من اجل ان يثقوا فيكم قال ان تكون امة هي اربى من امة. يعني الاحتمال ان تكون جماعة ارفع درجة من الجماعة الاخرى. لماذا؟ لقيامهم بشرع الله. جل وعلا ثم قال الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وبعد فهذا درس اخر من دروس تفسير سورة النحل نعرض فيه لشيء من الايات التي تتحدث عن موقف الناس في يوم البعث وكيف تكون احوالهم وما هي امورهم التي يسيرون عليها ثم يذكر الله جل وعلا قواعد اوامر الشريعة ينوه بالتعليمات العليا التي جاءت بها هذه المباركة ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نستعرض لشيء من الآيات في هذه السورة العظيمة فليتفضل القارئ بارك الله فيه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويوم نبعث من كل امة شهيدا ثم ما لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون واذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم واذا رأى الذين اشركوا شركاء هم قالوا ربنا قالوا ربنا هذا شركاء الذين كنا ندعو من دونك فالقوا اليهم القول انكم لكاذبون والقوا الى الله يومئذ السلام وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا اه زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتابة بيانا لكل شيء وهدى وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد وتوكيدها ولا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله كفيلا ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة اثار من بعد قوة تتخذون ايمانكم قلم بينكم تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون امة هي انما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوق بما رددتم وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم يذكر الله جل وعلا في هذه الايات يوم القيامة بعد ان عرف الناس بشيء من النعم التي انعم بها عليهم في الدنيا واوجب عليهم ان يصرفوا هذه النعم التي هي من الله في مراضيه وبين ان وظيفة الرسل هي البلاغ. وان الحجة قد قامت على العباد ذكر احوالهم في يوم المعاد وما هي امورهم في ذلك في ذلك اليوم فبين انهم يوم القيامة يبعثون اي يحييهم الله بعد موتهم ليحاسبهم وحينئذ يجدون الامور كلها مضادة لهم. فاول ذلك ان هناك من يشهد عليهم بانهم لم يقوموا بامر الله يبعث الله من كل امة شهيدا يشهد عليهم ليكون ذلك اقوم في الحجة فانه لما كان الذي يشهد عليهم من جماعتهم ومن قومهم فمعناه ان ذلك الشاهد لن يشهد عليهم الا بالحق وثانيا لا يسمح لهم بالاعتذار لا يسمح لهم بالاعتذار ولا يؤذن لهم في ذلك وثالثا لا يمكنون من توجيه العتاب لغيرهم في ذلك اليوم ورابعا يرون العذاب الشديد بين اعينه امامهم وبين ايديهم. باعينهم امامهم وبين ايديهم وبالتالي يكون من شأنهم ان يستيقنوا ان العذاب لاحق بهم لا محالة وفي ذلك اليوم يوقنون بان العذاب لن يخفف عنهم ويوقنون بانهم لن يؤجل عنهم العذاب. فاذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا ايخفف عنهم ولا هم ينظرون. اي لا يؤجل العذاب عليهم ثم بعد ذلك يتبرأ هؤلاء بعضهم من بعض في ذلك اليوم. ولذا قال واذا رأى الذين اشركوا شركاءهم اي المعبودات التي زعموا انها تصرف العبادة لها ظنوا انهم اذا اشاروا الى معبوداتهم انه يخفف عنهم العذاب. فقالوا ربنا اهؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك كأنهم يقولون هؤلاء الشركاء سيدافعون عنا وسيحاجوننا سيحاجون عنا في ذلك اليوم فما كان من اولئك الشركاء الا ان تبرأوا منهم. فالقوا اليهم القول انكم لكاذبون فنحن لم نأمركم بعبادتنا وانما تجرأتم على الله فعبدتمونا بدون اذن منا ولا اذن من الله تعالى في ذلك الوقت تسقط الامور من ايديهم. ولم يبق لهم حجة. ولذا لا يكون منهم الا الاستسلام وهذا معنى قوله والقوا الى الله يومئذ السلم. اي استسلموا لامر الله عندما امر بهم ان يدخلوا في نار جهنم. وظل عنهم ما كانوا يفترون اي كذبهم السابق بان هذه الالهة تنفع وتضر وتحميهم اصبح هباء منثورا بمثابة من ضاع في الصحراء ولم يجد الطريق الذي يوصله للنجاة وظل اي ضاع عنهم ما كانوا يفترون اي كذبهم في الدنيا الذي كانوا يكذبون به على الناس فهذا شأن هؤلاء الكافرين. فيدخلون النار ذليلين لامر الله. لماذا لامور اولها انهم كفروا وثانيها انهم صدوا عن سبيل الله كانوا ممن اعرض في نفسه عن الاستجابة لامر الله وتوحيده ولم يكتفوا بذلك بل كانوا يمنعون الناس من الاستجابة لدعوة الحق ولذا زادهم الله من العذاب. فقال زدناهم عذابا فوق العذاب لماذا قال بما كانوا يفسدون فان قال قائل اين العدل وكيف يزاد عليه العذاب فيقال بكثرة من اتبعه في الباطل كونه قد منع الناس من الاستجابة لدعوة الحق فانه كما يأتي الانسان باجر من هداهم يأتي بوزر من اضلهم. ولذا يزاد عليهم العذاب يوم القيامة فهم كفروا في انفسهم وحاربوا الله ورسوله وصدوا الناس عن الاستجابة لدعوة الله وسبيله فكانوا للباطل وبالتالي كان عليهم من الاوزار مثل اوزار من كانوا سببا في ظلاله ثم لما ذكر الله انه سيبعث من كل امة شهيدا ذكر ان هذه الامة سيأتي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد عليها بانها قد بلغها الرسالة وقامت عليها الحجة. ولذا قال ويوم نبعث ذلك اليوم يوم القيامة نبعث اي نخرج في كل امة شهيدا يشهد عليهم من انفسهم يشهد عليهم من انفسهم لئلا يقولوا شهد علينا من يريد بنا السوء وانما شهد عليهم نبي من جماعتهم من امتهم وكان ممن يبعث شهيدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذا قال وجئنا بك شهيدا على هؤلاء هؤلاء منهم اجيبوا يحتمل معنيين هذه الامة فان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد على امته كما يشهد الانبياء السابقون على اممهم والمعنى الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد على الامم بان انبيائهم قد بلغوهم. فيشهد لانبياء الله بالبلاء لتلك الامم بانها لم تستجب لذلك البلاغ فانظر لبلاغة القرآن كيف اتى بهذه اللفظة على هؤلاء لتشمل جميع المعنيين ثم قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء بدأ يعدد خصائص هذه الشريعة كان من الخصائص انها كاملة انها كاملة فلا يوجد شيء لم يأت به شرع الله ودينه. بل حكمت على جميع الافعال بدون استثناء ولذا قال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء والامر الثاني ان هذه الشريعة مضبوطة بكتاب لا يحرف فهي باقية. الاول كاملة. والثاني باقية. ولذا قال ونزلنا عليك الكتاب كتاب والسالس انها ربانية من عند الله تعالى. ولذا قال ونزلناه والرابعة انها هداية فهي تهدي للحق والخامسة انها رحمة بالناس كافة والسادسة انها بشارة تبشر المسلمين بالعواقب الحميدة في الدنيا وفي الاخرة فانظر لهذا اللفظ الوجيز الذي اشتمل على خصائص الشريعة. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فما اعظم بلاغة هذا الكتاب وذكر الله جل وعلا بعد هذا انه قد امر بما يصلح واحوال الناس فانظر كيف كان لهذه الشريعة من الاثر الحميد كانت العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امة ضعيفة متفرقة يأكل بعضها بعضا عندهم الجوع الشديد مستدلون من قبل الامم فبدل الله احوالهم فوالى عليهم الخيرات اشبعهم بعد الجوع واغناهم بعد الفقر وجمعهم بعد الفرقة نصرهم بعد الذلة فما اعظم نعمة الله علينا بهذه الشريعة ومتى عاد الناس الى دين الله؟ وتمسكوا بشرعه كانت تلك النتائج العظيمة لهم فان الناظر في تاريخ هذه الامة يجد انها متى عادت الى الله كان الله معها فوالى عليها الخيرات. وفي هذا اشارة قيل عظيم نعمة الله بهذه الشريعة على هذه الامة. فان هذه السورة سورة النحل هي سورة سورة النعم ومن النعم ما انزله الله جل وعلا من هذا الكتاب وما بعثه وما بعث به هذا النبي الكريم فاشار الله الى القواعد الاساسية في تعاليم الشريعة. فمن ذلك قوله ان الله يأمر بالعدل ما معنى العدل؟ اعطاء الحقوق لاصحابها والامر هو الطلب الجازم الذي يأثم مخالفه وبالتالي فكل حق يجب ان يؤدى لاصحابه واعظم ذلك حق الله تعالى سبحانه وحقه بان يعبد وحده لا شريك له وان يطاع فلا يعصى وان يرجى ويخاف ويحب وتستشعر مراقبته ويتوكل عليه واما العدل مع رسوله فبطاعته و بتحكيمه بي عدم عبادة الله الا بما جاء به وبتصديقه في اخباره صلى الله عليه وسلم والعدل في حق العباد باعطائهم ما لهم من الحقوق وهذا الامر لمن وجه لم يذكر هنا لمن وجه كانه يشير الى ان الامر يشمل الجميع الصغير والكبير صاحب الولاية والمولى عليهم. القاضي والخليفة و الوزراء والموظفون كلهم داخلون في هذا اللفظ. ان الله يأمر بالعدل واما المعلم الثاني في اوامر الشريعة فالامر بالاحسان. بحيث يكون من شأن انسان ان يكون نافعا لغيره سواء كان احسانا في امر ديني بالدعوة والارشاد والنصح والتوجيه او كان احسانا في امور الدنيا على اختلاف امورها. ومن كان من اهل الاحسان الى ايباد احسن الله تعالى له ومما يدخل في الاحسان ان يحسن الانسان في عبادة الله بان يؤدي العبادة على اكمل وجوهها كان مما امر الله جل وعلا به ايتاء ذي القربى والقرابة هم من تربط الانسان بهم الرحم وذلك لان القرابة لهم حق افضل واحسن من حقوق غيرهم نص الله تعالى على القرابة من اجل تأكيد حقهم ومن جيلي صلتهم وبرهم فان ايتاد القربى لا يخلو اما ان يكون عدلا واما ان يكون احسانا. فهو داخل في ذلك لكن الله ذكر هذا الخاص بعد العام من باب التأكيد عليه وقوله ايتاء ذي القربى يدخل فيه جميع القرابة مهما بعدت صلة والقرابة بهم هذا في جانب الاوامر يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى واما في جانب النواهي فانه ينهى عن الفحشاء والمراد بالفحشاء عظائم الذنوب كالشرك الزنا والقتل والتكبر على الخلق قال ينهى عن الفحشاء والمنكر. والمراد بالمنكر المعاصي والذنوب فانها مما ينكر واما قال والبغي والمراد بالبغي العدوان على الاخرين سواء كان عدوانا عليهم في دمائهم او في اعراضهم او في دينهم بصدهم عن الاستجابة لامر الله تعالى انظر لهذه الاية البديعة التي اشتملت على قصر الفاظها خلاصة الشريعة. فيما تأمر به وفيما تنهى عنه ومن هنا فان الانسان ينبغي به ان يستشعر هذه المعاني. ثم قال على يعظكم اي يوجه لكم الموعظة التي تكون بها نجاتكم وسلامتكم لعلكم تذكرون. اي تتفطنون وتفهمون تعيدون ذكرى هذه الشريعة بعد فهمكم لما امر به وبذلك تحصل سعادتكم في الدنيا والاخرة ثم امر الله جل وعلا بامر عظيم الا وهو الوفاء بالعهود فقال واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم وهذا يشمل العهود مع الله والعهود مع الخلق ما هي العهود مع الله تشمل النذور وتشمل التزام الانسان بدين الاسلام وتشمل ايضا ما يكون من قضاء واجب او اداء واجب ثم قال واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها المراد باليمين الحلف والقسم بالله تعالى. فاذا اقسم الانسان وعلى فعل شيء من الطاعات وجب عليه ان يفعله وبالتالي اذا وكد الانسان اليمين بان يعقدها باسم الله تعالى متى تكون اليمين مؤكدة اذا عقدت باسم الله تعالى وهناك من قال بوجود اشياء مع اليمين تعظمها وتؤكدها ويمثل لذلك بالايمان بعد العصر واليمين يغلظ في لفظها قد قال بذلك طائفة ان هذا هو توكيد اليمين وفي الاية قال وقوله ولا تنقض الايمان بعد توكيدها الاصل في النقظ فك الشيء بعد ربطه وحل الشيء بعد عقده هذا يقال له النقض ولذا تسمى المحكمة العليا محكمة النقض. لانها تفك وتبعد وتزيل اثار الاحكام التي اصدرتها المحاكم الاولية قيل لا تنقظ الايمان اي لا تزيل اثرها بعدم التزام بمقتضاها وهذا كما يشمل اليمين يشمل جميع العهود وهكذا ايضا يشمل العقود التي يعقدها الانسان مع غيره فهي بمثابة الايمان قال وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. خوف العباد من الله تعالى فقال وقد جعلتم الله عليكم اي انتم يا ايها المتعاقدون جعلتم الله كفيلا عليكم وبالتالي عليكم ان تحذروا من مخالفة هذه الايمان وهذه التعاقدات التي عقدتموها ثم قال ان الله يعلم ما تفعلون. فان الله لا يخفى عليه شيء من احوال العباد. وسيجازيه فيهم على افعالهم ثم حذر الله جل وعلا من ان يؤدي الانسان اعمالا صالحة ثم يعود عليها بالابطال. والالغاء فان الانسان قد يتعب يتعب في الصيام يتعب في القيام ثم ما يفتى ان يزيل اجر ذلك الصيام باتيانه بمناقض للعمل الذي اه فاحذر ان ترد يوم القيامة خالي الوفاظ ليس معك شيء من الحسنات قال ولا تكونوا اي لا تتشبهوا تلك المرأة التي تغزل وتقوم بنكثه فهي تقوم باخذ الصوف ونحوه فتغزل منه شيئا لحوائجها. ثم بعد ذلك تقوم نقضي ما غزلته فاتعبت نفسها وافسدت التها وامضت شيئا كثيرا من عمرها. ومع ذلك كما هي فائدتها لا يوجد لها ثمرة ولا فائدة فهكذا يضرب المثل فيمن عقد اليمين بالله تعالى ثم لم يقم بالوفاء بتلك اليمين ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها. قامت بغزل ما لديها من الصوف. فلما كمل الغته ونقظته قال ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا. اي ان الانسان عندما يقوم النقض ثم بعد ذلك يقوم بالغزل ثم بعد ذلك ينقض فكأنه فعل مثل هذه المرأة التي تغزل ثم تقوم تطلب ثمنه ثم تقوم اهداءه فهذا مثل لي من نقض ما عاهد الله تعالى عليه حيث يحكم عليه بانه سفيه ولا يدرك عواقب الامور بالتالي نعلم معنى ما اراد الله تعالى بذلك. ثم قال تتخذون ايمانكم اي حلفكم وقسمكم تجعلونه دخلا بينكم. اي تحلفون للاخرين باليمين سبحانه وتعالى انما يبلوكم الله به اي هذا الفعل الذي فعله الكفار انما هو اختبار وابتلال ينظر من يصدق ويستجيب ومن ليس كذلك وبالتالي يحذر الانسان من ان يقسم اليمين ثم لا يبر بيمينه وانما عليه ان يلتزم اليمين. يتقرب بذلك لله تعالى لا ثم ذكر الله جل وعلا ان ما امر الله به من الشرائع له حكمة الا وهي ان الله يريد ان يبتلي العباد وكذلك من الحكمة ان الله اراد ان يتبين هل هذا هل هذا من الصابرين او ليس كذلك وايضا اراد الله جل وعلا ان يكون سببا من اسباب الفصل بين المتخاصمين في يوم القيامة من اجل ان يجازي كل واحد بالعمل الذي يؤديه. ثم ذكر الله جل وعلا ان تمايز الامم هو تدبير من الله وكما مايز بين الامم وجعلهم على مراتب فانه قادر على جعلهم مراتب فيما يتعلق بالهداية ولذا قال ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة على دين واحد ولكن لله حكم يظل من يشاء اي يجعله يستمر في غيه. ولا يعترضه ويهدي فريقا اخر فيرشده الى الحق. قال ولتسألن عما كنتم اي سيقف العباد بين يدي الله تعالى فيسألهم عن اعمالهم جميعا في اليوم الفلاني فعلت كذا وفي الساعة الفلانية وهذا يحتاج معه الى سجلات كثيرة ولكن لله حكمة وقد تكون سجلاته صغيرة ثم قال ولتسألن اي سيسألونكم عما اي عن عن الاطعمة التي كنتم تعملون ثم قال تعالى ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم. الايمان جميع يمين وهو القسم ومثله ما فيه التزام من مثل عقود المعاملات كالبيع والاجارة قال ولا تتخذوا ايمانكم ذكر اليمين ويلحق ما ماثل به من مثل العهود والعقود التي يعقدها الانسان مع غيره قال ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها شبه البقاء على الصراط المستقيم بالبقاء على الصراط الذي يضرب قال ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها. وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله فقوله هنا وتذوق السوء اي انه يلحق بكم المنظر السيء بما صددتم عن سبيل الله. اي السبب في ذلك والسبب في طمس قلوبكم ما كان عندكم من الذنوب والمعاصي. فقال بما صددتم عن سبيل الله اه اي عن الطريق الموصل الى رضوان الله. ولكم عذاب عظيم اي مضاعف فهذا هو معنى هذه الايات العظيمة التي اشتملت عليها هذه السورة ففي هذه الايات من الفوائد ان الله تعالى يبعث في كل على كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وفي هذه الايات تأثير الترف على حياة الانسان وعدم قبوله للحق وفي هذه الايات ان الشفاعة عند النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون الا باذنه وفي هذه الفوائد انقطاع الحيل والسبل التي يتمكن بها الكفرة من محاجة من يقابلهم وفي هذه الايات ان اهل التوحيد ينجيهم الله تعالى في ذلك الموقف العظيم وفي هذه الايات ان المشركين والكفار لم يعد من شأنهم الرغبة في مناقشة المسلمين ومن هنا عقدوا او تكلموا على من كان سببا في ظلالهم فالقوي اليهم القول انكم لكاذبون والقوا الى الله يومئذ السلم وظل عنهم ما كانوا يفترون اي ما كذبوا به الكذب الكبار فهؤلاء اقروا بالكفر واقروا بالكذب على الله فهذان عملان عظيمان وبالتالي لابد ان يكون له حكم في الشرع فالمقصود بان الله تعالى قد ذكر ان هؤلاء الكافرين ظلوا السبيل وبالتالي كانت لهم العاقبة السيئة بينما من كان يمتثل امر الله في ذلك سلم بل ارتفع درجته عند الله جل وعلا اه وقد وردت ايات تماثل هذه الاية كما في قوله جل وعلا ونزل كما في قوله فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض وفي هذه الايات ايضا من الفوائد والاحكام ان الله جل وعلا مايز بين العباد وفرق بينهم لمصالح تعود على المجموع وقوله ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها فانهم متى اتخذوا الايمان دخلا بينهم كان هذا من اسباب زيغ القدم. والمراد به على الصراط المستقيم قال وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم. فهذه قبر ناشئ عن عدم تحكيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وتذوق لان الذوق اقل من ان يدخل في جوفه شيئا وهذا على جهة التبكيت لهم كأنه يقال هذا العذاب الشديد الذي تتضرعون منه انما هو شيء يسير بالنسبة لبقية عذاب الله تعالى وقوله ولكم عذاب عظيم اي مؤلم موجع ثم قال تعالى ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا انما عند الله هو خير لكم ان كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير. ولعلنا ان نستعرض في هذه الايات من الحكم والاحكام في يوم اخر باذن الله جل وعلا على