الخير للمسلمين ونية الخير للمسلمين امرها عظيم ويفتح بها على العبد فتحا لا يخطر له على بال ولذلك الرجل الذي مر على غصن شوك ورآه في طريق الناس قال لانحين لكي نظهر ما عندنا من العلم ونتباهى به امام الناس ولا دعانا الله الى موائد الكتاب والسنة نتعلم بها هذا العلم من اجل ان نفعل ذلك دعانا الله سبحانه وتعالى هذا الغصن عن طريق المسلمين لا يؤذيهم عنده شفقة على المسلمين فزحزح الغصن عن الطريق فزحزحه الله به عن نار جهنم لان نيته لان نيته كانت لعموم المسلمين وما اصبح عبد ولا امسى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيارة الله من الخلق اجمعين. وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وان يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما ربي لا تجعل فينا ولا منا ولا ممن استمع الينا شقيا ولا محروما وفي بداية هذه الدروس نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقنا جميعا الاخلاص لوجهه وان يجعل العلم نافعا شافعا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتاه بقلب سليم والوصية بتقوى الله عز وجل في استفتاح كل خير وطاعة وبر فهي مفتاح كل خير واساس كل طاعة وبر ومن تقوى الله ان يذكر كل من يجلس في مجالس العلم بحق الله وحق الله اعظم الحقوق واجلها على الاطلاق ان يعلم العبد ان مجالس العلم يراد بها وجه الله ولا يراد بها اي شيء سواه وان يجرد القصد لله سبحانه وتعالى في قوله وعمله وسمته ودله وظاهره وباطنه وجميع امره ومن كان لله كان الله له ومن اخلص لوجه الله طيبه الله حيا وميتا ومن اقام الله ومن اقام لله حقه اقام الله له امر دينه ودنياه واخرته الحمدلله الذي جمعنا على ذكره ومن حمده ومن شكره على هذه النعمة ان يتذكر العبد ما الذي في قلبه ليقوم بحق الله على الوجه الذي يرضي الله وان يبتعد طالب العلم كل الابتعاد عن الغفلة وكذلك ايضا عن مفسدات الاخلاص وما يشوبه من الشوائب ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يخلص اقوالنا واعمالنا بوجهه الكريم انه ولي ذلك والقادر عليه. بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه قال الامام ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله تعالى وغفر الله لشيخنا واجزل مثوبته. مم. باب في من يطلب بعلمه الدنيا بين الامام الحافظ الترمذي رحمه الله بهذه الترجمة انه سيذكر جملة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن من اراد بعلمه غير الله سبحانه وتعالى وهذا الباب باب عظيم تقرع به قلوب المؤمنين ويخوف به من يرجو من يرجو لقاء الله رب العالمين ترجم رحمه الله بهذه الترجمة في بداية كتاب العلم لان العلم لا يمكن ان ينفع صاحبه في دينه ولا في دنياه ولا في اخرته الا اذا اراد به وجه الله ومن هنا اعتنى ائمة الحديث رحمهم الله برحمته الواسعة بذكر هذه الاحاديث في الوعيد الشديد لمن انصرف قلبه في طلب العلم لغير الله فبينوا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحاديث والتي اشتملت على التخويف والوعيد الشديد في طلب العلم لغير الله واجمل المصنف رحمه الله في هذه الترجمة لكي يشمل كل من اراد بعلمه غير الله والمراد بالعلم هنا العلم الشرعي واما امور الدنيا وعلوم الدنيا فانها لا تدخل معنا في هذا لان امور الدنيا وعلوم الدنيا لا يشترط فيها الاخلاص لكن لو ان انسانا تعلم هذه العلوم الدنيوية واراد بها المثوبة من الله فقال اتعلم الطب لاداوي المسلمين واتعلم الهندسة وامور المعمار ونحوها وامور العمارة ونحوها لابني بيوت المسلمين واعينهم على مصالحهم فان الله يأجره وان الله يثيبه ولذلك كان الامام الشافعي رحمه الله يقول لا اعلم علما بعد الحلال والحرام انبل من الطب وكان الامام الشافعي طبيبا وعنده علم بالطب كما ذكر غير واحد من الائمة رحمهم الله فلو ان انسانا تعلم هذا العلم وقصد به ان ينفع المسلمين فانه منذ بداية تعليمه الى ان ينتهي من اخر عمل يعمله في الطب فان اجره على الله لانه نوى وقد غيب في قلبه الخير للمسلمين الا وقد فتح على نفسه ابواب الخير كل من امسى واصبح ونيته الخير للمسلمين. ونيته ان يا وينوي الخير للمسلمين فان الله يأجره باعظم الاجر. ويوفقه باعظم التوفيق ومن هنا امور الدنيا تكون طاعة وقربة بالنية بنية التقرب لله عز وجل ولكن في الاصل ان العلم هو العلم الشرعي ولذلك كل ما ورد من المدح والثناء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو متعلق بالعلم الشرعي وكذلك ما ورد من الوعيد الشديد بارادة الدنيا المراد بذلك العلم الشرعي. ولذلك جاء في حديثه ابي هريرة رضي الله عنه عند احمد وابي داود في السنن حينما ذكر هذا الوعيد الذي سيذكره المصنف في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان من طلب العلم لغير الله ولغير وجه الله فليتبوأ مقعده من النار قال في حديث ابي هريرة من طلب علما مما يبتغى به وجه الله من طلب علما مما يبتغى به وجه الله فدل على ان العلم هو العلم الشرعي هو الذي يبتغى به وجه الله واما امور الدنيا كما ذكرنا فانما النوى بها الدنيا فهو ونيته اما ان ينوي نفع المسلمين ويريد الاجر من ربه والله ولي كل مؤمن ومؤمنة الله ولي المؤمنين. ومن ولايته للمؤمنين انه يثيب من نوى لهم الخير ويأجر من يفعل بهم الخير. جعلنا الله واياكم ذلك الرجل الامر الثاني ان العلماء رحمهم الله لما ذكروا هذه الابواب الوعيد في طلب العلم لغير الاخرة ووجه الله عز وجل ذكروها في اول ابواب العلم لان النية تكون في اول العمل ولذلك النية على حالتين الحالة الاولى ان يبتدأ طالب العلم طلبه فينبغي عليه من بداية الطلب ان يستحضر هذه النية وهي ارادة وجه الله والحالة الثانية ان تكون مجزئة في احوال مختلفة فانت مثلا دعيت الى مجلس قالوا لك فيه ذكر لله وفيه مسائل علمية فتجدد النية وتصحح المعتقد انك تريد وجه الله فاذا النية مع طالب العلم في شأنه كله في طلبه العلم يبقى على الاصل ولا يأتي بما يناقضه فلو ان انسانا طلب العلم على هذا الاصل وسار عليه فانه يتعاهد قلبه في كل مجلس فليتعاهدوا قلبه في كل موعظة يسمعها وفي كل مسألة يدرسها ويتذاكرها مع طلاب العلم ومع مشائخه ويجدد هذه النية في كل كلمة يقولها وفي كل كلمة يسمعها لان التجارة مع الله رابحة وابوابها واسعة ولذلك الله اكثر والله اكبر فيفتح العبد على نفسه ابواب الخير بتجديد هذه النية الصالحة واعتنى العلماء رحمهم الله بنية العلم بجانبين الجانب الاول ان يخلص لله وحده لا شريك له ان يخلص لله وان يطلب ما عند الله والجانب الثاني الا يخلط بهذه النية اي شيء غير وجه الله سبحانه وتعالى وما عند الله فحظوظ الدنيا العلم فيه حظوظ وفيه امور قد يفتن العبد اذا لم يتدارك الله برحمته بها ولذلك ينبغي ان يحقق الامرين وهما اصل التوحيد. الاثبات والنفي يثبت لله حقه بارادة وجهه وينفي الفضل لغيره والاشتغال بغيره ولا يصرف قلبه لغير الله كثيرا ما ذكر العلماء والائمة العواقب الحميدة والنهايات الكريمة التي جعلها الله للمخلصين جعلنا الله واياكم منهم وكثيرا ما اشاروا ونبهوا على مصائب عظيمة وامور مؤلمة ونهايات مفزعة لمن لم يرد وجه الله في علمه ومن غيب في العلم نية اظهرها الله في قوله وعمله وسمته ودله من غيب لله انه يريد ما عند الله اظهر الله نيته ووضع له القبول ويسر له نفع العباد لانهم متوجه الى ربه واهل العلم وطلبة العلم الصادقون في طلبهم للعلم اذا اذا عاملوا الله في طلبهم للعلم فانهم لا يلتفتون الى شيء سوى الله جل جلاله وتظهر هذه الدلائل والبشائر تجد طالب العلم في نهاره في الشمس المحرقة. كان السلف الصالح والائمة رحمهم الله ما ذكر في تراجمهم اظن الانسان ان هذه الاخبار فيها مبالغة وظرب من الخيال لكنها والله لمن اراد وجه الله وذاق حلاوة العبودية لله وتوحيد الله فان هذا شيء يسير والله ذو الفضل العظيم مطالب العلم ينتبه ويحذر من قلبه ولذلك كان سفيان الثوري رحمه الله يقول ما وجدت اشد علي من نيتي انها تتقلب عليه ما وجدت اشد علي من نيتي انها تتقلب عليه فتجد طالب العلم طلاب العلم ومن طلب العلم على احوال منهم من رزقه الله التمام والكمال وهذا من فضل الله ان يخلص في اول امره واخره ومبتدأه وخاتمته يخلص لله ظاهرا وباطنا وسرا وعلانية. يحاسب نفسه ويجاهدها في الاخلاص. لا يلتفت الى مدح الناس ولا الى كثرة الناس ولا الى شعبية الناس. ولو جلس في المجلس ليس امامه الا واحد كما لو جلس امام الملايين القلب مملوء بربه لا يبالي. اقبل الناس او ادبر معامل لله ولا يبتغي الا ما عند الله جل جلاله حتى قال بعض العلماء تمنيت ان الناس انتفعوا بالعلم ولا اذكر بشيء تمنيت ان الناس انتفعوا بعلمي ولا اذكر بشيء ما يقال قال فلان ولا يلتفت الى شيء من هذه الحظوظ نهائيا وهذا توفيق من الله جل جلاله. نسأل الله بعزته وجلاله ان يمن علينا وعليكم من فضله النوع الثاني ان يبدأ طالب العلم وهو لا يريد الا الله سبحانه وتعالى ويبتغي وجه الله ثم اذا دخل في العلم نسأل الله السلامة والعافية فتن قلبه اما بحظوظ العلم والشهوات الشخصية واما بغير ذلك مما يدخله الشيطان على قلبه يستهويه الشيطان ثم بعد ذلك نسأل الله السلامة والعافية لا يزال يرتع في اودية الدنيا حتى لا يبالي الله به في اي اوديتها هلك نسأل الله السلامة والعافية هذا النوع يبدأ اول ما يبدأ وهو يطلب العلم ويريد الاخرة ثم نسأل الله السلامة والعافية لا يثبت ولذلك يسأل العبد ربه الاخلاص ثم يسأله الثبات على الاخلاص ان يسكت ثم يسأله ان تكون الخاتمة على الاخلاص ثم يسأله ان يتقبل منه ذلك كله فاذا رزق ذلك فهي النعمة لكن هذا ابتدأ بطلب العلم فلما دخل في طلب العلم وجد الناس تمدحه التفت الى مدحهم ووجد الناس تعجب به واغتر بعجبهم ووجد الناس تذكره ويدخلون عليه الالقاب ونحو ذلك من حظوظ الدنيا حتى نسأل الله السلامة والعافية لا يقدم قدما في العلم ولا يؤخرها الا الا بتلك الشهوة شهوة الرياء والسمعة والمدح والثناء والعجب والكبر والرياء والتعالي على طلبة العلم تجده يبدأ في طلب العلم فاذا فتح الله عليه في العلم ونال منه حظا اصبح يحتقر اخوانه ويحتقر من دونه ولا ينظر اليهم الا بعين النقص كل هذا من فتن العلم وطلب العلم التي تصرف بها القلوب عن ربها. نسأل الله السلامة والعافية ولذلك ينتبه طالب العلم الى ما يدخل في قلبه وهو يطلب العلم فاذا نظر الى الشهوات التي في العلم من تمجيد الناس وثنائهم وعجبهم وذكرهم له كل ذلك يصرف عنه قلبه ولا يستطيع ان ينصرف عن ذلك كله. ولا يستطيع ان يثبت على الاخلاص الا بدعاء الله وحده لا شريك له فيضرع الى الله ويسأل الله من قلبه ان الله يثبته وان الله يسدده ترجم الامام الحافظ رحمه الله بهذه الترجمة لكي يأخذ طالب العلم الحذر وهذا الامر لا يختص بطلبة العلم الذين يصحبون العلماء سنوات بل ان الامر يشمل كل من جلس في مجالس العلم فانت طالب علم وتطلب العلم اذا سمعت بمجلس علم فذهبت اليه بمجرد ان تفكر في الذهاب اليه تجدد النية وتصلح المعتقد الذي بينك وبين الله سبحانه وتعالى وكلما اخلصت واردت وجه الله كان لك من الله بقدر اخلاصك ثم زادك الله من فضله ولذلك قل ان تجد طالب علم يريد وجه الله ويصدق انه يريد العلم الا يسر الله له العلم من حيث يعلم او من حيث لا يعلم. من حيث يحتسب او لا يحتسب وهذا معروف ومعلوم فلذلك لا يقتص الامر على طالب العلم الذي جلس في مجالس العلم ويريد ان يصبح عالما او محدثا او نافعا للناس بل انه يشمل كل من جلس في مجالس العلم فاذا جلست في مجلس العلم واردت وجه الله فانك تقوم بالفوائد الموجودة في العلم وتذهب اول ما تذهب الى نفسك وتقول سمعت في هذا المجلس ان الله يحب المخلصين فهل انا منهم سمعت في هذا المجلس ان الله يعذب المراءين في العلم فهل انا منهم يحاسب نفسك حسابا شديدا لان الله سيسألك عن كل كلمة سمعتها في هذه الدنيا عن حقه سبحانه هل عملت بها او لم تعلم الامر الثاني تنتقل الى بيتك وتنقل هذا العلم الذي تعلمته كما اخبر الله عن صالح الجن الذين امنوا واستمعوا الى رسولنا عليه الصلاة والسلام ثم انطلقوا الى قومهم منذرين ستنطلق الى ابنائك الى بناتك الى زوجك الى اهلك الى اخوانك واخواتك. وتنقل اليهم توحيد الله وافراد الله بالعبادة بالاخلاص ليس في العلم بل في كل شيء هذا من بركات الاخلاص لله عز وجل. انك تنتفع وتنفع وغيرك لكن ان يأخذ الانسان العلم ويجلس في مجالس العلم ثم ينطلق ولا ينتفع ولا ينفع فعلمه غير نافع. نسأل الله السلامة والعافية ولذلك كان كثير من العلماء والمشايخ يقولون من حضر في مجالس الذكر استمع الى العلم سواء حضر او استمع من حضر في مجالس العلم واستمع كالان لا يحظر ربما يستمع فاخذ هذا العلم وطبقه اول ما يطبقه على نفسك ثم حرص كل الحرص على ان يغرسه في اهله وولده فان هذا من اعظم الدلائل على حب الله لهذا العبد الله يحب ميراث النبوة ان ينقد الى خلقه الله يحب العلماء ويحب طلبة العلم ويحب كل من ينفع الناس بهذا العلم لكن لن يكون ذلك الا بتوفيق الله ثم بالتوحيد والاخلاص اذا اخلصت فان الله يفتح لك ابواب النفع هذه من اصدق الدلائل عن الاخلاص في مجلسك. العكس فتجد البعض اذا جلس في مجالس العلم من طلاب العلم وغيرهم جاءته الافات والشهوات فذهب الى بيته ليقول اليوم جلسنا في مجلس الشيخ فلان وحضر فلان وعلان وحصل كذا وكذا وكذا وما اكثر الناس الذين حضروا وما اكثر الناس الذين شهدوا اين حق الله؟ يتحدث عن شيء ليس له اي صلة بحق الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره وهذا قد يفتن به اخص طلبة العلم لم يخلقنا الله لنتباهى ولم يخلقنا الله لنتذاكر فظول الدنيا وحظن خلقنا الله لعبادته وخلقنا الله لتوحيده. المخلص كل كلامي وكل افعاله منذ ان يحظر وهو يخرج من بيته لا مجالس العلم الى ان يحضري الى ان ينطلق الى اهله تظهر دلائل الاخلاص في قوله وعمله ولذلك هذا كله ينبه على ان الشيطان قعد بالرصد للانسان ليشغله عن ربه ويفتنه عن خالقه فلا يلتفت الى اي شهوة من شهوة الذكر والتفاكر الان حينما يقول جلست في مجلس الشيخ فلان وانا من طلاب الشيخ فلان هذا قد يريد به اثبات حق لكي يقبل منه الحق. فيقبل في مواطن مخصوصة لكن ان يخرج الى فتنة الرياء ان يمدح نفسه ان يزكي نفسه ان يثني على نفسه. فهذا كله من الشوائب فاذا ذكر حديث رسول الله صلى الله من تعلم من طلب العلم لغير الله فان هذا داخل فيه. نسأل الله السلامة والعافية فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يعصمنا من الزلل وان يوفقنا في القول والعمل. نعم قال الامام ابو عيسى رحمه الله تعالى حدثنا ابو العشق حدثنا ابو الاشعث احمد بن المقدام العجلي البصري قال حدثنا امية ابن خالد قال حدثنا اسحاق ابن يحيى ابن طلحة قال حدثني ابن كعب ابن مالك عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء او اليوماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء قوله عليه الصلاة والسلام من طلب العلم ليجادل به العلماء من طلب العلم يدل على ان العلم يطلب وان الذي يريد العلم عليه ان يأخذ بالاسباب التي ينال بها العلم وهذه الاسباب هي البحث عن من يوثق بدينه وعلمه وامانته ومن يرضاه حجة له بين يدي ربه يطلب العلم على يديه من طلب العلم ليجادل ليجاري به العلماء اللام للتعليل اي من اجل ان يجاري العلماء والمجارى يحاول فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفتين مجاراة العلماء ومماراة السفهاء يجاري به العلماء او ليماري به السفهاء ولما ذكر الخصلتين ذكر السبب الباعث انه جار العلماء او مارى السفهاء من اجل ان يصرف وجوه الناس اليه ويروه في هذا الحال الذي يجاري فيه العلماء حتى يظن انه من العلماء وليس بعالم او انه عالم لكنه مفتون في علمه باشغال اخوانه من العلماء يجادلهم على سبيل الشك والمرية التشكيك باقوالهم وفي بعض الاحيان تجد من حصل العلم يجاري من كان مثله يريد ان يظهر انه اعلم منه او ان هذا لا يعلم ما خلقنا الله الى كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام من اجل ان نتعلم من العلماء فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وان نترفع عن مجادلة اهل الباطل الا بالحق كما قال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ما خلقنا الله لاضاعة الاوقات مجادلة العلماء تفضي اذا كانت من عالم لها امثلة كثيرة وكثيرا ما تقع المجادلة والشكوك بين العلماء على سبيل الحسد ولذلك الانسان ضعيف ان يرحمه الله برحمته والانسان على هلكة الا ان تداركه الله بلطفه يكون عالما فيحسد من كان من اقرانه ويضيع عمره او وقته في هذه الامور ولذلك من اعظم المصائب التي تكون في العلم ان تجد القوم ميناء ممن ينتسبون الى العلم لا شأن لهم الا الجدل ولذلك قال بعض الائمة رحمه الله اذا اراد الله بقوم هلاكا سلط عليهم الجدل وحرمهم العمل واذا اراد الله بقوم خيرا حرمهم الجدل ورزقهم العمل الجدل يشتت الناس ويجعلهم في بلبلة ولذلك مثلا كان العلماء اذا افتى عالم بالدليل وبين قوله بدليله في المسائل الفقهية الفرعية جاء احد يستفتيه جلس في مجلس فسأله احد الناس سؤالا وهو من اهل العلم وممن هو اهل للفتوى بمجرد ما ينتهي من من الجواب فإذا به يقولو لا يا شيخ هذا ما هو بصحيح في حديث كذا وكذا كان ينبغي ان يقول يا شيخ ما رأيك في قول الله عز وجل كذا ما رأيك في قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا بمعنى انه يصل الى مراده اذا كان الشيخ لا يعرف هذا الدليل فينظر ويتأمل ويرجع الى الحق ولكن ان يأتي مباشرة بهذه الطريقة هذا امر لا شك ان وراءه تشويشا على الناس وكذلك ايضا اضعافا لمكانة اهل العلم الناس تسأل من تثق به واذا سأل الانسان من يثق به فقد رضي به حجة بينه وبين الله بعد هذا اذا سألك اجب هو سأل هذا الشيخ ولذلك تجد ائمة علماء من اهل الفضل في زماننا مشائخنا الكبار من الافات انه تؤخذ فتاويهم ثم يأتي الانسان الذي لا ناقة له في العلم ولا جمل لكي يعقب على هذه الفتوى وانه ما استوعب هذا الكلام هناك فرق بين الجهل والتعالم الانسان الجاهل الذي يريد العلم يسأل ويقول اشكل علي هذا ان هذا الامر اريد له دليله او اعرف ما هو دليله اما ان يأتي ويقول هذا غير صحيح هذا لا يقبله العقل. هذا لا يقبله المنطق من قال ان الشريعة متوقفة على عقل او منطق ان هو الا وحي يوحى كل ما بني على نصوص الكتاب والسنة تسلم به وتقبله لماذا قال الله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. خذها قاعدة اذا رأيت رجلا من اهل الكتاب والسنة وسألته وذكر لك دليله وحجته فحينئذ انت على محجة وستلقى ربك بالذي تلقاه قلت امرتني ان اسأل العلم فسألتهم واجابوني اما اذا اصبح الامر هذا يرد وهذا يقول وهذا وتصبح المسألة شتاتا هذا هو الذي حذر منه الشرع الجدل العقيم الذي في غير موضعه لا يعني هذا انه لو ان انسانا رأى قولا مرجوحا فجاء شخص يبين له يبين له ما هو اقوى وما دليله اقوى وكان ذلك بطريقة صحيحة سليمة هذا ليس محل كلامنا كلامنا في التشويش على اهل العلم في فتاويهم وكذلك قضاؤهم لما يقظي القاظي ويأتي من يعقب هذه المناصب الفتوى والقضاء لها حرمة يأتي من يقول لك لا ما عندنا شيء اسمه قداسة قضاء وفتوى هذا عندك انت الذي تتكلم عن نفسك. اما ديننا وشريعتنا وهدي السلف الصالح رحمهم الله. وما سار عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اختلفوا في المسائل والنوازل وما سبب بعضهم بعضا ولا ثرب بعضهم بعضا. بل كان بعضهم يقول اذهب الى فلان فانه اعلم مني ما كان العلم على الجدل وتشتيت العامة وتفريق الامة هذه الافة سببها سوء النية ان ان يجاري العلماء والمجاراة على سبيل المريا والشك نسأل الله السلامة والعافية او ليمارس سفهاء الحالب للضرع تمرين يستخرج ما فيه تجد بعضهم يتعلم العلم من اجل ان يضيع وقته مع السفهاء ليجادلهم ولذلك ادركنا العلماء والاجلة رحمهم الاجلاء رحمهم الله لا يلتفتون الى من يتعالم ولا ولا يشتغلون به كل هذا صيانة لحرمة الدين. لان مثل هذا يظيع هيبة الدين ويظيع هيبة الكتاب والسنة. وان كان هيبة الكتاب والسنة لا يضرها لانها من الله والله يقول بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه. فاذا هو زاهق. هذه شهادة الله. كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع احد ان يقف في وجهها او يشكك فيها او يمتري فيها الا عادة شكه وعادت مريته عليه اما كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم محجة بيضاء ليلها كنهارها رزقنا الله واياكم التمسك بها والاهتداء بها قال عليه الصلاة والسلام ليصرف وجوه الناس اليه. يأتي في الفصل مع مدرسه وشيخه ولا شأن له الا ان يبحث عن شيء يناقش فيه الشيخ. يناقش يجادل ما عنده شيء غير هذا هذه المناقشة ان ينتبه الطلاب انه اذكاهم او ينتبه الشيخ انه انه اذكاهم وانه ليس بحاجة لعلم هذا الشيخ لانه درس على شيخ اخر كلها مفاسد وعقبات ومنغصات وكدر يشوب العلم ويشوب مجالس العلم يورث الشحناء والبغضاء في النفوس ولا تنازعوا فتفشلوا اصل خلاف والنزاع يفضي الى اجساد القلوب النبي صلى الله عليه وسلم بين ان هذا الذي فعله فعله ليصرف وجوه الناس اليه ومن هنا جاءت السمعة وجاء الرياء الرياء ان الناس تراه يصرف وجوه الناس اليه انه طالب العلم المميز وطالب العلم المبرز كل هذا لا يغني ولا يسمن لا يسمن ولا يغني من جوع ووبال على صاحبه. اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والادواء من جلس في مجالس العلم حرص على ان يسمع ما دام انه عند من يوثق بعلمه لا نتكلم على من هو جاهل وعلى من هو يخطئ نحن نتكلم على مجالس العلم اذا تكلم المعلم في المجالس العامة او خاصة فان الله رزقنا واكرمنا بهذه المجالس لنستمع ولذلك قال الله لنبيه موسى وانا اخترتك فاستمع لما يوحى فامر الله بالاستماع للوحي من فوق سبع سماوات وقال تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون وما بني على الكتاب والسنة له حرمة كاقوال العلم واستنباط اهل العلم الذي هو بطرق العلم المعتبرة كل هذا اخذ له حرمة وينبغي على طالب العلم ان يستمع اليه ولذلك قال بعض الاخيار يصف ابنه يا بني اذا جلست في مجالس العلم وكن احرص ما تكون منك على الاستماع منك على الكلام فان الله جعل لك اذنين وجعل لك لسانا واحدا جعل لك اذنين وجعل لك لسانا واحدا لكي يكون ما تستمعه وتعيه اكثر مما تتكلم به وهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمته العاقبة لكل من اساء النية فقال ادخله الله النار ادخله الله النار اللهم انا نعوذ بوجهك وباسمائك الحسنى وصفاتك العلى من النار. اللهم انا نعوذ بوجهك من النار. اللهم انا نعوذ بوجهك من النار ادخله الله النار وهذا يدل على ان هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب لان كبائر الذنوب اذا لم يتب العبد منها فان الله يدخله النار يعني اما ان يدخله النار بعدله يعذبه بعدله واما ان يعفو عنه بفضله وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة. في مرتكب الكبيرة انه لا يخلد في النار وليس بمنزلة بين المنزلتين وانما هو الى امر الله اما ان يعذبه فبعدله واما ان يعفو عنه فبفظله لا يسأل عما يفعل يحكم ولا معقب لحكمه سبحانه وتعالى وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب والتوبة من هذا الفعل من ابتلي بهذه الامور عليه ان يتوب الى ربه اولا بالاقلاع عن ذلك واذا جلس مجالس العلم يتمنى ان احدا لم يعلم به ولم يشعر به واعرف كثيرا ممن رزقهم الله التخفي والاستماع والانصات والادب اعرفهم من زملائنا وممن كانوا معنا حينما خرجوا للناس كيف نفع الله بهم جزاء وفاقا. من كان من طلبة العلم متأدبا وتاب الى الله من هذه الادران. واستقام لربه كما ينبغي فانه غدا سيرى ذلك في طلابه ويرى ذلك في الناس ان الله يضع له من المحبة والقبول بقدر ما كان منهم مشائخي ويزيده من فضله هذا جزاء وفاقا. والله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون فالتوبة ان يقلع عن هذا الذنب وان يعقد العزم ان لا يجلس في مجلس من مجالس العلم التي تحفها الملائكة وتغشاها السكينة الا وقد ارى الله ارى ربه وملائكته وصالحي عباده من العلماء وطلبة العلم ما يرضيه سبحانه يحرص على ذلك التوبة ان يقلع وان يحسن من بعد الاساءة ليصبح له اتم وافضل ما ينبغي ان يكون عليه طالب العلم واذا اردت ان ترى بعض الدلائل التي يمنحها الله لطالب العلم الموفق تجده في قرارة قلبه اذا جلس مع مشائخه وعلمائه يتمنى ان يعاشرهم وان يخالطهم وان يكون افضل طالب علم عندهم وذلك كله لا يكون الا بالخلق بفظل الله سبحانه ثم بالخلق الحسن ولذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقال وهو يدعوه في دعاء الاستفتاح اللهم اهدني لاحسن الاخلاق والاقوال والاعمال لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني شرها وسيئها لا يصرف عني شرها وسيئها الا انت. يتوب الى الله فيحسن من بعد اساءة ان يعقد العزم على الا يعود الى مثل هذه الافعال وان يوحد ربه في علم ان الذي يرفع قدره هو الله وان الذي يبارك له في علمه ويضع له القبول هو الله وليس مجادلته للعلماء ولا منافسته لاهل العلم فيصحح ما في بقلبه ان الله لا يغير ما بقوم حتى ايغيروا ما بانفسهم اللهم انا نسألك الصلاح والفلاح والربح والنجاح. خذ بنواصينا لما يرضيك عنا والله تعالى اعلم بارك الله فيكم فضيلة الشيخ لكم الأجر والمثوبة. يقول السائل عندي دين للناس ولا اقدر على السداد هل اذا مت يشملني الوعيد؟ اثابكم الله بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اخذ اموال الناس وهو يريد ادائها ادى الله عنه ومن اخذها وهو يريد اتلافها اتلفه الله وهذا الحديث متعلق بالديون فمن جاء الى اخيه المسلم وطلب منه قرضا او سلفة سلفا وفي نيته انه يرد هذا المال فان الله سبحانه وتعالى يوفقه في الحياة لانه نوى نية صالحة فلو انه توفي قال بعض العلماء في قوله من اخذ اموال الناس وهو يريد ادائها ادى الله عنه ان الله يوم القيامة يؤدي عنه ذلك المال لان نيته كانت صالحة. وعلم الله من قرارة قلبه انه يريد السداد وكانت ام المؤمنين ميمونة رضي الله عنها واقعة في الدين وعاتبوها وقالت لا اترك منذ ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اخذ اموال الناس وهو يريد واداءها ادى الله عنه. لكن هذا ليس كما يفهمه البعض انه يستدين ويستدين المراد ان الانسان مضطر الى الدين محتاج الى الدين ولذلك الدين لا يأخذه الانسان الا عند الحاجة ولما سئل ابراهيم ابراهيم رحمه الله كان في في هذا احد الصالحين ابن ادهم رحمه الله كان في سفينة واصابهم الموج وكادوا ان يغرقوا وتعرضوا لكرب عظيم. وصاحوا وماج بهم البحر حتى سكنت السفينة ثم قالوا يا ابراهيم وهو ساكن يذكر الله. قالوا يا ابراهيم المتر الى هذه الشدة الم ترى هذه المصيبة التي اصابتنا؟ قال رحمه الله انما الشدة الحاجة للناس انما الشدة الحاجة للناس ان يكون الانسان عنده ابناء وبنات وعنده عائلة ويحتاج لطعامهم فيستدين ان يكون عنده امر لازم لحاجته فيقترض. هذا هو الذي يقترض وفي نيته السداد اما شخص يأخذ اموال الناس ويقول انا ساسدد هذا الدين وهو ليس بحاجة لاخذ المال. او يأخذه في الكمالات او نحو ذلك فهذا سيحاسبه الله عز وجل لانه سيسأله عن ما له من اين اخذه؟ وفينا انفقه؟ فهذا سيسأل الله عنه. فلا يسأل الانسان الدين قدر المستطاع الا عند الحاجة. فاذا اخذه لحاجة ونيته صالحة فان الله يؤدي عنه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جيء برجل وعليه دين في اول الامر قال هل ترك دين؟ هل عليه دين؟ قالوا نعم. قال هل ترك وفاء؟ اي هل ترك مالا يسدد هذا الدين فان قالوا نعم صلى عليه صلى الله عليه وسلم وان قالوا لا قال صلوا على صاحبكم من باب الزجر فاتي رجل فقيل هل عليه دين؟ قالوا نعم يا رسول الله ديناران قال هل ترك وفاء؟ قالوا لا فامتنع قال عليه الصلاة والسلام صلوا على صاحبكم وقال ابو قتادة هما علي يا رسول الله انا اتحمل الدين فقام عليه الصلاة والسلام وصلى عليه قال فلم يزل يلقني ابو قتادة ويقول هل اديت عنه؟ فاقول لا بعد. هل اديت الصحابة كانوا فقراء وكانت امورهم صعبة فجلس الى ان يسر الله له السداد وسدد فقال له هل اديت عنه؟ قال نعم. قال الان بردت جلدته لقوله عليه الصلاة والسلام نفس المؤمن مرهونة بدينه. حتى يقضى عنه قيل انه يمنع من النعيم في قبره حتى مرهونة محبوسة حتى يؤدى عنه الدين. فالدين امره عظيم واما ما ذكرته انك اذا اردت السداد فان الله يعينك ويوفقك وما دام انك تقترض للحاجة فاستعن بالله والله يفرج كربك. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله