بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. واله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام المصنف رحمه الله تعالى في باب الصفوف عن ابن عباس رضي الله عنه قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت عن يساره فاخذ برأسي فاقامني عن يمينه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين. اما بعد وقد ذكر الامام الحافظ رحمه الله حديث حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عنهما وارضاهما وقد اشتمل هذا الحديث على حكم مصافة الصبي ولذلك ناسب ان يعتني المصنف رحمه الله بايراده في باب الصفوف هذا الحديث الشريف قصة وقعت لهذا الصبي الصغير في سنه الكبير في قدره وفضله وعلو همته وشرفه القبس النبراس حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس خرج ذات ليلة من بيته لكي يحفظ لهذه الامة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم خرج في دياجير الظلمات وهو حدث صغير السن لم يخرج ليلهو مع اللاهين ولا ليعبث مع العابثين وانما لكي يحفظ سنة سيد الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين خرج رضي الله عنه وارضاه في هذه السن الصغيرة غلام حدث وهو يفكر ماذا يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليله وماذا يكون من شأنه حينما يكون مع اهله في قيامه بين يدي ربه خرج رضي الله عنه وارضاه وهو لا يدري انه سيحفظ لهذه الامة المرحومة سننا عظيمة واحكاما كثيرة اللهم اجزه عنا وعن نبينا وعن سنته. خير ما جزيت صحابيا عن صحبته ولا يستغرب منه رضي الله عنه وارضاه فقد صدق مع ربه وصدق الله معه ففتح عليه فتوح العارفين وجعله اماما من ائمة الدين واستجاب الله دعاء نبيه الامين. اللهم فقهه في الدين. وعلمه التأويل هذا الحديث الشريف حديث عظيم حتى ان المسائل التي فيه وما اشتمل عليه من الاحكام والاداب والفظائل قد تصل الى اكثر من ستين مسألة كلها جمعها وجمعتها هذه الساعات القليلة التي بات فيها حبر الامة رضي الله عنه وارضاه سهرانا يراقب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انه في تلك الليلة لم ينم بل بات سهرانا وهذا ما تدل عليه بعض الروايات الصحيحة عنه رضي الله عنه وارضاه لانه يريد ان يعرف ما الذي يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه وفي هذا دليل على شرف هذه الامة من اختار الله لها اصحابا حفظوا سنة نبيها صلوات الله وسلامه عليه سننا لم يحفظها الكبار بل حتى الصغار لنعلم ان هذا الدين محفوظ. وان الله تولاه واصطفى واجتبى له من يحفظه. ومن يقوم ومن يرعاه حق رعايته ولذلك لما كان عبد الله رضي الله عنه وارضاه صادقا مع ربه في طلبه للعلم وعلمه بالسنة حفظ هذه السنن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رآه ثم لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ازدادت همته ولم تنقطع بل انه رضي الله عنه وارضاه لزم زيد بن ثابت ولازمه ملازمة شديدة حتى انه كان ينام على باب زيد رضي الله عنهما وارضاهما فاذا خرج زيد وجده نائما على الباب وقال ما هذا يا ابن عباس فاذا ركب ابن زيد دابته اخذ رضي الله عنه وارضاه بخطام الدابة وقادها وقال هكذا امرنا ان نصنع بعلمائنا ثم لما قبض زيد ووري الثرى بكى الصحابة رضوان الله عليهم وبكى ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه وقال كلمته المشهورة لقد دفن الناس اليوم علما كثيرا ولكن لعل الله ان يجعل لنا في ابن عباس منه خلفا وصدقت فراسته فهذه الهمة التي عاش بها بها هذا الصحابي الجليل يوم خرج من بيته ليحفظ سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه كافأه الله عليها باحسن المكافأة وكان ايمانا اماما من ائمة الدين وعلما من اعلام المسلمين يصدر الناس عن علمه وعن فتواه ونفع الله به امما. فاللهم اجزه عنا وعن امة محمد صلى الله عليه وسلم. وعن نبيها خير ما جزيت صحابيا عن صحبته يقول رضي الله عنه بت عند خالتي ميمونة البيات يكون بالليل وسواء كان الانسان يقظا او نائما يقال بات ويشمل كلتا الحالتين هذا في لسان العرب ولذلك يقال بات يرعى النجوم المراد مرور الزمان عليه ومن هنا تستنبط فائدة حتى قال بعض العلماء في المبيت ليالي منن انه لو جلس في منى حتى استغرق الليل او اكثر الليل على الخلاف المعروف حتى ولو وكان سهرانا فانه يجزيه ويصدق عليه انه قد بات يقول بت عند خالتي ميمونة. جاء في الرواية انه خرج من بيته الى بيت خالته ام المؤمنين ميمونة رضي الله عنها وارضاها وفي هذا دليل على جواز خروج الغلام بالليل وقد جاء في السنة ما يحذر من ترك الصبيان عند اقبال الليل انها ساعة تنتشر فيها الشياطين كما في الصحيح من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما فساعة انتشار الشياطين تكون في اول الليل ثم اذا مضت فان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يكف الصبيان فيها فاذا انقضت وانتهت فانه لا بأس ولا حرج حينئذ في خروجهم وكان خروجه بعد العشاء فاخذ منه العلماء جواز خروج الغلمان من مصالح في الليل وثانيا مشروعية الخروج لطلب العلم في الليل ولذلك ترجم الامام البخاري رحمه الله في صحيحه لهذا الحديث بباب السمر في العلم اي السهر في طلب العلم لان ابن عباس رضي الله عنهما لم ينم تلك الليلة وخرج رضي الله عنه وارضاه من بيته الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم حجرة ميمونة وفيه دليل على مشروعية زيارة القريب في الليل فهو قاصد للسنة وقاصد لخالته رضي الله عنه عنها وارضاها رضي الله عنه وعنها وميمونة بنت الحارث الهلالية هي اخت ام الفضل لبابة امي عبد الله ابن عباس زوجي العباس ابن عبد المطلب رضي الله عن الجميع وهي اختها الشقيقة وقوله بت عند خالتي الخالة هي كل انثى شاركت الام في احد ابويها او فيهما معا فكل امرأة شاركت الام في احد اصلها ان تكون شراكة الام في امها فتكون خالة للام او شاركت الام في ابيها فتكون خالة لاب او فيهما معا فتكون خالة شقيقة ولابن عباس رضي الله عنهما الخالة الشقيقة ميمونة والخالة لام وهي اسماء بنت عميس رضي الله عنها وارضاها زوج الصديق رضي الله عنه وارضاه واختها سلمى واختها اسماء كلهن خالات لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما لام خرج رضي الله عنه وارضاه ودخل على خالته قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه الصلاة والسلام ووجده اقره على تركه لبيت اهله وجلوسه في بيت خالته دل على جواز زيارة الاقارب والجلوس في بيوت الاقارب بعد العشاء. وانه لا ينكر اذا كان على السنن ثم ان عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما شرح في الرواية الاخرى هذه البيتوتة فقال رضي الله عنه بت في عرظ الوسادة وبات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه في طول الوسادة وهذا يدل على كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى لطفه في معاملة الصبيان والغلمان. لم يتضجر ولم يتملل صلوات الله وسلامه عليه مع انها ليلة ميمونة رضي الله عنها وارضاها. بل انه قبل ذلك ورضي به ولعله عليه الصلاة السلام استشف من ابن عباس انه يريد خيرا وفي هذا دليل على جواز ان ينام مع الرجل اذا نام مع اهله اذا كان في عرظ الوسادة قال بعض العلماء قد يكون ابن عباس رضي الله عنهما اخبر خالته انه يريد ان ينام ليلة لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم يريدها مثل ان يكون عندها العذر ونحو ذلك فينام معهم معها لكي يرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يحتمل انه علم بذلك او يكون لم يعلم بذلك. فجاء لهذا الامر وهو العلم فالنبي صلى الله عليه لم اقره على ذلك واعانه عليه قال رضي الله عنه انه بات في عرظ الوسادة فنام عليه الصلاة والسلام في بعض الروايات انه صلى في اول الليل ثم نام ثم قام عليه الصلاة والسلام ففي هذا نوعان من قيام الليل. النوع الاول ان يصلي يقوم في اول الليل ثم ينام. والنوع الثاني ان ينام ثم يصلي بعد قيامه النوع الثاني افضل من الاول من وجوه اولا انه هو التهجد لانه يكون عند الهجود والنوم واما اول الليل فلم يهجد الناس بعد. وليس كل الناس نائم ثانيا انه اعظم مشقة لان الانسان يكون قد اصاب لذة النوم ثم يترك ذلك لوجه الله ومحبة في مناجاة الله سبحانه وتعالى فيكون اعظم. ولذلك قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع. فهم قد ناموا ارتاحوا واستجموا فلما ذاقوا لذة النوم والكرا قاموا لمناجاة الله جل وعلا فهذا افضل واعظم اجرا وثالثا انه هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي استقر عليه في اخر حياته. وهو انه عليه الصلاة والسلام انتهى وتره الى السحر كما في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها من الليل قد اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانتهى وتره الى السحر. بمعنى انه قال قام اول الليل واوتر ثم قام نصف الليل واوتر ثم قام اخر الليل واوتر وانتهى وتره الى السحر اي انه كان اخر هديه عليه الصلاة اخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة الليل الى اخر الليل قال رضي الله عنه وارضاه فمام النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وفي بعض الروايات انه غط عليه الصلاة والسلام والغطيط هو صوت نفس نائم قد يطلق على غير الانسان كالحيوان يقال غطيط الناقة وغطيط البكر يغط غطيط البكر شد خناقه عليه ليقتلني والمرء ليس بقتالي. قال فلما كان هوي من الليل اختلفت الروايات بعضها انه قام بعد ثلث الليل. اي بعد ان ذهب الثلث الاول من الليل وفي بعضها انه قام بعد شطر الليل قريبا من شطر الليل. وفي بعضها بالشك حتى اذا كان ثلث الليل او وقريبا من نصف الليل قام وهذا لا شك انه وقت طويل للعبادة والتهجد وهو يدل على ما كان عليه عليه الصلاة والسلام من هذه العبادة وهي قيام الليل فكان حظه منها من اكثر الحظوظ واعظمها ولا شك انها من افضل العبادات واحبها الى الله عز ولذلك لو لم يكن فيها الا مناجاة الحي القيوم وقد هدأت العيون الجفون واقبل العبد على ربه بقلبه وقال به لا شك انها من اجل العبادات لانها الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولذلك ذكر بعض العلماء من فوائد هذا الحديث فظيلة قيام الليل لانه كونه عليه الصلاة سلام يأخذ هذا الجزء الكبير من الليل من من اجل ان يناجي ربه حتى تورمت قدماه بابي وامه صلوات الله والسلام عليكم. وهذا كله مع ما فيه من الشغل والمشاغل. وما فيه من الجهاد وما فيه من الدعوة. وما فيه من نشر الخير صلوات الله وسلامه عليه. فمن جد وصدق في عبوديته لربه فانه لا يتعذر بالاعذار انما ينشط في هذه العبادة العظيمة التي لا تزيده الا قوة. اذا اشتكى الظعف وهي صحة الابدان كما في الحديث عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين من قبلكم. نسأل الله ان يجعل لنا ولكم منه اوفر الحظ قال رضي الله عنه وارضاه في الرواية المفصلة لبيتوتة النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم اي من نومه ومسح النوم من عينيه اي بيديه صلوات الله وسلامه عليه ثم قرأ الايات من اخر سورة ال عمران. ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين فقرأهن حتى اتمهن ثم قال عليه الصلاة والسلام ويل لمن قرأهن ولم تعظ بهن ويل لمن قرأهن ولم يتعظ بهن. ويل لمن قرأهن ولم يتعظ بهن لانها تدل على عظمة الله جل جلاله. في خلقه وفي ربوبيته وفي عظمته. فمن لم يتعظ بها فهو على هلك قال رضي الله عنه وارضاه ثم قام الى شن وهي القربة فتوضأ في بعض الروايات وضوءا خفيفا. وفي بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته حاجته ايقظا حاجته قبل ان يتوضأ والفرق بين الروايتين انه على الرواية التي فيها انه قضى عليه الصلاة والسلام حاجته تختلف عن الرواية التي فيها انه قام مباشرة صلوات الله وسلامه عليه لان الرواية التي فيها قضى حاجته صلوات الله وسلامه عليه يكون الوضوء بعد ذلك لوجود قضاء الحاجة واما على الرواية انه لم يقضي حاجته وانه قام مباشرة وتوضأ يكون فيها دليل على ان النوم ينقض الوضوء. لانه عليه ان كان عليه الصلاة والسلام تنام عيناه ولا ينام قلبه صلوات الله وسلامه عليه. ثم في كونه عليه الصلاة والسلام اقرأوا الايات ثم وهو بعد استيقاظه من النوم اخذ منه بعض العلماء دليلا على انه يجوز للمحدث حدثا ان يقرأ القرآن وانه لا يشترط لذلك ولا يجب عليه ان يتوضأ. فيجوز له ان يقرأ القرآن ولو كان محدثا حدثا اصغر وانما يمنع من قراءة القرآن في حال ما اذا كان محدثا حدثا اكبر وقام صلى الله عليه وسلم الى شن وهي القربة المعلقة كانت معلقة قال فافرغ منها فتوضأ وضوءا كن خفيفا صلوات الله وسلامه عليه. ثم قام يصلي ففي بعض الروايات ان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما تمغط اي كأنه كان نائما وهو لم ينم رضي الله عنه فاظهر انه كان نائما يريد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف ابن عباس بجواره سار يمسك ويفتل اذنه حتى لا ولا شك ان هذا ان دل على شيء فيدل على ان هذا الغلام كان على قدر من الذكاء والادب والحشمة وليس هذا بغريب بيض الوجوه كريمة احسابهم. شم الانوف من الطراز الاول. فهذا بيت النبوة وال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والشيء من معدنه لا يستغرب. فكان من اذكى الناس واكثرهم حشمة رضي الله عنه وارضاه. فكيف مع عامة الناس فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقمت فصنعت مثل ما صنع. اي قمت الى القربة فافرغت منها وتوضأت وفيه دليل على جواز استعمال مال الغير دون اذنه اذا علم الانسان ان هذا بطيء لا لا يمنع منه وانه يطيب به خاطره. فتوضأ رضي الله عنه وارضاه. قال فقمت عن يساره قال رضي الله تعالى عنه قال رضي الله تعالى عنه فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت عن يساره فاخذ برأسي فاقامني عن يمينه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل صلاة الليل في حق النبي صلى الله عليه وسلم للعلماء فيها قول القول الاول انها كانت واجبة عليه وعلى الامة. ثم نسخ وجوبها على الجميع. فهو يقول يوم القيامة تطوع وليس بقيام فريضة والقول الثاني ان قيام الليل بقي في حقه واجبا وفي حق الامة مسنونا مستحبا الاول اقوى. وكان قيام الليل واجبا في اول الامر. لقوله تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلة فقام عليه الصلاة والسلام ويقال قيام الليل لعدة اسباب اولا ان الصلاة الاصل فيها القيام ثانيا ان الشيء يسمى ببعضه فتقول سجدة الضحى وركعة الضحى وتقول قيام الليل هذا من باب تسمية الشيء ببعضه. لكن القيام وهي الامر الثالث القيام هو افضل شيء في الصلاة. ولذلك في قيام الليل الافضل طول القيام. كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن افضل الصلاة في الليل فقال عليه الصلاة والسلام طول اي طول القيام. ومن اسماء القنوت ومعانيه القيام. يقال قيام الليل لانه يشتمل على تلاوة القرآن فالقيام هو افضل شيء في الصلاة لاشتماله على تلاوة القرآن وحاله حال كمال في استقبال القبلة. لانه يكون القائم مستقبلا للقبلة بكليته. فهو توجه كامل لله فيه كونه من جهة الفعل ووجود القراءة فيه من جهة القول. فهو افضل الصلاة ولذلك اذا صلى الرجل بالليل فالافضل ان يطيل القيام. وهي مسألة خلافية قال بعض العلماء الافضل ان يكثر من السجود وان يقلل من القيام لقوله عليه الصلاة والسلام اعني على نفسك بكثرة السجود. حينما سأله المرافقة في الجنة حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه وارضاه. قال سلني حاجتك قال اسألك مرافقتك في الجنة قال اعني على نفسك بكثرة السجود. فقالوا الافضل ان يستكثر من عدد ركعات وقال طائفة من العلماء الافضل ان يطيل في القراءة ولو قل عدد الركعات وهذا هو الاقوى لورود السنة القولية والفعلية. اما القولية فصريح قوله عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن افضل الصلاة قال طول القنوت. واما الفعلية فلان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالليل احدى عشرة ركعة صلوات الله وسلامه عليه. وقام حتى تورمت قدماه. فعدد السجود السجدات قليل ولكن القيام طويل. وهذا يدل على ان القيام افضل من السجود. وهو ارجح القولين في نظري والعلم عند الله عز وجل. فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل. فلو ان الانسان كان مريضا او كبيرا في السن فصلى بالليل جالسا فانه قيام. يقال له هذا قيام الليل ولا يمتنع من وصفه شرعا بكونه قياما لليل. ولذلك لما كبر عليه الصلاة والسلام واخذه نحن في اخر عمره بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وشق عليه القيام كان يقرأ وهو يصلي وهو وجالس حتى اذا بقي قدر مئة ركعة مئة اية قام صلى الله عليه وسلم وقرأها وهو قائم ثم ركع فلا يمتنع ان يكون قياما ولو كان الانسان يصلي جالسا. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت عن يساره وقمت عن يساره هذا موضع الشاهد فيه مسائل المسألة الاولى ان الجماعة تنعقد بواحد مع الامام ولذلك ترجم الامام البخاري رحمه الله في صحيحه باب الرجل مع الرجل جماعة. فاذا كان المصلي مع المصلي تنعقد بهما الجماعة. وهذا اقل ما تنعقد به الجماعة. ان يكون الرجل مع الرجل اي ان باب الاثنان جماعة. قال رحمه الله باب الاثنان جماعة واستدل بهذا استدل لهذه المسألة بهذا الحديث واستدل بقوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح اذا الصلاة فاذنا وليؤمكما اكبركما. فاجتمعت دلالة القول والفعل على ان الاثنين النبي صلى الله عليه وسلم عقد الجماعة بعبد الله ابن عباس معه فدل على ان الاثنين جماعة كما ترجم له الامام البخاري رحمه الله في صحيحه. الرجل مع الرجل او الرجل مع المرأة او الرجل مع الصبي كما في حديثنا ثانيا ان الجماعة تنعقد بالصبي. ومن كان دون البلوغ اذا كان مميزا. يميز الصلاة فالصبي المميز صلاته صحيحة والمميز هو الذي قيل في ضابط المميز هو الذي يفهم الخطاب ويحسن الجواب ولو كان دون سبع سنين هذا مميز لانه يميز الكلام والاقوال ويميز الافعال وقيل المميز هو الذي بلغ سبعة سنين بقوله عليه الصلاة والسلام مروا اولادكم بالصلاة لسبع وايا ما كان فحديثنا يدل على ان جماعة تنعقد بالصبي المميز قال رضي الله عنه قمت عن يساره وهو ضد اليمين الجهة جهة الشمال وهي جهة اليسار قمت عن عن يساره فاخذ برأسي فاقامني عن يمينه. فاخذ برأسي فاقامني عن يميني هذه حركة ووقعت هذه الحركة اثناء الصلاة ولكنها لمصلحة الصلاة والحركة لمصلحة الصلاة جائزة لانها ثبتت بها السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كما في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه لحديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه في قصة منبر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فكبر. اي صلى وهو قائم على المنبر. ثم قرأ ثم ركعة ثم رفع. فلما اراد ان يسجد نزل القهقرة وسجد في اصل المنبر. فهذه حركة لمصلحة الصلاة والحركة في مصلحة الصلاة اذا كانت من المصلي لا تخلو اما ان تكون لمصلحته او او لمصلحة الغير مع مصلحته. وهنا كانت لمصلحة الغير وهو عبد الله بن عباس مع مصلحته. لان الجماعة تنعقد بالاثم اثنين معا فهنا مصلحة مشتركة ومنها الحركة في رقيه للمنبر صعوده للمنبر ونزوله من المنبر لانه اراد ان يتعلم الناس كيف تؤدى الصلاة كما ولذلك قال في اخر الحديث انما صنعت هذا تأتموا بي ولتعلموا صلاتكم. فهنا فعل فعلا لمصلحة الغير. فهذا من الفقه الذي يراد به مصلحة الغير. وقد يكون لمصلحة الغير منفصلا عن العبادة. اه متصلا بالعبادة. مثل فتحه للباب صلوات الله وسلامه عليه. فانه كان يصلي فلما استأذن عليه مضى وفتح الباب مشى صلوات الله وسلامه عليه فتح الباب هذا لمصلحة الغير. لكنه متصلا به لانه اذا صلى واصبح القارع يقرع شوش عليه في صلاته هكذا في معنى هذا حمله لامامة ووضعه لها فانه في هذه الحالة اذا حملت الام صبيها تدرأ مفسدة التشويش عليها اثناء الصلاة. فاغتفرت هذه الحركة لدفع ما هو اعظم مما يتعلق بروح الصلاة وهو خشوعه هذه كلها حركات لمصلحة الصلاة. فاخذ برأسه صلوات الله وسلامه عليه نعم. فاقامني عن يمينه اقامني عن يمينه اخذ برأسي اي من وراء ظهره صلوات الله وسلامه عليه واقامه عن يمينه وهذا فيه مسائل المسألة الاولى وهي التي قصدها المصنف ان موقف الواحد مع الامام عن يمينه ولا يقف عن لان النبي صلى الله عليه وسلم حرك ابن عباس عن الموقف في اليسار واقامه في اليمين فدل على ان الواحد يقف عن يمين الامام لا عن يساره وفي هذا المعنى احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ادار ابن ابن عباس الى جهة اليمين. فانه اداره من خلفه. فدل على ان المأموم لا يتقدم عن امامه. لانه كان بالامكان ان يديره من امامه. لكنه اداره من خلف حتى لا يتقدم عن الامام. لان اصل الامام هو الذي يؤتم به. كما في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الامام ليؤتم به. فاذا تقدم المأموم عن الامام لم يكن به وقد تخفى عليه افعال الصلاة. ولذلك اداره النبي صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره ثانيا ثالثا يرد السؤال اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ادار ابن عباس من جهة اليسار الى اليمين فهل هذا لكون الوقوف عن اليسار خلاف الافضل ام انه لكونه مؤثرا في الصلاة هما قولان لاهل العلم فجمهور العلماء رحمهم الله على انه لو صلى المنفرد عن يسار الامام صحة صلاته ولكنها مكروهة وهي خلاف الاولى وهو احدى الروايتين عن الامام احمد رحمه الله لكنها غير المشهورة. والقول الثاني انه اذا صلى عن يسار الامام ركعة تامة بطلت صلاته وهذا هو مذهب الامام احمد في المشهور. واستدل رحمه الله كلاهما يستدل بهذا الحديث. الجمهور يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قام جاء ابن عباس رضي الله عنهما وكبر تكبيرة الاحرام عن يساره وتكبيرة الاحرام تنعقد بها الصلاة فلو كان الموقف عن اليسار يبطل الصلاة لحكم النبي صلى الله عليه وسلم ببطلان صلاة ابن عباس ولامره ونبهه على ان تكبيرة الاحرام كونه عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك دل على ان الوقوف عن يسار الامام خلاف الافضل وانه لا يوجب بطلان الصلاة القول الثاني يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ادار ابن عباس اداره لان الموقف لا تصح الصلاة فيه. اذا كان منفردا مع امامه لا يصح ان يصلي عن يساره وكونه لم يأمره باعادة تكبيرة الاحرام قالوا لان المذهب لاننا نقول بطلان صلاته اذا ركع اما اذا لم يركع وكبر تكبيرة الاحرام ثم استدار عن اليمين او نبهه او وجد المكان عن يمينه فاستدار فصلاته صحيحة. كالمنفرد خلف الصف. المنفرد خلف الصف لا تصح صلاته قالوا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لوابسطة ابن معبد رضي الله عنه استقبل الصلاة فانه لا صلاة لمنفرد خلف ولما جاء ابو بكر رضي الله عنه مسبوقا كبر تكبيرة الاحرام دون الصف. لكنه لم يستتم الركعة كلها دون الصف. فدخل في الصف صحت صلاته. قالوا كذا هنا لما كبر تكبيرة الاحرام ثم استدار الى الموقف المعتبر وركع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف المعتبر لم يحكم ببطلان صلاته. والحقيقة الوقوف عن يسار الامام في النفس منه شيء وارى ان الانسان اذا لم اذا صلى عن يسار الامام ان يعيد صلاته احتياطا. لان الاصل في الموقف يكون عن يمين الامام في المنفرد. هو الذي ثبتت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتت به الاحاديث. ولا يقوى ما ذكر لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك ابن عباس رضي الله عنهما حتى اتم الركعة كاملة لكي يصح الاستدلال به صحة الصلاة عن يسار الامام. اما لو ازدحم المكان وكثر المصلون فاصبح صفا في الصف اخف من المنفرد بقول طائفة من العلماء رحمهم الله لكن العبرة في كونه منفردا ويصلي عن يسار الامام الامر فيه اشد. قال رضي الله عنه فاخذ برأسي فقامني عن يمينه فاقامني عن يميني في في الرواية ان ابن عباس رضي الله عنهما من شدة الاعياء والسهر كان يسقط رأسه رضي الله عنه اربعة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسك باذنه ويحركها صلوات الله وسلامه عليه خفيفا حتى النوم عنه رضي الله عنه وارضاه وفيه دليل على ان الحركة اليسيرة لا توجب الحكم ببطلان الصلاة وفي في كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وملاطفته لصغار السن وفيه دليل على شرف هذه الامة ان الله اختار الصحابة وهنا ننبه على مسألة مهمة وهي اننا حينما نذكر فضل هؤلاء الصحابة وما كانوا عليه وهم خليقون بذلك انما نقرر ما يقرره اهل السنة والجماعة. فامر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي على كل مسلم مع اهله وولده وقرابته واخوانه ومع المسلمين عامة ان يكون حديثه عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان يذكر مآثرهم وفضائلهم. كما كان سلف الامة رحمهم الله على ذلك هذا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتني بهم هذه العناية حتى ان اهل السنة والجماعة رحمهم الله وجزاهم عن الامة خيرا ذكروا من عقيدة اهل السنة والجماعة حب الصحابة لماذا؟ لان بغظ الصحابة والعياذ بالله والطعن في الصحابة والتشكيك في الصحابة وسلبهم وسبهم واعوذ بالله تكفيرهم. هذا هدم للدين لانهم هم الذين حفظوا الدين. وهم الذين حافظوا عليه وهم الذين اؤتمنوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وما جاء من الوحي فاذا طعن فيهم فانه طعن في الدين. ولذلك جعل من العقيدة واصبح امرا من العقيدة. ولا استقيموا لمؤمن يؤمن بالله واليوم الاخر ان يقول انا معاوية لا احبه ولا ابغضه. بالنسبة لمن جاء من بعده واما ما شجر بين الصحابة فيمسك عنه لانه كيف لا يحب الانسان من اصطفاه الله واجتباه بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. فهناك اصل اصيل في الصحابة حق مستحق لهم وهو حبهم واجلالهم. واما ما وقع بينهم فامرنا بالامساك عنه. لان هذا في فيما شجر بينهم لسنا مسؤولا عنه امام الله عز وجل. فنعطيهم حقهم من الحب والترضي والثقة فيهم واحسان الظن بهم رظي الله عنهم وارضاهم. نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله. ان يجزيهم خير الجزاء. وان يجمعنا بهم في مرافقة الانبياء انه ولي ذلك ان ربي لسميع الدعاء. نعم