الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان حياة المؤمن تكون بارتباطه بكتاب الله عز وجل وسيره على مقتضى ما في هذا الكتاب كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم جلسة نتقرب فيها الى الله عز وجل باستماع ايات كتاب الله لتكون سببا من اسباب نزول الرحمة بنا ونجتمع فيها لتفسير كلام رب العزة والجلال لعلنا ان ندخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه نتدارس درسا ثالثا في تفسير سورة إبراهيم فلعلنا نستمع ايات هذا المقطع. ثم لعل الله عز وجل ان يوفقنا لمعرفة ما فيها من المعاني والاحكام تفظل بارك الله فيك اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء. ذلك هو الضلال البعيد الم تر ان الله خلق السماوات والارض حق ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين كبروا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعون فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا جزعنا ام صبرنا ما لنا من محيض وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعد عدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم اجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل. ان ظالمين لهم عذاب اليم وادخل الذين امنوا وعملوا جنات تجري من تأتيها الانهار جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحية فيها سلام. من بلاغة القرآن ان يأتي السياق الواحد دالا على معان متعددة مختلفة وكل منها يكون مقصودا ومن ذلك هذه الاية بين قوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد تضرب المثل باعمال الكافرين متى يكون هذا المثل يكون على معنيين مختلفين كلاهما مراد. اولهما بيان ان الكفار في الدنيا يكون لهم امكانات عظيمة ولكن هذه الامكانات والاعمال والخطط والمكر العظيم لا يجدي شيئا. بل يذهب هباء منثورا كما ذكر الله جل وعلا في الايات السابقة لهذه الاية كما في قوله فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارظ من بعدهم وهكذا من معنى هذه الاية ان الكافرين اذا جاءوا يوم القيامة معهم اعمال يظنون انها تجدي شيئا فاذا جاءوا في ذلك اليوم وجدوا اعمالهم هباء منثورا كرماد اشتدت به الريح فانظر كيف دلت الايات على متفاوتين كلاهما مراد. وضرب الامثال من اجل التوظيح والبيان ضيقة قرآنية فيها تقريب للمعاني وتسهيل لها. وقوله مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم التمثيل للاعمال اتى بالاعمال كبدل للذين كفروا بدل بعض من كل ليبين ان غاية ما لدى هؤلاء هو العمل وهذا العمل سيكون بمثابة الرماد تحسبه شيئا فاذا ابالريح الشديدة العاصفة تأتي فتذره في الهواء فلا يصبح له ان يقيمة ولا اي اثر كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. اي في يوم شديد الرياح لا يقدرون مما كسبوا على شيء. اي ما جنوه من هذا الرماد. اتوا بالحطب فاحرقوا هذا الحطب فاصبح رمادا يظنون انهم ينتفعون به فاذا بالريح الشديدة تأتي فتفرقه في الهواء لا يقدرون مما كسبوا وعلى شيء لا نتيجة لفعلهم سواء كان هذا في الدنيا في مقابلتهم مع اهل الايمان الذين ينصرهم الله او كان في الاخرة عند عندما يحاسب العباد كما تشير له قل ايات اللاحقة. قال تعالى ذلك اي هذا المصير بتبدد الامكانات التي تكون عند الانسان وعدم انتفاعه بها لكونه قد ضاد الحق ولم يقبل هو الظلال البعيد. اي هو البعد عن الخير والهدى. وطريق الاستقامة الذي يبعد به الانسان عن ذلك ثم ذكر الله جل وعلا باياته الكونية ليعرف انه جل وعلا قادر على التصرف في الكون وانه هو الذي يتصرف فيه. فهو يدبر الامر سبحانه وتعالى ومن ثم من التجأ الى الله وكان مع الله كانت له العاقبة الحميدة دنيا واخرة. فقال فسبحانه الم تر اي الم يكن من شأنك ان تشاهد اثار صنع الله في الكون. فهذه السماوات عظيمة فوقكم تدلك على قدرة الله. فالله الذي خلق هذه السماوات قادر على نصرة اوليائه المؤمنين. وخزلي اعدائه الكافرين وقادر على بعث العباد ليوم المعادي. وهكذا من هذه الارض التي تحت ارجلنا قادر على ذلك. ثم انظر هل تعتقد ان الله الحكيم الخبير يخلق هذه الاشياء من السماوات والارض. عبثا انما خلقها بالحق ابقى من اجل ان يشكر العباد ربهم ويقوموا بعبوديته ولذا ذكرهم بقدرته على العباد. فان من اوجدهم قادر على اذهابهم بهم ولذا قال ان يشاء يذهبكم اي يجعلكم تذهبون ويلقي عليكم الموت فيأتي بجيل جديد او اذهبوا هذا البشر ويأتي ببشر اخرين. وذلك يسير على الله جل وعلا على ولذا قال ان يشاء يذهبكم تفكروا فالذي اوجد هذه السماوات وهذه الاراضين قادر على ان يذهبكم وان يميتكم وان يأتي خلق واجيال جديدة يحلون محلكم في هذه الارض وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. قال تعالى وما ذلك على الله بعزيز اي استبدال الناس والاتيان باخرين بدلهم ليس بالامر الصعب بالشديد على الله جل وعلا. فمن اوجد الجيل الاول الذين كفروا وتمردوا قادر على ايجاد جيل اخر. وفي هذا تهديد لاولئك المكذبين المعاندين الصادين عن سبيل الله يذكرهم بقدرته على انزال العقوبة التي تستأصلهم ولا تبقي منهم احدا. ثم ذكر الله جل وعلا مآل الناس في يوم القيامة. فقال وبرزوا لله جميعا اي ظهروا فالبارز هو الظاهر غير المستتر. فانهم في يوم القيامة تسوى بهم الارض فيصبحون على صعيد واحد وارض مستوية يبرزون لا يخفى منهم احد. قال وبرزوا لله جميعا. لم يفقد احد منهم. بل كلهم قد اصبحوا ظاهرين في مواقف القيامة من اجل ان يسألوا وان يحاسبوا وان يجازوا على اعمالهم في ذلك الموقف يتبرأ الكافرون بعضهم من اعضاء فيحكي الله عز وجل ما يكون بين الضعفاء والمتكبرين. فيقول سبحانه فقال اي التابعين لغيرهم المقلدين لرؤسائهم المنقادين جهات كبرائهم قالوا للمتكبرين الذين استكبروا اي طلبوا كبر انفسهم ولم يكن لهم ذلك. قالوا لهم انا في الدنيا كنا تبعا لكم فاخترنا وديانتكم وسرنا على طريقتكم وانقدنا لاوامركم. فحينئذ هل استجابتنا لكم في الدنيا تجعلكم تصدون عنا شيئا من عذاب الله. فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء واستخدم شيء للتقليل. فيقولون على الاقل اصرفوا عنا ادنى جزء من من عذاب الله في نار جهنم. فقال الذين استكبروا نحن لو كنا على الهداية لهديناكم الى الطريقة التي نسير عليها قالوا لو هدانا الله لهديناكم فاسندوا الامر على جهة الجحد لنعمة الله الى الله تعالى فنفوا ان يكون الله قد هداهم. وكان الظلال بسببهم. فان الله عز وجل بل قد اعطاهم من الوسائل والالات ما يتمكنون به من معرفة الحق فقد جعل لهم عقولا يفهمون بها. وجعل لهم اذانا يسمعون بها. واعينا يبصرون نبيهة وقد عرضت لهم الحجج البينة والدلائل الواضحة القاطعة الا انهم لم استجيبوا لدعوة الحق فكانت كلمتهم هذه لو هدانا الله على جهة المغالطة تبرئة النفس من اثار فعلهم السيء السابق. وهكذا طبيعة ادمية ان لسان عندما يقدم على ما لا يحسن من الافعال. يحاول ان ينسب ذلك الفعل الى غيره تسبب ذلك لا ينجيه ولا يكون عذرا صحيحا له. ففي ذلك الموطن قالوا سواء علينا اي الامر مستو. سواء علينا سواء نسبنا ترك الهداية لانفسنا او لغيرنا فان العذاب لاحق بهؤلاء الكبرى وبالضعفاء الذين تبعوهم. ولذلك لو قدر انهم تحسروا على ما اتوا في الدنيا وندموا على ما كان منهم. فان تلك الحسرة وذلك الندم لا يجدي شيئا ولا يغني عنهم من عذاب الله شيئا. ولذا قالوا سواء علينا اجزعنا اي تسخطنا من من قدر الله حينما قضى عليهم بدخول نار جهنم بسبب عدم استجابتهم لداعي هدى من انبيائه واوليائه ام صبرنا اي تحملنا ما يأتينا من العذاب اي تحملوا ما يأتيهم من العذاب في ذلك اليوم. ما لنا من محيص اي لا نستطيع هرب من عذاب الله جل وعلا. يقال حاصى حاصى الفرس بمعنى انه وما لا حتى استطاع الهرب والتخلص. فهكذا هم تعرفوا انه لا طريق لهم عربي من عذاب الله جل وعلا في ذلك الموطن العصيب الذي شاهد فيه هؤلاء الكافرون مصيرهم السيء وعاقبتهم السيئة التي نجت نتجت عن فعلهم باعراضهم عن داعي الهدى. يأتي الشيطان فيتكلم بصوت عال على اهل النار من اجل ان يدخل الحسرة على قلوبهم وان يبين لهم ان ترك الحق انما كان بسببهم. فلذا يقول طعنوا لما قضي الامر اي عرف من يكون مصيره الى الجنة. وعرف من يكون مصيره الى النار ووزعت الكتب في ذلك اليوم الرهيب. حينئذ يقول الشيطان ان طه وعدكم وعد الحق. اي وعد من اطاعه بان يدخله الجنان وان ينجيه من النيران فوعد الله واضح وبراهينه قائمة. جاء هذا الوعد اليكم فلم تستجيبوا له ولم تنقادوا له. وفي المقابل جاءكم وعد من عدوكم الشيطان اغرائكم على مخالفة امر الله. فقال الشيطان ووعدتكم فاخلفتكم. اي انني من نيتكم بالعواقب الحسنة وزينتها لكم في قلوبكم فاقدمتم على معاصي الله ابتداء من اخراج ادم من الجنان الى ما وقع من المعاصي من عباد الله ومن المخالفات التي يزينها لهم عدوهم الشيطان الرجيم. ولذا قال وما لي عليكم من سلطانا. اي لم يكن لي عليكم امر ملزم يجعلكم لي فنفي السلطان هنا يعني امرين اولهما نفي الحجة والدليل واضح وثانيهما نفي الامر النافذ. بينما قال في اية اخرى بينما قال الله تعالى في اية اخرى ان عبادي ليس لك وعليهم من سلطان. الا من ليس لك من سلطان الا واستثنى بعد ذلك اولئك الكافرين. فاثبت السلطان له في الموطن الاخر. فنقول في هذا بان السلطان الذي اثبته هناك سلطان التزيين والزخرفة واما السلطان الذي اثبته في هذه الاية فانما هو طعنوا الامر النافذ او سلطان الحجة الحجة المقنعة. ولذا فلا تعارض بين قوله هنا وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. مع قوله جل وعلا انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه وعلى الذين يتولونه والذين هم به مشركون ثم قال لهم فلا تلوموني اي لا تجعلوا اللوم والعتاب علي. يقولون وذلك ابليس وانما اجعلوا العتاب على انفسكم. فانتم الذين تركتم داعي الله دعوة الحق مع ما فيها من براهين وادلة واضحة. فقال ابليس فلا تلوموني لوموا انفسكم ثم قال ما انا بمصرخكم اي لن انصركم ولن اقوم معكم ولا اطيعوا ان انجيكم من عذاب جهنم وما انتم بمصرخي اي لن تستطيعوا آآ ان تقوموا بنصرتي. كانت العرب تقول لمن استنصر غيره صرخ قومه بمعنى انه طلب منهم نصرته. فصرخوا هو بمعنى انهم قاموا بنصرته بعد ان طلب منهم ذلك. فابليس يقول هؤلاء الذين استجابوا له ما انا بمصرخكم اي لن استطيع ان انجيكم من هذا المصير اذ الذي وصلتم اليه وكذلك انتم لستم بمصرخيا فلا تستطيعون انقاذي منا جهنم ثم قال ابليس لهم اني كفرت بما اشركتموني من قبل. اي اجعلتم لي من عبادة وما جعلتم لي من طاعة فاني لا اسلمها لكم اليوم ولا لكم بها بل اقروا انكم مخطئون في ذلك كله. لتقع اللائمة عليهم اني كفرت بما اشركتموني من قبل. ان الظالمين لهم عذاب اليم. اليم بمعنى مؤلم موجع والظلم هنا قد يراد به الشرك كما في قوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. او يراد به او يراد به المخالفة وعدم وعدم تقديم طاعة الله عز وجل على طاعة غيره. ولما ذكر الله مصير هؤلاء الذين لحقهم الندم ووقعت عليهم العقوبة وذكر من يقابلهم من اهل الايمان وكيف كانت العاقبة الحميدة لهم. فقال وادخل الذين امنوا اتى بصيغة البناء للمجهول ليبين انهم استقبلوا. وجاءت بهم تحفهم لتدخلهم في جنان الخلد. وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات نات اي مواطن ونعيم. فيها فيها اشجار وقصور ملتفة بعضها بعضها الاخر. ومن شأنها ان الانهار تجري من تحتها تنعمون باحسن نعيمة. ومن نعيمهم انهم يبقون في الجنة خالدين فيها ابدا لا يخرجون منها وهذا الخلود باذن ربهم. وهذا النعيم بفضل رب العزة والجلال. والا انما اقدموا عليه من العمل والايمان لا يوازي ما اتاهم الله من العاقبة الحميد والثواب الجزيل وانما هو بفضل رب العزة والجلال. وهكذا خلودهم باذن ربهم فان الله هو الذي قدر لهم ان يكونوا مخلدين في جنات النعيم كذا يجعل الله بينهم المحبة والتآلف باذن منه سبحانه وتعالى. ولذا اي بعضهم بعضهم الاخر. بمعنى ان كل واحد منهم يدعو للاخر ببقاء حياته ويتمنى ان يحيا معه تحيتهم فيها سلام. فكل واحد منهم يتمنى اخر ان يكون سالما من كل ما يؤذيه من الافات ومن تكدير باله ومن واعي الاداء. فهذه ايات عظيمة فيها فوائد كثيرة. منها ان الله جل وعلا على يذهب قيمة اعمال الكافرين في الاخرة. فانهم اذا قدموا لا تقبل اعمالهم كما قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا حينئذ يعلمون في ذلك اليوم فواتوا ما ادوه من الاعمال والسبب في هذا انهم لم يكونوا مخلصين فيها. ولذا ضاعت اعمالهم فلم يستفيدوا منها شيئا قال الله جل وعلا قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ضل سعيهم في الحياة في الدنيا وهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائهم فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وفي هذه الايات ان سنة جارية بنصر عباده المؤمنين. وباذهاب كيد الكافرين. وان العاقبة تكون لاولئك الذين يدعون عباد الله الى شرع الله. قال سبحانه والعاقبة للمتقين وقال سبحانه انا لننصر رسلنا. والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وفي هذه الايات ان المؤمن لا ينبغي به ان يغتر بالامكانات الدنيوية التي يعطيها الله عز عز وجل لبعض عباده. فكم من امكانات تذهب هباء منثورا لا يستفاد منه بل بعضها يعود وبالا على صاحبه. وكم من امكانات كانت عند الكافرين جعلها الله الله عز وجل نصرة للمؤمنين. ومثال ذلك فيما فعله صفوان ابن امية انه بعد صلح الحديبية وكان من بنود الصلح وضع الحرب عشر سنين. فقال ساجمع السلاح في هذه المدة حتى اذا انقضت حتى اذا انقضت مدة الصلح نقوم بالانتظاظ على محمد واصحابه. فبدأ يجمع السلع لصد الناس عن دين الله ولقتال اهل الاسلام. فما هي الا ان نقض اهل كت صلحهم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فاتحا فطلبا صلى الله عليه وسلم من صفوان السلاح من اجل ان يقاتل به اهل الاسلام. فقال اغصبا يا محمد قال لا بل عارية مؤداة فاعطى السلاح لهم فانظر كيف كان هذا السلاح معدا لقتاله يا اهل الاسلام فاصبح اهل الاسلام هم الذين يقاتلون به فاصبح نصرة للاسلام واهله وفي هذه الايات من الفوائد التفكر في عظيم خلق الله عز وجل. ومعرفة ان هذا الخلق ليس من الامور العبثية وانما قدرها الله جل وعلا لحكم يراها سبحانه وتعالى. وفي الايات تخويف الناس من من نزول العقوبات بهم ان اعرضوا عن سبيل الله وبيان ان الله الذي خلق السماوات والاراضين قادر على ان يأتي باناس اخرين بعد ان يهلك من على الارض وفي هذه الايات التذكير بعظم قدرة الله جل وعلا. وانه لا يعجزه شيء وفي هذه الايات تذكير الناس بيوم الميعاد ووقوفهم بين يدي رب العباد. حيث يجازيهم على اعمالهم. ومن ثم فعليهم ان يستعدوا. لذلك الموقف العظيم وفي هذه الايات ان تبعية الضعفاء والصغار ومن ليس عنده قدرة للكبار في صدهم عن عن دين الله لا تغني عنهم شيئا. وان الواجب على وان الواجب على الواحد من ان يأخذ بالحق والا يصده عنه ما ينشره الكبار والمستكبرون من دعايات كاذبة يصدون العباد بها عن دين الله جل وعلا. وفي هذه الايات ان الهداية من عند الله جل وعلا. ولكن لها اسباب من العباد. فالله تعالى قد اعطاء العبادة من الادوات واقام عليهم الادلة والحجج والبراهين بما يكون قاطعا لعذرهم فانه لم يمنعهم من الاستجابة لدعوة الحق الا ما فعلوه من اعراضهم عن دين الله وتبعيتهم لعدوهم ابليس. وفي هذه الايات ان الجزع لا يغني عن صاحبه شيئا. وان الشأن في اهل الجزع ان زاد ما اصابهم وان يتألموا زيادة الم ولذلك فان من شأن المؤمن ان لا يكون جازعا مما يقدره الله عز وجل عليه وفي هذه الايات ان اهل الباطل يتبرأ بعضهم من بعض في يوم القيامة فيتبرأ والمستكبرون من الضعفاء ويتبرأ ابليس منهم. وفي هذه الايات ان اهل الباطل ان يلقي بعظهم اللوم على بعظهم الاخر. مما يزيد من حسرتهم وتأسفهم وفي هذه الايات من الفوائد تحذير الانسان من الاغترار من دعوات عدوه شيطانا رجيم وتزيينه للمنكرات. وان الواجب على العبد ان لا ينقاد لما في من شبهات او شهوات يلقيها عليه عدوه الشيطان الرجيم وفي هذه الايات ان وعد الله حق. فالعاقبة الحميدة دنيا واخرة. لاهل الايمان بين ما وعد الشيطان وعد كاذب؟ قال تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء الله يعدكم مغفرة منه وفضلا. والله واسع عليم. وفي هذه الايات ان سلطان الشيطان على العباد انما هو بالزخرفة والتزيين. وليس من سلطانه قدرته هو على التصرف في العباد وليس من سلطانه الحجة والدليل الواضح بل الحق اوضح من اوضح وابين مما يلزم الانسان ان يستجيب فلها وفي هذه الايات التحذير من اشراك الشيطان في عبودية الله او في طاعته وفي هذه الايات انه لا يستطيع احد ان ينقذ احدا يوم القيامة مهما كان بينهم من الالفة والتناصر في الدنيا. وفي هذه الايات التذكير وبالعقوبة الشديدة التي تكون للظالمين. مما يقتضي الحذر من الظلم سواء في عبودية الله بصرف شيء من العبادات لغير الله. او من الظلم الذي يكون بين عبادة بان يعتدي بعضهم على حقوق بعضهم الاخر. فان الظالمين لهم عذاب هنا لي ما وفي هذه الايات كرامة اهل الايمان وانهم يستقبلون ويتحفى بهم في يوم القيامة ويكون معهم من يأخذ بايديهم ليدخلهم في الجنان. وفي هذه هي الايات الترغيب في الاعمال الصالحات. والعمل والعمل يكون صالحا. متى وجد فيه يا مران اولهما ان يكون العمل لله يراد به اجر الاخرة ويراد به استجلاب رضا الله فتؤدي صلاتك وصيامك لترظي الله عنك ولتكون من الفائزين في يوم القيامة وقد استدل بعض المرجئة بهذه الاية وامثالها في نفي دخول الاعمال في مسمى الايمان فقالوا ان الله قال الذين امنوا وعملوا الصالحات فعطف عمل الصالحات على ايمان قالوا والعطف يقتضي المغايرة. وهذا الكلام ليس بصحيح. فان العطف انما يقتضي في عدم المطابقة ولا يقتضي المغايرة. ويدلك على ذلك انه لا زال العرب يعطفون خاصة على العامة كما في قوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان نوع من انواع الفاكهة كما في قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وجبريل وميكال من الملائكة. ويدل على هذا قوله تعالى ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فان التواصي بالصبر جزء من التواصي بالحق. ومع ذلك عطفه عليه. والتواصي بالحق من اجزاء الاعمال الصالحة. ومع ذلك فقد عطفها عليها. فهكذا نقول بان العمل الصالح جزء من الايمان ولذا عطف عليه وفي هذه الايات ان اهل الجنان يبقون فيها ابد الاباد. يخلدون فيها. لا يخرجون من الجنة ابدا وقد قيل في المعنى في هذا ان اعمال المؤمنين مع انها محصورة الا انهم كانوا ينوون ان يستمروا في عملهم الصالح. لو بقوا المدد الطويلة ولو بقوا ابد الاباد فجازاهم الله بان جعل ثوابهم على جهة الخلود ابدا. لا ينقطع النعيم الذي هم فيه وفي هذه هي الايات ان الترغيب في بذل السلام. والقاء تحية السلامة. فان تحية السلام هي تحية اهل الجنة ولذا يحسن باهل الايمان ان تكون تحيتهم بالسلامة. وقد ورد في الترغيب في تحية السلام. فقد جاء في الحديث ان جبريل قيل له اذهب الى هؤلاء النفر من الملائكة فسلم عليهم فالقى عليهم تحية السلام. فقال الله الله عز وجل هي تحيتك وتحية امتك من بعدك. وقد جاء في فضل السلام ااحد ايات متعددة؟ واحاديث مختلفة. انظر الى تحية مع الملائكة كل منهم القى تحية السلام. فهكذا اهل الجنان تكون تحيتهم في ذلك اليوم بالسلام. وفي هذه الايات ان اهل الجنة يحب بعضهم بعضا ويتمنى بعضهم الخير لبعضهم الاخر. ولذا تجدهم يحيي بعضهم بعضهم الاخر اسأل الله ان يجعلكم من اهل الجنان وان يعيذكم من النيران وان يرفع لكم الدرجات في جنان الخلد كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوالكم كلها وان يغفر لكم ذنوبكم وان يتجاوز عن سيئاتكم وان يجعل العواقب الحميدة لكم. غفر الله لابائكم وامهاتكم. ورفع درجاتهم عنده. كما نسأل جل وعلا ان يصلح ذراريكم وان يجعلهم هداة مهتدين ونسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يبارك فيها وان يبارك لها وان يجعلها صالحة مصلحة ونسأله جل وعلا ان لينشر دين الاسلام بين الخلق وان يجعلهم يستجيبون لدعوة الحق. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا