ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين. ونزعنا اما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين مم نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم قومها على اضيافه ولذا كان من شأنها ان تبقى مع قومها في العذاب ولذا قال قدرنا اي عرفنا حسبنا انها لمن الغابرين اي الباقين الذين يصيبهم العذاب فان قال قائل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد ان الله جل وعلا لما ذكر ما اعده لاعدائه واعداء رسله من العذاب الشديد في نار جهنم ذكر ما هيأه لاولياءه المؤمنين من الخير العظيم والمنافع الكثيرة فقال سبحانه ان المتقين في جنات وعيون ولعلنا نقرأ هذه الايات من سورة الحجر في لقائنا الثالث من لقاءاتنا في تفسير سورة الحجر. فتفضل مشكورا بالقراءة. اعوذ بالله من الشيطان وان عذابي هو العذاب الاليم. ونبئهم عن من ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم واجلون. قالوا لا ترجى الا ان ابشرك بغلام عليم قال ابشرتموني على ان مسني الكبر. فبما تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالين قال فما خطبكم ايها المرسلون؟ قالوا انا ان لا الى قوم مجرمين الا لوط انا لنجوهم اجمعين. الا واتاه قدرنا انها لمن الغابرين فلما جاء ال لوط المرسلون قال انكم قومون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون. واتيناك بالحق وانا لصادقون فاسري باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم احد وامضوا وامضوا حيث تؤمرون. وقضينا اليه ذلك الامر ان نداه هؤلاء مقطوع مصبحين وجاء اهل المدينة يستبشرون. قال انها هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزوهم قالوا اولم ننهك عن العالمين؟ قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين. لعمرك لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون. فاخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم وامطرنا عليهم حجارة من سجيل ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها بسبيل مقيم ان في ذلك لاية للمؤمنين لما ذكر الله جل وعلا قصة ابليس مع ابينا ادم وانه استكبر عن تنفيذ امر الله بالسجود تحية له ذكر عاقبة من اتبع هذا العدو ومن سار على طريقته بان يجعل في نار جهنم وذكر في مقابل ذلك شأن اولئك المؤمنين المتقين الذين لم يستجيبوا لهذا العدو ولم ينقادوا لاغوائه. فقال ان المتقين. وهم الذين اتقوا طاعة ابليس. واتقوا عقوبة الله جل وعلا. فهؤلاء سيجعلهم الله في وعيون والجنات البساتين الكثيرة. التي يغطي بعظها بعظا. يقال جنة كذا بمعنى انه تغطى بغيره ولذا سمي الجان بهذا الاسم لانهم يتغطون عن الانظار وعيون اي في مياه جارية وفي مياه يرونها تحت اقدامهم ثم يقال لهم في ذلك اليوم ادخلوها بسلام امنين. اي يرحب بهم ويستقبلون بالكلمات الجميلة. فيقال لهم ادخلوا هذه الجنان فتحت لكم وتيسرت لكم ام امورها وبالتالي فيبشرون بمجرد اقبالهم. يبشرون بالسلام يأتيهم ما يكدرهم امن وارث ونعم متعددة وخيرات كثيرة عاقبة ادخلوها بسلام امنين. يأمنون من كل ما يكدر ويأمنون من كل ما يزيل عنهم التنعم بنعم الله جل اعلى ثم قال ونزعنا اي خلصنا قلوبهم مما كان فيها من غل كان بينهم في الدنيا. ولذا قال ونزعنا اي رفعنا واخذنا بقوة ما في صدورهم اي ما كان في قلوبهم وصدورهم من غل بحيث كانوا يتنافسون على امور دنيوية في دنياهم. اما في الاخرة فانهم يصبحون متحابين متصافين اخوانا على سرر على سرر متقابلين. اي انهم بمثابة الاخوة يحب بعضهم بعضا ويود بعضهم بعضا على سرر متقابلين. اي شاهدوا بعضهم بعضا ويزاور بعضهم بعضا ويحادث بعضهم بعضا لا يكون بينهم تقاطع ولا تدابر وانما يتقابلون ما بين وقت واخر. لا يمسهم فيها نصب اصابوا التعب بمعنى انهم لا يأتيهم ما يكدر بالهم ولو بالشيء اليسير. فاستعمل كلمة المس لنفي الشيء اليسير القليل. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين فاذا دخلوا الجنة امنوا انهم سيبقون فيها ابد الاباد. اذ لا يأتيهم سبب من جنان الخلد وكأنه يذكرهم في هذا بما فعله عدوهم ابليس حينما اخرج اباهم من الجنة لكنهم اذا دخلوا الجنان في يوم القيامة فانهم يبقون فيها ولا يخرجون منها ثم وجه الله جل وعلا النداء لعباده فقال نبئ عبادي اني كان الغفور الرحيم. اي اخبرهم واعلمهم واجعلهم يعرفون معرفة كاملة ان الله جل وعلا هو الغفور الرحيم. ومن ثم عليهم ان يعودوا الى الله جل وعلا وان يستشعروا انه مهما حصل منهم من تقصير او خطأ وذلل فانهم متى توجهوا الى الله غفر الله ذنوبهم وتجاوز عن سيئاتهم. لكن اذا لم يعودوا الى الله فليحذروا من الاية الاخرى في قوله وان عذابي هو العذاب الاليم. اي المؤلم الذي يجدون شدته وقسوته. ولذا على الانسان ان يستشعر ان ما جاءه من خير فهو ربه بمغفرته وفضله واحسانه وما اتاه من ضد ذلك فانما هو نتيجة اعمال ومن ثم عليه ان يكون من التوابين الرجاعين الى الله جل وعلا. ثم قال سبحانه ونبئهم اي اخبر عباد الله عن ضيف ابراهيم. وذلك ان الله عز وجل قد اراد منا ان نتأسى بابي بابي الانبياء ابراهيم عليه السلام الذي كان امة وحده في التوحيد والذي صبر في الدعوة الى الله جل وعلا وحتى او قومه في النار يريدون احراقه اراد الله عز وجل ان يتأسى المؤمنون بهذا النبي الكريم فقال نبئ عبادي فقال جل وعلا ونبئهم عن ضيف ابراهيم. اذ دخلوا عليه. اي ان الملائكة عليهم السلام دخلوا على ابراهيم عليه السلام في مقره وفي بيته فسلموا عليه فكان دخولهم عليه في البيت بدون استئذان مسببا القلق والخوف عنده. فلذا قال ان منكم وجلون هنا اي خائفون منكم ومن قدومكم علينا فقال الملائكة لابراهيم لا توجل اي لا تخف فان من كان مع الله فانه لا يخاف الا من الله. انا نبشرك بغلام عليم بدل الله حال الخوف والوجل بحالة الامن والطمأنينة. ولذا قال قال الملائكة انا نبشرك بغلام اي بولد عليم ان يكون من شأنه ان يعلمه الله عز وجل فيكتسب العلم الوفير حينئذ استغرب ابراهيم من هذه البشارة فقال لهم ابشرتموني اي هل تقدمون لي تارة والخبر السار مع انني كبير في السن مثلي لا يولد له ما تبشرون اي فكيف تبشرونني بالولد مع عدم وجود الاسباب التي تؤدي الى وجود الولد كانت وكانت امرأته عاقرا. فحينئذ بالموازين البشرية لا يحدث ما بشر به ولا يحصل ما اخبروه به. لكنهم ذكروه بقدرة الله جل وعلا. فقالوا له بشرناك بالحق اي هذه بشارة من عند الله عز وجل وبشارة الله حق ليست بباطل وحينئذ ليكن من شأنك ان تقبل البشارة وان تفرح بها وان تتعلق بالله جل وعلا ومن عل قام له بالله فانه لا يخيب. ولذا قالوا له فلا تكن من القانطين اي اليائسين المستبعدين لفظل الله جل وعلا فقال لهم ابراهيم ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. اي ان اهل الايمان لا زالت قلوبهم راجية لله جل وعلا تؤمل في فضله واحسانه مهما بعدت الاسباب اما ظن العباد انه لا سبيل لتحقيق ما يرغبون فيه ويريدون ثم سألهم بسؤال ما خطبكم ايها المرسلون؟ اي لاي شيء ارسلتم؟ وما هي مهمة التي بعثتم من اجلها. فقالوا له انا ارسلنا الى قوم مجرمين. اي بعثنا الله الله عز وجل لننزل العقاب بقوم قد حصل منهم الاجرام باقدام على الفواحش وعدم استجابتهم لامر الله وعدم طاعتهم لنبيه لوطا وعليه السلام ثم استثنوا فقالوا الا ال لوط. اي سنعذب هؤلاء القوم المجرمين الا ال لوط. ولوط نبي من انبياء الله ارسله الله جل وعلا الى قومه من اجل ان يرشدهم الى التوحيد وان يبعدهم عن الفواحش. الا ان قومه لم يستجيبوا له. وقوله الا ال لوط يعني اهله من ذريته فقال انا لمنجوهم اجمعين. اي سنجعلهم ينجون من هذا العذاب. ولا يصيبه هم العذاب الا امرأته. اي الا زوجته. فانها لم تستجب له. وكانت تدل هؤلاء الملائكة ارسلوا بالعذاب الى قوم لوط فلما مروا بابراهيم اول امرهم فيقال بان لوط عليه السلام قد استجاب لدعوة ابراهيم. كما قال في الاية الاخرى فامن له لوط. وحينئذ نسب ان يخبر بما يحصل للوط وقومه ابراهيم عليه السلام لانه كان شيخا له وقد دعاه الى التوحيد. فقال فلما جعل لوط المرسلون اي لما وصل الملائكة الذين ارسلهم الله بالعذاب الى لوط عليه السلام والى اهل بيته استنكرهم فانه لم يكن يعرفهم ولم يكن من شأن الناس ان يمروا بقريتهم بسبب ان الناس يتخوفون من قوم لوط ان ان تجرؤهم نفوسهم على فعل الفاحشة بهم ولذا كان ورود الاضياف على هذه القرية من الامور المستغربة المنكرة قال الملائكة للوط بل يعني نحن قدومنا ليس بامر منكر ولسنا قوما منكرين. وانما جئناك اتينا اليك بالامر الذي كانوا يشكون فيه. فان الوطن كان يحذر قومه من نزول العذاب بهم لكنهم لم يكونوا يوقنون بما اخبرهم به لوط من نزول بهم بل كانوا يشكون في ذلك ولذا قالوا جئناك بما كانوا فيه يمترون من العذاب الشديد. واتيناك بالحق اي بامر من عند الله عز وجل بنجاتك ونجاة اهلك ووقوع العذاب على هؤلاء المجرمين وانا لصادقون. اي قد اخبرناك بخبر وافق للحق والواقع. ولذا امروه بان يسير باهله ليلا. فقالوا له فاسري باهلك بقطع من الليل الشورى المشي ليلا. وقوله بقطع من الليل اي في جزء من ازاء الليل قد اظلم بحيث لا ينتبه لك قومك واتبع ادبارهم ايسر في الطريق الذي يخلفهم فيكون فتكون على خلافهم وفي خلفهم ولا يلتفت منكم احد اي ليكن من شأنكم المضي سريعا حتى مجرد الالتفات او على هؤلاء القوم لا يكن من شأنكم. بل امضوا اي سيروا و واصلوا المسير حتى تصلوا المكان الذي تؤمرون بالوصول اليه. وقظينا اي اخبرناه خبرا صادقا لا مرية فيه وقضينا اليه ذلك الامر اي اخبرناه بقضاء الله الواقع لا محالة ان دابر هؤلاء اي ما خلفوه مقطوع مصبحين. اي ساء يهلكهم الله جل وعلا في صباح ذلك اليوم. وسيهلك كل ما لديهم من انواع المال والممتلكات والدور. في ذلك الوقت تسامع قوم لوط هؤلاء الاظياف اما باخبار زوجته لهم او بغير ذلك. جاؤوا يطلبون ما كانوا يفعلونه من الفواحش فجاء اهل المدينة يستبشرون اي يبشر بعض بعضهم بعضا بانهم وجدوا بغيتهم في اقوام عليهم وسامة ومنظر جميل من اجل ان يفعلوا ما طمعت به نفوسهم من الفاحشة المنكرة ردهم لوط عليه السلام. ولم يقبل منهم ان يتعرضوا لاضيافه. فقال لهم انها هؤلاء ضيفي فلا تفظحون واتقوا الله ولا تخزوا ولا تخزون. نهاهم عن فعل الفاحشة باظيافه فقال ليكن من شأنكم ان تتركوا هذا الفعل القبيح الذي ترغبون فعله لامرين مخافة الله جل وعلا. فان الله لا يرضى هذا الفعل ولا يقره. فليكن من شأنكم ان من عقوبة الله ان تنزل بكم بسبب اقدامكم ورغبتكم في فعل هذه الفاحشة واما الامر الثاني فهو ما يتعلق بسمعة الانسان حيث ان اضيافه في ها عليه ان يحميهم وان يبعد عنهم كل سوء. فكيف يرظون على اضياف لوط هذه الفعلة الفاحشة الشنيعة. ولذا قال لهم ان هؤلاء ضيفي فلا تفظحون اي لا تسيئوا سمعتي وفي نفس الوقت اتقوا الله باجتناب هذه الفواحش ولا تخزون اي لا يكن من شأنكم ان تلحقوا بي الخزي لم يلتفتوا الى موعظة لوط. ولم يستجيبوا لرجائه. ولم يراعوا حرمته ولا سمعته. فقالوا له قد نهيناك قبل عن استقبال الخلق اجمعين. فقالوا او لم ننهك عن العالمين وقلنا لك لا تستضيف احدا فبما انك خالفت ما نهيناك عنه فحينئذ لن نستجيب لموعظتك ولا لرجائك. فقال لهم لوط ان كنتم تريدون هنا قضاء وطركم فعليكم زوجاتكم اللاتي جعلهن الله لكم حلالا تستمتعون بهن. او على قول سازوجكم ببناتي اهل هذه القرية لتتمكنوا من قضاء وطركم بهن فقال هؤلاء بناتي يعني ازوجكم بهن ان كنتم فاعلين اي كنتم ترغبون في قضاء وطركم. قال الله تعالى لعمرك اي لقسمك الذي تقسم به انهم لفي سكرتهم يعمهون فان صاحب الفاحشة اذا اقدم على الفاحشة كان ذلك من اسباب عدم تفكره في العواقب وتأمله في مآلات الافعال فيكون بمثابة السكران لا يهتدي ولا يعقل اثار فعله. ولذا قال انهم لفي سكرتهم يعمهون. اي لا يستطيعون النظر الى عواقب الامور. ولا يتأملون ويتفكرون فيما خوفهم من هو لوط عليه السلام ولذا قال فاخذتهم الصيحة مشركين اي لما جاء الصباح حال شروق الشمس ارسل الله عليهم صيحة فيها صوت يرعدهم ويرهبهم يقضي عليهم. ولذا اخذتهم الصيحة مشرقين مع الله جل وعلا بلادهم ثم نكسها عليهم وقلبها فجعلها تدكه ام دكا فقال فجعلنا عاليها سافلها. اي اعلى بلدانهم من الاشجار اصبح في اسفل الارظ لان الله جل وعلا قد قلبها عليهم. قال امطرنا عليهم حجارة من سجيل. اي ان اولئك الذين لم يكونوا في اصل قريتهم ارسل الله جل وعلا عليهم حجارة من نار تهلكهم وتقضي عليهم. قال تعالى ان في ذلك لايات للمتوسمين. اي في هذه القصص التي قصها الله في كتابه وفي هذه العقوبات التي انزلها الله بالمعرضين عن اتباع انبيائه عبرة وعظة لاولئك المتوسمين الذين يعرفون الامور بالفراسة. ويكون من شأنهم ان يقيسوا احوالهم على احوال من مضى. وانها اي قرية قوم لوط لبسبيل مقيم اي في الطريق الذي يتمكن الناس من المرور به ويشاهدون اثار العقوبة التي نزلت بهم ثم قال ان في ذلك اي في هذه القصة وفيما انزل الله جل وعلا من العقوبة بقوم لوط لاية اي لعلامة وعظة وعبرة للمؤمنين الذين ينتفعون بالمواعظ وتحركهم الى الله جل وعلا. اما من طمست قلوبهم فاعرضوا عن الحق فانها لا تؤثر في نفوسهم شيئا ففي هذه الايات فوائد وحكم واحكام. فمن ذلك ان الله جل وعلا قد جعل على الجزاء الحسن في الاخرة لاهل التقوى. وفي هذه الايات الترغيب في طاعة الله عز وجل واجتناب طاعة عدوه الشيطان الرجيم والتحذير من طاعة هذا العدو وان ترك من اسباب دخول الجنان وفي هذه الايات سلامة اهل الجنة من كل ما يكدرهم فلا خوف عليهم ولا حزن ولا مصائب ولا معائب لديهم. بل يسلمهم الله منها جميعا. وفي هذه ايات ما ذكره الله من الامن الوارف لاهل الجنان الذين يستقبلون بالترحيب بشارة اول ما يقدمون على تلك المواطن وفي هذه هي الايات ان ما يكون في القلوب من غل في الدنيا فانه لا ينافي اصل الايمان ولذا ذكر الله جل وعلا ان المتقين ينزع ما في صدورهم من غل وفي هذه الايات انه ينبغي بالانسان ان يصفي قلبه وان يكون من شأنه ان يتمنى الخير للاخرين حتى ولو كانوا منافسين له حتى ولو اذوه وتعرضوا له بانواع الاذى فان ان من كان من شأنه ان يحب الخير للاخرين. كان ذلك من اسباب وروده في مواطن الخير دنيا واخرة وفي هذه الايات من الفوائد ان الاهل الجنة يقابل بعضهم بعضا. وانهم يتزاورون ويتفاكهون ويحدث بعضهم بعضهم الاخر. وفي هذه الايات سلامة اهل الجنة من ان يكون عندهم اعمال متعبة وفي هذه الايات ان اهل الجنة يبقون فيها ابد الاباد لا يخرجون منها ابدا فالجنة دار باقية. لا يخرج اهلها منها ابدا وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يكون جامعا لجانبي الخوف من الله والرجاء اي له سبحانه وتعالى وانه لا ينفرد باحد الجانبين عن الاخر. قال الله تعالى قال الله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال جل وعلا ان الذين امنوا والذين تهاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. وفيها هذه هي الايات ان قصص الامم السابقة فيها عبرة وعظة لمن تفكر فيها وتأمل ما فيها من القصص. وفي هذه الايات فضيلة ابراهيم عليه السلام. وفي هذه الايات الترغيب في ضيافة الاضياف. وان هذا عمل صالح سارت عليه طريقة الانبياء عليهم السلام ولذا استقبل ابراهيم وضيافة واستقبل لوط عليه السلام اضيافه وفي هذه الايات ان الانسان اذا قابل غيره ينبغي به ان يبدأه بالسلام كما سلم الملائكة على ابراهيم عليه السلام وخوف ابراهيم منهم اما لكونهم دخلوا بدون ان يستأذنوا واما لانه قدم لهم الضيافة فلم يأكلوا منها كما ورد في ايات اخر وقوله وجلون ظاهر هذا انه خاف من الله ان يرسل اليه بعض عباده بما ذي هي وفي هذه الايات استحباب التبشير بالخير وبالاخبار السارة التي يفرح المؤمن كما بشر الملائكة ابراهيم عليه السلام بالغلام وفي هذه الايات فظيلة العلم وان من كان من اهله فانه يثنى عليه. ولذا انت البشارة بكوني هذا المولود سيكون عالما في مستقبل ايامه زيادة في البشارة. وفي هذه هي الايات انه لا ينبغي للانسان ان يلتفت الى الاسباب وينبغي به ان يكون موقنا بصدق وعد الله جل وعلا. فما وعد الله به عباده المؤمنين من امور اخروية او دنيوية علينا ان نجزم بها وان نصدق بها لا يكون عندنا شك فيها. فاذا وعد الله المؤمنين بالرزق الهني في الدنيا. صدقنا لذلك كما قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. واذا وعد الله المؤمنين بالنصر والتمكين صدقنا بذلك. قال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. واذا وعد الله جل وعلا المؤمنين باجتماع كلمتهم الف قلوبهم صدقنا بذلك ولم يكن عندنا ادنى شك فيه. وفي هذه الايات ان اليأس فمن رحمة الله والقنوط من المعاصي والذنوب التي لا يسير عليها الا الضالون. وفي الايات انه لا يقنط من رحمة الله الا من كان جاهلا بالله وبسننه في الكون والناظر في تواريخ الامم وسيرها يجد ان الله عز وجل ينصر عباده المؤمنين. قد في اول الامر ببعض البلوى ليختبر ايمانهم. ولكن تكون العاقبة الحميدة لهم دنيا واخرة. وفي هذه الايات جواز ان يسأل الانسان غيره عن المهام الموكلة اليه وان يستفسر منه عن اعماله كما سأل ابراهيم عليه السلام هؤلاء الملائكة فقال لهم ما خطبكم ايها المرسلون؟ وفي هذه الايات التذكير بعواقب الله جل وعلا للمكذبين الكافرين. وان عاقبتهم عاقبة السوء. وفي هذه الايات ان اجرام بخروج الانسان عن طاعة الله من اسباب نزول العقوبات الدنيوية وكم جاهدنا في حياتنا من اناس ظننا ان الدنيا قد قد حيزت بايديهم فانزل الله جل وعلا العقوبة لهم في لحظات لم يكونوا يتوقعونها وفي هذه الايات فضيلة لوط عليه السلام. وكيف انجاه الله جل وعلا وانه من اتباع ابراهيم عليه السلام ولذا اخبر مآله ومآل قومه ابراهيم. ولذا اخبر ابراهيم عليه السلام بمآل لوط ومآل قومه. لانه ممن استجاب له وامن به. وفي هذه الايات ان قرابة الانسان من اهل الخير لا تفيده نجاة متى كان لهم في طريقتهم ونهجهم. وفي هذه الايات ان الانسان لا يعاب بفعل احد من قرابته فان كل عبد يسأل عن عمله ولا تزر وازرة وزر اخرى. وفي هذه هي الايات سؤال الانسان عن اضيافه ليتأكد منهم ومن حالهم. وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به بل يجب عليه ان يصدق بوعد الله عز وجل. وان يكون موقنا به ايتردد في ذلك؟ وفي هذه الايات استجابة الانسان لنداء الله عز وجل له بما يكون سببا من اسباب نجاته دنيا واخرة. وفي هذه الايات ان ان العبد لا يحزن اذا نزل عذاب الله وعقوبته بالمخالفين لامره سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الضيف حقه التقدير والاحترام واجتناب مضرة بادنى نوع من انواع المظرة وفي هذه الايات من الفوائد ان تحريم جريمة الفاحشة باتيان الذكور للذكورة. وان هذا من اسباب نزول العقوبات الشنيعة في الدنيا مع العذاب الاليم في الاخرة. وفي هذه الايات انه لا ينبغي انسان ان يمكن لهؤلاء الذين يدعون لمزاولة هذا المنكر. ولا ان يتعاون معهم ولا ان يمكن لهم باي نوع من انواع التمكين او الدعاية. وفي هذه الايات ان الله اذا حرم شيئا جعل في المباح الحلال ما يغني عنه. فلما حرم الزنا والفواحش ابدل الله العباد ابدل الله العباد بالزواج الذي يتمكنون فيه من قضاء شهوتهم بما يعود عليهم بالخير والنفع. وفي هذه الايات ان ان اصحاب الفواحش يسكر على ابصارهم وعقولهم. وبالتالي لا يفكرون في عواقب الامور. فتعود عليهم الامور بالسوء وفي هذا ان اهل الفواحش يكون العاقبة السيئة لهم في الدنيا فيأتيهم الفقر ويأتيهم ويأتيهم المرض وتأتيهما انواع العقوبات وفي هذه الايات قدرة الله عز وجل على اهلاك الخلق بالامور اليسيرة. فهؤلاء القوم انما اهلكهم الصوت الصيحة. وهناك من اهلكه الماء الغرق. وهناك من اهلكه الهواء الريح. فانظر لقدرة رب العزة والجلال حيث جعل الامور العظيمة باهلاك الامم الكبيرة باسباب يسيرة مما يدلك على قدرته جل وعلا ويزرع في قلبك مخافته سبحانه وتعالى. وانظروا ايها في حالكم في الازمان الماضية في السنوات القليلة الماضية. جائنا هذا المعرظ الذي عم الارض في مشاركها ومغاربها. والزم الناس بيوتهم فلم يمكنهم من قضاء حوائجهم بل منعهم من الذهاب لكل امر يطلبونه. كيف عطلت المساجد المدارس وعطلت الاعمال وعطلت المحال التجارية فهذا مما يجعل عابد يوقن بقدرة رب العزة والجلال. وانظر للعبرة في هذا الهوى الذي تتنشقه تدخله في جوفك بدون حسيب ولا رقيب وبدون ان يؤخذ منك اجرة وبدون اي كلفة عندما تأتي هذه كرت اليسيرة التي لا ترى بالعين المجردة فتدخل في بدن الانسان فيصاب بهذا المرض يصعب عليه ان يدخل الهوى الى بدنه. ويصبح الاكسجين الذي كان ايسر ما يكون وابخس ما يكون اغلى ما يكون يبذل عليه الاموال من اجل ان يتمكن من ادخاله في جوفه ولا يستطيع لذلك سبيلا فاعتبروا يا اولي الابصار وفي قوله جل وعلا ان في ذلك لايات للمتوسمين. استدل بها بعض اهل العلم على الفراسة. وان الانسان قد يستدل بمبادئ الاشياء على نهاية اياتها ويستدل بعلاماتها واطرافها على حقائقها. وفي هذه الاية ان ان المؤمن عند انتقاله وسفره ينبغي به ان يتأمل ما في هذا الكون وما في طرقات من ايات عظيمة تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى. وفي هذه الايات ان من يعتبر ويتعظ بما في الكون هم اهل الايمان بالله عز وجل. فكلما ازداد العبد ايمانا بالله زاد انتفاعه بالمواعظ والعبر التي تكون امامه فمن اعرض عن دعوة الحق فانه تمر به الايات العظيمة والمواعظ الكبيرة فلا يتحرك قلبه لها بشيء. بارك الله فيكم واسعدكم في دنياكم واخراكم. ونجاكم الله من كل سوء كما نجى لوطا عليه السلام كما اسأله جل وعلا ان يجعلكم من عباده الحنفاء الموحدين جل وعلا ان يجعل عاقبتكم في الامور كلها خيرا. ونسأله سبحانه وتعالى ان يصلح احوال محمد صلى الله عليه وسلم. وان يجمع كلمتهم على الحق. وان يجعلهم متعاونين متكاتفين على ما فيه نفع الخلق اجمعين. كما نسأله سبحانه ان ينشر دينه وان يدخل فيه الخلق وان يبعد عنهما انواع الظلالة وجهود اه للافساد. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امورنا لكل خير، وان يبارك فيهم، وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين