نعم فقالت اذا لا يضيعنا الله كلمة كلمة تكون قدوة لكل من كان مع الله عز وجل ان الله لن يضيعه. قال ابراهيم ربنا اني اسكنت من ذريتي. ومن هنا لي التبعيض. وذلك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فلا زال الكلام في سورة ابراهيم التي تذكر العواقب الحميدة لاهل الايمان وما يكون لهم من امور جميلة في دنياهم وما ينتظرهم من ثواب جزيل في اخراهم اهذه المواطن من امكنة بعيدة ونجد ايضا ان الله جل وعلا قد يسر لها قد يسر فيها انواع المآكل. ثم قال لعلهم يشكرون. اي لعل اتيان الناس اليهم ووفرة الثمرات والارزاق عندهم. تكون من اسباب نتذكر في هذا قوله تعالى ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد وهكذا سنة الله جارية نصر اوليائه المؤمنين وجعل العاقبة الحميدة لهم وايقاع العقوبات الشديدة على اعدائه المخالفين لشرعه. ومن ذلك قصة ابراهيم عليه السلام نبي الله بعثه الله موحدا يرشد الخلق الى اعظم مطلوب الا وهو توحيد رب العالمين. فنفره قومه وتمالؤوا عليه حتى مكروا به المكر الشديد وارادوا ان يقذفوه في النار فانجاه الله عز وجل من مكرهم. وجعل له هذا البيت الذي نتعبد الله جل وعلا في انحائه ليبقى شامخا باقيا الى قيام الساعة اورثه الله جل وعلا الخيرات العظيمة فبيت الله الذي بناه ابراهيم لا يزال مآمنا فيه الثمرات تجبى اليه من كل مكان ليرشد الله عز وجل العباد ان العاقبة الحميدة كونوا لاهل الايمان فلعلنا نقرأ هذه الايات التي في سورة ابراهيم تتحدث عن ابراهيم عليه السلام وكيف كانت العاقبة له ولذريته من بعده فلنستمع لهذه ايات. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم ربنا اني اسكنت من ذريتي من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم والرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. يذكر الله عز وجل بقصة في ابراهيم عليه السلام ذلكم النبي الموحد امام الحنفاء دعا قومه الى افراد الله بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله. وبين لقومه ان هذه الاصنام لا تنفعهم شيئا ولا تضرهم وانها لا تملك من الامر شيئا. ومن كان كذلك فلا يستحق ان يعبد بل انها لا تستطيع ان تدفع عن نفسها فما كان من قومه الا التكذيب والمكر من اجل القائه في النار. فانجاه الله عز وجل منها بعد ان القوه فيها حيث قال الله لها كوني بردا وسلاما على ابراهيم. فانجاه الله ومن مكرهم ثم ان الله عز وجل قد جعل ذكره باقيا الى يوم القيامة فجميع للاديان يقرون لي ابراهيم وينتسبون اليه كما ولذا نفى الله جل وعلا حجة اولئك الذين زعموا ان ابراهيم من اليهود او النصارى ما كان ابراهيم يهودي يوم ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. وقال تعالى انا اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين اعقبه الله عز وجل ان جعله يبني هذا البيت الذي يبقى الى يوم القيامة شامخا ذكره يرد الناس اليه من مشارق الارض ومن مغاربها. ومن كل فج عميقة ليشهدوا منافع لهم ودعا إبراهيم عليه السلام هذه الدعوات المباركات التي لا نزال نجد اثرها الى يومنا هذا. مما يرغبك في ان تكون من من اهل الدعا لتنفع نفسك في اخرتك وفي دنياك. دعا بالامن لهذا البلد قال رب اجعل هذا البلد امنا في هذه السورة سورة إبراهيم قال البلد معرفا وفي سورة البقرة قال رب اجعل هذا بلدا امنا. والسبب في هذا ان تلك الدعوة كانت قبل بناء الكعبة. ولذا قال بعدها واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت اسماعيل وهنا قد بني البيت ولذا عرف البلد. وجعله بلدا مع ان هذه المنطقة كانت ارضا جرداء. وكانت مجرد جبال لا ماء فيها ولا شجر ولا زرع يعرف بان هذا الموطن سيكون بلادا يفد الناس اليه وفي هذه ودعا ربه ايضا ان يجنب هو وذريته عبادة تنام وذلك ان البلاد كما تحتاج الى امن ورخاء فيها تحتاج النفوس الى توحيد الله عز وجل وعدم صرف شيء من العبادات لغيره سبحانه. وفي هذا دلالة على ارتباط الامن بالتوحيد. كما قال فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. وكما قال سبحانه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وفي هذه هي الايات ان العبد يخاف على نفسه وعلى ذريته من الشرك وصرف العبادة لغير الله عز وجل وقوله ربي انهن يعني الاصنام اظللن كثيرا من الناس الاصنام ليس منها مقالة ولا فعل. ولكن الناس هم الذين ينخدعون بها ويل لهم الشيطان تعظيما لهذه الاصنام فيعبدونها من دون الله جل وعلا الا ولكن لما كانت هي السبب نسب الفعل اليها. وقوله فمن تبعني اي من اي ان ابراهيم عليه السلام في دعائه لربه قال من سار على طريقتي في التوحيد فافرد الله بعبادته فانني اواليه واثبت العلاقة بيني وبينه. ولذا قال فان انه مني اي انني اجعله اجعل نفسي واجعله جزءا من حتى يكون من اولياء الله جل وعلا. ثم قال ومن عصاني ولم يقل هنا ومن عصى الله. لان دعوة ابراهيم بالتوحيد. ولانه لم يرد ان ينزل مقامتها واما ان ينزل مكانة هؤلاء العصاة فنسب المعصية لنفسه لا لله عز وجل ولانه اراد ان يأتي بالمقارنة والمقابلة في قوله فمن تبعني قال ومن عصاني فانك غفور رحيم. كانه دعا الله عز وجل له ان يوفق للتوبة وان يعود الى الله جل وعلا وان يهيئ الله له من الاسباب ما يجعله من اهل التوحيد والطاعة. ثم قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غيري اذا ذي زرع لما جاء ابراهيم الى النمرود طلب النمرود ان يؤتى اليه بامرأة ابراهيم سارة هم الطاغوت كتبها فدعت الله عز وجل وكلما اراد ان يمد يديه اليها كف الله يديه واشلها امر بابعادها منه وقال انما ادخلتم علي شيطانا واهدى اليها واهدى اليها بها هاجر، فقامت سارة باهدائها هاجر الى ابراهيم، عليه السلام. فتسراها فاتى منه بولده اسماعيل فامره الله جل وعلا ان يذهب الى مكة وبين له ان هناك بيتا لله عز وجل بل يقيمه ابراهيم مع ابنه فجاء ابراهيم يقطع المسافات الطويلة ليس معه الا هاجر وابنه اسماعيل عليهم السلام. حتى وصل الى هذا الوادي الذي فيه لم يكن فيه سكن ولم يكن فيه بيوت ولم يكن فيه زراعة وانما هي ارض قاحلة بين جبال كثيرة متعددة فانزل هاجر وابنها في هذه المواطن فولى راجعا الى الشام. فلحقته وهاجر وقالت اين اين تتركنا يا ابراهيم؟ كيف تتركنا في هذا الوادي ليس به انيس فلم يلتفت اليها فقالت الله امرك بذلك؟ فقاتلت اليها ابراهيم وقال انه علم انه سيأتيه ابن اخر. فقد جاءت الملائكة اليه يوم ذهابها الى اهلاكي لو الى اهلاك قومي لوطا. فبشرته باسحاق. فعلم ان له ابنا اخر سيأتي اليه ولذا قال هنا اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. والوادي جرى مياه السيول. فمع انه واد الا انه لا زرع فيه. ثم قال عند بيتك المحرم. لان الله عز وجل قد اخبره بان له بيتا سيقام في هذه المواطن يبنيه هو وابنه اسماعيل. وفي هذا اختيار الفاضلة التي تكون سببا من اسباب قيام الانسان بعبودية الله عز وجل ولو قل مواردها فان الله يتكفل باحوال اوليائه الذين يقيمون شرعه. ثم ابراهيم المعنى الذي من اجله جعلهم في هذا الوادي بوحي من عند الله تعالى فقال ربنا ليقيموا الصلاة اي جعلت اي جعلتهم عند هذا البيت من اجل ان يستمروا في عبادة واعظمها ومن اعظم هذه العبادات اقامة الصلاة. ثم دعا ربه بان يأتي اليهم من يعينهم على امورهم. فقال فاجعل افئدة من الناس. الافئدة هي القلوب التي يزرع الله فيها محبة المواطن. فقاف دعا ان تتحرك النفوس والقلوب الى هذه المواطن شوقني اليها. فقال فاجعل افئدة من الناس. وقال من للناس على جهة التبعيظ لان بعض الناس ينفر من هذه المواطن. قال فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. اي تحب هذا الموطن فتسارع الى الوفود اليه وتعود اليه مرة بعد اخرى وهكذا شأن الناس الى يومنا هذا تتعلق قلوبهم بهذه المواطن. قال وكان من ان دعوة ابراهيم ان دعا لهم بتيسير ارزاقهم. فقال وارزقهم من الثمرات لعل انهم يشكرون اي انه طلب ان تفد اليهم انواع الثمار التي يكون في العالم وهكذا نجد ذلك في عصرنا الحاضر بين اعيننا يفد الناس الى بقيامهم بشكر الله تعالى. فيعترفون بنعمة الله حيث رزقهم من الثمرات وجعلهم في بلد امن وعلق القلوب بهم فاصبحوا يفدون اليهم. ثم يصرفونها هذه النعم في عبادة الله. فيقيموا شرع الله في هذه المواطن اقامة للصلاة واداء العبادات واستقبالا لمن يفد الى هذه المواطن. وكان من دعوته ان قال ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن. اي اعترف لله عز وجل بالعلم التامة وهو يعلم ما ظهر من الامور وبان وبرز. كما يعلم خفايا الامور التي يخفيها الناس تفي صدورهم او لا يطلع عليها احد من الناس قيل بان من المعاني التي في هذه اللفظة ما خافه ما اخفاه ابراهيم من ازن على فراقها جرى وابنه اسماعيل. وما يعلنه من كلام تكلم به لهم. قال وما يخفى على الله من شيء. اي ان الله مطلع على خفايا واسرارها فهو يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وهو سبحانه يعلم السر ويعلم ما تخفيه الصدور وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء. ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. ثم عاد بحمد الله والاعتراف له بالجميل ونسبة الفضل له سبحانه وتعالى. فقال الحمدلله الذي وهب لي اي اعطاني تقني على الكبر اي بعد ان بلغت سنا عاليا. اسماعيل واسحاق فنعمة الولد نعمة عظيمة. ثم هذه النعمة انما جاءت بعد طول وقت وطول انتظار لها فتكون فيكون وقع هذه النعمة على النفس اعظم. ثم انها اولئك الذرية قد جعلهم الله من الانبياء الصالحين. فكانت النعمة بذلك اعظم هؤلاء سيكونون سببا لجعل إبراهيم أبا للبشرية وأبا للانبياء وبالتالي استشعر ابراهيم فضل الله عليه بنعمة هؤلاء الولد. ثم قال ان ربي الدعاة اي انه جل وعلا يجيب دعوات الداعين فيحقق لهم ما طلبوه. وهذا من فضل الله جل وعلا. وبالتالي يتذكر الانسان ما ذكره الله جل وعلا من كونه قد اتاهم من كل ما سألوه. وفي هذا التذكير بان اسم الله السميع قد يطلق ويراد به مجيب الدعوات. كما انه يطلق ويراد به من يدرك ويراد به ايضا من ينصر اولياءه المؤمنين بانواع النصر الفتوحات فكلها مما يشتمل عليه معنى اسم السميع. ثم دعا ربه ان يجعله مستمرا في اقامة الصلاة. فقال ربي اجعلني مقيم الصلاة. اي مؤديا لها بتمامها على اركانها في اوقاتها لا يضيع علي شيء منها. ثم دعا لذرية فقال ومن ذريتي وادخل لفظة من وهي للتبعيظ. لان الله عز وجل قد اخبره بان اه بعظ ذريته لا يسيرون على طريقته. كما قال جل وعلا في سورة البقرة حينما دعا ربه جل وعلا ان يجعله اماما اماما وان على من ذريته من يكون اماما للناس بين الله عز وجل ان دعوة انه لا ينال عهده الظالمين. كما في قول جل وعلا قال اني جاعلك للناس اماما. قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين. ولذا لما تعابي الرزق في هذه المواطن. قال ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر اجاب الله دعوته ولم يخص اجابة الدعوة بالمؤمنين. فقال ومن كفر فامتعه ثم اضطره الى عذاب النار. وبئس المصير وقال ربنا وتقبل دعاء فيه تأكيد الانسان على ان تستجاب دعوته ثم قال رب اغفر لي اي تجاوز عني وعما يكون مني من سهو وعدم استعمال ضيع الوقت في طاعتك. ولذا فان المؤمن مهما علت حالته وارتفعت منزلته فانه محتاج لان يدعو الله عز وجل بان يغفر له ما كان من تقصير او زلل ثم قال لي ولوالدي. ظاهر هذه اللفظة انه قالها قبل لان يعلم بكون ابيه لن يؤمن. وكان ابوه لا زال حيا. فلما ابراهيم عليه السلام ان اباه مات على الشرك لم يعد يستغفر ولا يدعو له بالمغفرة كما قال تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليما. ثم للمؤمنين بان تغفر ذنوبهم وخصوصا حينما تكون تلك المغفرة في يوم القيامة في ذلكم اليوم الذي يحاسب فيه العباد فهذه ايات عظيمة فيها احكام كثيرة متعددة. فمن احكام هذه الايات فضل ابراهيم عليه السلام وبيان ان الله جل وعلا انجاه من اعدائه وجعل له العاقبة الحميدة الارض واصبح واصبحت اثاره باقية في الناس. ودعواته قد استجيب لها بجعل الناس الى قيام الساعة يفدون الى هذه المواطن. ومن اثار دعوة الله ومن اثار دعوة ابراهيم عليه السلام ان ييسر سبل زيارة هذا البيت العتيق ليؤدي الناس فيه انواع العبادة من صلاة وطواف ونسك. ونحن نشاهد ذلك في جميع الاعصار وفي عصرنا هذا ما هيأ الله عز وجل من الامكانات التي تجعل الناس يفدون الى هذه المواطن من بناء البيت ومن تيسير دخوله ومن تهيئة الناس عليه مع مع وجود الكثرة المتكاثرة ممن يفد الى هذه المواطن. فكان من لاجابة دعوة ابراهيم ان هيأ الله جل وعلا هذه الجهود التي تقوم بها الجهات في هذه البلاد لتهيئة عبادة الله جل وعلا فيها. وفي هذه الايات ان هذا البلد يجب على كل واحد من المسلمين ان يسعى الى جعله امنا حتى كون هذا من اسباب وفود الناس اليه. ومن اسباب استمرار اقامة الطاعة فيه. سواء بالتبليغ عن اولئك المجرمين. الذين يعتدون على عباد الله او او عون في افساد هذه الارض او غيرهم. ومن فوائد هذه الايات ان الانسان لا يأمن على نفسه من الشرك. فاذا كان ابراهيم ابو الحنفاء صلى الله عليه وسلم يقول اجنبني وبني ان نعبد الاصنام حينئذ ليخف كل واحد منا ان يكون من اهل عبادة الاصنام. او ان يكون من اهل الاشراك. وفي هذه الاية الترغيب في دعاء الانسان لذريته. كما دعا ابراهيم لذريته بان عبادة الاصنام ودعا الله عز وجل ان يجعلهم مقيمين للصلاة. ودعا الله عز ان يغفر لهم. وفي هذه الايات ان عبادة الاصنام ستبقى في الناس الى قيام الساعة. ولذا دعا ابراهيم لا يكون من ذريته من يعبد الاصنام. وفي هذه الايات ان الناس ما يكون لديهم من عقول وتفكير. الا انهم قد ينخدعون بالامور السهلة او لا يفكرون فيها. وشاهدوا هذا ما نجده من عباد الاصنام في وقتنا الحاضر فاننا نجد ان بعضهم عنده من من العقل ما مكنه من ان يدخل في امهر الالات وادقها ان يعطي من النتائج ما لا يتوصل له الا اصحاب العقول الكبيرة. ومع ذلك نجده في اخر يومه يسجد لصنم في حجم كفه او اقل يدعوه له ويخضع له ويطلبه حوائجه. مع انه يعلم انه لا يستطيع ان يدفع عن نفسه شيئا وانه يحتاج في تنظيفه الى من يقوم بذلك. فسبحان من اضل اصحابا هذه العقول ومن فوائد هذه هي الايات وجوب اتباع اهل التوحيد. وفي ابراهيم عليه السلام. وفي هذا دلالة على ان شرائع الانبياء السابقين. شرائع لنا اذا لم يرد في شرعنا ما ينسخها ويلغي احكامها. ولذا قال ابراهيم فمن تبعني فانه مني وفي هذه الايات وجوب طاعة الانبياء. وان ما يرد عن انبياء الله فهو واجب الطاعة لا يجوز عصيانه مما يدل على حجية السنة ووجوب العمل بها. وفي هذه هي الايات ان المؤمن ينبغي به ان يدعو لعباد الله بالهداية والصلاح ولو وكانوا من المعرضين المخالفين لشرع الله جل وعلا. وفي هذه الايات ان اه امور الدنيا ليست مبنية على الاراء والاجتهادات المجردة من سبب قليل يجعل الله عز وجل له الاثار العظيمة. والنتائج الكبيرة بناء هذه المدينة التي تعيشون فيها كان اوله نزول هاجر اسماعيل في هذه المواطن. فلو حدث احد بما وصلت اليه هذه المدينة مكة المكرمة وما كان فيها في عصرنا من البنيان الكثير المعالي وما في من انواع النعم والخيرات وما امتد اليه عمرانها. وما وجد فيها من ذات وانواع الامكانات والموارد وما فيها من التجارات لم يخطر الا واحد في المئة من في عقول اهل ذلك الزمان وفي هذه الايات من الثمرات من الفوائد ان هذا البلد بلد مبارك الى قيام الساعة بفظل الله جل وعلا. ثم بدعوة ابراهيم عليه السلام. وفيها ان البركة فيها فيرخص الله اسعارها ويوفر سلعها اجعلوا للناس من الامكانات والقدرة ما يتمكنون به من ان يقطفوا ثمرات ما افي الدنيا وفي هذه الايات من الفوائد انه يستحب للانسان ان يختار لسكناه قرب مواطن الطاعات. ليكون هذا من اسباب قيامه بطاعة الله. ومن اسباب مشاهدة ذريتك تهلي الطاعة فيكونوا من اهلها. وفي هذه الايات اثبات حرمة مكة وانه لا يجوز فيها صيد ولا قطع لشجر. لقوله عند بيتك المحرم الرمل وفي هذه هي الايات من الفوائد الامر باقامة الصلاة والاستمرار عليها وبذل الاسباب المؤدية لذلك. وفي هذه الايات ان قلوب العباد بين اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. فما يوقعه فما يوقعه الله من المحبة فيها او من الكراهية والبغضاء انما هي امور جعلها الله عز وجل في القلوب. وفي هذه الايات تعلق قلوب خلقي من اهل الاسلام بهذا البيت وبهذا الموطن الشريف. ونحن نجد ان من يفد هذه المواطن اعداد وفيرة في مواسم كثيرة. وان من يتمنى الوفود اليها اه ويعجز عن ذلك اضعاف من يفد اليها. وفي هذه الايات من الفوائد تفضل الله عز وجل على اهل هذه البلاد بوفرة الخيرات وانواع النعم واصناف الثمرات وهذا نجده كانوا في الزمان الماضي يزرع اهل المناطق المجاورة انواع الثمار يريدون افظله واحسنه واجمله الى هذه المواطن. وفي عصرنا الحاضر فسر الله عز وجل وسائل التنقل والاسفار. فاصبح الناس يفدون بما عندهم من خيرات من مشارق الارض ومغاربها الى هذه المواطن. وانظر الى توفر انواع السلع وانواع الخيرات في هذه المواطن. وذلك من فضل الله عز وجل. وفي هذه الى ايات ان شكر الله تعالى على نعمه بالاعتراف انها من عنده وبصرفها في مراضيه معنى اراده الشارع ورغب الناس فيه. وانظر لهذه السورة التي فيها قوله تعالى ان شكرتم لازيدنكم مع قوله هنا لعلهم يشكرون. مما يدلك على مكانة الله على نعمه. وفي هذه الايات سعة علم الله. فهو لا يخفى عليه شيء مما في النفوس ولا مما يظهره الناس ويعلنونه. مما يستدعي ان يراقب الانسان ربه جل وعلا وان يخاف منه سبحانه وتعالى وفي هذه هي الايات من الفوائد معرفة فضل الله على العبد بما رزقه من الولد فهذه نعمة من نعم الله جل وعلا هذه النعمة ان يكون هؤلاء الاولاد صالحين قائمين بشرع الله. بارين بي او وبابائهم وفي هذه الايات ان تأخر النعمة على الانسان لا يدل على نقصان مكانته. ولا يدل على نزول مرتبته عند الله جل وعلا فان ابراهيم كان يدعو بالولد ويعد ذلك نعمة يرجو حصولها من الله عز وجل فتأخر اتيان الولد لحكمة يراها الله جل وعلا. فلم يكن من ابراهيم ان ييأس او يقنط من رحمة الله جل وعلا به وفي هذه الايات ان الاولاد الصالحين استمرار لحياة والدهم. فان هؤلاء الاولاد متى قام الوالد برعايتهم وتربيتهم. فاصبحوا صالحين فكل عمل صالح يؤدونه فانه يكون في ميزان حسنات والدهم. لانه السبب في اقدامهم على هذه الافعال الصالحة باذن الله تعالى. وفي هذه الايات ان الاصل ان يجيب الله جل وعلا الدعوات التي توجه اليه. ولكنه في بعض المواطن قد لا يجيب العبد بما دعا به لكنه يورثه خيرا مما دعا به فابراهيم دعا الله جل وعلا بالذرية فأجيبت دعوته. ولذا قال وان ربي لسميع الدعاء. وفي هذه الايات ان اقامة الصلاة شعار دين الاسلام وان استمرارها وبقاها دليل على بقاء هذا الدين. واخر ما الناس من دينهم الصلاة كما ورد في الخبر. مما يدل على الترغيب في اظهار للصلاة وابرازها. وفيه دلالة على استحباب جعل الابناء يشاهدون اهل الاسلام يقيمون هذه الفريضة ليتعلموا منهم ولتتعلق قلوب هؤلاء الناشئة بهذه الصلاة. وفي هذه الايات بذل الانسان للاسباب التي تؤدي الى ان يقوم ابناؤه باداء الصلوات والمحافظة عليها من دعاء الله جل وعلا ومن تذكير ذريته بالصلاة ومن بذل الاسباب التي تجعلهم يستمرون على ادائها. وفي هذه الايات حاجة كل واحد من العباد الى ان يدعو الله بان يتجاوز عن زلاته وان يغفر ذنوبه وسيئاته. فابراهيم ابو الحنفاء يقول ربنا اغفر لي فكيف بغيره وفي هذه الايات ان عدم اجابة دعاء الانسان لا يدل على نقصان مرتبته عند الله جل وعلا فقد يتوقف الله فقد لا يجيب الله دعوة امرئ صالح بحكم يراها. ولذا لما دعا ابراهيم عليه السلام بان يغفر لوالديه ولابيه لم يستجاب لدعوته فلم يدل على نقصان رتبته. ومثله في قصة النبي صلى الله عليه وسلم حينما دعا لعمه ابي طالب بالهداية فلم يستجب له. ونزل قوله انك لا تهدي من احببت وفي هذه الايات الترغيب في ان يدعو الانسان لعموم المؤمنين بان يغفر لهم وان يتجاوز عن سيئاتهم. وقد جاء في النصوص الترغيب في ان يدعو الانسان عباد الله جل وعلا سواء من المعاصرين له او السابقين. فان من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله له ملكا يقول امين ولك بمثل. وقد ذكر الله جل وعلا عن انبيائه عليهم السلام انهم يدعون لعباد الله المؤمنين ولذلك فانه يحسن بالمؤمن ان يكثر من الدعاء لاهل الايمان. قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. والله يعلم متقلبكم وما سواكم وقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. بارك الله ورزقكم الله اتباع نبيه ابراهيم في التوحيد. لتكونوا حنفاء مخلصين. كما نسأله جل على ان يجنبنا الشرك ووسائله واساليبه وانواعه وطرائقه. كما نسأله جل الا ان يجعلنا مقيمين للصلاة مؤدين لها مع الجماعة في المساجد. ونسأله جل وعلا ان يبقي هذا الشعار شعار الصلاة في الامة الى قيام الساعة. كما نسأله جل وعلا ان يغفر لاخواننا المؤمنين والمؤمنات وان يتجاوز عن سيئاتهم. وان يتولى شؤونهم. كما نسأله جل وعلا ان يجعل العاقبة الحميدة لنا ولاهل الاسلام. اللهم وفق ولاة امرنا لكل خير. واجعلهم من اهل الهدى والتقى سعادة والاستقامة هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه به واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين