من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك فكان سعيهم مشكورا نبتدئها بقوله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ولعلنا نستمع للايات فليتفضل القارئ بارك الله فيه مشكورا. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يغفر ذنوبكم وان ييسر اموركم وان يكون معكم وبعد فهذا هو الدرس الثالث من دروسنا في تفسير سورة الاسراء كلا نمدها وهؤلاء ان عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظروا كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين فانه كان للاوابين غفورا وات ذا القربى حقه والمسكين وبنى السبيل ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك وجوها ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا نورا يقول الله جل وعلا فمن كان يريد العاجلة يريد اي ان رغبته ونظره انحصر العاجلة فنيته في اعماله يريد بها الدنيا واما الاخرة فانه لا يلتفت اليها. وسميت العاجلة لانها قريبة هي بجوار المرء في دنياه وقوله عجلنا له فيها ما نشاء. اي جعلنا جميع ثوابه في الدنيا. وليس له وفي الاخرة من ثواب. لقوله عجلنا له فيها ما نشاء. اي ما يشاءه الله جل وعلا ويقدره له من انواع الخير وقوله لمن نريد اي ان الله يعطي الدنيا لبعض هؤلاء الذين ارادوها وليس كل من اراد الدنيا بعمله يحصل مراده فيها. لحكم له اجل وعلا وقوله لمن نريد ثم جعلنا له جهنم جهنم نار قد اعدها الله في الاخرة لمن اعرض عن سبيله وقال يصلاها اي يعذب فيها ويحترق فيها فان يصلى بمعنى الاحتراق بخلاف يصطلي فمعناها اان يتدفأ من النار بدون ان تؤذيه. قال مذموما اي يلحقه الذم بسبب انه لم يرد الا الدنيا وقوله هنا مذموما لان بعض يريد بعمله الدنيا فقط. وبالتالي تكون اعماله لهذه الدنيا ولا يكون له في الاخرة من خلاق. وبعضهم يريد باعمال الدنيا ان يكون له سمعة حسنة ومكانة عند الخلق. فلذا بدل الله جل وعلا ذلك فبدل ان يكون له السمعة الحسنة يكون له السمعة السيئة بتقدير الله جل وعلا وهذه سنة من سنن الله جل وعلا في الكون بان الله يجمع له بين يجمع لمن اراد الدنيا بين شيئين. الاولى ان يكون مذمومة فله الذم ويسخطه الناس ولا يكون له شيء من السمعة الحسنة اما قوله مدحورا اي يفتظح عند الخلق ويبتعد عن رحمة الله جل وعلا استمعوا له الذنب والعذاب وفي مقابل هذا من اراد الاخرة فان من اراد الاخرة وكانت مقاصده ان ينفع نفسه في اخرته. فرضي بان تكون اعماله من اجل ان ينيله الله الثواب في الاخرة وقدم الاخرة على الدنيا وسعى لها يعني للاخرة سعيها اي الاعمال الصالحة التي تنفعه في تلك الدار. وكان من اهل الايمان لان من لم يكن من اهل الايمان فانه لا يقبل عمله. وقال فاولئك اي هؤلاء الذين اين كانت مقاصدهم اخروية كان سعيهم اي عملهم الصالح الذي فعلوه في الدنيا مشكورا اي يشكره الله لهم فيثيبهم عليه الثواب الجزيل فيقبله لهم وينميه ويدخره لهم فينالون به اجر الاخرة. ومع هذا لا يفوتهم اجر الدنيا. فان الله جل وعلا قد قدر ان الدنيا تكون للبر والفاجر. ولذا لما دعا إبراهيم عليه السلام في قوله اجعل هذا يدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر. قال الله جل وعلا ومن كفر فنمتعه قليلا. ثم نضطره الى عذاب النار. وبئس المصير. فعطاء واحسانه في الدنيا قد يناله الفاجر كما يناله البر حكمة امن حكم الله جل وعلا؟ وان كانت سعادة المؤمن بما يؤتيه الله في الدنيا اعظم من سعادتي الفاجر والكافر. فان الدنيا لا تخلو من المصائب. واهل الايمان اذا جاءتهم المصائب رضوا بها واطمأنت نفوسهم الى ان هذا القدر لصالحهم ومن ثم ما يكون من شأنهم الصبر والرضا فتهون عليهم هذه المصائب بخلاف غيرهم انهم اذا اصيبوا بشيء من الدنيا فانهم يجزعون ويكون من شأنهم ويكون من شأنهم الهلع والخوف والحزن. وهكذا المؤمن يعلم ان الله جل وعلا هو المتصرف في الكون فتجده معطاء تجده احتسبوا الاجر فيما يبذله ومن ثم يعوضه الله جل وعلا تعويضا مع ما بذله وكلا نمد هؤلاء يعني من الفجار وهؤلاء يعني من الابرار من عطاء ربك والعطاء يشمل شيئين. الاول امور الدنيا من الرزق ونحوها ها والثاني التوفيق للنية الصالحة والعمل الصالح. قال وما كان عطاء ربك اي لم يكن عطاء الله ورزقه للعباد من الامور الممنوعة المحظورة على العباد فان الله جل وعلا يمتن على بعض عباده بسعة الارزاق وتيسير الامور يرزقهم العلم في معايشهم ويعطيهم العقل الذي يميزون به حقائق الاشياء وهذا من فضل الله جل وعلا ولكن العباد في هذه الامور يتفاوتون. ففرق بين الناس فيما في الارزاق فذاك موسع عليه. والاخر مقتر عليه. وهذا ميسر له اموره وذاك تتعسر عليه وذاك اعطاه الله العلم الذي يعود عليه بالنفع والاخر ليس عنده الا الجهل واخر عنده عقل يدرك به حقائق الاشياء وعواقبها ومن ثم يستعد لكل امر يأتيه والاخر بضده على حال من السفه ومحن نعلم ان العبادة في الدنيا ليسوا على درجة واحدة وانما هم متفاوتون في ام الله وقد امر الله جل وعلا المؤمن بان يتفكر في قدرة الله عز وجل على خلق التفاوت فيما بين الناس. ولذا قال انظر كيف فضل ان بعضهم على بعض ثم ارشده الى ان يستدل على وجود التفظيل في الدنيا بوجود التفظيل في اخرة ولذا قال وللاخرة اكبر درجات واكبر تفظيلا. فان الله جل وعلا يعطي في الاخرة النعيم العظيم ويجازي الجزاء الكبير وقوله كلا نمد هؤلاء يعني ان الله يعطي على الاحسان المؤمن والكافر فان الله له سنن في الكون فيجازي المحسنين بالاحسان. فمن كان مريدا باحسان الدنيا اتاه الله من الدنيا. ومن كان مريدا باحسانه الاخرة اتاه الله من دنيا ومن الاخرة. وهذا يدلك على قدرة الله جل وعلا على الاطلاع على ما ظمائر وسرائر القلوب. كما ان هذا يدلك على وجود التفاوت فيما بين ناسف ثم وجه الله جل وعلا اهل الايمان بعدد من التوجيهات تكون سببا من اسباب اليهم الاجر الاخروي فاول هذه التوجيهات الدعوة الى عبادة الله وحده وترك الشرك. ولذا قال لا تجعل مع الله الها اخر. اي لا تعتقد ان هناك ااحد يستحق العبادة مع الله جل وعلا. فاله بمعنى معبود كانه نهى عن ان تصرف شيئا من العبادات لغير الله جل وعلا ومن هنا فان من المحظورات في الشرع ان يوجه الانسان شيئا من عباداته لغير الله بل الواجب عليه ان يجعل عباداته عباداته كلها لله. فصلاته لله دعاؤه لله وخضوعه لله وخوفه الذي يعبد به ورجائه الذي يجعله عبادة كل ذلك لله جل وعلا. ومن ثم لا تصرف شيء من العبادات لغير لله جل وعلا. بل الواجب ان تجعل العبادات كلها لله سبحانه وتعالى وارشد الى ان من وجه عباداته لغير الله فانه لن يقوم للخير بل سيكون قاعدا عن الخير ولذا قارن بين قوله عن الكتاب ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم بينما هنا قال لا تجعل مع الله الها اخر ايش فتقعد مع فتقعد مذموما مخذولا. مذموما اي يتوجه اليك الذم وستكون مذموما من الله مذموما من عباده مخذولا اي لا يوجد من ينصرك ومن يقوم معك ولذا اهل الشرك هم اقبح الناس فعلا واشنعهم قالتا وعملا وبالتالي فهم اقبح الناس نعتا وهم كذلك اهل الخذلان فيخذله فيكون غير منصورين في امور دينهم ولا امور رب بهم ومن هنا فكلما تعلق الانسان بالله وحده كان له الثناء الحسن وكان له النصرة والتأييد من رب العزة والجلال. وان كان لانسان لا ينبغي به ان يسعى ان يحظى بمدح الناس وبنصرتهم وانما يسعى الى الاخرة فيكون عمله من اجل اصلاح احواله في الاخرة فيكون هذا من اسباب صلاح اموره في الدنيا. ولذا على الانسان ان يكون مخلصا في اعماله لله اه وكلما جعلت اعمالك عبادة لله ترجو بها ثواب الاخرة كان لك التأييد والنصر وكانت لك السمعة الطيبة في الدنيا والاخرة. ولكن انتبه من ان تكون مقاصدك دنيوية وقال تعالى بعد ذلك حاسا وامرا عباده المؤمنين اهم الواجبات الشرعية التي يجب اليهم مراعاتها. فقال اولا وقضى اي امر امرا شرعيا لازما واجبا لا جواز للعبد في تركه الا تعبدوا الا اياه. اي لتكن عباداتكم كل لله وحده فلا تصرفوا شيئا من العبادات لغير الله. لا على جهة عبادته ولا على غير ذلك فان من صرف العبادات لغير الله على نوعين مشرك شركا اكبر بان صدى عبادة غير الله ومشرك شركا اصغر بان يقصد بعمله غير الله لا على عبادته اما لينال منه اجرا دنيويا كمن صلى ليعطى او اراد السمعة والرياء فانه حينئذ ليس له ليس له عنده موافقة للامر الشرعي ومن هنا فعل الانسان ان يجعل عباداته كلها لله. فلا الانبياء يعبدون ولا الملائكة ولا الاولياء ولا الصالحون ولا شيء من من الجبال او من الاراضي ولو مر عليها رسول الله ولو صلى فيها رسول الله لان العبادة حق لله جل وعلا. فهو سبحانه الواحد الاحد الذي يجب ان فالعبادات له وحده ولا يجوز ان تصرف العبادة لغيره. كيف لا وهو الذي انعم علينا بالنعم الظاهرة والباطنة وهو المتصرف في الكون. كيف لا وهو الذي خلقنا واوجدنا من العدم بعد ان لم نكن شيئا مذكورا. فقد كان الانسان نطفة لو وضعت على ثيابه لا اعتبرها قذرا يقوم بتنظيف ثيابه منها. ثم يتذكر الانسان ورود على مواقف القيامة وسؤال الله جل وعلا له عن اعماله في الدنيا هل كان من الموحدين في او كان من المشركين ثم قال وبالوالدين احسانا. اي امر الله وقضى ان يحسن العبد لوالديه ابيه ولامه. والاحسان يتفاوت ما بين محل واخر. وما بين شخص واخر فاذا كان الاب فقيرا احسن الابن اليه فيما يتعلق بامر باموره المالية. واما اذا كان غنيا فيحسن اليه بان يكون معه معينا. واذا اذا كان الاب قادرا مستطيعا فان الاحسان له بحسن التعامل معه والتلطف في المقال معه. واما اذا كان آآ واما اذا كان الوالد عاجزا. فالاحسان معه بان يقوم معه في في حوائجه وان يرعى تلبية ما يحتاج اليه ومن هنا فان الاحسان قد يتفاوت من اب الى اخر ومن والدة الى اخرى وهكذا قد يتفاوت الاحسان ما بين زمان واخر. فيكون الاب مثلا يتحمل ان يمزح عليه ويرغب في ذلك في زمان ولا يرغب فيه في زمان اخر. ومن الاحسان الاحسان القول بان ينادي الاب باحسن الاسماء التي يرغب الاب ان ينادى بها. ومن احسان الى الوالدين ان يحسن اليهما بعد مماتهما تقديم الاعمال الصالحة التي تنفعهما صلة الارحام التي لا توصل الا من قبلهما ثم اكد الله جل وعلا على حال يتأكد فيه الامر بالاحسان الا وهو حال ضعف الابوين وبلوغهما درجة من السن ولذا قال اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما اي اذا وصلا الى السن الكبيرة التي يحتاجان معها الى العناية والرعاية لضعف قوتهما وقلة فهمهما واحتمال اصابتهما بالخرف الذي لا يحسنان معه شيئا من امورهما. فحينئذ تشتد الحاجة الى الاحسان فيكون الاحسان هنا اعظم اعظم اجرا واكثر ثوابا وفي هذه الحال نهي ان يقال لهما ادنى كلمة تحسهما فلا يقال لهما على جهة التأفف اف لك ما. وفي النهي عن التأثيف نهي عن بقية انواع الاذى من مثل ضربهما او رفع الصوت عليهما او تسفيه ارائهم او التقليل من مكانتهم او استعمالهم في الخدمة او جعلهم يحتاجون للاخرين ويذلون دون لغيرهم وكما نهى الله عن التأفيف لهما نهى عن نهرهما. فقال ولا تنهرهما. اي لا جرهما ولا تتكلم معهما بالكلام الغليظ الخشن. وانما الواجب ان تكلم الانسان مع والديه بالكلام الذي يعرف حسنه. فيقول قولا ايمان يعني اللفظ الجميل الذي كانه يسدي به معروفا لهما. فبالتالي بالكلام الجميل ويتأدب معهما ويتلطف بالقول الحسن الذي يريح صدورهما ويجعلهما مطمئنين مرتاحين. وهذا كما تقدم تختلف باختلاف احوال الناس. ففي بلد قد يكون لفظ من الالفاظ محمودا فيه عند الاباء بينما يكون ذلك اللفظ غير مرغوب فيه في بلد اخر. مثل اي للاب باسمي يا ابي. فان بعض الاباء قد لا يرغبه. وهكذا النداء بالكنية يا ابا فلان، ففي بعض البلدان يكون مرغوبا عند الاباء، ولا يكون مرغوبا في بلدان اخرى بل الاباء في البلد الواحد يختلفون. وكم من اب يطلب من ابنه ان يسميه باسمه وكم من اب ينفر من ابنه عندما يناديه باسمه مجردا ثم قال تعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. اي تواضع لوالديك. واستعمل جناح الذل واصل الجناح يطلق على جزء الطائر لان هذا الجناح عند الطيران يمد ولا يحرك ويكون سببا من اسباب خدمة بدن الطائر. فهكذا يكون ولد لوالديه بمثابة الجناح للطائر يقوم بحوائجهم ويتولى امورهم ويحتسب الاجر معهم. وقوله هنا من الرحمة اي انه يرحم الوالدين قيامه مع والديه ليس على جهة الخوف منهما ولا على جهة الامل والرجاء في ان يعطوه مما اتاهم الله في دنيا وانما تكون رغبته في ان يرحمه الله جل وعلا ومن ثم فهو ارحموا والديه فان الرحمة للعباد من اسباب رحمتي رب العباد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ثم قال تعالى وقل رب ارحمهما اي ليكن من شأنك ان تستمر في الدعاء لهما فيما يعود عليهما بالخير فتدعو لهما بالرحمة سواء كانوا احياء او كانوا امواتا تاء واذا استحضر الانسان ما قام به الوالدان في حق ابنهما علم ان فضلهما عليه كبير. فان الوالدة قد حملته في بطنها تسعة اشهر. كان ينافس في طعامها الذي تدخله الى جوفها. بل انها تعطيه من الطعام الذ وافوده وانفعه وهو في باطن امه. ثم انه لما خرج تولاه بالرعاية والعناية والتربية والقيام معه في كل ما يحتاج اليه وحين اذ كان لهما حق عظيم فيما يتعلق قيام الابن برحمة والديه فكأنه يقول له ان كان ابواك قد اصبحا ضعيفين فتذكر انك كنت ضعيفا في اول امرك ومع ذلك قاموا معك وظعفهما اليوم اقل من ظعفك في وبالتالي استشعر انهما قاما معك حال ضعفك فليكن منك ان تقوم معهما حال ضعفهما قال تعالى ربكم اعلم بما في نفوسكم اي انما تضمرونه في القلوب من المقاصد والنيات من خير وشر فان الله جل وعلا مطلع عليها. وقال ربكم اعلم ولم يقل عليم لانه اراد ان يستعمل صيغة المبالغة. فكأنه يقول الله اعلم بما في نفسك منك فانك قد تضمر شيئا ثم تنساه. والله جل وعلا لا انسى شيئا وبالتالي فعلم الله بما في قلبك اعظم من علمك انت بما في هذا القلب وفي هذا ترغيب في ان يقصد الانسان باعماله النية الصالحة ومن اعظم ذلك ان ليقصد نية الاخرة فيؤدي اعماله من عبودية الله ومن القيام مع الوالدين ومن الانتهاء عن المعاصي والذنوب بنية ان ينال الاجر الاخروي وان يحصل على على رضا رب العزة والجلال ومن كان كذلك فان الله جل وعلا يجعل له اسباب النجاح والفلاح في دنيا والاخرة. قال تعالى ان تكونوا صالحين اي عندكم نية صالحة بان تقصدوا الاخرة قم عمل صالح بالتوحيد وبر الوالدين ونحو ذلك. فحينئذ يكون هذا من اسباب قبول توبتكم وانابتكم الى الله جل وعلا. فمتى كنتم قد حصرتم رغباتكم في ما يقربكم الى الله وليس عندكم في القلب نية لغير الله جل وعلا. فحينئذ كل اما رجعتم الى الله فان الله جل وعلا يغفر لكم ويتقبل منكم تجاوزوا عن ذنوبكم ومعاصيكم. ولذا قال فانه كان للاوابين. الاواب يعني الرجاع يقال اباء بمعنى رجع. ولذلك قيل للذباب ذباب. لانه كلما ذب اباء اي رجع مرة اخرى من هنا فانه نعلم ان العبد مهما كانت درجته لا يبلغ درجة الكمال فنعم الله على العباد اعظم من العبادات التي يقومون بها. ونعم الله على العباد لا توازي لا يوازي فيها طاعات الناس. وكم وكم للعبد من غفلة عن طاعة الله مع ان الله خلقه ليعبده ومن هنا فعلى الانسان ان يحذر مما في القلوب لانه قد يرد في القلب ارادة غير الله. وقد يرد في القلب ارادة الدنيا. وقد يرد في القلب ترك الاحسان للوالدين. ولذا على العبد ان يستشعر ان الله مطلع على هذه الخفايا التي في صدره. ومن ثم اذا وجد منها فعليه مباشرة ان يرجع الى الله جل وعلا ليكون من اهل الانابة الذين يرجعون الى الله ويسعون في تحصيل محبته ومحبة ما يقرب اليه ومن ثم يكون هذا من اسباب مغفرة ذنوبه والتجاوز عنه تقصيره وسيئاته ثم امر الله جل وعلا بالاحسان الى طوائف من الناس. فاول هؤلاء ما ذكره بقوله وات ذا القربى والقربى اي اصحاب الرحم. والاظهر ان هذه اللفظة ما تشمل القرابة من الاب تشمل القرابة من الامي ومن هنا فانه مطالب العبد بالاحسان اليهم وتفقد حوائجهم. وجمهور اهل العلم يرون ان الاية في الصدقة المطلقة. ورأى طائفة بان المراد بهذا اللفظ النفقة الواجبة. واستدل عليه بان الصيغة قد جاءت بلفظ الامر وات ذا القربى ثم قال حقه والحق يعني الواجب المتعين. ولذا استدل طوائف من اهل اهل العلم بهذه الاية على وجوب بذل النفقة للقرابة وقد اختلف اهل العلم فيمن تجب نفقتهم من القرابة. فقال مالك تجب النفقة والدين والابناء والذرية. فانما اوجبها على الاصول الفروعي وقال الامام ابو حنيفة بان كل ذي رحم فانه يكون من القرابة فكل ذي رحم محرم فانه يكون من القرابة. وبالتالي تجب نفقته وذهب الامام احمد الى ان النفقة الواجبة للقرابة انما تكون لمن ترثه لو مات لقول الله عز وجل وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس الا وساها ثم قال تعالى وعلى الوارث مثل ذلك. قالوا لان من كنت ترثه فانه لا يجوز لك ان تعطيه من زكاة مالك. ومن ثم وجب عليك ان تنفق عليه متى كان محتاجا. اما اذا كنت لا ترثه فانه يجوز لك ان تعطيه من زكاة مالك ومن ثم يستغني او من ثم يستغني بهذه الزكاة. اذا من كان يرث شخصا اخر فانه يجب عليه ان ينفق عليه ولا يجوز له ان يعطيه من زكاة ما له لان لا يعود ماله اليه فيكون قاصدا بدفع الزكاة احتمالية ان يرجع المال اليه. اما اذا كنت لا ترثه فيجوز لك ان تعطيه زكاة مالك ومن امثلة هذا الاخذ هل يجوز لك ان تعطيه زكاة مالك وهل يجب عليك نفقته فلنقول ان كنت ترثه فحينئذ يجب عليك ان تنفق عليه من حر مالك متى كان محتاجا ولا يجوز لك ان تعطيه زكاة مالك. متى ترثه؟ ترثه بشرطين ان لا يكون الاب هدى والا يكون له ابناء ذكورا اما اذا كنت لا ترثه لعدم الاصل ولعدم الفرع المذكر ففي هذه الحال يجب عليك ان تنفق عليه من حر مالك. لقول الله تعالى وعلى الوارث مثل ذلك التالي يجب فبالتالي يجب ان نلاحظ مسألة الارث ونربطها ارتباطا عكسيا بمسألة النفقة ومسألة الزكاة ثم قال تعالى والمسكين آآ والمراد بالمسكين من لا يجد حاجته التي يحتاجها اليها فيعطى ما يمكنه من اخذ حوائجه قال والمسكين من اهل الزكاة لقوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والصنف الثالث ابن السبيل. والمراد به المسافر الذي انقطع عن بلده ولم كان من النفقة على نفسه لضياع نفقته او لنفادها فهذا هذا الذي انقطع به الحال من المسافرين يجوز صرف الزكاة له فيعطى من ان ما للزكاة ويستحب اعطاؤه من صدقة التطوع قال الله جل وعلا ولا تبذر تبذيرا. اي اجتنب صرف الاموال فيما الا يعود بالنفع فواء الخير عليك او على غيرك وبالتالي على الانسان ان يقتصد في نفقته ويكون متوسطا. كما قال تعالى في صفات عباده الرحمن والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ان يقيموا حياته بهذه النفقة المتوسطة وقد نهى الله جل وعلا عن التبذير هنا وعدى المبذرين من اخوان الشياطين لان الشيطان يدعو الناس الى الصفات المذمومة والاخلاق الرذيلة ومنها صفة البخل والامساك وكذلك صفة البذل فيما لا يعود ومن ذلك الاسراف والتبذير. والله جل وعلا يأمر العباد بان يكونوا من اهل العادل ومن اهل القسط ويمدح عليهما. وقد قال الله جل وعلا في هذه ايات ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك. ولا تبسطها كل البسط. فغل اليد الى العنق كناية عن شدة الامساك وعن البخل. بينما البسط الشديد يراد به تبذير والاسراف. وقد قيل من انفق وهو لا يدري احتاج من اذ لا يدري وقوله هنا في هذه الايات واما تعرضن عنهم اي اذا لم يكن عندك قدرة على مساعدة القرابة وعلى المساكين وابن السبيل فليكن من شأنك ان تتلفظ معهم باللفظ الجميل والكلام الطيب. ولذا قال واما تعرظن عن منهم اي لا تستجيب لطلبهم. ولا تقوموا بمعونتهم فتعطيهم اعراضا عنهم. وذلك لعدم قدرتك على اتيانهم. فحينئذ انت ترجو وتبتغي رحمة من ربك ان تنزل عليك من اجل ان تقوم في حوائج هؤلاء واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها. فقل لهم اي تكلم معها القرابة والمساكين وابن السبيل باللفظ الجميل قولا ميسورا اي ما اسهل عليهم احوالهم ويمكنهم من الاكتساب اما ان تدعوهم الى ان يلتجئوا الى الله يتضرع بين يديه والله قد وعد الداعين له باجابة الدعوات واما ان تتقرب الى الله جل وعلا بان ترشدهم الى الى الاكتساب والعملي الذي يعود عليهم بالنفع. ولذا ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشد بعض اصحابه الى الدعاء عندما شكى حاجة وارشد فاطمة رضي الله عنها عندما سألت خادما الى ان تكثر من ذكر الله جل وعلا وخصوصا عند منامها وارشد رجلا جاء اليه سائلا ان يأخذ احبله ويذهب الى البرية فيحتطب فيأتي فيبيعه على الناس فيكون هذا من اسباب اقتنائه وعدم حاجته مرة اخرى ومن هنا فان من كان عاجزا عن اعطاء الفقير فليحذر من نهره او من الكلام عليه بسوء وليكن من شأنه ان يقول قولا ميسورا. اي يتلطف معه في الخطاب بالله ويبين له ان الرزق بيد رب العزة والجلال ولو قدر انه واعدهم في وقت اخر متى رزق من عند الله جل فحين اذ يكون هذا من اسباب التيسير لهم. فقل لهم قولا اي تكلم معهم باللفظ الجميل والوعد الحسن عند والاعتذار المناسب ليكون ذلك من اسباب طمأنينة نفوسهم وكونهم ممن ممن يسعى الى طيلة منافعه. كما قال تعالى في سورة البقرة قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. وفي هذا جعل الناس يعودون الى الله جل وعلا ويرجون الرحمة والرزق منه سبحانه وتعالى ومتاع تعلقت القلوب بالله وظنت به الظن الحسن فان الله جل وعلا يحقق ما قلوبهم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. فليكن كن من شأننا ان نكون من اهل الظن الحسن بالله سبحانه وتعالى. فهذه ايات عظيمة فيها فوائد وحكم كثيرة واحكام متعددة فمن ذلك ان الانسان عليه ان ينوي باعماله الاخروية الاخرة والا تكون مقاصده دنيوية. والناس في اعمالهم يتفاوتون هنا فالاعمال التي يؤديها الناس على صنفين. الصنف الاول ما لا يفعل الا على جهة العبادة. فهذا الناس في على اربعة اصناف. من فعلها لله لينال الاخرة. فذلك المؤمن الموحد الذي كونوا له والعاقبة الحميدة في جنان الخلد وله الثواب الجزيل في الدنيا. والصنف من عملها لله لينيله الدنيا فهذا انما اراد الدنيا ولم يرد ولم يريد الاخرة فليس له في الاخرة من نصيب. بالنسبة لهذا العمل الذي قصد به الدنيا الثالث من نوى بهذه الاعمال انها عبادة لغير الله. فهذا شرك اكبر والصنف الرابع من نواها لغير الله لا على جهة العبادة له فهذا شرك اصغر لا يصاحبه به من الملة. والنوع الثاني من الاعمال ما لا يتمحض ان يكون عبادة ومثل هذا ايضا المتروكات التي تترك كترك الخمر والزنا. والناس في هذه فعل على اصناف من تركها لله يريد الاخرة كان مأجورا مثابا موحدا والثاني من عملها لله لينيله الدنيا. فهذا ليس له الا الدنيا. والصنف في الثالث من ترك هذه المنهيات وفعل تلك الاعمال الصالحات يريد بذلك امرا دنيويا. فهذا لا حرج عليه ولا يلحقه الاثم ومن ان يقصد تناء الناس عليه والصنف الرابع من جعل هذه الاعمال التي لا تتمحض عبادة غير الله على جهة الشرك له والعبودية فهذا شرك اكبر. ومن امثلة هذا ما لو ذكرنا مسألة تهرك المحرمات كتارك الغيبة والنميمة. فالناس فيها على اربعة اصناف. منهم من يتركها لله يريد الاخرة فهذا المأجور المثاب الموحد ومنهم من يتركها لله لينله الدنيا فهذا او تركها للدنيا فهذا اليس له في الاخرة اجر او ثواب؟ كمن تركها لله ليمنع عنه اعتداء الخلق. او ترك الغيبة من اجل ان لا يقع الناس في غيبته او ترك الغيبة من اجل ان يصلح العلاقة بينه وبين من يغتابه فحينئذ انما قصد اجرا دنيويا فلا ثواب له في الاخرة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات واما من قصد بها عبودية غير الله فهذا شرك اكبر مخرج من ملة الاسلام وحينئذ عليكم جميعا ان تحتسبوا الاجر والثواب في كل الاعمال التي تؤدونها وفي هذه الايات ذم من اراد بعمله الدنيا. وان هذا من المقاصد الفاسدة ومن ارادة الدنيا ارادة الانتصار على الاعداء. ومن ارادة الدنيا ارادة الاموال وامتلاك وامتلاك ايها ومن ارادة الدنيا ان يريد الانسان ثناء الخلق عليه من ارادة الدنيا ان يريد الانسان صرف اظراري والشرور عنه. وفي هذه الايات بيان ان العمل لا يقبل الا اذا كان الانسان قد اراد به الاخرة. واما من قصد بعبادته الدنيا فليس ذلك من المقبولة عند الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الارزاق في الدنيا عطاء من الله جل وعلا يقسمها على وفق ما سبحانه وفي هذه الايات ان عطاء الله مبذول لجميع الخلق وفي هذه الايات ان نعم الله على العباد متفاوتة فليسوا متماثلين ولا حتى متقاربين. وفي هذا علامة ظاهرة ودليل بين فان الناس ان الناس اذا تفاوتوا في الدنيا بقدر الله جل وعلا دل ذلك على قدرته ان بينهم في امور الاخرة. ومن امور الاخرة النعيم الدائم وفي هذه الايات التحذير من الشرك وتفسير الشرك بانه صرف شيء من العبادة لغير الله جل وعلا. وفيها بيان ان الشرك من اسباب ذم الخلق. ومن اسباب خذلان العبد وعدم انتصاره على اعدائه وفي هذه الايات النهي عن عبودية غير الله. وبيان ان الله قد امر بامر جاثم بان يفرد بالعبادة وان تصرف العبادة لاحد سواه فهذه هي دلالة في اداة الاستثناء التي وردت بعد النفي وفي هذه الايات ان من اسباب ان مما امر الله به ان يحسن الانسان الى والديه فالاحسان من الواجبات ويتفاوت بتفاوت حال الاباء وفي هذه الايات الزام الابناء بالقيام على على ابائهم متى ورد اليهم عجز او عدم قدرة للقيام بحوائجهم وفي هذه الايات ان سنة الله في الكون بكبر بعض العباد وضعفهم سنة ما قضية وفي هذه الايات النهي عن ان يقال قولا سيئا خصوصا الوالدين وفي هذه الاية دلالة اشارة على جواز تفاوت السن بين الزوجين. سواء كان الزوج هو الاكبر او كانت الزوجة هي الاكبر. فان الله تعالى قال اما يبلغن عندك الكبر احدهما فهذا دل على انه يمكن ان يبلغ احد الوالدين كبر السن والاخر لم يبلغ ذلك اه وفي هذه الايات النهي عن التأفيف للوالدين بما يشمل الناهية عن كل اذاه يمكن ان يوجه اليهما. وفيها وجوب ان يتكلم الانسان مع والديه بالقول الحسن ولم يشترط في هذه الايات للاحسان للوالدين ان يكون الاب محسنا لابنائه. فلو قدر ان الوالدين اهمل الابناء ولم يقوما بتربيتهما فلا يعني هذا ان يترك الابناء اباءهم واول مستفيد من البر هم الابناء كلما كانت كلما كان احسان الوالدين للابن ضعيفا فانه ينبغي بالابن ان يزداد في احسانه اليهما ليعظم اجره معهما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والدة الا ان يجده مملوكا فيعتقه فلم يفرط في هذا بين الوالد المحسن وغير المحسن وفي هذه الايات الترفق مع الوالدين والتذلل لهما والرحمة بهما وفي هذه الايات الترغيب في دعاء الانسان لوالديه بالرحمة وفيها جواز ان يدعو الانسان لغيره. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله له ملكا يقول امين ولك بمثل وفي هذه الايات تذكير الانسان بفظل ابويه عليه. ولذا قال كما ربياني صغيرا. والمراد بالتربية القيام على شؤونه سواء فيما يتعلق باموره الدنيوية كما كله ومشربه وملبسه او في الامر الاخروي بتعليمه شعائر الاسلام وبتعويده على طلب العلم في فيما يتطلب فيه من عمل. ونحو ذلك. وفي هذه الايات اطلاع الله على ما في القلوب فهو اعلم بما في القلوب من اصحابها سبحانه وتعالى. وفي هذه الايات التذكية باحسان النية بان تكون صالحة لله جل وعلا وفي هذه الايات انه لابد ان يقع من العبد تقصير وتكاسل عن شيء من الطاعات ولذا من كان بارا بوالديه يسارع الى التوبة كل وقت فانه يغفر له ما كان منه. وفي هذه الايات الترغيب في اعطاء القرابة وتفقد حوائجهم تزويع اعطاء الزكاة للقريب اذا لم يكن صاحب الزكاة وارثا لذلك القريب الفقير وفي هذه الايات التحذير من التبذير حتى ولو في الاعمال الصالحة ومن ذلك التبذير في عطايا القرابة وفي هذه الايات بيان ان التبذير من اسباب تسلط الشياطين على العبد وفي هذه الايات ان من كان عاجزا عن الوقوف مع الفقير والمسكين وابن السبيل والقريب فانه يخاطبه بالحسنى باللفظ الجميل فيذكره بالله عز وجل ويرغبه وفي ان يطلب الرزق منه جل وعلا ليكون ذلك مما يعينه على اموره فهذا شيء مما يتعلق بهذه الايات وبتفسيرها وما اشتملته وما اشتملت عليه من المواعظ والحكم والاحكام. بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم وجعلكم من الموفقين الصالحين المصلحين. اللهم اجعلنا من اهل الجنة. اللهم اجعلنا من اهل الجنة اللهم اجعلنا من اهل الجنة اللهم طهر نياتنا من الرياء. اللهم اجعلنا ممن قصد رضاك والجنة برحمتك يا ارحم الراحمين. كما نسأله جل وعلا ان يوفق المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. الى ما يعود عليهم بالنفع والصلاة وان يكونوا من اسباب الهدى. كما نسأله جل وعلا ان يجعل ولاة امور مسلمين من اسباب الخير والرحمة بفظله جل وعلا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين