كثيرا الى يوم الدين الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا. اما وبعد ففي لقاء جديد من لقاءاتنا في تفسير سورة الاسراء نتذاكر شيئا من ايات هذه السورة العظيمة ونستشعر ما فيها من المعاني ونتدارس الاحكام التي اشتملت عليها هذه السورة. فلعلنا باذن الله جل وعلا نستمع لعدد من الايات القرآنية من هذه هي السورة الكريمة ليكون ذلك من اسباب معرفتنا لمعانيها وتقربنا لله عز وجل بتدارس ما فيها من الاحكام فلنستمع للايات من هذه السورة الكريمة ليكون ذلك منطلقا لدراستنا لها فليتفضل القارئ مشكورا جزاه الله خيرا وبارك الله جل وعلا فيه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقل لعبادي يقول التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ربكم اعلم بكم ان يشأ يرحمكم او ان يشأ يعذب بكم وما ارسلناك عليهم وكيلا. وربك اعلم بمن في السماوات والارض. ولقد فضلنا بعضا على بعض واتينا داود زبورا. قل ادعوا زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر. فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه اب ربك كان محظورا. وان من قرية الا نحن من مهلكوها. وان من قرية الا نحن مهلكون قبل يوم القيامة. قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا. وما اما نعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاول ولون. واتينا ثمودا. الناقة مبصرة ظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا احاط وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة. والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ذكر الله جل وعلا في هذه الايات عددا من الامور التي ينبغي بالانسان ان يتفطن لها فاول ذلك ان الله جل وعلا امر عباده بان يتلفظوا بالالفاظ الجميلة وان يتكلموا بالكلام الحسن وهذا يشمل ذكر الله جل وعلا كما يشمل ايضا مخاطبة الناس بالخطاب الحسن فكلاهما داخل في هذه الاية ان قال قائل ايهما افضل؟ صمت الانسان ام كلامه؟ قيل كلامه الحسن افضل صمته عن الكلام السيء افضل ومن هنا فليس الصمت هو الاولى بالعبد بل الاولى بالعبد ان يكون ممن تكلم بالحسنى. وبالكلام الاحسن وقوله هنا احسن صيغة مفاضلة اي ليختر افضل الاقوال واجمل الالفاظ ليتكلم بها ثم قال ان الشيطان ينزغ بينهم يحتمل معنيين اما انه يزرع العداوة بينهم بسبب الكلام الذي يتكلم به بعضهم في بعضهم الاخر واما ان يراد به انه ينزغ في قلوبهم ما يبعدهم عن ذكر الله ويجعلهم غافلين عن ذكره سبحانه وتعالى ثم ذكر المعنى في هذا فقال ان فقال ان الشيطان كان للانسان عدوا بناء والشيطان سمي بهذا الاسم لانه قد ابعد عن رحمة الله جل وعلا فشطنا بمعناه ابتعد كان للانسان عدوا مبينا. اي عدوا واضح العداوة. ولذلك فهو يريد من ان يكون باسوأ الاحوال. فمرة يزرع العداوات فيما بينهم ومرة يجعلهم يعرضون عن الله اما بالشرك او البدع او المعاصي وقد ذكر الله جل وعلا فيما يأتي سبب هذه العداوة حينما حسد ابليس ادم عليه السلام فهذه الاية عظيمة النفع لمن استشعر المعاني التي اشتملت عليها اهذه الاية؟ ثم قال جل وعلا ربكم اعلم بكم. اي ان الله جل وعلا عالم بجميع احوالكم. بل علمه بكم اكثر من علمكم بانفسكم. ولذا قال ربكم اعلم بكم لم يقل عالم بكم وانما قال واستعمل هنا صيغة التفضيل فالله اعلم بنا منا بانفسنا ثم قال ان يشأ يرحمكم اي اذا قدر الله جل وعلا للعبد دخولا في طرق الخير سيكون ذلك من اسباب رحمة الله جل وعلا به وان يشاء يعد او ان يشاء يعذبكم فان الامر لله جل وعلا يوفق من للخير والهدى و يترك من يشاء ليكون من اهل الغواية فيكون من اهل العذاب. وهذه سنة في الكون ان الله قد فاضل بين فلم يجعلهم على طريقة واحدة. بل غاير بينهم ولذا ذكر الله جل وعلا هذا التفضيل. ثم قال وما ارسلناك عليهم وكيلا فالنبي صلى الله عليه وسلم مهمته البلاغ. واما الحساب و تتبع احوال العباد فهو الى الله جل وعلا. ولذا قال وما ارسلناك عليهم وكيلا الى اي تتوكلوا بامورهم وتقوموا بها ثم قال وربك اعلم بمن في السماوات اتى بإسم الرب المشعر بعظم فضل الله على نبيه بأن رباه بالنعم الدينية والدنيوية. وقال اعلم بمن في الارض. فجميع من في الارض الله مطلع على ما عندهم عالم باحوالهم ثم ذكر التفظيل بين الانبياء عليهم السلام. فقال ولقد فضلنا بعض والنبيين على بعضا. فلم يجعلهم على رتبة واحدة. بل كانوا متفاوتين رتبة ولذا كان محمد صلى الله عليه وسلم في اعلى الرتب. ومن هنا قال صلى الله عليه عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر. ثم ياتي ابراهيم عليه السلام خليل وهكذا اولو العزم من الرسل والانبياء يتفاضلون في مراتبهم وليسوا على رتبة واحدة وقد ذكر الله هنا نبيا من انبيائه فظله بان اتاه كتاب الزبور الا وهو داوود عليه السلام ثم قال جل وعلا قل لاهل مكة الذين لا زلوا على شركهم ولم يكونوا من اهل التوحيد الذين اتخذوا اندادا يعبدونها من دون الله. قل لهم ادعوا الذين زعمتم من دون لا فان من تدعونهم لا يملكون شيئا في الكون. فهذه الاصنام التي تتوجهون لها ابالعبادة وهذه المعبودات من دون الله من الاشجار والاحجار وغيرها لا تنفعكم ولا تستجيبوا لدعائكم ولا تتصرف في شيء من الكون. وبالتالي فهذه المعبودات لا تستطيع ان تبعد عنكم اي نوع من الشر. ولا تستطيع ان تحوله عنكم يكون عند غيركم. ولا تستطيع ان تجلب لكم اي نوع من الخير بل ان من يعبد من دون الله من الاولياء والصالحين بل والانبياء والملائكة يدعون الله جل وعلا ويتوجهون اليه سبحانه وتعالى. ومن اما فكما اخلصوهم في دعائهم لله فعليكم ان تخلصوا في قالت كما اخلصوا. ولذلك نجد انهم يبتغون اي يريدون ويطلبون الى ربهم خالقهم ومدبرهم الوسيلة. اي الطريق الذي يوصلهم الى الله. وكل منهم يسعى لان يكون عالي المرتبة. ولذا قال ايهم اقرب؟ اي انهم يبتغون الى ربهم الاعمال الموصلة الى رضاه املا في ان يكون كل واحد منهم اقرب الى الله جل وعلا. فهذه المعبودات مشتغلة بي سلوك الطريق الموصل الى رضا الله جل وعلا. ومن ثم فينبغي بكم ان تسيروا على طريقتهم. لا ان تصرفوا العبادة لهم اولاء الذين تعبدونهم من دون الله من الملائكة والانبياء والصالحين يسعون ويتنافسون من هو الاقرب الى الله، جل وعلا. ثم هم يرجون رحمته اي يؤملون ان يصيبهم الله بخير من عنده. وان ينيلهم شيئا من الرحمة ويخافون عذابه. اي يحذرون من ان ينزل بهم العذاب لذلك عليكم يا ايها المخاطبون ان تكونوا مثل هؤلاء الذين توجهتم لهم عبادة عليكم ان تتصفوا بهذه الصفات. فتكونون من اهل الاخلاص لتكون اعمالكم قم لله ترجون القرب منه سبحانه. وعندكم ايضا الرجاء في فضله واحسانه وعندكم الخوف والحذر من عقوبته ثم قال ان عذاب ربك اي ما ينزله الله بالامم من العذاب العقلاء ويخاف العقلاء من نزوله بهم حينئذ عليكم ان تسيروا على طريقة هؤلاء من الاخلاص والرجاء والخوف من الله والمحبة له سبحانه وتعالى ثم قال وان وهذا حرف نفي. يعني لا يوجد من قرية قيل بانها عامة وقيل بانها خاصة في القرى المشركة والمكذبة بوعد الله والمكذبة لرسل الله. فان من كان كذلك لابد ان تنزل به العقوبات الدنيوية وان يأتيهم العذاب الذي يهلكهم ويستأصلهم في الدنيا مع ما ينتظرهم من العقوبة الشديدة في الاخرة. ولذا قال وان من قرية الى قرية فاكبر منها الا متى كانوا مكذبين لرسول الله فان الله سيهلكهم اي ينزل بهم العذاب الذي يستأصلهم وهذا في الدنيا مع ما ينتظرهم من العقوبة الشديدة يوم القيامة قال او معذبوها عذابا شديدا اي اذا لم ينزل بهم العذاب الذي يستأصلهم فينزل بهم العذاب الموجع لهم الذي لا يستطيعون منه فكاكا ومن ثم هذه دعوة لهؤلاء الاقوام بان يعودوا الى الله ليسلموا من عذاب سبحانه وتعالى ثم قال كان ذلك اي اهلاك الامم المكذبة في الكتاب اي في اللوح المحفوظ مسطورة اي مسجلا مكتوبا في اسطر تكتب فيها احوال الناس ووقائعهم وكان من شأن اهل مكة ان طلبوا الايات فقالوا اعطنا ايات تدل على صدقك من اجل ان نؤمن بك ونسير على طريقتك. وقد اراهم الله الايات. ومن تلك الايات واقعة الاسراء التي ذكرت في اول هذه السورة فانهم كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم حينما روى لهم حادثة الاسراء فجلسوا للمناظرة معه يريدون بزعمهم ان ان يظهروا كذبه او به في مجمع من الناس وطلبوا منه ان يصف لهم المسجد الاقصى. فاظهر اظهر جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم صورة المسجد الاقصى كأن انه يراها فاصبح يصف لهم بيت المقدس وما فيه من العلامات فكانت هذه اية عظيمة تدل على صدق هذا النبي صلى الله عليه وسلم بل انه قد اخبر عن حال قافلة تجارية كانت لاهل مكة وفي الطريق بين الشام ومكة فاخبر بافعالهم وباحوالهم فلما وردت القافلة صدقت النبي صلى الله عليه وسلم في مقاله فكانت هذه اية عظيمة ومع ذلك لم يقنعوا بها. بل قد جاءت ايات اخرى من مثل ما ذكره جل وعلا في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر. فقد انشق كالقمر في زمانهم حتى راوي الجبل بين فلقتي القمر. ومع ذلك رأوا الايات العظيمة فلم يؤمنوا. ومن اعظم الايات مشاهدة نصرة الله جل وعلا له فان الله سبحانه وتعالى لا زال ينصره ويؤيده ويكون معه ذاك الا لصدقه فيما دعا الخلق اليه. ثم هؤلاء القوم مع ذلك لا زالوا يقولون اعطنا اية نصدقك عليها وهم قد جاءتهم الاية ولم يؤمنوا بها. ثم ذكر الله جل وعلا ان الامم السابقة قد جاءتهم ايات عظيمة ومع ذلك لم يؤمنوا. فكان هذا من اسباب هلاكهم وما الا بهم من العقوبة الشديدة ولذا قال يا قريش يا ايها المشركون انتبهوا فانما تطلبونه قد يكون سببا شر وهلاك بالنسبة لكم. ومن ثم فليس من العقل ولا من ادراك عواقب الامور ان تطالب النبي صلى الله عليه وسلم بالايات. ما دام ان البراهين والادلة والحجج القاطعة. فاكتفوا بذلك. واما ما يتعلق الايات فهذه العلامات التي تطلبونها لا تنفعكم شيئا فانها لن تزيدكم الا عنادا وسيكون تكذيبكم بها سببا من اسباب نزول العقاب بكم ولذا قال وما منعنا اي ان السبب الذي من اجله لم يرسل الله جل وعلا بالايات والعلامات الواضحة مع النبي صلى الله عليه وسلم الا ان الاولين لم يؤمنوا بها. بل كذبوا بها فكان هذا من اسباب بنزول الهلاك بهم. ثم ذكر الله جل وعلا مثالا لذلك كانوا في جزيرة العرب يسكنون في مكان مقارب لسكنى قبيلة قريش واهل مكة فقال واتينا ثمود الناقة. ثمود نبي قوم صالح. وقد سأل ربه علامة اتاه الناقة فكانت ناقة عظيمة خرجت من صخرة ثم كانت هذه الناقة تشرب جميع مياههم في يوم وهم يشربون من لبنها. فكانوا على كثرة عددهم يرويهم ما من هذه الناقة. وفي اليوم الاخر تكون سقيا الماء لهم. فهذه اية عظيمة اولا في خروجها من صخرة وثانيا في عظمها وكبر حجمها. وثالثا في كونها تستوعب جميع وفي كونها تطعمهم ويكتفون بما يخرج منها من والالبان فهذه اية عظيمة واضحة. ولذا قال جل وعلا واتينا اي ثمودا اي قوم صالح. قوم صالح فالنبي صالح عليه السلام هو اسم القبيلة. قال واتينا ثمود الناقة. اي اي التي اي كالجمل التي خرجت من الصخرة وكان لها شأن عظيم وكانت اية واضحة بينة ولذا قال مبصرة لكنهم ظلموا بها. فعقروا الناقة. فكان ذلك من اسباب نزول العقوبة الشديدة بهم حيث جاءتهم الرجفة فصعقتهم جميعا قال تعالى وما نرسل بالايات الا تخويفا اي السبب الذي يجعل ايات والعلامات تأتي لاقوام الانبياء ان يخوفوا من نزول العقاب بهم في الدنيا ثم ذكر رب العزة والجلال معنى اخر فقال واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس. اي ان الله جل وعلا قد علم احوال العباد فلا يخفى عليه شيء من امورهم. وقدر عليهم فلا يعجزونه في شيء. وهو فيهم والمدبر لامرهم سبحانه وتعالى ومع ذلك لا يؤمن هؤلاء. والله تعالى قد اطلع على قلوبهم وعلم بانهم ولو ارى ولاياتي الكثيرة الكبيرة فانهم لن يؤمنوا ثم قال وما جعلنا الرؤيا التي يريناك الا فتنة للناس. قيل بانها رؤيا منامية اطلع فيها النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من الخفايا كان عنده من العلم ما ليس عند غيره في ذلك وقيل بان المراد الرؤيا البصرية وليس الرؤية المنامية. وما جعلنا الرؤيا اي المناظر التي شاهدتها والتي اراك الله اياها. وذلك في حادثة اسراء التي بدأت بها هذه السورة الا لمعنى الا وهو فتنة الناس بحيث يختبرون من الذي يسلم للحق ويصدق دعوة الرسل من الذي ابقى عنده تشكيك في ذلك قال والشجرة الملعونة وهي شجرة الزقوم وقد جاء ذكرها هنا وفي موطن اخر قال ونخوفهم اي ان الله جل وعلى يعقد بين اعين الناس وخصوصا اهل الاشراك الايات والادلة والبراهين الدالة على صدق الرسالة. ومع ذلك لا يستجيبون و يريهم الله جل وعلا ما انزل بالامم السابقة من انواع العقوبات الشديدة ومع ذلك لا يستجيبون قال ونخوفهم بعقوبة الله جل وعلا. فما يزيدهم الا كبيرا. اي ان هذه الادلة والبراهين العظيمة لا يتلقون ما اخبر الله به بالتسليم والانقياد. وانما يقابلونه بالتكذيب وعدم التسليم ومتى نزل من عند الله جل وعلا ما يخوفهم ويحذرهم من الاخرة ويقال لهم صححوا مسار حياتكم الاولى فانهم حينئذ لا يزيدهم ذلك الا طغيانا اي تجاوزا للحد على هيئة كبيرة وكثيرة. ولذا قال فما يزيده من الله طغيانا كبيرا. ففي هذه الايات فوائد واحكام كثيرة لعلي يشير الى شيء منها اول ذلك ان الله جل وعلا يأمر العباد بان يتكلموا بالكلام الافظل الاحسن. مما يدل على ان الكلام قربة يتقرب بها لله جل وعلا. متى كانت على وفق طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الايات ترغيب الانسان بان يختار افضل الاقوال واحسن الكلام. ليكون ذلك من حسن خلقه الذي يدخل به الجنان وفي هذه الايات تحذير الانسان من شغل وقته بما لا يعود عليه بالنفع. وفيها تحذير لانسان من ان يجعل على مجالسه مجالس معصية. يعصى الله جل وعلا فيها. ومن ذلك الكلام في اعراض اخرين والتفكه بذكر سقطاتهم ومعايبهم وفي هذه هي الايات التحذير من عدونا الشيطان الرجيم بحيث لا ننقاد له ولا نسلم له. وفي هذه الايات بيان ان عداوة الانسان لعداوة الشيطان للانسان عداوة ظاهرة ليس فيها مهادنة ولا مجاملة ولذا على الانسان ان يحذر من هذا العدو وفي هذه هي الايات في قوله ربكم اعلم بكم. تأكيد علم الله عز وجل لجميع خفاء ايا الانسان. بحيث لا يخفى عن الله من خلجات صدره شيء وفي هذه الايات ان الهداية رحمة من عند الله. فهو يهدي من يشاء سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان وظيفة الانبياء والعلماء عدم ان وظيفة الانبياء وعدم وان وظيفة الانبياء والملائكة والصالحين هي تبليغ الشريعة وتعليم الناس احكام الدين واما العبادة فانها حق لله جل وعلا. وبالتالي لا يصح صرفها لاحد سوى الله جل وعلا وفي هذه الايات فضل داوود عليه السلام وما اتاه الله وما انزله عليه من الكتاب المقدس الزبور وفي هذه الايات خطاب لاهل الشرك بان اصنامهم واوثانهم ومعبوداتهم لا ينتفعون بها عند الله جل وعلا ما داموا على الشرك وعدم صرف شيء وعدم صرف الافعال لله فسبحانه وتعالى. وفي هذه الايات ان الانبياء عليهم السلام يسعون الى ما هو محصلا لدرجة الفضلى عنده وفي هذه الايات تحذير اهل المدن والقرى من نزول عقوبة الله فان لله جل وعلا سنن في الكون وما يقع من وما يقع من بعض الامم من مخالفة يعاقبون عليها هذا تحقيق ما ذكره الله جل وعلا في هذه الايات وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد لا يقضي بالهلاك على وعلى امة مكذبة. ولكنه يقضي العذاب الشديد الذي يتألمون منه في الدنيا وفي هذه الايات بيان ان احوال الناس المستقبلية مسجلة في اللوح المحفوظ. وبالتالي لا يخفى عليه شيء وفي هذه الايات ان شأن اهل الكفر سؤال العلامات والايات الدالة على صدق في هذه الرسالة وفي هذه الايات بيان موقفي اهل الايمان من رد هذا الكلام بان يقال كان قبل النبوة زمان زمان يعبدون الله فيه فيقيمون مواطن العبادات وفي هذه الايات فضل صالح عليه السلام وعظم اجره. وفي هذه الايات تفضيل صالح على غيره وفي هذه الايات ان الاستجابة باحضار اية من الايات والعلامات لا تفيد صاحبها وفي هذه الايات ان ثمود ظلموا الله بقتل الناقة ثم قال وما نرسل بالايات اي هذه الايات اقامة للحجة. فهذه العلامات والمعجزات اقامة للحجة من الله على العباد وبالتالي فالحجة قامت عليك بذلك نعم وفي هذه الايات ان الله انما يرسل بالايات تخويفا ليخوف العباد من العقوبات الدنيوية الاخروية وفي هذه الايات سعة علم الله. وانه يحيط بالخلق اجمعين. وانه اعلم بالعبادة من انفسهم وفي هذه الايات عظم اية الاسراء وفي هذه الايات ان الله يختبر العباد بعرض ما في الكتاب والسنة مما نزل به الوحي على العباد. هل يصدقون بها او لا وهل يؤمنون بها او لا وفي هذه الايات التذكير بما يكون في نار جهنم من شجرة الزقوم وفي هذه الايات الاهتداء بهدي القرآن. وفيها زيادة الخوف عند من يقرأ ايات بكتاب الله. ولذا قال ونخوفهم. وفي هذه الايات التحذير من الطغيان والمراد بالطغيان مجاوزة الحد الذي حده الشرع للشخصي وقد يكون ذلك من البشر وقد يكون من الحيوان قال ونخوفهم بوجود هذه الايات العظيمة لكنهم لا يتعظون ولا يتذكرون وانما يكون شأنهم الزيادة في الطغيان الذي يشمل الضر والتجبر والترفع ويشمل ايضا غرور الانسان بنفسه بحيث يظن ان هذه النفس تصل الى ما يصل الى ما لا يصل اليه غيرها. قال ونخوفه فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا. اي تجاوزا للحد وهذا التجاوز ويجيو وصفوا بانه كبير. اي عظيم. فهذا شيء من معاني هذه الايات بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يهديهم وان يوفقهم لكل خير ونسأله جل وعلا سلامة وسعادة وحسن عاقبة. كما نسأله ان يوفق ولاة امرنا لكل خير هذا والله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما