اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا مرحبا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا اجمعين. اما بعد فمع الحلقة السابعة عشر من قصة التتار في الحلقة الماضية رأينا القلاقل الشديدة والفتن الكثيرة التي حدثت في مصر والتي آآ في النهاية وصل الامر الى ان تولى سلطان مصر في ذلك الوقت طفل هو ابن الملك المعز عز الدين ايبك وكان الطفل ده اسمه نور الدين علي لكن الذي كان يحكم مصر حقيقة من وراء هذا الطفل هو الوصية على هذا الطفل وهو سيف الدين قطز اكبر المماليك المعزية او اكبرهم قدرا ومقاما وقوة ومهابة فهو الذي كان يرأس المماليك المعزية مع انه كان صغيرا جدا في السن لم يكن يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره رحمه الله. طبعا شخصية من اروع واعظم الشخصيات الاسلامية نشأ على الدين وعلى الفقه وعلى اداب الشريعة ونشأ على الفروسية والقتال ووضع الخطط والادارة والقيادة انسان فعلا كان متكامل وكان اه متوازن وكان من الشخصيات التي يعني يندر ان يوجد مثلها في التاريخ قطز اه يعني ظل يعني وصيا على نور الدين علي فترة من الزمان بدأ الوصاية هذه في شهر ذي القعدة من سنة اه ستمية خمسة وخمسين من الهجرة واستمرت هذه الوصاية لمدة سنتين كاملتين لحد ستمية سبعة وخمسين من الهجرة في ذي القعدة ايضا في خلال هاتين السنتين طبعا طمع الامراء الايوبيون في الشام في مصر لانها اصبحت الان في بلد آآ فيه نوع من القلاقل الشديدة وبالذات انها اصبحت ده حكم طفل من الاطفال فاسرع اليها آآ مرة والثانية آآ المغيث آآ فتح الدين عمر الذي كان آآ اميرا على الكرك اللي هي في منطقة الاردن حاول غزو مصر مرة والثانية ولكن صده قطز باقتدار في المرتين وانتصر عليه انتصارا مبهرا. وبذلك ثبت اقدامه في المنطقة لكن نخلي بالنا ان الاحداث في سنة ستمية ستة وخمسين وفي سنة ستمية سبعة وخمسين كانت متسرعة بشكل مفجع للمسلمين جميعا خلي بالك قطز اصبح وصيا على نور الدين علي. الطفل في سنة ستمية خمسة وخمسين في اواخرها. ستمية ستة وخمسين ايه اللي حصل؟ سقطت بغداد لو تذكرون. في سفر سنة ستمية ستة وخمسين ثم بعد ذلك تم اجتياح كل الشام كما نعلم في سنة ستمية سبعة وخمسين. ثم سقطت امارة ميافرقين وسقطت حلب وسقطت دمشق وسقطت فلسطين يعني كانت الخطوات متسارعة جدا. في هذه الظروف يا اخواني وجد قطز رحمه الله ان وجود احد المماليك في حجم السلطان نورالدين علي خمستاشر او سبعتاشر سنة هذا سيطمع اعداء المسلمين في هذه البلد العظيمة والقوة الوحيدة المتبقية في عالم الاسلام وهي مصر بقى عندنا كانت مشاكل التتار وعندنا ما تنسوش مشاكل الصليبيين اللي اتهزموا في موقعة آآ المنصورة وموقعة آآ فارسكور واطلق سراح الملك لويس التاسع ولكنه ما زال يدبر ويحاول ان يغزو مصر مرة ثانية مع انه عقد هدنة مع المصريين وقت ان اطلقوه الا يقاتل المصريين مدة عشر سنوات كاملة لكن خلف الوعد كما يذكر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم اوى كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم. يبقى تهديد من التتر تهديد من الصليبيين. تهديد من الامراء الايوبيين الخونة الذين يحكمون الشام والاردن في ذلك الوقت تهديد من كل مكان وقلاقل في داخل مصر ذاتها والصراع بين المماليك البحرية والمماليك المعزة وهروب رؤوس المماليك البحرية الى كل مكان. كل هذه الاوضاع جعلت قطز يقتنع اقتناعا تاما ان وجود هذا الطفل سيزيد من المشاكل والقلاقل والمؤامرات. لذلك قرر ان يعزل هذا الطفل نور الدين علي ويضع نفسه فوق كرسي الحكم ليتولى حكم مصر بدءا من اربعة وعشرين ذي القعدة سنة ستمية سبعة وخمسين من الهجرة طبعا قطز لما عمل هذا الامر احنا نتخيل وضع مصر في ذلك الوقت شكله ايه؟ الوضع الحقيقة في غاية الاسى الوضع كان مختل اختلال شديد نتيجة اضطرابات السابقة الكثيرة. الوضع السياسي في داخل في داخل البلد كان ممزق. والوضع السياسي خارج البلد ايضا ممزق علاقات مصر بالدول المحيطة كانت علاقات ممزقة لا في علاقات مع الغرب الافريقي ابتداء من ليبيا لحد آآ تونس والجزائر والمغرب ما فيش علاقات مع النوبة ما فيش علاقات مع منطقة الحجاز والعلاقات متوترة جدا جدا مع منطقة الشام. بالاضافة للاعداء الكثر كما ذكرنا فالوضع الذي استلم فيه الامر والوضع السياسي وضع في منتهى الحرج الوضع الاقتصادي ايضا وضع شديد الحرج. لان البلاد نتيجة هذه القلاقل المستمرة ونتيجة التصارع على الحكم في السنوات الماضية. دخلت البلاد في ازمة اقتصادية شديدة وخف المال كثيرا او قل المال كثيرا في بيت المال في مصر يبقى الوضع السياسي صعب الوضع العسكري صعب الوضع الوحدوي مع بلاد العالم الاسلامي المختلفة صعب الوضع الاقتصادي كمان صعب فبيعمل ايه قطز مع هزه الاوضاع المتردية التي وصلت اليها مصر بدأ رحمه الله يعد العدة لغزو او حرب التتار كيف تحارب دولة بحجم مصر صغيرة جدا جدا بالقياس الى حجم دولة التتار هذا ما نعرفه من اعداد قطز رحمه الله للمصريين او للمسلمين لحرب التتار. خلي بالك التتار دولة بتحكم من كوريا شرقا الى بولندا غربا يعني اكتر من نص مساحة العالم ووصلت الى غزة وقطز رحمه الله يحاول ان يجابه هذه القوة الهائلة الضخمة اللي مصر ما تمسلش واحد عالمية من حجم هذه الدولة الهائلة. تعالوا كده نشوف قطز عمل ايه قطز اول حاجة قال لازم ارتب البيت الداخلي بتاعي. اللي هو مصر لابد ان احافظ على الاستقرار في داخل هذا البلد الامين كيف يبدأ هذا الاستقرار؟ يبدأ هذا الاستقرار بقطع اطماع الطامعين في الكرسي الناس كلها بتتخانق دلوقتي على هذا الكرسي فكيف يقطع قطز رحمه الله اطماع الطامعين الكثير من الزعماء يقطعون اطماع الطامعين بطرق مختلفة. منهم من يقطع اطماع الطامعين في الحكم عن طريق التهديد. عن طريق البطش والارهاب منهم من يقطع اطماع الطامعين في الحكم عن طريق التزوير ان يقنع الناس ان الناس جميعا يريدونه. مع ان معظم البلد لا يحبونه ولا يريدون في ناس تقنع آآ تقطع آآ في ناس تقطع اطماع الطامعين عن طريق المؤامرات والكيد والدس والخداع. قطز رحمه الله لم يستخدم كل هذه الامور. انما قطع مع الطامعين بالارتقاء بين الى مثل لم يتكلموا فيها منذ سنوات وسنوات من ايام المنصورة وفراسكور ماذا قال قطز او ماذا فعل قطز رحمه الله. جمع قطز كبار رجال الدولة في ذلك الوقت وجمع معهم بعض المماليك البحرية وجمع العلماء وجمع الفقهاء وجمع كل المحركين للشعب المصري في ذلك الوقت في اجتماع مهيب كبير. وقال لهم اني ما ما قصدت خلي بالك من الكلمات اني ما قصدت من حكمي هذا او من وصولي الى الحكم هذا الا قتال التتر يعني انا ما اريد في كل هذه القصة الا ان اقاتل التتار. فان نصرنا الله عز وجل عليهم سلمت الحكم اليكم فضعوه حيث شئت هذه الكلمات ما سمعها المصريون او ما سمعها المسلمون عامة في مشارق الارض ومغاربها الا في هذه اللحظة. القليل جدا جدا مسل الكامل محمد الايوبي رحمه الله او غيره ممن كان يرفع راية الجهاد لكن عموم الناس كانت تسلم تماما للتتار. وقطز رحمه الله وضع عينه على الهدف من اول يوم صعد فيه عن الكرسي. قال انا ما وصلت الى هذا الكرسي الا لاجاهد في سبيل الله. الا لانتصر على التتار الا لاخرج التتار من بلاد المسلمين انسان انتصرت على التتار سلمت الامر الى عامة المسلمين يختاروا من شاؤوا ليحكم البلاد طبعا ممكن حد يقول ان الكلام دوت كلام سياسي وكلام بيقصد به السيطرة على الحكم وو مما يقال عن السياسيين المنافقين متزلفين الى العامة بكلام لا يوافق الحقيقة. لكن الواقع يا اخواني في جملة مهمة جدا لابد ان نعرفها عندما نحلل التاريخ وهي جملة ان الكلام يفهم في ضوء سيرة الشخص المتكلم لما نيجي نراجع سيرة قطز رحمه الله قبل وبعد ونيجي نراجع سيرة قطز في اسناء الاعداد للقتال ونيجي نراجع سيرة قطز في داخل موقعة عين جالوت ونيجي نراجع قطز في كل حياتي نجد ان هذه الكلمات تتوافق تماما مع شخصيته وتتوافق تماما مع اعماله التي عمل بعد ذلك. فليس هناك مجال ابدا للتشكيك في نوايا قطز في هذه الكلمات. الحاجة التانية المهمة جدا وهي من سنن رب العالمين سبحانه وتعالى. ان الله لا يصلح عمل المفسدين. يعني لو كان مفسدا لو كان في نيته دنيا لو كان في نيته امرا غير الذي اشار اليه ووضح ما نصره الله عز وجل. ولقد رأينا ان الله عز وجل نصره نصرا زرا واجرى الحق على على يدي وعلى لساني وحرر بلاد المسلمين من التتر على يديه كل هذه الاشارات تشير بوضوح ان ظاهر هذا الرجل كان كباطنه وان نواياه كانت فعلا كما يقول رحمه الله لم يقصد بالصعود على كرسي الحكم الا قتال التتر. وهنشوف بعد كده خطواته لما قال هذه الكلمات سكت الجميع. لان ما في واحد منهم عنده القوة وعنده الطاقة ان يجهر بما يجهر به قطز الان من حرب اعداء المسلمين الذين اجتاحوا المشرق والمغرب والذين اكلوا الاخضر واليابس والذين اجتاحوا المسلمين وغير المسلمين ووصلوا الى وسط اوروبا كما عزا الابن بنت اعز وده كان الوزير او رئيس الوزراء في وقته وكان مواليا تمام الموالاة لشجرة الدر فخاف من وجوده في آآ مركز متقدم في الحكم فعزله عن الحكم. لكن في نفس الوقت اقر فارس الدين اقطاي الصغير الصالحي. على الحكم وطبعا فارس الدين اقطاي الصغير هذا غير فارس الدين اقطاي الذي قتل في سنة ستمية اتنين وخمسين من الهجرة. الكلام ده احنا في سنة ستمية تمانية وخمسين. اوائل سنة ستمية تمانية وخمسين من الهجرة. يعني بعد ست سنوات من قطر فارس الدين اقطاي الاول. عشان كده بيسموا التاني فارس الدين اقطاي الصغير. وخلي بالك من كلمة مهمة جدا الصالح يعني اقر على رئاسة الجيش المصري احد المماليك البحرية احد المماليك الصالحية الذين كانوا في خلاف مع المماليك المعزية الذي ينتمي اليهم سيف الدين قطز وهذا دلالة كبيرة جدا على قطز رحمه الله. وعلى توسيد الامر الاهلي ان كان هذا الرجل كفؤا ويستطيع ان يقاتل وفيه الورع والتقوى اللازمة مثل هذا المكان الحساس. رئاسة الجيش المصري في ذلك الوقت فليقر هذا الرجل على مركزه وعلى موضعه وان كان من المماليك البحرية مع ان اي حد كان ممكن يقول ان ممكن وساوس كثيرة تدخل في نفس الملك آآ آآ قطز في ذلك الوقت خشية من المماليك البحرية ومن قتل الدين اقطاي قبل ذلك الكبير قبل ذلك كل ده ما فكرش فيه قطز رحمه الله لكن ولى الامر لمن يستحق رحمه الله. ثم طبعا يستوعب المماليك البحرية في ذكاء سياسي منقطع النظير اعلن رحمه الله عفوا حقيقيا عن المماليك البحرية حاليا في كل مكان ويعني ايه حقيقيا؟ طبعا برضه ناس كتيرة جدا بتحاول من السياسيين استيعاب الموقف باعطاء آآ يعني وعد بالعفو عن بعض الناس لفترة مؤقتة زي ما بيسموها كده شهر عسل مؤقت مع المعارضين. الى ان تستتب الامور ثم بعد ذلك ينقلب. اما قطز رحمه الله فلم يكن يعرف هذه الاشكال من السياسة النفاقية. انما كان رجلا سياسيا مسلما يثبت لنا ان السياسة في الاسلام لا ظلم فيها لا نفاق فيها لا غش فيها لا خداع فيها هي السياسة تتميز باخلاق حميدة واداب رفيعة وهذا ما يميز فعلا السياسي المسلم عن غيره من السياسيين فقطز رحمه الله اعلن امانا حقيقيا واستدعى الى مصر كل المماليك البحرية الذين فروا قبل ذلك من مصر عندما قتل فارس تدي لاقطاي الكبير ومن اشهر الذين استقدمهم قطز بنفسه ظاهر الدين او الظاهر آآ ركن الدين بيبرس. طبعا انت ساعتها لسة لم يلقب بلقب الظاهر ركن الدين بيبرس هو اعظم المماليك البحرية بعد فارس الدين اقطاي الكبير الذي قتل قبل ذلك واستقدامه من فلسطين امر في منتهى الخطورة على سيف الدين قطز. لان الظاهر بيبرس او ركن الدين بيبرس رجل لو كلمة مسموعة في مماليك البحرية له تاريخ مشرف له انتصار في المنصورة وانتصار في فارسكور له حب كبير في قلوب المصريين. فكيف يأتي بشخصية منافسة له في داخل مصر هذا ايضا يدلنا على تجرد قطز رحمه الله. ثم انه فيه ذكاء سياسي كبير لانه ان استقدم بيبرس رحمه الله الى آآ ارض مصر فان له كلمة كبيرة جدا على المماليك البحرية. وبالتالي يستطيع قطز في يوم من الايام ان يوحد بين المماليك البحرية والمماليك المعزية ليتكون الجيش المصري القوي في ذلك الوقت بيبرس ساعتها كان هربان من دمشق زي ما انتم عارفين لما دخل التتار على مصر على على دمشق وهرب النصر يوسف الايوبي وهرب الجيش كله وهرب ركن الدين بيبرس الى الى الى فلسطين في ذلك الوقت. ولم يدري الى اي الى اي مكان يتجه في هذه الضائقة التي كان يعيش فيها ركن الدين بيبرس. وهو لا يعرف الى اي مكان ينتقل وهو يريد ان يجاهد التطر ولكن ليس معه جيش. وقد فر عنه وكل الناس في ذلك الوقت اتته رسالة سيف الدين قطز تدعوه الى القدوم على مصر معززا مكرما رافعا رأسه بل واقطعه قليوب بكاملها طبعا قليوب هذه كانت مساحة كبيرة جدا من الارض اعطاها بكاملها لركن الدين بيبرس وجعله كالمحافظ على هذه البلدة بل بعد ذلك وضع او على رأس الجيش المصري او في مقدمة الجيش المصري. كل هذا الامر رفع جدا من قيمة ركن الدين بيبرس ورغب المماليك البحرية في عودة من كل مكان وبالفعل عادوا ودخلوا في الجيش المصري بل اكثر من ذلك الجنود الذين كانوا ينتمون الى الملك او الى الامير الناصر ليوسف الايوبي هذا الخائن الذي فر وفرت جنوده عندما رأوا قطز رحمه الله يفعل ذلك ذهبت هذه الجلود الشامية الدمشقية الى مصر انضم الى جيش الملك المظفر سيف الدين قطز رحمه الله. يبقى سيف الدين قطز رحمه الله بدأ يجمع الجيوش بعضها مع بعض. بدأ يجمع المماليك بحرية مع المماليك المعزية مع جيش الناصر آآ يوسف الايوبي يعني سبحان الله! بدأ يعمل نوع من التغيير الحقيقي في داخل الجيش المصري فوق كده عمل حاجة غريبة جدا قطز رحمه الله بدأ يبعت الرسايل الى ملوك الايوبيين يدعوهم الى التوحد معه ضد التتار مع ان الملوك الايوبيين هؤلاء الذين عاشوا في داخل الشام يعلم قطس العلم ان غالبهم من الخونة العملاء الذين والوا الصليبين تارة ووالوا التتار تارة ومع ذلك اراد ان يجمع الصف رحمه الله فارسل رسل ورسائل عجيبة يا اخواني ويا اخواتي والله. ارسل رسالة الى الناصر يوسف الايوبي. تخيل هذا الخائن الذي فعل وفعل وفعل ارسل له رسالة ورسالته الى الناصر يوسف الايوبي الذي يفر هنا وهناك رسالة عجيبة جدا هو يريد ان يجمع كل قوات النصر الايوبي. ويريد ان يجمع كل طاقة النصر الايوبي. ويريد ان يجمع طاقة الشام بكاملها الى طاقة مصر لتستطيع بعد ذلك هذه القوى الموحدة ان تنتصر على التتار. فماذا فعل قطز رحمه الله؟ لقد ارسل رسالة الى الناصر يوسف الايوبي يدعوه الى التوحد مع مصر على ان يكون الملك هو الناصر يوسف الايوبي تخيل مع ان موقف النصر الايوبي في منتهى الضعف هو لا يسيطر الا على دمشق حتى فر من دمشق لكن يعلم الملك المظفر في الدين قطز ان له اتباع في آآ دمشق بكاملها وفي الشام بكاملها فاراد ان يكسبه لصفه ولو اعطاه حكم مصر والشام معا موقف قطز اقوى الف مرة من موقف الناصر يوسف الايوبي ومع ذلك يقرب بين الصفين في منتهى التجرد ويكون له في رسالته وان اخترتني خدمتك يعني لو اخترتني ان اخترتني تابعا لك خدمتك اصبح انا. ملك مصر خادما لك انت الذي يملك دمشق فقط وله كل هذا التاريخ الذي سيرته وخيانته وقال له حتى في الكلمات عجيبة جدا قال له ان كنت تخشى من قدومي عليك بجيشي سيرت لك العساكر نجدة لك من القادمة عليك يعني تنجدك او تحميك او تنقذك من التتار صحبة من تختار. سبحان الله! يعني اختر انت ايها الناصر يوسف الايوبي اختر انت اي زعيم للجيش المصري تختاره انت وتحبه وترضاه وتطمئن اليه اسير لك معك معه الجنود حتى حتى يساعدوك في حرب التتار. رد فعل النصر ايوبي ايه؟ رفض هذا بالمرة لانه كان لا ينوي القتال اصلا. لا يريد الحرب لا يريد الصدام مع التتار كل همه في جمع الثروات والهروب حسب اه اه ما كان يتمنى الى اي مكان. وزي ما قلنا قبل كده انه قد امسك به التتار وقتلوه المهم ان النصر ان المظفر سيف الدين قطز رحمه الله ارسل هذه الرسالة كما ذكرنا وارسل الرسالة الى المغيث فتحي الدين عمر امير الكرك الذي حاول ان يغزو مصر مرتين في عهد نور الدين علي لما كان سيف الدين قطز رحمه الله وصيا عليه ومع ذلك ارسل له رسالة يدعوه الى التوحد وارسل الرسالة الى امير حماة والى امير حمص والى غيرها منهم من قبل ومنهم من رفض وبدأ قطز رحمه الله يجمع الجيوش من هنا وهناك حتى صار لديه عدد كبير لكن واجهته مشكلة من اعظم المشاكل واقواها وهي المشكلة الاقتصادية الطاحنة التي كانت تمر بها مصر ترى كيف حل قطز رحمه الله هذه المشكلة الكبيرة وكيف جهز الجيوش؟ وما هي الاماكن التي اختارها قطز رحمه الله لقتال صاروا ما هو رد فعل التتار هذا ما سنعرفه وغيره باذن الله في الحلقة القادمة. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله. ان الله بصر بالعباد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته