النفوذ العسكري وتر مهم جدا موجود في اوروبا اوروبا كان عندها قانون القانون الغربي الاقطاعي المشهور ان الملك اذا مات او رئيس الاقطاعية او الامير اذا مات يرث الابن الاكبر كل ما يملك تمتلكها فلقى البابا ان في امراء كتيرة جدا صغيرين اللي هو الاخ التاني او التالت او العاشر اللي موجود لاحد الملوك او احد الامراء ما لوش اي طموح ان هو يكون عنده املاك في يوم من الايام كيان كبير فممكن يحصل نوع من النزاع بينهم وبين البابا زي ما حصل قبل كده ما بين الهند الرابع والجرجور السابع على قيادة هذه الحملة. لكن هو راح لبلد مفتت الملك بتاعه طيب الملك فيليب الاول ملك فرنسا كان ضعيف وحتى لا يصطدم مطلقا مع البابا. لم يجعل المؤتمر الموجود هذا في باريس لكن جعل المؤتمر في مدينة كليمونت في جنوب فرنسا بعيد خالص عن آآ اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله اهل الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين. مع الحلقة الخامسة من قصة الحروب الصليبية في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا على وضع اوروبا قبل الحروب الصليبية. وشفنا الخلفية الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية معقدة جدا التي كانت موجودة في اوروبا في ذلك الوقت والتي دفعت الطوائف المختلفة من الاوروبيين للتفكير في الخلاص من الوضع الذي يعيشونه التفكير خلاص هيكون ازاي لسه ما حدش عارف لكن هتزهر شخصية زي ما هي نقول دلوقتي الشخصية دي تقدر تجمع كل هذا الشتات في فكرة واحدة واتجاه واحد وحرب واحدة ايه الحروب الصليبية على العالم الاسلامي الشرقي الشخصية ديت كانت قربان الثاني قربان الثاني هذا كان البابا الذي خلف جرجوري السابع وهو شخصيا من اخطر الشخصيات في تاريخ اوروبا بل في تاريخ العالم لان القرار اللي اخده قربان الثاني والاداء اللي اداه الحقيقة كان ادى اداء مبهر وجمع الجيوش بتجميع آآ يعني فعلا يلفت الانظار هذا هذا الاداء ادى الى تغيير في حالة العالم لمدة متين سنة بل لا نجذب ان قلنا ان اثار الحروب الصليبية ما زالت موجودة الى زماننا الان حاجات كتيرة جدا جدا اتغيرت سواء في اوروبا او سواء في العالم الاسلامي بعد الحروب الصليبية. فعلا شخصية اه محورية في تاريخ اوروبا محورية في تاريخ المسلمين عمل اه جهد لا نتخيل ان يأتي من انسان واحد لكن بالفعل شفناه من قربان الثاني الرمان الساني هو اللي اتولد زي ما قلنا بعد جرجور السابع وكانت ولايته بداية من سنة الف تمانية وتمانين لالف تسعة وتسعين يعني قعد حداشر سنة متصلة في اواخر القرن الحادي عشر الميلادي وفي عهده قامت الحروب الصليبية لا الابن الاوسط ولا الاصغر ولا اي حد من اولاده يرس شيء واحد بس اللي بيرث وكان عندهم هدف من كده عدم تفتيت الثروة تصبح الثروة كلها في يد انسان واحد وبالتالي هذه العائلة تصبح عائلة قوية لان زي ما قلنا حجم العائلة وقوة العائلة وهيبة العائلة يكون بحجم الارض التي قربان الثاني نظر الى وضع اوروبا. ولقى ان الامتيازات الكثيرة التي كانت عند الكنيسة بدأت تقل في اواخر القرن الحادي عشر. فكان لازم يعمل انقاذ ليه بدأت تقل؟ ازا كنا قلنا قبل كده ان الكنيسة كانت مهيمنة هيمنة كبيرة على الاوضاع في اوروبا سواء كانت هيمنة دينية او هيمنة سياسية او هيمنة عسكرية. مم. واقع الامر ان الباباوات والقساوسة والرهبان كانوا قد اشاعوا كما ذكرنا في الحلقة السابقة ان يوم القيامة وانتهاء الدنيا سيكون بعد الف سنة من وفاة المسيح عليه السلام. والكلام ده كان سنة الف تلاتة وتلاتين لكن عدى عشر سنين وعشرين سنة وتلاتين سنة وخمسين سنة والدنيا ما قامتش فيها القيامة. والدنيا لن تنتهي. فبدأت الناس تشك في هذا الكلام وتشك في هذا ادعاءات التي ذكرها الباباوات والقساوسة. وعلموا ان هذه ما هي الا وسيلة لجمع الاموال من الناس ولتحفيز الناس على الذهاب الى فلسطين للحج ومجرد تمسيلية تسيطر بها الكنيسة على افهام وعقول الناس. فبدأ يحصل نوع من التزمر عند عموم الناس الحاجة التانية التقطيع الشديد لاوروبا زي ما قلنا قبل كده ان كل مملكة كانت مقسمة لعدة اقطاعيات. وصل الامر في اواخر العام القرن الحادي عشر الى حالة مزرية من من الفرقة تشتت. لدرجة ان كل اقطاعية بقت معها ميليشياتها الخاصة. ميليشيات عسكرية خاصة. وبدأت تتصارع مع الاقطاعيات المختلفة. التي معها في نفس الدولة وطبعا في ظل هذا الهياج وهذا الاضطراب وهذه الفوضى لم يعد للسيطرة لم تعد للكنيسة سيطرة واضحة على الامور في اوروبا فاراد البابا ان يجمع هذه الفرق المتناحرة في كيان واحد يكون تحت امرته هو. وان يعيد من جديد الثقة للكنيسة عند عموم الاوروبيين. طبعا في غرب اوروبا طب يعمل ايه لبابا البابا انتهز فرصة فرصة جات له وما ضيعهاش الفرصة ديت جت عندما ارسل الامبراطور البيزنطي المشهور اليكسس قمنين اللي اتكلمنا عليه في الدرس اللي فات ارسل طلب استغاثة سانية. احنا قلنا قبل كده انه استغاث السابع عشان ينقذ الدولة البيزنطية باحد الفرق العسكرية الاوروبية من السيلاجيكا المسلمين اللي عمالين يدوا ضربات قوية للدولة البيزنطية فعند اشتداد هذه الضربات ارسل استغاثة ثانية. والاستغاثة هذه جاءت الى البابا اوربن الثاني وجت له سنة الف خمسة وتسعين من الهجرة. في مارس سنة الف خمسة وتسعين من الميلاد ففي هذا التوقيت البابا انتهز الفرصة وقال دي فرصة لو انا استطعت ان اجمع الجيوش لنصرة الامبراطور البيزنطي في حرب المسلمين حققت كل الاهداف اللي انا عايزها طب ازاي الكلام ده ده الامبراطور البيزنطي ارثوزوكسي والكنيسة التي هي في القسطنطينية كنيسة ارثوذكسية على خلاف شديد جدا مع الكنيسة طب ازاي ممكن يحقق اهدافه كلها في مسل هذا الموقف؟ تعالوا نشوف البابا اوربان الثاني كان بيفكر ازاي اول حاجة لقى ان هو هيستعيد دور الكنيسة عند الاوروبيين لان هو هيطلع قضية الغفران هذه عند الاوروبيين. هيقول اللي يطلع الحملة ديت يصبح مغفورا له. وبالتالي يجد علة جديدة لاعطاء الغفران للناس غير علة الاموال. وطبعا فيه فقراء كتير جدا في اوروبا ما يقدروش يدفعوا الاموال. والناس اصبحت كلمة فلسطين عندها كلمة كما ذكرنا من كثرة حملات الحج في القرنين السابقين. فديت فرصة يرجع للكنيسة وضعها. ويرجع للكنيسة هيبتها ومكانتها عند عموم الناس الحاجة التانية يستعيد السلطان العسكري ودي مهمة جدا جدا عند البابا وازاي هيستعيد السلطان العسكري؟ احنا قلنا اوروبا مشتتة بين فرق متناحرة وفرق متصارعة وكل امير عايز يكون له مكان وله وضع والمكان الوضع متحدد بحجم الاقطاعية اللي بيحكمها فلو قدر البابا يعمل قضية واحدة يكون البابا على رأسها ويجمع فيها كل الاقطاعيات وتصبح هذه القضية قضية مغرية لكل الامراء والملوك ان يتحركوا فيها سيصبح البابا هو القائد العسكري الاول في اوروبا. والكلام ده هو اللي حصل بالزبط بدأ يغري الناس انهم يطلعوا معه في الحملة ديت وكل واحد له اقطاعية في بلاد الشام الغنية وله كذا وكذا وكذا فبدأت تتحرك نفوس الناس الامراء والملوك الى الخروج معه في هذه الحملة وبيصبح هو القائد العام او اعلى رأس مدبر لهذه الحملة العسكرية وبالتالي تستعيد الكنيسة فاغرى هؤلاء بالخروج الى الشام وفلسطين. ولما يروحوا هناك هياخدوا اقطاعيات ويصبح لهم ملك في يوم من الايام ولهم امارة في يوم من الايام. وتتحقق الاحلام التي كانت عندهم طب كده هيكون السيطرة العسكرية للكنيسة ومعه عدد كبير جدا من الامراء اللي ما لهمش اي طموح في اوروبا هيكون لهم طموح هيكون لهم طموح في بلاد الشام وفلسطين. الحاجة التالتة الوضع الاقتصادي هيتحسن للبابا اولا لان في اموال كتيرة جدا موجودة في بلاد الشام. واول المستفيدين اقتصاديا هيكون البابا والقساوسة الذين معه. كمان هذا المال سوف يحسن من حال الفقراء اللي اصبحت طاحنة ومجاعات شديدة وبالذات زي ما قلنا في الحلقة السابقة ان السنوات العشر التي سبقت الحروب الصليبية كان في مجاعة مرة موجودة في شمال فرنسا وفي غرب المانيا كادت ان تودي او اودت بالفعل بحياة الكثير والكثير من الفلاحين فدي كانت فرصة ان ياخد هؤلاء المعدمين ينقلهم الى فلسطين والشام حتى لو ماتوا ما فيش مشكلة لان هم كده كده ميتين من الجوع فيروحوا هناك يحاربوا واحتمال فيه فرصة نجاة فهيحسن الوضع الاقتصادي الموجود في اوروبا ويحسن حالة الفقراء ويحسن في نفس الوقت حالة التجار الراغبين في الثراء الموجودين في ايطاليا وفي جنوب فرنسا زي ما اتكلمنا في الدرس اللي فات غير كده هو هيحارب مين في النهاية هيحارب المسلمين العدو التقليدي للصليبين في ذلك الوقت وهذا البابا كان عنده احقاد كبيرة جدا ضد المسلمين. احقاد ضد المسلمين الشرقيين الذين يسيطرون على مولد او مكان مولد المسيح عليه السلام واحقاد كبيرة ضد المسلمين الغربيين اللي موجودين في الاندلس ويسيطرون على قطعة اوروبية مهمة جدا هي قطعة اسبانيا والبرتغال احقاد كبيرة وكان حرك قبل كده جيوش لنصرة الصليبيين الموجودين في شمال اسبانيا فعنده دوافع واضحة والدوافع ديت موجودة في كتاب ربنا سبحانه وتعالى عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى على سبيل المثال لا الحصر ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا فالمسلمون الموجودون في آآ العالم الاسلامي الشرقي والذين يسيطرون على بلاد المسيح سوف يحاربون باعداد ضخمة مهولة من الجيوش الاوروبية وهذا يرضي طبعا غرور ورضا البابا آآ قربا الثاني برضو طبعا هيكون عنده طموح كبير جدا في النقلة اللي هيعملها ديت ان هو هيروح ينجد الكنيسة الارثوذكسية فيصبح له الهيمنة على الكنيسة الارثوذكسية. الكنيسة الارثوذكسية الان تستغيث بالكنيسة الكاثوليكية. ودي السابقة ما حصلتش قبل كده في التاريخ الا في عهد جريجوري السابع والمرة دي في عهد قربان الثاني والاتنين ورا بعض مباشرة. فهذه فرصة لو استغلها استطاع ان يضم الكنيستين سويا ويصبح هو على رأس الكنيستين ودي تبقى اول مرة في تاريخ النصرانية مطلقا طبعا كل الحاجات ديت يعني آآ آآ مجتمعة جت في زهن البابا اوربن الثاني. ولقى انه لو ضيع الفرصة ديت مش هيعرف بعد كده يجمع الجيوش الاوروبية لهدف اخر. خلي بالنا في فرص لو ضاعت ممكن ما تجيش تاني. هو عنده دلوقتي فرصة انه يجمع كل الجيوش ويقوم في حرب نبيلة ايه الحرب النبيلة ديت؟ هدفها انقاز النصارى الارثوذكس الموجودين في الشام. طب ومن امتى كان الكاثوليك هاجمهم على الارثوذكس؟ عمره ما كان في التاريخ الكلام ده. بالعكس كان في الحروب بينهم شديدة. والحروب في داخل الطائفة الواحدة الطائفة الارثوذكسية او الكاثوليكية عندما ينقسموا على انفسهم انقسامات تكون شديدة. ما بالك ما بين الارسوزوكس والكاسوليك؟ لكن كان شعار اظهره ان الحرب ديت نبيلة هدفها انقاز النصارى من المسلمين. ولها هدف تاني مهم جدا اعلنه البابا اوربن الثاني وادعاه الامبراطور اليكسيس كومنين وهو آآ ادعاء باطل ليس له اي آآ صواب اوليس له اي صورة صحيحة وهذا الادعاء هو ان الحجاج النصارى القادمين من اوروبا الى بيت آآ الى مولد المسيح عليه السلام الى القدس كانوا يعاملون معاملة سيئة من المسلمين وكل الادلة وسنأتي في نهاية الحلقة الى بعض الادلة التي اه ذكرها المؤرخون النصارى في كتبهم تشهد ان المسلمين كانوا يعاملون الحجاج النصارى في غاية الحسن وغاية الرفق وهذا امر ثابت في كتب المسلمين وفي كتب الاوروبيين. لكن البابا في حالة من الجهل الشديد اللي كانت موجودة عند الاوروبيين انعدام الاعلام بشكل عام على كل اوروبا استطاع ان يذكر هذه الامور ويولد احساسا من الكراهية عند الاوروبيين بصفة عامة اما ان الحجاج يضطهدون في داخل البلاد المسلمة يبقى تحط ده جنب ده جنب ده جنب ده هتلاقي فيه فرصة كويسة جدا للبابا ان هو يحرك الجيوش ويطلع في آآ حرب كبيرة. والبابا كان عايز تفسير للحرب الحرب ديت ولازم التفسير يبقى مقنع ليه لازم يبقى مقنع؟ ليه دايما الملوك والامراء ومحركي الجيوش يدوروا على هدف مقنع حتى لو كان كاذب عشان يا اخواني ويا اخواتي ساعات بيكون في ضحايا كتير جدا ساعات بتكون فيه اتمان غالية جدا بتتدفع في الحروب. فلازم يكون عنده مبرر لان اه البابا لو حرك الجيوش لسبب غير مقنع سم حدثت هزيمة قد يقلع تماما تماما من منصبه. ولازم الناس كلها كانت فاكرة قصة رومانس الرابع خلي بالكم رومانس الرابع اللي اتكلمنا عليه في حلقة سابقة اللي فقد العرش بتاعه عرش الدولة البيزنطية عندما خسر في موقعة ملاك اسكرت ضد ارسلان. لو كان انتصر طبعا كانت اقيمت له الامجاد في كل مكان. لكن عندما خسر لم يرحمه احد فالبابا يريد ان يضع عذرا مقبولا. بحيث انه لو خسر الجيش الصليبي في هذه الحروب تظل الحرب شريفة والحرب نبيلة ولا يلومه احد بانه تحرك نجدة للصليبيين. وده اللي بيخلينا نبص للي عملته مسلا امريكا لما جت تخش العراق والحرب النووية والاسلحة النووية تحت الدمار الشامل والكلام الكتير اللي بتخزنه العراق في اراضيها كل ده ليه كل ده عشان لو حصل ضحايا كتير وفقد الامريكيون جنودا كثرا في داخل ارض العراق. الشعب يرحم القائد بتاعه. وما يحاولش ان هو يقلعه او ينزعه من كرسيه لانه في النهاية كما يقول يتحرك من اجل حرب نبيلة او حرب صليبية او حرب تهدف الى خدمة البشر بصفة عامة وخاصة ان سارة طبعا زي ما اتكلمنا يبقى ده الوضع اللي البابا فكر فيه وبالفعل بدأ ينفز الخطوات. عمل ايه؟ الوفد اللي جا له من عند اليكسيسكو منين البابا ده سبحان الله كان في منتهى الدهاء الوفد اللي جا له ده ما اجتمعش به اجتماع فردي كده. هو بعد اما اتكلم معه واقتنع بالفكرة وفكر في كل هذه الافكار. وفكر فعلا في تجميع نجدة للذهاب الى العالم الشرقي واحتلال العلم الشرقي خد الوفد ده وبدأ يلف به على المجمعات الكنسية اللي موجودة في اوروبا وبدأ الوفد الارثوزوكسي هذا يخاطب الجميع عشان الجميع يعرف ان ما فيش تدبير خاص وتراتيب خاصة عملها الامبراطور عملها الامبراطور مع البابا. لأ ده الكلام ده حقيقي فعلا وهؤلاء يشتكون من ضيق الوضع وضيق الحال ضد المسلمين السلاجيق الموجودين في اسيا الصغرى وفي الشام وفي نفس الوقت الحجاج بيعانوا من معاناة كبيرة جدا في الحج فده كلام جاي لنا من البابا وانتم رأيكم ايه في هزه القضية. وطبعا البابا نشر الجنود بتوعه والاعوام بتوعه في المجمعات الكنسية المختلفة وكل المجمعات الكنسية اجتمعت على رأي البابا اوربن الثاني بضرورة تجهيز جيش عاجل لخدمة او للدفاع عن النصارى الارثوذكس الموجودين في اوروبا اجتماعات قرر يعمل مجمع كنسي كبير يجمع فيه كل القساوسة والرهبان اللي لهم اهمية كبيرة في داخل اوروبا في مكان واحد. بل ويدعوا الملوك والامراء الى هذا الاجتماع بل ويدعوا العامة ودي برضو من الحاجات الفريدة اللي فكر فيها البابا انه يجمع جموع العامة المختلفة من كل مكان علشان يجتمعوا في مكان واحد يصبح مؤتمر جماهيري يؤثر فيه على الفقراء يؤثر فيه على الاغنياء يؤثر فيه على التجار يؤثر فيه على الامراء يؤثر فيه على القساوسة والرهبان على كل الشعوب الاوروبية في اجتماع واحد وجمع الناس كلها في يوم سبعة وعشرين نوفمبر في مدينة كليرمونت في اوروبا في فرنسا في جنوب فرنسا واشمعنى كليمونت واشمعنى فرنسا طبعا فرنسا كانت اشد البلاد تفتتا في اوروبا في ذلك الوقت هنري الرابع موجود في المانيا ويليام الفاتح موجود في فرنسا. روبرت جوس كارد كان موجود في ايطاليا وكان له وضع كبير جدا برضو في ايطاليا. دولت بنوك وامراء لهم وضع البابا عن ملك فرنسا فيليب الاول في نفس الوقت هو قريب من ريمون الرابع كونتو لوز. ريمون الرابع هذا احد الامراء اللي كان بيدعي ان هو عنده الصبغة دينية. وكان قريب الصلة جدا جدا من البابا اوربا الثاني. فلقى انه لو عمل المؤتمر قريب منه هيكسب الجيش بتاعه والشعب بتاعه وبالتالي لو تحرك معه امير حاول الامراء الاخرون ان يتحركوا ايضا لكي لا يفوتهم تقسيم الكعكة الكبيرة الموجودة في بلاد الشام فاختار المكان السليم واختار الوضع السليم. كمان فرنسا زي ما قلنا قبل كده اتعرضت لمجاعة كبيرة جدا. ففقراء فرنسا في اشد الحوج واشد الاحتياج واشد الرغبة في الخروج من ازماتهم الاقتصادية الطاحنة لذلك شعب فرنسا غالبا هو الذي سيتحرك معه دون تفكير كثير الى الغزو الصليبي لبلاد المسلمين. وبالفعل في سبعة وعشرين نوفمبر الف خمسة وتسعين وعمل المؤتمر الجامع بتاعه ومدينة كلربونت بكاملها كانت مليانة بالجموع بل ان القرى والمدن محيطة بكليرمونت كان فيها اعداد كبيرة جدا من النصارى مع ان الكلام ده كان بيتم في برد شديد. لكن الناس صبرت وقعدت معه وهو يخطب خطبة عصماء. وكان قربا الثاني هذا مفوها بليغا حكيما ان يستطيع ان يقيم الحجة والادلة المقنعة وبالذات انه يخاطب مجموعة من الناس المسطحة الجاهلة الامية التي لا علم لها باي نوع من انواع العلوم في ذلك الوقت بدأ يتكلم قربن الثاني وفي الخطبة بتاعته قال اكتر استخدم اكتر من مؤسر للتأثير على الناس من اهم المؤثرات التي تكلم بها وبدأ بها خطبته انه لا يتكلم بالنيابة عن نفسه. ولكن يتكلم بالنيابة عن الله هكذا بيتكلم نيابة عن المسيح عليه السلام. طبعا هم يؤلهون المسيح وتعالى الله عز وجل عما يقولون علوا كبيرا في اول الكلام قال ومن ثم فانني لست انا ولكن الرب هو الذي يحثكم ويحفزكم على الخروج الى فلسطين لنجدة منكم النصارى هناك. ثم بدأ يستخدم المؤثر الساني المؤثر العاطفي ان حالة الحجاج حالة مأساوية ومزرية. وان المسلمين يظلمونهم يأكلون اموالهم ويفعلون كذا وكذا وكلها اباطيل لكن استخدمها في التأثير على عقول العامة ثم انه صرح وقال وان هذه البلاد كما ذكر ذكرت التوراة وذكر الانجيل تفيض لبنا وعسلا. يعني بلاد غنية فيها ثروات فيها اقتصاد عالي فيها اموال فيها طعام وشراب فيها انقاذ من المجاعة. تصريح مباشر انكم اذا خرجتم منها خرجتم من مجاعتكم الى ارض فيها عز كثير وفيها اموال كثيرة ورخاء كثير من المؤثرات ايضا انه لوح آآ للامراء بالسلطان. والامراء اللي كانوا حاضرين كان عندهم الرغبة في ان يكون لهم سلطان وقال لهم انتم بتتعاركوا مع بعض هنا على مساحات ضيقة واوروبا بلاد ضيقة بالنسبة للعالم في ذلك الوقت والى الان ربما مساحتها ضيقة وفيها طبيعة قاسية فيها آآ ثلوج فيها غابات فيها جبال الامور صعبة. انطلقوا الى الاراضي الواسعة. بدل ما تتخانقوا مع بعض هنا روحوا قسموا على بعض بلاد العالم الاسلامي الواسعة. فشجع الفرسان وشجع الامراء وامراء الاقطاعيات والملوك على الخروج معه الى في اه غزو العالم الاسلامي كمان وضع الديون عن المدينين. اي واحد عليه دين اذا قرر الخروج في هذه الحملة فانه يرفع عنه دينه. او يقصر الدين الى اقصى التوسع بعد ذلك. ومن خرج من اصحاب الاملاك وضعت الضرائب الكنسية وكانت ضرائب باهظة. وضعت الضرائب الكنسية عن اماراتها او عن ضيعته فبدأ يشجع كل الطوائف الموجودة. بل انه شجع المجرمين. وقال المجرم الذي عليه عقاب من انواع العقاب المختلفة. اللي عليه سجن او عليه في كزا او كزا من الغرامات نتيجة الجرائم التي فعلت يرفع عنه العقاب ان خرج للقتال في هذه الرحلة. ثم اعطى الجميع اي في حد خارج في هذه الحملة مغفور له طبعا الغفران زي ما قلنا كان في ايديه زي ما بيقنع الناس. وهؤلاء كل من شارك في هذه الحملة سواء انتصر او قتل في الطريق فهو من اهل الجنة كما وعد قربا الثاني لا لا تتخيلوا يا اخواني ويا اخواتي مدى تفاعل الناس مع هذه الخطبة تخيلوا الجميع قام في نفس واحد وقال الرب يريدها يعني الرب يريدها. هذه صيحة عامة اصبحت شعارا لكل الحملات الصليبية بعد ذلك هذا التفاعل ادهش البابا نفسه لان البابا ناسو استغرب من هذا التفاعل. تفاعل الامراء تفاعل القساوسة والرهبان. تفاعل عموم الناس. لدرجة ان عموم الناس انطلقت من هذا المكان لتبحث عن اهلها وعن اولادها وعن نسائها لتأخذ الجميع وتتجه لتحيا حياة اخرى هناك في فلسطين كما وعد البابا. انهم ما خرجوا ليقاتلوه انما خرجوا ليعيشوا في بلاد فلسطين ليستوطنوا هناك كما وعدهم البابا يا ترى ايه الخطوات اللي خدها البابا بعد كده عشان يرسخ هذا الامر؟ يا ترى اكتفى بالخطبة ولا كانت لك خطوات مرتبة مركزة واضحة استطاع بها ان اما الجيش الذي لم يسمع به قبل ذلك في تاريخ اوروبا ولا في تاريخ الحروب مع المسلمين بصفة عامة هذا ما سنعرفه باذن الله في الحلقة القادمة. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته