لبيان انه سبحانه يتجلى تجليا ظاهرا. فيرونه كما يرون الشمس والقمر. واما قول في الحديث لا تضامون فانه يروى بالتخفيف اي لا يلحقكم ضيم في رؤيته كما يلحق الناس عند السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث ثم نجيب على ما يفتح الله تعالى من الاسئلة سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف حفظه الله وقوله صلى الله عليه وسلم الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبص قبل وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. منزل التوراة والانجيل والقرآن. اعوذ بك من شر كل كل ذي شر انت اخذ بناصيته. اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس فليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر. الشاهد في هذا قوله انت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. فجمع الله تعالى هذين الوصفين الدالين على بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني الفقر رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحابه وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس. اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون الاصم ولا غائبا. انما تدعون سميعا بصيرا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. متفق عليه. في هذه الاحاديث اثبات معية الله لخلقه وفيها اثبات عظيم سعته سبحانه وفيها اثبات عظيم سعته سبحانه واحاطته بكل شيء فهو الاول الاخر. الظاهر الباطن. وفي اثبات قربه من عبده الداعي. ففي الحديث الاول اثبات معية الله تعالى لعباده وهذه هي المعية العامة. وفي الحديث الثاني اثبات قربه من عبده المصلي مع علوه سبحانه فان العبد اذا قام الى الصلاة فانه يستقبل ربه وهو فوقه فيدعوه من تلقائه الى من لا من يمينه ولا من شماله. ويدعوهم من العلو لا من السفل. فالحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلين. بل هذا الوصف يثبت مخلوقات فان الانسان لو انه يناجي فان الانسان لو انه يناجي السماء او يناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايضا قبل وجهه. وفي الحديث الثالث اثبات اوليته واخريته وظاهريته وباطنيته. فانه سبحانه قد سبق كل لا شيء باوليته. وبقي بعد كل شيء باخريته. وعلى على كل شيء بظهوره واحاط بكل شيء ببطونه. وقد تقدم الكلام على هذه الصفات. هذه الاحاديث الشريفة التي فيها الخبر عن بعض صفات الله عز وجل اولها في هذا السياق قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت وهذه المعنية هي معية العلم والاحاطة وسائر معاني الربوبية من القدرة والملك والتدبير والتصريف وكون الانسان يعلم ذلك ويستحضره مما يعينه على تحقيق مرضاة الله عز وجل. فيبلغ بذلك درجة احسان التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه راكب فهذا الحديث الذي رواه البيهقي من حديث عبادة بن الصامت يقول صلى الله عليه وسلم افضل الايمان يعني اعلاه ان تعلم ان الله معنا معاكم حيثما كنت وذلك يفضي الى تقواه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت الحديث الاخر فهو حديث حال المصلي وقد رواه البخاري ومسلم من حديث مالك عن نافع عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة وهذا يشمل كل صلاة لكن يقوم فيها الانسان سواء كانت فرضا او نفلا. فلا يبصم قبل وجهه اي لا يتفل بصاقا جهة وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه يعني يتفل عن يساره او تحت قدمه وهذا اذا لم يكن عن يساره احد وتحت قدمه اذا لم يكن في المسجد اما اذا كان في المسجد او عن يساره احد فانه يتفل في شيء من متاعه او حاجته يتقي بذلك اذى المساجد او اذى الخلق. وهذا الحديث فيه الخبر عن ان الله تعالى قبل وجه المصلي. وانه قريب من المصلي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما صحيح من حديث ابي هريرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فقرب الله تعالى من المصلي ومن الساجد ثابت في احاديث عديدة. والعبد يقف بين يدي الله في كل صلاة واذا استحضر هذا كان ذلك موجبا لتعظيم هذا الوقوف لانه في مناجاة ملك الملوك سبحانه وبحمده. اما وما في هذه وما في هذا الحديث والذي قبل من معية الله وقربه لا يتنافى مع علوه سبحانه وبحمده فهو العلي الاعلى وشأن الله سبحانه وبحمده فوق ان يحيط به العباد ادراكا. قال جل في علاه ولا يحيطون به علما. واما الحديث الثالث فهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وقد رواه الامام مسلم فيه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فارق الحب والنوى نزل التوراة والانجيل والفرقان. اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته من شر كل ذي شر يستعيذ بالله عز وجل من شر كل صاحب شر هو في ملك الله وقدرته لا يخرج عن ذلك احد من الخلق. انت الاول فليس فوق قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر احاطة الله جل وعلا وقربه من عباده سبحانه وبحمده من المصلي والذاكر والداعي كما دل عليه حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما رفعوا اصواتهم بالذكر ايها الناس ارفعوا على انفسكم اي ارفقوا بها. فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعون سميعا بصيرا اسمعوا قولكم ويرى ويبصر عملكم. ان الذي تدعون وهو الله جل في علاه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وهذا بيان عظيم القرب الحاصل للذاكر فان الله تعالى قريب منه. وهذا لا يتنافى مع ما تقدم من علوه جل في علاه فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء. ثم ختم المؤلف رحمه الله الله الاحاديث التي ساق في بيان ما جاء به النص من الخبر عن صفات الله عز وجل. من قول النبي صلى الله عليه وسلم بحديث جرير في اثبات الرؤيا وهذا كله على وجه التمثيل لما اراده رحمه الله من ذكر جريان جميع النصوص في الكتاب الكتاب والسنة فيما يتصل باسماء الله وصفاته على هذه القاعدة اثبات ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ومن غير تكييف ولا تمثيل. يقول رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل بها فافعلوا متفق عليه. في هذا الحديث اثبات رؤية الله تعالى يوم القيامة. وقد تواترت في الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند علماء الحديث وهذا الحديث متفق عليه من طرق كثيرة هو مستفيض بل متواتر عند اهل العلم بالحديث اتفقوا على صحته. وفي الحديث شبه رؤيته برؤية اظهر المرئيات اذا لم يكن ثم حجاب منفصل عن الرائي يحول بينه وبين المرء. وذلك رؤية الشيء الحسن كالهلال. وقيل لا تضامون بالتشديد. اي لا ينضم بعضكم الى بعض كما يتضام الناس عند رؤية الشيء الخفي كالهلال. فالمعنى لا يلحقكم طير ولا ضيم. وهذا كله وبيان لرؤيته في غاية التجلي والظهور بحيث لا يلحق الرائي طير ولا ضيم. كما يلحقه عند رؤية الشيء الخفي والبعيد والمحجوب ونحو ذلك. هذا كله تقرير لما تضمنه الحديث هذا الحديث الشريف فيه اثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل. وقد تقدم ذلك في ادلة القرآن قوله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وكقوله جل وعلا في نعيم يا اهل الجنة للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم اهل انهم سيرون الله عز وجل. كما ترون القمر ليلة البدر. التشبيه هنا للرؤية لا للمرء فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انما هو خبر عن انها رؤية حقيقية. ليس فيها ظيم ولا كدر يرى فيها المؤمنون الله عز عز وجل سبحانه وبحمده ويتنعمون بهذه الرؤيا. لا لا تضامون اي لا يلحقكم ضيف. وفي رواية لا تضامون اي لا ينضم بعضكم الى بعض لاجل رؤيا وذلك لظهوره. اذ ان الناس ينضم بعضهم الى بعض عندما يطلبون رؤية ما هو خفي والله جل وعلا يظهر لعباده المؤمنين ويرونه جل في علاه رؤية لا ضيم فيها ولا ثم ذكر العمل الموجب لهذه الرؤية هذه الرؤيا يفوز بها من حرص على صلاة قبل قبل طلوع الشمس من حرص على صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر وصلاة قبل غروبها وهي صلاة العصر وهما البردان اللذان قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة. بهذا يكون قد تمم ذكره المؤلف من الاحاديث وختم ذلك بالاشارة الى مقصودة من ايراد هذه الاحاديث في هذا الكتاب فيقول رحمه الله الى امثال هذه الاحاديث التي يخبرها وفيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به. فان اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكريف ومن غير تكييف ولا تمثيل. وقد تقدم تفصيل هذا وبيانه وجملة ذلك. ان مذهب اهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف. ان هذه الاحاديث تمر كما جاءت ويؤمن بها ويتصدق ويؤمن بها وتصدق وتصان عن تأويل يفضي الى تعطيل تكييف يفضي الى تمثيل. وقد اطلق غير واحد ممن حكى اجماع السلف منهم الخطابي مذهبا السلف مذهب السلف انها تجرى على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها وذلك ان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فرع على الكلام في الذات يحتذى حذوه ويتبع وفيه مثاله فاذا كان اثبات الذات اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية. وقالوا ايضا في احاديث الصفات تمر كما جاءت. ونهوا عن تأويل لا تنجهمية وردوها وابطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه. فتأويل هؤلاء المتأخرين عند الائمة تحريف باطل. وكذلك نص احمد في كتاب الرد على الزنادقة والجهلية مية انهم تمسكوا بمتشابه القرآن. وتكلم احمد على ذلك المتشابه. وبين معناه وتفسيره بما يخالف تأويل الجهمية وجرى في ذلك على سنن الائمة قبله. فهذا اتفاق من الائمة على انهم يعلمون معنى هذا المتشابه. وانه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الائمة من غير تحريف له عن مواضعه او الحاد في اسماء الله واياته يقول رحمه الله في هذه الخاتمة لنصوص النبوية التي ذكر فيها ما ذكر من اسماء الله تعالى وصفاته جليلة قال الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه ان يتكلم صلى الله عليه وسلم عما يتصف به ربه جل وعلا. فان اهل السنة والجماعة وهم اهل الصراط المستقيم الذين عملوا بالكتاب وفسروه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولازموا الجماعة فلم تخرج على الحق في قول او عمل يؤمنون بذلك اي يؤمنون بما دلت عليه تلك الاحاديث كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تنفيذ. فيؤمنون بكل ما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله على هذا النحو من العدل والقسط والسلامة من ضلالات الانحراف بالتعطيل او التمثيل. فقد من هذا من هذه البدع وذلك ان البدع في باب اسماء الله وصفاته نوعان معطلة وممثلة والنجاة في السلامة من هذين من هذين الانحرافين بلزوم الصراط المستقيم والاستقامة على ما عليه الكتاب والسنة وجرى عليه عمل الصحابة وتبعهم على ذلك اهل القرون المفضلة من التابعين وتابعي وجرى على ذلك من فتح الله قلبه ونور بصيرته واعانه على فهم كلام الله وكلام رسوله والسير على منهاج اولئك ممن تبعهم باحسان الى يومنا هذا فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا العلم به والبصيرة في دينه وان يجعلنا من العاملين بكتابه المعظمين لسنة رسوله الداعين الى الهدى المجانبين لكل طرائق الضلال والردى وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى في السر والعلن وان يثبت قلوبنا على الحق والهدى انه ولي كريم ذو فضل واحسان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد