ان يكون مفطرا في الاصل او في البدل هذا بالنسبة لمسألة من دخل في فرض موسع وقوله من دخل في فرض موسع يشمل جميع العبادات ليس خاصا بالصوم ومن هنا هذه من زيادات الامام الحجاوي رحمه الله بالزاد انه جاء بالعبارة التي اضاف فيها مسائل على مسألة المقنع الاصل للمقنع رحمه للامام الموفق رحمه الله في المقنع وبين ان من دخل في فرض موسع آآ اذا دخل في فرض مضيق بالاجماع واذا دخل في فرض موسع اه قيل بغير خلاف يعني المسألة يستوي فيها ان يكون في فرض موسع او في فرض مضيق. الحكم سواء نعم حرم قطعه ولا يلزم في النفل حرم قطعه اي حرم عليه ان يقطع الصوم ويقطع الصلاة وغيرها من الفرائض الموسعة التي شرع فيها هو مثلا في الصلاة لو انه احرم بالظهر كبر لصلاة الظهر في اول الوقت فانه دخل في فرظ موسع لماذا؟ لان صلاة الظهر في اول وقتها فرض موسع وهكذا لو احرم بصلاة العصر ثم لما احرم في الركعة الاولى او الركعة الثانية او الركعة الثالثة قال اريد ان اقطع هذه الصلاة وليس عنده عذر شرعي يبيح له القطع. قال اريد ان اقطعها فان نقول عليه يحرم عليه قطعها. يحرم عليه قطعها ويجب عليه ان يتمها كما امره الله. نعم ولا يلزم في النفل ولا يلزم في النفل هذه اصل المسألة نبينا رحمه الله ان النافلة لا تأخذ حكم الفرض لا الموسع ولا المضيق وعلي فمن شرع في نافلة جاز له قطعها ولو لم يكن معذورا فلو انه اصبح صائما صيام الاثنين او صيام الخميس او صيام الايام البيض او صوما مطلقا نافلة مطلقة اراد ان يصوم ثم عن له ان يفطر جاز له الفطر ولو لم يكن عنده عذر وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة رحمهم الله والمصنف رحمه الله قال ولا يلزم في النفل ولم يقل في الصوم ولا في الصلاة ولا في الصدقات ولا في غيرها من نوافل العبادات بمعنى ان الحكم هنا عام وعليه فلو ان شخصا صلى نافلة ثم اثناء الصلاة اراد ان يقطعها بدون سبب جاز له على هذا القول استدلوا بقوله عليه الصلاة والسلام المتطوع امير نفسه ولان المتطوع لم تجب عليه الطاعة الاصل ليست بواجبة وقد قال الله تعالى فمن تطوع خيرا فهو خير له فاذا اراد ان يتم الخير فلنفسه وان اراد ان يقطعه فان النافلة لا ليست بفرظ ليست بفرض حكمها في الاساس انه مخير فيها فيبقى على التخيير حتى ينتهي منها فهذا مذهب الشافعية والحنابلة سواء كان في الصيام كما ذكرنا او في الصلاة وفي الصلاة وردت نصوص تدل على جواز القطع لواجب مثل ان يصلي نافلة فتدعوه امه فلو كان في صلاة نافلة لو انه توضأ ثم قام يصلي ركعتي الوضوء فنادته امه فانه يقطع الصلاة ويجيب امه لان بر الوالدين فرض والنافلة ليست في مقام الفرض والفرظ متعين على الانسان فيجب عليه ان يبادر به. فلا يشتغل بالنافلة ليقطع الفرض من العلماء من قال ان هذا خاص بالام. وهو رواية عن الامام احمد رحمة الله عليه ومنهم من قال ان هذا يشمل الامة وغير الامة استدلوا من حيث الاصل كونه في الام ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان جريجا العابد دعته امه وهو في صلاته فقال ربي امي وصلاتي فنادته وقال ربي امي وصلاتي فلم يجبها وقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات الحديث المشهور فترجم له بعض العلماء باب اذا دعته اذا دعاه احد والديه وهو في صلاة النافلة قطعها هذا يدل على ان بر الوالدين مقدم على النافلة وهي اه ركعتي الوضوء وهكذا لو كان يصلي ركعتي الضحى لو كان في قيام الليل والصحيح ان الوالد والوالدة حكمهما سواء وان الحكم لا يختص بالام وان الامر راجع الى ان بر الوالدين فرض والنافلة ليست بفرض سيقدم ما امر الله بتقديمه وهو الفرض ولذلك قال صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري يقول الله تعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فدل على ان مقام الفرض مقدم وعلي اخذ العلماء من هذا الدليل على جواز قطع النافلة اذا دعاه والداه او احدهما بناء على ذلك يستوي ان يكون في الصلاة او يكون في الصوم او يكون في الصدقات لو ان رجلا اخرج عشرة الاف ريال من ما له على انه يريد ان يتصدق بها فخرج ليعطيها الفقراء فاعطى منها الفا ثم اه امتنع من اعطاء الباقي وهو تسعة الاف فاننا نقول لا يجب عليه اخراج ما بقي وهو متطوع والمتطوع امير نفسه. ان شاء امضى صدقته فهو على خير وان منعها فهو آآ على نفسه كان عنده عذر كتب الله له الاجر كاملا وان كان عنده اه لم يكن عنده عذر كتبت له حسنة واحدة ولم يضاعف. لان من هم بالحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة وهذا القول هو مذهب الشافعية والحنابلة. ان النافلة لا تصير فريضة بالشروع هذا الخلاف يستثنى من الحج والعمرة فمن دخل في حج النافلة او في عمرة النافلة مثلا لو ان شخصا في رمظان احرم بالعمرة في رمظان ثم لما دخل في النسك بمعنى انه نوى ودخل في نسك العمرة عن له ان يقطع فانه يبقى محرم باحرامه حتى يتحلل ولو بقي الى ان يموت فانه لا يزال محرما الحج والعمرة لا يمكن ان يخرج منهما الا بالتحلل او يكون محصرا محصرا سيخرج بالاحصار واما ان يقول ما اريد ان اتم الحج او يقول ما اريد ان اتم العمرة ولو كانت نافلة فانه يجب عليه ان يتم الحج والعمرة والاصل في ذلك قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله وهذا انعقد عليه الاجماع عند العلماء ان الحج والعمرة يجب اتمامهما اختصت هاتان العبادتان بهذا الفضل العظيم والشأن الكبير لهما فيمضي فيهما حتى ولو انه افسد الحج والعمرة لزمه ان يتم حجه وعمرته فلو ان رجلا مثلا احرم بالحج ثم قبل وقوفه بعرفة جامع زوجته فانه يحكم بفساد حجه ويقال له اتم الحج ثم اقضي آآ مكانه الحج من قابل كما قظى بذلك امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في قصة الرجل الذي جامع اهله قبل الوقوف بعرفة فاذا يستثنى من هذه المسألة عبادة الحج والعمرة اذا شرع في النافلة فيهما فانه يتعين عليه اتمام الحج واتمام عمرة واما بقية العبادات كالصلاة والصوم والصدقات وغيرها فانها لا تلزم بالشروع. يقول رحمه الله ولا قضاء فاسده الا الحج ولا يلزمه قضاء الفاسد الا الحج بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة مسألة هل اذا قلنا ان من شرع في النافلة لا يجب عليه اتمامها هل يقضي هذه النافلة رحمه الله انه لا يلزمه القضاء. اذا لو سألك رجل فقال نويت الصوم نافلة الاثنين او الخميس او البيظ اوصوما مطلقا ثم افطرت فيه بدون عذر هل يجوز لي ذلك؟ تقول يجوز ثم يسألك هل اقضي يوما مكانه يقول يستحب ولا يجد يستحب ان تقضي ولا يجب هذا على الندب والاستحباب وليس على الحتم والايجاب. وهذا في اصح قولي العلماء رحمهم الله انه يستحب له اه ان ان يمضي لان ذلك خير له في دينه ودنياه واخرته والمنبغي والافضل للمسلم انه اذا شرع في خير الا يحرم نفسه ذلك الخير وان لا يتسبب بحرمان نفسه من ذلك الخير اذا افسده فانه يقضيه ان يصوم بدله يوما اخر وهكذا اذا اه اراد ان يتصدق بمبلغ ثم صرفه لمصالحه وتيسر له مبلغ مثله انه يصرفه فيما نواه من الخير هذا على الاستحباب لكن لا يجب عليه ذلك الا في الحج والعمرة فاذا افسدهما وجب عليه قظاؤه ما افسد من حج وعمرة وقضاء الفاسد من الحج والعمرة به امير المؤمنين عمر بن الخطاب الخليفة الراشد الذين هم مأمور باتباع سنته الذين اه الذي امرنا باتباع سنته رضي الله عنه وارضاه ولم يخالفه احد من الصحابة فهذا قضاء وامر بقضاء الفاسد من الحج والعمرة. نعم وترجى ليلة القدر في العشر الاخير من رمضان يقول رحمه الله وترجى ليلة القدر في العشر الاخير من رمظان ليلة القدر هي الليلة التي شرفها الله وفضلها على سائر ليالي العام كلها شرفها الله وفضلها حتى انزل فيها افضل كتبه وبعث فيها اشرف رسله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين فهي الليلة التي انزل فيها القرآن العظيم فهي ليلة القدر لعظم شرفها فيقال لها ليلة القدر اي ان قدرها عظيم عند الله ومنزلتها عظيمة وقيل من القدر بمعنى التضييق ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله هذا معنى للتقدير وهو التظييق فقالوا سميت ليلة القدر لان الارض تضيق من كثرة الملائكة. لانها تتنزل فيها الملائكة ولذلك لما تتنزل الملائكة تفر الشياطين تجد في هذه الليلة من الانشراح وانشراح الصدر وطمأنينة القلب وراحة البال ما لا تجده في غيرها وهذا من علامات وامارات ليلة القدر لانها اذا نزلت الملائكة فرت الشياطين ولذلك لما رأى الشيطان جبريل والملائكة يوم بدر نكس على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله فهذا يدل على ان الملائكة تفر منها الشياطين. قال ابن عبد الله ابن عباس رأى جبريل والملائكة تنزلت لنصرة محمد واصحابه صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم اجمعين ولذلك جعل العلماء من علامة ليلة القدر ان الانسان لا يحس فيها بوحشة ولا بخوف ولا بقلق ولذلك قال الله تعالى سلام هي حتى مطلع الفجر الملائكة اذا تنزلت فرت الشياطين والضيق والهم والغم يأتي من الشيطان يحسن الذين امنوا وليس بضارهم بشيء ولا بمؤذيهم بشيء الا باذن الله عز وجل فهذه الليلة لكثرة تنزل الملائكة تضيق الارض من كثرة ما عليها من الملائكة فوصفت بذلك وليلة القدر اصح اقوال العلماء رحمهم الله وهو مذهب جماهير السلف والخلف انها باقية وانها لم ترتفع وان المسلم يطلبها متبعا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته فيها يلتمسها كما سنبين ان شاء الله ما ورد ان الهدي فيها وذهب بعض السلف الى انها رفعت وانها لم تعد كانت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفعت وهذا القول غير صحيح وحكى بعض الائمة اجماع الصحابة على عدم صحته لانهم طلبوها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسوها وكانوا يعتقدون بقائها. وهو مذهب السلف والخلف رحمهم الله فليلة القدر باقية هذه الليلة في اصح قولي العلماء ومذهب جماهير السلف والخلف رحمهم الله ايضا انها في رمضان ولا تكونوا في غير رمظان خلافا لمن قال انها تتنقل في ليالي السنة من غير رمضان الصحيح انها خاصة برمضان كما ثبتت بذلك الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم التمس عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في العشرة الاولى من رمضان اعتكفها ثم التمسها في العشر الوسطى من رمظان فاعتكفها ثم اتي عليه الصلاة والسلام في اخر العشر الوسطى وقيل له ان الذي تطلبه امامك اي في العشر الاواخر فاستقر هديه عليه الصلاة والسلام على ان هذه الليلة في العشر الاواخر من رمضان واجمع العلماء والائمة على شرفها وفضلها وانها في شهر رمضان ومن قال انها في غيره فقوله ضعيف كما ذكرنا ومنه قول بعضهم انها ليلة النصف من شعبان هذا قول غير صحيح وقوله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم المراد بها ليلة القدر وليس المراد بها ليلة النصف من شعبان لان القرآن يفسر بعضه بعض وتفسير القرآن بالقرآن اقوى التفاسير واعلاها قال الله تعالى كتابا متشابها مثاني يشبه بعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا اية الدخان بينتها اية القدر وان اه ليلة القدر هي التي انزل فيها القرآن وانها تفرق تقدر فيها المقادير وبناء على ذلك فان هذه الليلة خاصة برمضان وقال بعض الائمة رحمهم الله ان الله جعل ليلة القدر عوضا لهذه الامة وتكريما لهذه الامة لان من كان قبلنا كانت اعمارهم طويلة وكان يعيش الرجل الف سنة ويربو على الالف ويزيد على الالف وهذا يجعل العمل الصالح اكثر لانه خير الناس من طال عمره وحسن عمله وورد شيء مرفوع ان النبي صلى الله عليه وسلم اري ذلك في الامم والمه عليه الصلاة والسلام فاعمار امته ما بين الستين والسبعين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام فعوضه الله وعوض امته بهذا الفضل منه سبحانه ان العمل الصالح يعادل اعمارا عديدة وازمنة مديدة وهذا كله بفضل الله وحده سبحانه وتعالى فله الحمد على فضله ومنته جل جلاله وتقدست اسماؤه ليلة القدر في العشر الاواخر اصح الاقوال انها في العشر الاواخر من رمضان وهو مذهب جماهير السلف والخلف من الصحابة والتابعين والائمة الاربعة وهناك قول انها تكون في العشر الاولى وقد تكون في العشر الوسطى وقال بعض العلماء انها تكون ليلة السابعة انها الليلة السابعة عشرة وكل هذه اقوال مرجوحة كما ذكرنا لثبوت السنة كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انها استقرت في العشر الاواخر وجاء هذا صريحا من امره عليه الصلاة والسلام في قوله تحروها في لغظ التمسوها وفي لفظ اطلبوها في العشر الاواخر من رمضان فهذا يدل على انها خاصة بالعشر الاواخر من رمضان وبناء على ذلك يجتهد المسلم في العشر الاواخر من رمضان لطلب هذه الليلة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذه الليلة كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه انه قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية وما تأخر هذا فضل عظيم في قيام ليلة القدر اختلفت اختلف الصحابة رضوان الله عليهم والعلماء من بعدهم التابعون والعلماء من بعدهم تعيين هذه الليلة وكل من تتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وجد ان الشرع اخفاها وان هذا الاخفاء فيه حكمة عظيمة حيث ان الناس يجتهدون في العشر الاواخر ولا يقتصرون على بعض الليالي دون بعضها ينبغي للمسلم ان يحرص على ذلك. في العشر الاواخر يحرص على قيامها ويتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في احياء ليلها ولذلك قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين في هديه عليه الصلاة والسلام في العشر الاواخر انه كان اذا دخلت عليه العشر شد المئزر وايقظ اهله واحيا ليله صلوات الله وسلامه عليه فهذا اه هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد في العشر الاواخر نصنف رحمه الله يقول قال رحمه الله وترجى ليلة القدر في العشر الاخير من رمضان ترجى وهذا يجد يدل على ان شدة الرجاء في طلبها والحصول عليها يكون في العشر الاواخر ننبه على امر مهم جدا ان العلماء في كتبهم يقولون ترجى ليلة القدر واكد هذه العشر سبعة وعشرين ومن يرجح غير سبعة وعشرين يقول اكدها احدى وعشرون ومن يرجح ثلاثة وعشرون قل اكدها ثلاثة وعشرون. لا يقولون ان ليلة القدر هي سبع وعشرون هناك فرق بين ان يكون الرجاء اغلب الرجاء في سبع وعشرين وبين الجزم بانها سبع وعشرون وفرق بين ان نقال انه يحتمل ان تكون ليلة سبعة وعشرين انها ليلة سبع وعشرون انها ليلة سبع انها ليلة سبع وعشرين وبين ان يقال ان ليلة القدر هي ليلة سبعة وعشرين. الذي تراه عند العامة واشباههم انهم يجزمون بانها ليلة معينة وهذا لا ينبغي لان ينبغي لكل مسلم ان يعلم ان ليلة القدر امر غيبي ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما صح عنه كما في الصحيح اريد ليلتكم هذه فتلاحى رجلان يعني اختصم رجلان وهما ابي وابو حضرة الاسلمي اختصم في دين كان على ابي لابي حدرد الاسلمي فاصلح النبي صلى الله عليه وسلم فشوش على النبي صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام اريت ليلتكم هذه تتلاحى رجلان فرفعت. وعسى ان يكون خير فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وثبت في الرواية الاخرى فانسيتها. اريد ليلتكم هذه فانسيتها اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم توفي ولم يجزم للامة بليلة معينة فينبغي على كل عالم وعلى كل طالب علم وكل متبع لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الا يغرر بعامة المسلمين فيقول لهم هي ليلة كذا وكذا انما العلماء يقولون الرجاء واكدها ليلة سبعة وعشرين واكدها احدى وعشرون واكدها ثلاث وعشرون اكدها خمس وعشرون لكن لا يجزمون الجزم في الامور الغيبية ينبغي ان يكون موقوفا على النص ولا يجوز لاحد كائنا من كان ان يتكلم في امر من الغيب الا بنص شرعي ومن هنا تجد والعياذ بالله الضلال تلبيس على العامة حتى بعضهم يقول ان ليلة الثلاثاء اذا وافق توتر فهي ليلة القدر وان ليلة كذا ليلة الجمعة اذا وافقت وترا فهي ليلة القدر هذا كله لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة ولا يجوز لاحد ان يخاطب عامة المسلمين وخاصتهم او يتكلم في هذه المسألة بالتحديد والتعيين لان لانه امر غيبي. وهذا الامر الغيبي موقوف عن النص وما دام ان النبي صلى الله عليه وسلم وقد اكمل الله له الدين توفي ولم يحدد للامة ليلة بعينها فينبغي علينا ان نترك الناس على ما تركهم عليه الشر ما الفائدة؟ الفائدة انهم يجتهدون في العشر الاواخر ولذلك لو ان طالب العلم او من يعلم الناس لم يدقق في مسألة تعيين ليلة القدر لوجدت الناس يجتهدون في العشر الاواخر لكن حينما يأتي شخص ويقول هي ليلة احدى وعشرين او يأتي البعض في المنامات ومن يعبر الرؤى ويفسر الرؤى يبين للناس ان هذه الرؤيا التي تقولها هذه المرأة وهذه الرؤية التي يقولها هذا الرجل انها تدل على ان ليلة احدى وعشرين هي كذا الصحابة نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم قد تواطأت معناها انها لم لم يجزم برؤية صحابي واحد وهذا يدل على خطر مسألة تعيين ليلة القدر. قال ارى رؤياكم قد تواطأت فتحروها فمن كان متحرها فليتحرها في العشر الاواخر ما قال في ليلة احدى وعشرين ولم يقل في ثلاث وعشرين ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم نقوله وما اري من المنامات للصحابة افضل من سائر الامة لانه عرظ على النبي صلى الله عليه وسلم وافتى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما ينبغي ان يكون عليه فمسألة الرؤى الرؤى ينبغي ان ينبه عليها. الرؤى ليست يبنى عليها الدين. ولا يبنى عليها الشرع. والمنامات لا تفصل ولا تجزم ولذلك قال الامام مالك رحمه الله الرؤيا تسر ولا تغر الرؤيا تسر تسر المؤمن ويفرح يجتهد في العشر الاواخر فتأتي رؤيا انها اشبه انها ليلة سبعة وعشرين فيفرح المسلم اذا وفقه الله لقيامها وتأتي رؤيا انها ليلة احدى وعشرين فيفرح المؤمن ان الله وفقه لقيامها. اما ان نجزم للناس ونخرج للناس ونحدد للناس ليلة معينة او اه يوما عددا معينا فان هذا كله لم يرد في كتاب الله هنا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وليتق الله كل من يتكلم في مثل هذه المسائل لان هذه مسائل شرعية واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم على هذا كان الصحابة رضوان الله عليهم اه يغلبون ليلة على اخرى فبعضهم يرجي سبعا وعشرين كما هو مذهب جمهور الصحابة رضوان الله عليهم وبعضهم يرجي خمسا وعشرين وبعضهم يرجي احدى وعشرين وبعضهم يرجي ثلاثا وعشرين وما خلت ليلة وتر من قول لصحابي رضي الله عنهم وارضاهم وهذا هو الذي يوافق مقصود الشرع وهو ان يجتهد الناس في العشر الاواخر كلها. لكن في الليالي التي يغلب على الظن انها ترجى فيها اه لا يجتهد فيها اكثر ولا يفرط في هذه الليالي لكن ليس معنى ذلك ان يترك ليالي العشر كلها سنرى الناس لا يحيون من العشر الاواخر الا ليلة سبعة وعشرين ونرى من الناس من لا يحيي من العشر الاواخر الا احدى وعشرين. ونرى منهم من لا يحيي الا خمسا وعشرين وهكذا هذا مخالف مقصود الشرع قال الامام الشاطبي رحمه الله في الموافقات في كتاب المقاصد قصد الشارع من المكلف ان يكون قصده موافقا لقصده. بمعنى ان قصد المكلف ينبغي ان يكون لقصد الشارع الشارع قصد اخفاء هذه الليلة من اجل ان يجتهد الناس في العبادة فينبغي على من يفتي ويعلم ان يقرر هذا الاصل. وان يبقيه في الناس قال رحمه الله نعم وترجى ليلة القدر في العشر الاخير من رمضان. لما ثبت في الاحاديث الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام كما قدمنا ومن اصح حديث ابي سعيد في الصحيحين عنه رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاولى ثم العشر الوسطى ثم قال عليه الصلاة والسلام اوتيت فقيل لي ان الذي تطلبه امامك فاعتكف العشر الاواخر وامر من كان معتكفا ان يبقى معه اه من اجل اه ان يصيب او على رجاء ان يصيب ليلة القدر فدل على ان العشر على ان ليلة القدر آآ تطلب وتلتمس في العشر الاواخر دون غيرها من سائر الشهر. نعم. واوتاره اكد واوتاره اكد. قوله عليه الصلاة والسلام فليتحرها الوتر من العشر الاواخر في الوتر والوتر ينقسم الى قسمين. اما وتر بالعدد ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين. هذا بالعدد وبما بقي من العدد اذا كان الشهر ناقصا في ثلاث تبقى تكون خمسة في ثلاث تبقى في ثلاث وسبع وتسع هذه كلها تشمل الاوتار اذا نقص الشهر هذا على القول بالجمع ومن اهل العلم من قال العشر الاواخر كلها اوتارها واشفاعها محتملة بقوله في ثالثة تبقى وهي ليلة اربعة وعشرين آآ وفي في ثالثة تبقى ليلة ثمانية وعشرين وفي خامسة تبقى وهي ليلة ستة وعشرين. وفي سابعة تبقى وهي ليلة اربعة فجعل الشفع والوتر حكمه سواء. ولكن الوجه الاول يجمع ما بين الروايتين. لانه اذا قال في ثالثة تبقى يصبح في هذا سبع وعشرين واخا وخامسة تبقى خمس وعشرين. فهذا على نقص الشهر اذا كان الشهر ناقصا نعم وليلة سبع وعشرين ابلغ وليلة سبع وعشرين هي ليلة القدر. ما قال هي ليلة القدر هي ابلغ هذا العلم وهذا الفقه هكذا كان العلماء ولا يزال كل عالم وكل طالب علم موفق ينهج هذا النهج ما يجزم بتعيين ليلة القدر ابلغ بمعنى ان الانسان يجتهد فيها اكثر ويحرص على الا يفوته لان جمهور الصحابة رضوان الله عليهم على انها ليلة سبع وعشرون. وهو قول ابي بن كعب وجهاء بذتهم علماء وائمة الفتوى منهم اه ابي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وقد قال ذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مجلس عمر وفيه الاشياخ من علماء الصحابة من المهاجرين والانصار واقره على عمر على ذلك ولم ينكره هذا كله يجعل الظن بسبع وعشرين انها ارجى وذكر بعض ائمة التفسير ان كلمات انا انزلناه في ليلة القدر ثلاثون كلمة وان قوله سلام هي الكلمة ست وعشرون وهي سبع وعشرون حتى مطلع الفجر تمام السورة وتمام العدد قال بعض الائمة كما نقل القرطبي رحمه الله لما نقل هذا الكلام قال هذا ليس من متين الفقه هذا ليس من متين الفقه يعني ان العلم ليس بالحسابات ولا بالاحتمالات ولا بالعدا العلم بالاصل المؤصل الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في تفسير كتاب الله عز وجل تجد البعض يقول عندنا دليل قطعي على انها ليلة سبعة وعشرين ان ان عدد السور عدد كلماتها ثلاثون ما كانوا يأخذون بمثل هذه على انها قطع وجزم انما هذه استئناسات يستأنس بها ولكن لا يجزمون فالجزم بالامور الغيبية موقوف على الشرع لا يجوز لاحد ان يجزم بامر غربي الا اذا كان عنده دليل من الشرع. بين رحمه الله ان سبعا وعشرين اكد وهو مذهب جمهور الصحابة رضي الله عنهم والتابعين. نعم ويدعو فيها بما ورد لان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم اذا اريت ليلة القدر ماذا تقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وهذا يدل الا ان العفو اعظم ما يطلبه الانسان من ربه ان يعفو الله عنه واذا عفا الله عن العبد فمعنى ذلك انه قد نجاه من شرور الدين والدنيا والاخرة اذا عفا الله عن العبد فمعنى ذلك انه قد نجاه من شرور الدين والدنيا والاخرة ولذلك لما سألت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا تقول؟ دلها على هذه الدعوة العظيمة. اللهم انك عفو صفة من صفاته انه يعفو لانه حليم رحيم رواد كريم لو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة يعفو لان حلمه ورحمته تسبق غضبه سبحانه وتعالى يعفو عن السيئات ويقبل من عباده من المؤمنين والمؤمنات تفظلا منه وتكرما سبحانه فاطر الارظ والسماوات جل جلاله وتقدست اسماؤه ولا اله غيره يذنب العبد ثم يذنب تتراكم عليه الذنوب تطمس بسبب هذه الذنوب البصيرة يضل في قوله وعمله ويزيغ في قلبه نسأل الله السلامة والعافية. كله بسبب ما ران على القلب من الذنوب فاذا عفا الله عن العبد اذهب عنه ذلك كله وليس هناك ساعة اغيظ للشيطان ولا ادحر ولا اكثر بلاء وشرا على عدو الله الشيطان الرجيم من ساعة العفو من الله لعبده وقد يجلس الشيطان يبني ويهدم يهدم للانسان دينه ويبني في هدم دين الانسان في قوله وعمله وظاهره وباطنه حتى يمر على الانسان الخمسون والستون والسبعون والثمانون والتسعون عاما بل والمئة واكثر فاذا وقف العبد بباب الله سبحانه وتعالى واراد الله ان يتداركه بلطفه وعفوه ومغفرته ورحمته وقف بين يدي الله عز وجل تائبا منيبا غفر الله له في طرفة عين فسبحان الله ما اكرمه وسبحان الله ما احلمه لنا مليك محسن الينا. من نحن لولا فظله علينا تبارك الله وجل الله اعظم ما فاهت به الافواه. اللهم لك الحمد انت ربنا ولا رب لنا سواك لك الحمد على حلمك ورحمتك وعفوك وكرمك اللهم انك عفو يناديه المؤمن اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني يحب ان يعفو عن عباده وهل رأيت حلما ورحمة وكرما وجودا واحسانا مثل هذا الاحسان ان العبد يسيء فيما بينه وبين الله يسيء فيما بينه وبين عباد الله ويتنكب عن صراط الله ويتمرد على ربه ويبارز ربه بالذنوب والمعاصي ليلا ونهارا عشيا وابكارا في شيبه ومشيبته وكبره في شبابه ومشيبه وكبره ومع ذلك اذا قال ربي اغفر لي فرح الله بتوبته هل رأيت حلما ورحمة مثل هذا الحلم وهذه الرحمة ليس هناك ارحم من الله بخلقه وليس هناك احلم من الله بخلقه وليس هناك امر يجد العبد حلاوته ولذته مثل عفو الله عنه سبحان الله من عبد كان مهموما مغموما عمره كله في ذنوبه وسيئاته فيصيبه الله برحمته ويشمله الله بعفوه ومغفرته فيصبح كانه غير مذنب ثم يتأذن الله اذا صدق العبد في توبته وصدق العبد في انابته واصلح في قوله وعمله بدل الله سيئاته حسنات اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني ما اطيبها من كلمات دل عليها نبي الامة بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وهدى اليها ام المؤمنين. وارشد اليها عباد الله المؤمنين ان يسألوا الله عفوه ولذلك ينبغي للمسلم دائما ان يستكثر من هذه الدعوة اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وكم من انسان كان في سعادة وفي خير في نفسه واهله وماله وولده فاذنب فسلط الله عليه بهذا الذنب بلاء في نفسه واهله وماله وولده. فظاقت عليه عيشته وتنكدت عليه حياته وهو لا يدري ان ذلك كله بسبب ذنبه فاذا اراد الله ان يرحمه استكثر من هذه الدعوة فقال اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اللهم انت الله لا اله الا انت تحب العفو فاعف عنا اللهم انت الله لا اله الا انت عفو تحب العفو فاعف عنا اللهم انت الله لا اله الا انت عفوك تحب العفو فاعف عنا اللهم اعف عنا عفوا لا مؤاخذة بعده ابدا. اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا. اللهم بدل سيئاتنا حسنات. اللهم بدل سيئاتنا حسنات. اللهم اغفر لنا ما سلف وكان. واحسن لنا فيما بقي من الازمان. واغفر لنا لنا ذنوبنا واشرافنا في امرنا. اللهم اهدنا بهدايتك. اللهم اهدنا بهدايتك. وتولنا بولايتك. واشملنا بعفوك ومغفرتك. اللهم اغفر لنا ولابائنا وامهاتنا واخواننا واخواتنا وازواجنا وذرياتنا ومشائخنا ومحبينا من اوصانا واستوصانا ومن حضر مجلسنا ومن غاب عنا. ومن احبنا فيك اللهم اغفر لنا اجمعين. واشملنا بعفوك يا خير الغافرين. اللهم اشملنا بعفوك ومغفرتك يا خير الغافرين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب