وليا ولا ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان انا لرسول ان يأتي باية الا باذن الله لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده الكتاب وقال بعضهم نحن لا نفهم ما في هذا الكلام الذي اتيت به فرد الله عليهم بان هذا الكلام من جنس كلامكم يفهم بما تفهم به لغة العرب التي تتحدثون بها الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذه السورة العظيمة سورة الرعد سورة المكية التي تحدثت عن الحجج العظيمة الدامغة الدالة على بطلان مذهب المشركين وهذه السورة التي فيها بيان ان العقوبة والعذاب الشديد في الدنيا والاخرة سيكون لي الكافرين المشركين وان اهل الايمان والتقوى ستكون لهم العقوبات الحميدة في الدنيا والاخرة ولما ذكر الله ان الضالين سيكون لهم عذاب في الحياة الدنيا وسيكون لهم عذاب اشق في الاخرة. ذكر الله جل وعلا شيئا مما اعده لاهله الايمان والتقوى ثم اجاب عن عدد من الشبهات التي يلقيها الكافرون تجاه دين الاسلام مما لا زال يردده عدد من اعداء هذا الدين فلنستمع للايات. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مثل الجنة التي وعد المتقون. تجري من تحت الانهار اكلها دائمون وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه. قل انما امرت وان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو اليه ما وكذلك انزلنا له حكما عربيا. ولئن اتبعت اه هم بعد بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي. من واما نرينك بعض الذين عدهم او نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب اولا يروا اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها الله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقب الدار ويقول الذين كفروا لست مرسلا. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب يذكر الله جل وعلا نعيمة للتقوى بعد ان ذكر لمحة من عذاب اهل الشقاء فقال مثل الجنة اي ان صفة الجنة وطريقة اعدادها على النحو الاتي مثل الجنة الدار التي اعدها الله للمتقين لينعمهم فيها. وسميت بهذا الاسم بانها واسعة الاطراف مترامية الابعاد يغطي بعضها بعضا فيها من انواع القصور وانواع الاشجار العظيمة الملتفة ما يجعل الانسان اتمكن من رؤية اجزائها. لانها يغطي بعظها بعظا هذه الجنة وعدها الله لاهل التقوى الذين يجتنبون محارم الله ويقدمون على طاعة الله جل وعلا. صفتها ان فيها انهارا عديدة. تجري من اتي هذه الجنان فهناك انهار المياه وهناك انهار الالبان وهناك انهار العسل وهناك انهار الخمر لذة للشاربين. ولذا فانها دائمة النعيم لا ينقطع نعيمها فاكلها دائم. اي ان انواع الثمار فيها دائمة ابدا لا تنقطع بوقت يشعر اهل النار بالجوع الشديد وبالظمأ الشديد يقاسون انواع الشقاء وكذلك ظلها. فلئن كان اهل النار يقاسون الحر وتقرب منهم الشمس الا ان اهل الجنة في ظل دائم. فقوله وظلها يعني ان الظلال التي فيها دائمة لا تنقطع ثم قال تلك عقبة الذين اتقوا. اي هذا مآلهم واخر امرهم والعاقبة التي تعقب حياتهم الدنيا بينما اهل الكفر عاقبتهم اعاذكم الله منها هي نار جهنم ثم ذكر الله جل وعلا ان اهل الكتاب قد وقفوا موقفين من هذه الرسالة ومن هذا النبي ومن هذا الكتاب والوحي الذي جاء به فالذين تمسكوا بالكتب السابقة امنوا بهذا الكتاب لانه يصدق ما عندهم وما عندهم يشهد له. ولذا فهم يفرحون بما انزله الله في هذه الشريعة ليكون خاتما للشرائع بينما هناك طائفة من اهل الكتاب اصبحوا يتحزبون ويوجدون لانفسهم علاقات مع المشركين وبالتالي يمائلونهم ويجادلون ويجاملونهم في دعوى عدم تصديقهم لهذا الكتاب وانكارهم له. فقال والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك. فهذه طائفة بينما هناك طائفة من اهل الكتاب يتحزبون لجماعات واصدقائهم من المشركين وبالتالي ينكرون ظاهرا بالسنة ما جاء به هذا النبي مع انهم يعرفون صدقه ثم امر الله عز وجل نبيه بان يظهر اساس دعوته. وليكون ذلك منطلقا لكل اتباعه الى قيام الساعة. فقال انما امرت ان اعبد الله اه ولا اشرك به. فعباداتي لله وحده. لا اصرف شيئا منها لغير الله جل وعلا كائنا من كان وبهذا بين اصل شريعته والاساس الذي يدعو اليه. ثم قال اليه ادعو يعني اي انني ارشد الناس الى ان يعبدوا الله ويوحدوه والا يشركوا به شيئا مخلصا في ذلك لله. لا اريد جزاء من الناس لا ثوابا ولا شكرا وان كما اريد بذلك وجه رب العزة والجلال. واليه مآب. اي انني مقر بانني ساعود الى الله كما يعود جميع العباد الى الله ليحاسبهم على افعالهم بعض الشبهات التي وجهها المشركون الى النبي صلى الله عليه وسلم. كان من تلك الشبهات ان قالوا عندنا بعض اهل الكتاب ينكرون هذه الرسالة. فقيل لهم ما انكر هؤلاء صحة هذه رسالة وهذا الكتاب الا مجاملة لمن يتحزبون لهم. اما من كان تفهم من اهل الكتاب فانهم يفرحون بهذا القرآن ويصدقونه قالوا جاء لنا بملة جديدة وطريقة جديدة. فكان الجواب هذه الطريقة ليست بجديدة بل هي عبودية الله وحده الخالق الرازق المدبر سبحانه وتعالى قال طائفة انما اراد حظ نفسه واراد ان تعلو درجته وان يكون له مكانة ومنزلة فقيل لهم منهج هذه الدعوة انها دعوة الى الله ليست لاحد من الناس وبالتالي نقر ان مرجعنا الى الله جل وعلا قال طائفة لما نزلت بلغة العرب؟ ولم لم تكن بلغة الانبياء السابقين؟ فاجاب الله الله ذلك فقال وكذلك انزلناه حكما عربيا فكل نبي من الانبياء اختار له لغة قومه التي يتحدثون بها. ولكون لغة يا رب اوسع الالسنة واكثر اللغات مفردات اختار الله هذه اللغة لتكون اللغة لغة الرسالة الخاتمة قال بعضهم باننا نريد اشياء ولنا رغبات في امور فاستجب لنا في هذه الرغبات. فرد الله عليهم بان هذه الرغبات والاهواء اتباعها ضلالة السير على مقتضاها يجعل الانسان لا يحتمي من اقدار الله ولا يستطيع ان ان يجلب لنفسه نفعا. فلذا قال ولئن اتبعت اهواءهم. اي اذا سرت وفق رغباتهم وما يطلبونه منك بعدما جاءك من العلم في هذه وهذا الكتاب حينئذ ساء تبتعد عنك الخيرات وسيكون ذلك سببا من اسباب وصول انواع المضارين ولذا قال ما لك من الله من ولي؟ اي لن تجد احدا يواليك يجلب لك الخيرات والعواب اي لن تجد احدا يستطيع ان يدفع عنك اقدار الله المؤلمة. فالولي يجلب لك الخير والواقي يدفع عنك الشر اعترظوا واوردوا شبهة اخرى. قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم له زوجات وله ولاد ووصفوه بانه من ممن يرغب في الامور الجنسية الى غير ذلك من مما تكلموا به فرد الله عز وجل عليهم بان هذه سنة ماضية في انبياء الله عليهم السلام انهم يتزوجون ويرزقون بالذرية اذا قال ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وفي هذا من الفوائد والمنافع الشيء الكثير وذلك ان الناس يتزوجون ويكون لهم ذرية. فيحتاجون الى اسوة وقدوة يقتدون به في التعامل مع هؤلاء الزوجات والذرية. ولذا يكون امامهم سيرة نبيهم ليقتدوا به في ذلك. ثم هم يبلغون شرائعه في الخفية التي لا يطلع عليها افراد الناس فيكون هذا من اسباب نشر احكام هذا الدين وفيه من الفوائد جمع قبائل العرب وربطها برباط واحد. لتكون بمثابة القبيلة الواحدة لتمسكهم باخوتهم الايمانية من الشبهات التي اوردوها انهم قالوا نريد الاية الفلانية والعلامة الفلانية فاصبحوا يطلبون فاصبحوا يطلبون ايات على مقتضى طلباتهم. فرد الله عز وجل عليهم بان تحقيق هذه الطلبات ليس للنبي وانما هو لله عز وجل. فوظيفة رسول البلاغ والنذارة والبشارة. اما الايات والعلامات فهذه الى الله جل وعلا يعطيها من يشاء من انبيائه ولذا قال وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله كان من الاعتراضات ان قالوا بان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر بانه سينتصر على الكافرين وان الغلبة ستكون للمؤمنين. ونحن نشاهد حالنا اننا نحن الغالبون وان الامر بايدينا في هذه الدنيا. فرد الله عز وجل عليهم فقال قال لكل اجل كتاب انما هي اقدار قدرها الله عز وجل في بقيت محددة وبالتالي لا تستعجلوا وعد الله جل وعلا فانما وعد الله به ات لا محالة لكن قد جعل له وقتا وزمانا محددا. ومن شأن الله عز وجل ان يقدر من الاقدار ما يشاء. فيمحو ما يشاء ويثبت يثبت بت انتصار اهل الاسلام في اي وقت. ويمحو دولة الكفر وقواتهم وقدراتهم متى شاء وعنده يعني عند الله جل وعلا ام الكتاب اصل الكتاب اب وهو اللوح المحفوظ الذي سجلت فيه الاقدار والوقائع التي تقع الى قيام الساعة. ولذا قال الله لنبيه واما نرينك بعض الذي نعدهم. اي قد نجعلك ترى بعض موعود الله لهؤلاء الكافرين بالعذاب في الدنيا وبانتصار اهل الاسلام عليهم. وقد يتوفى الله نبيه لا يرى انتصار الاسلام في حياته ولكن يراه من بعده فان وظيفة النبي هي البلاغ. واما محاسبة الناس في الدنيا والاخرة. ومعاقبتهم في الدارين فهي الى الله جل وعلا. ثم قال الله او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها. يعني الم يشاهدوا ان الله يقدر ايا لم يشاهدوا ان الله عز وجل يقدر لاهل الاسلام الانتصار. متى تمسكوا وبدينهم فيتمكنون من اخذ الارض وجعل الاسلام هو السائد في فيها والم يشاهدوا نقصان دولة الكفر عندما يواجههن المسلمين الذين يتمسكون بدينهم اولم يروا اي الم يكن من شأن اهل الكفر ان كيف ان الله عز وجل يقدر اتساع رقعة دولة الاسلام؟ فالله ويأتي الى الارض وينقص دولة الكفر من اطرافها. والله يحكم اي ان امره ونافذ وقضاءه واقع لا محالة لا معقب لحكمه. اي لا يستطيع احد ان ينقض ما قدره الله عز وجل. وما جعله في الكون من سننه الماضية ومن ذلك انتصار اهل الاسلام على ضعف ما لديهم من فوار. والله جل وعلا الا هو الذي يحاسب العباد في الدنيا فيعطيهم ويقدر لهم من الاقدار. ما يتناسب مع اعمالهم في اوقات يسيرة متسارعة. ولذا قال وهو سريع الحساب قال قائل اننا نشاهد الكفار والمشركين. عندهم الخطط العظيمة وعندهم انواع التدابير الخفية. فرد الله فكيف ينتصر اهل الاسلام؟ عندهم منظمات سرية وعلى نية وعندهم وسائل اعلامية وعندهم تدابير كونية وعندهم وعندهم فرد الله عز وجل على من قال ذلك بان جميع هذه الامكانات التي كانت لديهم هي من تدبير الله لهم. والله هو الذي اعطاهم هذه الامكانات هو الذي جعلهم يفكرون هذه التفاكير ويخططون هذه الخطط. ولذا وقد مكر الذين من قبلهم اي من سبق هؤلاء من الامم السابقة مكروا المكر وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. ومع ذلك لم يغني عنهم مكرهم شيئا لما جاء قضاء الله وقدره الذي قدره عليهم. ومن هنا فلا تخشى من كرهم ولا تظنن ان مكرهم سيكون سببا من اسباب انتصارهم. ولذا فلله المكر جميعا. اي ان مكرهم انما هو قدر من اقدار الله. هو الذي علمها ان لهم هذا المكر وهو الذي امكنهم منه وهو الذي خلق خلقهم وخلق مكرهم وخلق الوسائل التي يستخدمونها في هذا في هذا المكر ولذا قال يعلم ما تكسب كل نفس فجميع افعال العباد من مكر وتخطيط وترتيب قوى معلوم عند الله جل وعلا. وبالتالي فلا بد ان نوقن صدق وعد الله جل وعلا ان العاقبة ستكون للمتقين. ولذا قال وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار. فمآل الامور ستكون لاولياء الله في الدنيا ولكنني اشكال ان من ينتسب الى الايمان لا يقوم ايمانه ولا يحقق هذا الايمان ولا ينصر الله تعالى في دينه ومن هنا يحصل الخذلان. قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم كان من مقالة هؤلاء الكافرين انكار الرسالة. قالوا هذا ليس برسول. يماثلنا في اجسادنا فكيف يفضل علينا بدعوى الرسالة انكار مجرد بدون ان يكون له بينة ولا برهان. فلذلك يقول الذين كفروا مرسلا فيرد عليهم اليس رب العزة والجلال؟ شاهد بحيث يعلم انني انسب اليه شرعا لو كنت فيه كاذبا لا يتركني الله عز وجل ولا يمكنني من الانتصار على اعداء فان الله يشهد دعوائد فان الله يشهد هادو دعوتي اليك ويشهد دعوتي للناس اجمعين ان يدخلوا في هذا الدين الذي ينسبه الى الله فلو كان كاذبا والله يشهده ويعلم حاله لن يتركه على تلك المقالة يكذب فيها على الله ومع ذلك يؤيده وينصره ولذا قال قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ثم اسند الى اهل الكتاب قال ومن عنده علم الكتاب فانهم يشهدون بصدق هذا النبي وبصحة هذه الرسالة فهذه الايات من اخر سورة الرعد. فيها احكام عدة. فمن تلك الاحكام الترغيب بالتقوى التي هي مخافة لله وطمع في فضله واستشعار لمراقبته حبة له تدفع العبد الى ان يقدم على الطاعات طاعات الله. وان يحجم عن معاصيه خوفا من عقوبته دنيا واخرة. وفي هذه ليات ان نعيم الجنة دائم لا ينقطع ابد الابد. وفي هذه الايات ان الفوز الحقيقي الكبير يرى العظيم هو فوز الاخرة للدخول في الجنان والسلامة من النيران وفي هذه الايات بيان ان المنصفين من اهل الكتاب يشهدون لصدق هذا النبي ويفرحون بما انزل عليه لكونه يصدق ما لديهم من الكتب السابقة. وفي هذه الايات ان من ينكر هذه الشريعة او بعضا منها انما ينكره من باب التعصب لما ينتمي له من احزاب وتوجهات. وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة وعدم جواز صرف شيء من هذه العبادات لغير الله. والاصل في اوامر ان تكون للوجوب. فلما قال امرت ان اعبد الله كان ذلك على سبيل التحتم بولي الزام وليس على سبيل الاختيار. وفي هذه الايات تحريم صرف شيء من العبادات لغير الله تعالى. واعتبار ذلك من الشرك وفي هذه الايات وجوب اخلاص النية في عمل الانسان وفي دعوته بحيث يقصد ان يرضي الله وان يحصل على اجر الاخرة. وفي هذه الايات ان اهل انما يدعون الى الله فلا يدعون الى جماعة ولا الى حزب ولا الى تنظيم ولا الى غيرها من المسميات. وانما دعوتهم التي يدعون بها العباد انهم دعوهم الى الله تعالى ليعبدوه وحده لا يشركون به شيئا وفي هذه الايات ان الاقرار بالبعث والحساب بعد البعث من اركان الايمان التي يجب الايمان بها وفي هذه الايات ان شريعة الاسلام المستندة الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بنيت على لغة العرب وان من اراد ان يفهمها على اصولها وعلى حقيقتها فعليه ان يعرفها لغتها الا وهي اللغة العربية وفي هذه الايات النهي عن اتباع الهوى المجرد ورغبات النفوس المخالفة لشرع رب العزة الجلال وفي هذه الايات التحذير من قبول طلبات الكفار والمشركين التي يطلبون فيها ان يتبع الناس اهواءهم وشهواتهم. ونحن نجد على مدار التاريخ ان هؤلاء الكافرين يشترطون على المسلمين ان يستجيبوا لرغباتهم واهوائهم وضلالاتهم الى زماننا الحاضر. فكم من ممارسة سيئة ومن اخلاق رديئة من تصرفات غير محمودة يريدون ان يعمموها على الناس وان يلزموا الخلق بها بل تطاول بهم الحال الى ان ارادوا ان يجعلوا الفواحش بانواعها. امورا قررت لدى العالمين اجمعين. وحينئذ يعلم العبد ان اتباع اهوائهم انما يجر على الناس السوء والشر في دنياهم واخراهم. ولذا قال الله من اتبع هواهم الضالة ما له من الله ما لك من الله من ولي ان يجلب الخير لك ولا واق. اي يقيك ويدفع عنك انواع الشرور. ومن هنا نعلم ان اتباع الاهواء هو في ورود الاقدار المؤلمة. وفي عدم حصول الخيرات والنعم. وفي مقابل هذا ان من اتبع العلم الذي جاء به نبي الله عليه السلام مما هذا في الكتاب والسنة فانه سيكون له ولاية من الله تجلب له الخيرات بها. وسيكون له وقاية من الله فيحفظ من انواع الشرور والاذى. يحفظونه من بين يديه ومن خلفه من امر الله وفي هذه الايات ان الله جل وعلا والى الرسل على الامم السابقة ليكونوا حجة على العالمين وفي هذه الايات ان الزواج طريق المرسلين والسنة المتبعة عند الانبياء عليهم السلام. ومن ثم من اراد ان يسير على طريقتهم فعليه ان ان يتقرب الى الله جل وعلا بذلك. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن فوائد هذه الايات ان الذرية نعمة من عند الله عز وجل. وليست وبالتالي يسعى الانسان الى تحصيل الذرية. ولكن عليه ان يتقي الله في وامرهم بالالتزام بشرع الله ويسعى لان يكونوا صالحين مصلحين لتتم النعمة بذلك وفيها واستدل بعض الفقهاء بهذه الاية على امر تعدد الزوجات والعلماء لهم في حكم تعدد الزوجات قولان مشهوران فيمن امن العدل فيمن علم من نفسه او غلب على ظنه انه سيعدل بين الزوجات. فطائفة قالت بانه من المستحبات. وهذا مذهب من اهل العلم ويستدلون عليه بهذه الاية. وبما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال تزوجوا تزوجوا عباد الله فان افضل هذه الامة اكثرها نساء وذهب طائفة من اهل العلم منهم فقهاء الحنابلة الى ان التعدد مع الامن من عدم العدل بين الزوجات يعد من المباحات وليس من المستحبات. وتقرير خلاف في ذلك مشهور في كتب الفقهاء وفي هذه الايات ان المعجزات التي تدل على صدق ما جاء به الرسل امرها الى الله جل وعلا. وليست على التشهي والطلب. الذي يكون من اعداء انبيائه قد قال الله تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. فبين معنى الذي من اجله لم يستجب لهم في ما طلبوه واخترعوه من الايات وفي هذه الايات ايضا بيان ان الله عز وجل سينصر اولياءه المؤمنين وان الغلبة ستكون لهم متى تمسكوا بدينه وساروا على مقتضى شرعه ناظروا في تاريخ هذه الامة يجدنها متاع عادت الى كتاب الله وتمسكت به كان ذلك من اسباب ازدهارها ونمائها وقوتها وشاهد هذا في زماننا الحاضر دولتنا في هذه البلاد حيث والى الله جل وعلا عليها الخيرات. وفي به الايات من الفوائد ان مهمة العلماء والدعاة هي ابلاغ هذه رسالة ودعوة الخلق وتوضيح احكام دين الله جل وعلا. واما الحساب وايجاد وايجاد العقبى الحسنة فهذه الى الله تعالى. وقد قال سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا. وفي هذه الايات ان وعد الله للمؤمنين ووعيده للكافرين في الدنيا وضع له وقت محدد لا يتقدم على زمانه ووقته وفي هذه الايات ايضا من الفوائد ان الله اذا قضى امرا فانه لا يستطيع احد من العباد ان يقف او ينقض حكم الله تعالى. وفي هذا قال لمذهب اهل السنة بان الله تعالى يخلق افعال العباد وبان ارادة العباد مرتبطة بارادة الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان تغيير الله للكون يأتي في ازمان سريعة بالنسبة لحساب الكون. ولذا فلا آآ تيأس من اقدار الله ان تكون عجلة فلا يهولنك ما يقدر الله في الدنيا فقد الله احوال الكافرين في اوقات يسيرة فتتغير قواهم لتكون ظعفا ويتغير ما كان عندهم من من انتصار ليكون هزيمة ومن ثم فلا يهولنك ما عند اعداء الاسلام من قوة فان الله جل وعلا اذا اراد ابطالها فعل وهو سبحانه قادر على تغيير احوال العباد وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية بان الله يورث الارظ لعباده المؤمنين المتقين المتمسكين بشرعه وفي هذه الايات ان خطط الكافرين وتدابيرهم الخفية ومكرهم كيدهم لا يجدي عنهم من الله شيئا. فان الامم السابقة قد مكروا ومع ذلك لم يجدي عنهم مكرهم شيئا. ومن طالع قدرة الله وايقن بان في الكون هو الى الله سبحانه لم ييأس من نصر رب العزة والجلال وفي هذه الايات ان الكافرين سيعلمون عما قريب. ان ستكون لاهل الايمان. ولذا قال وسيعلم الذين كفروا لمن عقب الدار استعمل السين التي تدل على قرب حصول ذلك. ولم يستعمل حرفا سوف وفي هذه الايات من الفوائد ان غاية ما مع المكذبين لنبيه الصادين عن دينه مجرد دعوى قولهم ان هذا الرسول ليس بمرسل بدون ان يكون عندهم برهان ولا بينة بل البينة تدل على خلاف قولهم وفي هذه الايات اظهار دليل عظيم ومعجزة كريمة تدل على صدق هذا النبي الا وهو انه نسب الى الله شرعا. فمكنه في الارض ومكن لاصحابه حتى بلغوا مشارق الارض في بلاد الصين وبلغوا مغارب الارض في بلاد الاندلس والله جل وعلا بحكمته اعدل من ان يجعل كاذبا عليه يبلغ هو واتباعه هذه المبالغ. وانظروا الى اثر هذا الدين. وكيف الله به احوال العالم اجمع. ومن امثلة هذا بلدكم هذا الذي تفدونه اليه كان بلدا كان ومثله مدينة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مواطن مقفرة كما ذكر اه في واد غير ذي زرع. ومع ذلك ساق الله لهم الخيرات. واوجد لهم الاجتماعات والمجتمعات العظيمة. وانظروا لما يعيشه اهل هذه البلاد من رغد المتكامل وعيش متناسق وخيرات متتابعة فله الفضل وله الثناء له الشكر بارك الله فيكم وبارك الله لكم واعقبكم العاقبة الحسنى دنيا واخرة جعل الله اخر امركم جنان الخلد. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يكفيهم شر اعدائهم وان يمكنهم في ارضه. كما نسأله جل وعلا ان شر المعتدين عن على اخواننا الذين يمنعونهم من اقامة الصلاة دونهم عن دين الله كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال هذه الامة وان يعيدهم الى دينه عودا وان يمكنهم من اعدائهم وان يجعل العاقبة الحميدة لهم عاجلا غير اجل. ونسأل جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يجزيهم خير الجزاء. وان يبارك فيهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا. هذا اخر هذا تفسير اخر سورة الرعد. ولعلنا في درسنا القادم باذن الله نبتدأ بتفسير سورة يوسف اعان الله جل وعلا على فهمها وادراك مقاصدها ومراميها واستخراج احكامها هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا