من البابا او كلت لهم من امرائهم شعوب مسحوقة ليس لها اي نوع من الرأي. وليس لها اي نوع من القيمة عند امرائها. وهكذا هلكت الحملة الشعبية كما يسمونها او حملات الرعاع اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين مع الحلقة السادسة من حلقات قصة الحروب الصليبية في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا على البابا اوربن الثاني وكيف حفز الجموع الهائلة التي اجتمعت له في مدينة كليمونت في فرنسا و رغم البرد الشديد انما اشتعلت حماسة هؤلاء جميعا سواء كانوا من الامراء او كانوا من الفقراء او كانوا من القساوسة والرهبان اشتعلت حماسة الجميع وقرروا جميعا الخروج الى فلسطين لاسترداد بيت المقدس ولحرب المسلمين ولنصرة النصارى الارثوذكس في بزنطة وفي اه الشام بصفة عامة البابا دهش من هذه الاستجابة الهائلة في فرنسا. حصل فعلا يا اخواني ويا اخواتي ثورة حقيقية ليس في فرنسا فقط ولكن في كل اوروبا كل الناس بدأت تتكلم عن هذه القضية. ما كانش متوقع كل هذا التفاعل مع الدعوة التي وجهها. لكن طبيعة الظروف اللي اللي حكيناها في الحلقات السابقة خلت الناس كلها ما صدقت سمعت هذه الدعوة وانطلقت اليها ومع ذلك فالبابا اوربن الثاني كان في منتهى الدهاء والذكاء لم يكتفي بهذه الخطبة الحماسية ولم يكتفي بهذا التفاعل الكبير لانه عرف انه ممكن يكون لحظة التفاعل ولحظة حماسة ثم تنطفئ هذه الحماسة بعد قليل لكنه بدأ يتخذ بعض الاجراءات التي تضمن استمرارية الحماس في داخل اوروبا. ماذا فعل البابا اوربن الثاني اولا حرص على وجود الغطاء الكنسي للحملة يعني من اول يوم من يوم سبعة وعشرين نوفمبر الف خمسة وتسعين ميلادية اللي دعا فيه هذا لهذه الجموع للخروج في هذا المؤتمر الكبير واحد اسمه ادينار ديمونتي اللي هو كان اسقف ليبوي. ليبوي دي اتبلد في آآ فرنسا. والاسقف ده اعلن في لحظتها ولاءه كامل وطاعته الكاملة للبابا في هذه الرحلة فعينوا نائب للبابا على هذه الحملة. يعني هيطلع مندوب كنسي رفيع المستوى قابل بوابة مباشرة على رأس هذه الحملة وبذلك يضمن البابا الولاء لكل هذه الجيوش الولاء للكنيسة اللي هي موجودة في روما الحاجة التانية تواصل البابا مع كل المجامع الدينية الموجودة في اوروبا في فرنسا وفي المانيا وفي ايطاليا وفي اسبانيا وفي انجلترا. كل المجامع الدينية ارسل رسائل ان على كل الكنائس وكل الاديرة وكل الاماكن الدينية في اوروبا ان تحفز من عندها من الناس تحفز من عندها من الشعوب من القطاعات من القرى من المدن من كل شيء للخروج الى فلسطين لحرب المسلمين الحاجة التالتة ما اكتفاش بهذا بهذه الخطابات العامة الموجهة للمجامع الدينية ولكن اختار بعض القساوسة وبعض الرهبان اللي لهم طبيعة خاصة. لهم قدرة بلاغية عالية ولهم تأثير على الناس. عندهم زي ما بيقولوا كده كاريزما. الناس لو سمعتهم ممكن انت تأثر بكلامهم واختار اتنين من اخطر المحركين للجموع الفرنسية بالذات والجمهور الاوروبية بصفة عامة كان اسمه بطرس الناسك والتاني كان اسمه فولتر المفلس بطرس ان نسك هذه الشخصية من اشهر الشخصيات في تاريخ اوروبا ونسجت حوله الكثير والكثير من الاساطير لكونه حرك جموعا هائلة من الجموع الاوروبية. بطرس الناس هذا كان آآ الهيئة كان فقير كان يمشي حافي القدمين كان اعرج كان بيركب حمار ضعيف جدا وكان بيتحرك بهذه الهيئة الرثة في اماكن مختلفة من اوروبا بكاملها. لكن كان عنده قضية واضحة جدا تجميع الجيوش لحرب المسلمين. وكان خطيبا مفوها. وكان الناس يعتقدون فيه الكرامات ويعتقدون فيه يعني الامكانيات الخارقة والقدرات الفذة وما الى ذلك. وطبعا حالة الجهل العامة التي كانت في اوروبا ساعدت على هذا الشعور الذي حاول ان يعني يثبته لهم بطرس الناس بكثير من الحيل. وبالفعل كلما ذهب الى مكان خطب خطبة تجمعت حوله الجموع الكثيرة. وكان من اكثر الذين جمعوا انصارا من داخل اوروبا. وبالذات من شمال فرنسا وغرب المانيا وطبعا دي المناطق اللي كان فيها المجاعة زي ما قلنا اه التاني كان اسمه ويلتر المفلس ومفلس برضه يعني فقير يعني واحد ماسك والتاني مفلس يعني ايه قضايا فيها زهد وفيها بعد تام عن الدنيا وفيها رغبة نصرة الدين والصليب وما الى ذلك وهنشوف بعد كده في قصة حياتهم ازاي ان المعاني ديت عمرها ما جت من قريب ولا بعيد الى اذهانهم وان كانوا يهدفون الى التملك والى السيطرة والى الوضع الاجتماعي المتميز نتيجة القيادة لهذه الجموع الكسيرة فولتر المفلس كان ماشي في اتجاه وبطرس الناس في في باتجاه تاني وكان في فولكمر وكان في ايميخ وكان في اكثر من داعية من الدعاة عينهم البابا تعيينا خاصا للدعوة الى خروج الجيوش لحرب المسلمين في فلسطين الحاجة الرابعة ان البابا اوربن الثاني حدد ميعاد معين تجتمع فيه الجيوش ما تركش الموضوع كده على السعة كل واحد يجهز نفسه زي ما يقدر طب لأ حدد معاد معين ومكان معين. خمستاشر اغسطس الف ستة وتسعين يعني بعد حوالي تمن شهور وشوية او تسع شهور من خطبته في كليرمونت في باريس. طب ليه المدة الطويلة ديت؟ عشان ياخدوا وقت يجمعوا الجيوش عشان يعدوا موسم الربيع اللي هو موسم جني المحاصيل في اوروبا وبالتالي تستطيع الجيوش ان تتزود بكميات من المؤن تكفي للرحلة. وحدد مكان معين ايه المكان ده القسطنطينية؟ واشمعنى القسطنطينية؟ اولا القسطنطينية هي اخر حدود الدولة البيزنطية مع المسلمين. وهي المحطة الاخيرة لاوروبا بصفة عامة قبل اسيا الصغرى فمعنى التجمع فيها ان خلاص احنا هنتجمع في اخر محطة ونخش على اسيا الصغرى لحرب المسلمين مباشرة. الحاجة التانية لملاقاة الاكسسكاملين. الامبراطور البيزنطي اللي دعى اصلا للحملة اللي استغاث البابا اوربن الثاني وباوروبا الغربية وهو اللي هيمدهم بالمؤن ويمدهم بالسلاح وبآلات الحصار الثقيلة وهيمدهم باهم من ده كله بالمعلومات. معلومات عن الارض الخبراء الخبراء العسكريين البيزنطيين وكانوا على اعلى مستوى. يعني في احتياج كبير كبير جدا للطاقات العسكرية والاستخباراتية بتاعة الدولة البيزنطية فعشان كده حدد معاد معين ومكان معين للجيوش يتقابلوا فيه عند القسطنطينية خمستاشر اغسطس الف ستة وتسعين. الحاجة الخامسة اللي عملها نراسل ملوك وامراء اوروبا يعني لم يكتفي بالرهبان والقساوسة والمجامع الدينية لا. راسل الامراء مباشرة والملوك. الملوك لم يعطوه يعني اذنا صاغية في هذا في هذا في هذه الحملة ولكن اعطوه بعض الوعود وقالوا احنا بنحاول لان الملوك ما كانوش عايزين يكرروا التجربة بتاعة رومانس الرابع لو تفتكروا رومانس الرابع لما اتغلب في موقعة ملاذ كارد فقد الكرسي بتاعه فقد العرش بل فقد حياته تماما يعني هم يعني لما رومانس الرابع رجع مغلوب خلعوا الشعب ثم قتلوه بعد ذلك. فكل ملك بيحافظ على الكرسي بتاعه. من الذي خرج الامراء الامراء اللي هم عندهم اقطاعيات صغيرة وعايزين يوسعوا هذه الاقطاعيات او ما عندهمش اقطاعيات اصلا وعايزين يكون لهم اقطاعيات في ارض الشام. او الامراء اللي عندهم ايات كبيرة وعندهم طموح ديني معين ان يكونوا في صدارة الوضع الديني في اوروبا واللي هو مربوط بالبابا زي ما قلنا قبل كده. وعلى رأس هؤلاء لأ كان الرابع اللي هو والبروفنسال اللي هي منطقة جنوب وغرب فرنسا. وكان الريمون الرابع ده عنده بعض الدوافع كما يعلن دوافع دينية وهنشوف بعد كده ان لا كان في دوافع ولا حاجة والعملية كلها مسألة تملك وسلطة وتكسير اعوان واموال وعدة وحرب وما الى ذلك وما كانش قضية الصليب او الدين او الكنيسة لها اعتبار. الحاجة الساتة اللي عملها البابا اوربن الثاني انه راسل وعقد اتفاقيات حقيقية مع الموانئ الايطالية الموجودة في جنوب ايطاليا. وخاصة مع ميناء جنوى. وبالفعل قدر ان هو يعمل اتفاقية ان جنوة تجهز اتناشر سفينة حربية وناقلة ضخمة للجنود. يعني بيتكلم كلام آآ سياسي عسكري على اعلى مستوى بيخطط في انجلترا وفي فرنسا وفي اسبانيا وفي جنوب ايطاليا بيخطط مع الامراء والملوك وبيخطط في نفس الوقت مع التجار الموجودين في جنوب آآ ايطاليا واللي عندهم امكانيات بحرية عالية وخبرة بالبحار انهم يجهزوا سفن مؤن وتنقل المواد الغزائية وفي نفس الوقت تنقل الجنود اللي اعدادهم ضخمة من اوروبا الى الحاجة السابعة انه لم يقتصر على توجيه بطرس الناسك او المفلس او غيرهم ولكن توجه بنفسه. تخيلوا! قعد يلف سبع شهور كاملة يجمع في الجيوش لحد ما اخر جندي خرج من آآ اوروبا وراح مدن كثيرة معظم هذه المدن كانت في آآ فرنسا راح تولوز بنفسي راح نيم راح آآ بوردو راح بواتيه راح اكثر من مدينة يجمع انصاره طبعا كلامه كان بيلهب المشاعر وبيحرك الناس معه للخروج. الحاجة الاخيرة اللي عملها انه هدد ان كل من يعد بالخروج ويصنع الشعرة التي آآ يعني عزم عليها البابا في هذا الاجتماع وكانت الشعرة دي عبارة عن صليب احمر بيحيكوه من الثياب ثم يضعوه على الكتف للدلالة على الخروج الى الحروب الصليبية. فقرر ان اي انسان يصنع هذا الصليب ويضع آآ نفسه في الجنود التي تخرج الى القتال. واسمه خلاص يدرج في القوائم. ثم يتخلف فهذا يحرم من الجنة ابد الابدين فخلاص طب ليه بيعمل الكلام ده؟ ليه عملت الكلام ده عشان يبني حساباته على رقم هو عارفه يعني ممكن من البداية ما تطلعش ما فيش مشكلة. لكن لو طلعت لازم تكمل المشوار. ولو ما كملتش المشوار الحرمان من الجنة وبذلك يستطيع ان يبني حساباتي على ارقام صحيحة. البلد دي فيها الف فيها الفين فيها عشر تلاف. يبقى عارف الرقم السليم. عمل الشغل ده كله آآ آآ الثاني واستطاع ان يجمع الناس من هنا وهناك حول قضية واحدة وهدف واحد والهدف المعلن هو نصرة النصارى الارثوذكس الموجودين في آآ آآ بيزنطة وموجودين في الشام وفي ذات الوقت حماية الحجاج الكاثوليك المتجهين الى آآ البلاد الاسلامية من الايذاء الاسلامي كما يدعي. انا عندي النقطة ديت احب اقف معكم على بعض الاقوال التي ذكرها بعض مؤرخين الاوروبيين عشان نعرف ان هذا كله كان افتراء وادعاء واستغل حالة الجهل اللي موجودة عند الناس واقنعهم باشياء لا آآ اصل لها من الصحة آآ ده احد كبار المؤرخين الاوروبيين بيقول ان المسيحيين بوجه عام تمتعوا بقسط وافر من الحرية الدينية وغير الدينية في ظل الحكم الاسلامي طمسن احد كبار المؤرخين الاوروبيين بيعلوا اكثر من ذلك ويصرح ويقول ان المسيحيين الذين خضعوا لحكم السلاجقة يعني مش في كل فترات التاريخ الاسلامي كده كلام عام لأ ده حتى في فترة قرب من الثاني نفسها اللي هي فترة السيلاجيكا هذه صاروا اسعد حالا وشف الكلام هذا كلام اوروبي صاروا اسعد حالا من اخوانهم الذين عاشوا في قلب الامبراطورية البيزنطية ذاتها يعني السلاجقة كانوا يحفظون الحرية الدينية اكثر مما تحفظها الامبراطورية البيزنطية النصرانية. تخيل! الحرية الدينية للنصارى تحفز في بلاد المسلمين اكثر من الحرية الدينية للنصارى في الدولة البيزنطية وآآ بطء آآ بطرق القدس ارسل رسالة الى بطرق آآ القسطنطينية في سنة ميتين خمسة وخمسين هجرية يكون له فيها بالنص وهذا ايضا الكلام ده هذا في مرجع اوروبي وليس في مرجع اسلامي. يقول ان المسلمين قوم عادلون. ونحن لا نلقى منهم اي اذى او تعنت والكلام ده في مصادر اوروبية فكان مجرد يعني اعلان ان في صبغة دينية واحنا هنشوف بعد كده ان القضية الدينية ما كانش لها اي اه اثر على حياة اولئك الذين شاركوا في هذه الحروب لا من العامة الفلاحين المساكين اللي بيدوروا على اللقمة ياكلوها ولا من الجنود ولا من الامراء الذين كانوا يرغبون في التوسع لكن هي مجرد اعلانات كانوا بيعلنوها لتحريك الجموع. اتحركت الجموع بالفعل مين اول واحد اتحرك انتم عارفين شدة الجوع وشدة البؤس الذي كان يعيش فيه الفلاحون في اوروبا جعلت هؤلاء يتحركون حتى قبل ان تتجمع الجيوش. تخيلوا يعني مع ان في هذا خطورة شديدة. الناس عمرها ما مسكت سلاح في ايديها. عمرها ما رفعت سيف في ايديها. ومع ذلك مجرد ما قالوا خلاص ممكن نخرج الى ارض فلسطين. ما يخرجوا. طب انتظروا الجيوش النظامية حتى تحمي هذه الجموع ما استطاعوا ان ينتظروا هم يعيشون في قهر في داخل بلادهم. هم يعيشون في موت في داخل بلادهم. فمن مانع ان يخرجوا بحثا عن اي نوع من الحياة هناك ببلاد الشام. وخرج هؤلاء الفلاحون البؤساء خرجوا ومعهم نساءهم ومعهم الاطفال ومعهم المتاع القليل البسيط الزهيد الذي عندهم خرجوا لكي يعيشوا هناك لا يريدون العودة مطلقا الى القهر والبطش والظلم الذي كانوا يعانوا منه في ارض اوروبا. وكان على قيادة هؤلاء بطرس الناسف وولتر فلس خرج الاول وولتر المفلس خد المجموعة بتاعته من فرنسا واخترق المانيا وبعد اما اخترق المانيا ووصل الى ارض المجر والمجر في ذلك الوقت كانت ارثوذكسية. يعني كانت من نوعية النصارى اللي المفترض ان انا رايح عشان انقذهم. وعشان احميهم من البطش تلاميذ وعندي نوازع دينية تحض على حماية هؤلاء واصلا هو وولتر المفلس هذا من النساك ومن العباد ومن الفقراء ومن الذين يعلنون انه ينتمي الى الكنيسة وينتمي الى الصليب. مجرد ما دخلوا ارض المجر ارتكبوا فيها من الموبقات ما لا يتخيل سلب ونهب واغارة على القرى وعلى الامنين وكل الشعب اللي موجود هناك نصارى. ومع ذلك ما فرقوا بين نصرانيين وبين المسلمين الذين هم عليهم بعد عدة ايام او عدة شهور قاموا بهذه المذابح وهذه الانتهاكات في داخل المجر ثم جوزوها بعد ذلك الى بلغاريا والى بيزنطة. املاك بيزنطة نفسها الدولة البيزنطية القوية التي استدعت هؤلاء ما قدر هؤلاء حجم الدولة البيزنطية وبدأوا يعيثوا في الارض الفساد وما فعلوه في المجر فعلوه بعد ذلك في بلغاريا وفي بيزنطة مما آآ يعني ادهش الامبراطور البيزنطي هؤلاء يفتقرون الى الدين ويفتقرون الى السياسة ويفتقرون الى الطرق الحربية. يعني لا عندهم دين اصلا بيغيروا على اخوانهم المسيحيين ولا عندهم سياسة لانهم يغيرون على دولة قوية قاهرة وهم مجموعة من الفلاحين المساكين. بس مجرد ما لقوا نفسهم آآ جموع ضخمة واعداد ضخمة اتغروا في كويتهم وبدأوا يغيروا على دولة بيزنطة دولة تقتسم العالم في ذلك الوقت. يا اخواني مع دولة الفرس حاجة مهولة في ذلك الوقت. يعني دولة تضم بين طياتها كما ذكرنا وقبل ذلك يضم اليونان وتضم بلغاريا وتضم المانيا وتضم يوغسلافيا والمجر. فضلا عن آآ الاجزاء الشمالية من روسيا. يعني دولة شاسعة في ذلك واجزاء طبعا من اسيا الصغرى اللي هي تركيا دلوقتي فمع زلك يعني يفتكروه الى السياسة يفتكروه الى الطاقة الحربية يعني مجموعة من الفلاحين كل واحد ماسك في ايديه سيف او ماسك بلطة او ماسك كذا او كذا ما عندوش القدرة كان واضح ومع ذلك اجرموا في بلاد الدولة البيزنطية وآآ ذهب اليهم آآ يعني بعض الجنود من الدولة البيزنطية واستطاعوا السيطرة عن الامر وخدهم بسرعة الامبراطور آآ الكسيس كومنين ونقلهم على اسيا الصغرى حتى لا يعثوا فسادا في داخل بيزنطا. طبعا كان ممكن يقمع هذه الجموع كان ممكن يقتل هذه الجموع لكن هو مش عائز يقتلها. هو اليكسسكو مين ده في منتهى الدهاء وفي منتهى الذكاء. عايز يحفظهم لاهلاك الكرة المسلمة. لاهلاك الجيش المسلمة ولا يريد ان يفنيهم او يبيدهم وكان هذا امرا سهلا جدا في مقدوره لكنه صبر عليهم لادخار المسلمين. يعني بعد منين طلع بطرس النسك. وبطرس الناس عمل نفس اللي عمله اليكسيسكو منين. وعدى على المجر. وفعل فيها نفس الشيء. وذهب الى مدينة مدينة اسمها سملين وهذه المدينة من مدن المهجر على حدود بين المجر وبين الدولة البيزنطية. وسبحان الله ماذا فعل في سيملين؟ قتل اربعة الاف نصرانية انقاز ما يمكن انقازه من الحملة الشعبية استطاعوا انقاذ ثلاثة الاف صليبي فقط وحوالي سبعة وتسعين الف سحقوا في هذه الاراضي. وهذه عاقبة الشعوب التي لا تنظر الى من يحركها. لا نظروا ولا حللوا في الكلمات التي قيلت لهم هذا بطرس الناسك هذا الناسك الحافي الذي عنده زهد في الدنيا وعنده خطابة بليغة وعنده ترغيب في حماية الصليب وعنده كذا هكذا قتل اربعة الاف نصراني وهذه مراجع اوروبية يا اخواني. المؤرخون المسلمون لم يصلوا الى المجر والى نيش والى بيزنطة والى هذه ليصفوا المذابح التي قام بها الجيش النصراني وهو يذهب الى نصرة النصارى كما يقولون شفنا كده طبيعة الناس اللي خارجة. شفنا طبيعة المجرمين اللي كانوا موجودين في الصفوف. طبيعة الفقراء الذين لم يتلقوا اي نوع من التربية. طبيعة الزهاد ورجال الدين الذين ادعوا الخروج للدين والخروج لنصرة الصليب والنصارى وهم يهدفون الى التملك والتوسع حتى ولو كان على حساب اخوانهم النصارى واخوانهم في العقيدة والدين ودخلوا بعد كده ارض بيزنطة ولما دخلوا ارض بيزنطة فعلوا نفس الفعل في مدينة نيش البيزنطية واضطر الامبراطور البيزنطي انه يخرج لهم حامية قوية ردتهم وبالفعل اول ما شاف بطرس الناسك يعني الامبراطور البيزنطي يعني استغرب ما هذه الجموع؟ انا استغثت بالجيوش الصليبية الكبرى حتى تأتي وتقاتل المسلمين. اما هذه الجنون ماذا تفعل مع الجنود المدربة جنود السلاجقة؟ لكنه اخبر بعد ذلك ان هناك جيوش مش كبيرة نظامية سوف تخرج من اوروبا ومن فرنسا آآ تخصيصا وستتجه الى هناك فصبر عليهم ايضا امبراطور البيزنطي اخذهم ونقلهم كذلك الى اسيا الصغرى. الحملات التي خرجت بعد ذلك حملات ايميخ مسلا حملات ايميل خد ايميل كان من المانيا وخد حملة واتجه بيها بردو كان من الرهبان والقساوسة ومن يرفعون شعار الصليب. عندما خرج يا اخواني تعمد ان يذهب الى المدن التي فيها كثافة يهودية في داخل المانيا وقتل كثيرا من اليهود قتل في مدينة اتناشر وقتل في المدينة العمرانية خمسمية والمدينة التالتة قتل الف يهودي يعني حروب عنصرية تماما حروب عنصرية ضد اليهود في البلاد الكاثوليكية وضد الارثوذكس في البلاد الارثوذكسية وضد المسلمين في بلاد المسلمة. اي حد مخالف للعقيدة يباد فورا ولما عدى اميخ بالحملة بتاعته وعدى وراه فول كيمر بالحملة بتاعته الى ارض المجر الملك بتاع المجر كان اسمه كلومن خد باله المرة دي. المرة الاولانية المفلس اباد بعض القرى والمرة التانية بطرس الناس ابات بعض القرى المرة دي خرج لهم كولمن الملك المجري وجمع جيوشه وعمل كمين ضخم وطبعا كل كل هذه الجموع جموع شعبية لا خبرة لها بالقتال. ودبر كمين كبير وسحقت كل الجموع الشعبية الخارجة مع اه اه فولكمر والخارجية يا جماعة الميخ ولم يصل منهم رجل واحد الى القسطنطينية يبقى دي كانت عاقبة هذا الطغيان وهذا الفساد الذي فعل ولم يبقى هناك الا هذه الحملة الشعبية الوحيدة اللي هي كانت بقيادة والتر مفلس وبطرس الناس وعبرت بالفعل الى اسيا الصغرى. الحملة دي اتعملت ايه؟ الحملة ديت اغارت كما فعلت في اوروبا على الكرة المسلمة الموجودة في اسيا الصغرى لكنهم كانوا يفتقرون كما ذكرنا الى كل خبرة في القتال وحذرهم الامبراطور اليكسيسك منين من اي معركة مع الجيوش المسلمة قبل ان تأتي الجيوش الصليبية المدربة وقال لهم ان انتم طاقتكم العسكرية ضعيفة وهؤلاء السلاجقة على اعلى درجة من درجات التدريب. والدولة البيزنطية نفسها عانت من ضربات السلاجقة. ومع ذلك من الحماسة المفرطة التي كانت عندهم ومن التحفيز المستمر الذي كان عند بطرس الناس تحركوا ولم يدروا ولم يدروا انهم تحركون بالقرب مني قية ونيقية هذه كانت عاصمة قلج ارسلان سلطان سلاجقة الروم في ذلك الوقت واللي اتكلمنا عليه قبل كده انه كان ابن سليمان ابن كطلمش مؤسس امارة سراجقة الروم فقال ابن ارسلان عرف ان في تحركات يعني صليبية وجموع بشرية ضخمة. وعلى فكرة هذه الجموع قدرت في بعض التقديرات بمائة الف رجل وامرأة مئة الف هذه الجموع الشعبية غير الجيوش. والجيوش هنتكلم عليها بعد شوية. لكن هذه الجموع الضخمة كانت من الشعوب الذين لا يستطيعون قتالا ولا ليس لهم خبرة في امور الحربية والعسكرية. ودبر لهم قلج ارسلان كمينا كبيرا وسحقت الحملة الشعبية تماما في ارض اسيا الصغرى الامبراطور البيزنطي سمع ان في حرب دارت ما بين الجيش السلجوقي وما بين الحملة الشعبية عرف ان في كارسة هتحصل ارسل بعض السفن البيزنطية وبعض الحاميات البيزنطية لان زي ما انتم شايفين يعني كل معزم اللي فيها من عامة الناس ومن فقراء الناس ومن من الفلاحين وده اسم ده اوروبي مش اسم اسلامي حملات الرعاع او الحملات الشعبية او حملات الدعاة ده برضو اسم تاني لان اللي كان يقود هذه الحملات زي ما قلنا بطرس الناس وقلت المفلس ولتر المفلس قتل في هذه الموقعة واستطاع بطرس الناس ان يهرب وكان من عادته ان يهرب. وهنشوف بعد كده ان هو بيهرب كتير في المعارك بتاعته ولا كان في اي نوازع دينية عنده زي ما اه زكرنا لا الاداء بتاعه شفناه ولا الثبات في ارض المعركة ضد المسلمين شفناه يعبر عن طبيعة حقيقية للدين ولكن كان كله مجرد اطماع في مركز اجتماعي او في ملك او في سيطرة. دي كانت حملات الرعاة او حملات الشعبية. لكن اكيد الجيوش الصليبية كان لها وضع تاني. يا ترى كان جيش صليبي اتجمع؟ يا ترى كان عدد الجنود في هذه الجيوش الصليبية؟ يا ترى مين اللي كان على رأس هذه الجيوش الصليبية يا ترى ظلت السيطرة للكنيسة ولا الامور اتغيرت؟ ده اللي هنعرفه في الحلقة اللي جاية والحلقات اللي بعدها. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته